نشرت صحيفة ذا ناشيونال قصة عائلتين إحداهما إماراتية والأخرى غربية جمعتهما علاقة حب حقيقية بعد أن تآلفت قلوب أفرادهما ليس بسبب علاقة قربى أو نسب بينهما، بل بسبب الأخوة في الرضاعة. وظهرت القصة للمرة الأولى حول العلاقة التي جمعت بين عائلة من المغتربين وقبيلة إماراتية في الصحراء قبل 7 سنوات، وتقول القصة إن اثنتين من الأمهات تنتمي إحداهما إلى العائلة المغتربة والأخرى إلى القبيلة الإماراتية أرضعت كل منهما طفل الأخرى لمدة شهر، وهي فترة كافية بحسب الدين الإسلامي لأن يصبح أبناء السيدتين إخوة بالرضاعة. ونتيجة لذلك، أصبحت إينوسيتا الإسبانية، أماً لـ 16 ابناً على الرغم من أنها لم تنجب سوى طفلين، كما أن أم أحمد حرم الشيخ سلطان بن علي الخاطري أصبحت أماً لابنين آخرين من الجنسية الإسبانية بالإضافة إلى أبنائها. وتقول السيدة إيوارت وهي تبتسم أثناء استعراض الصور القديمة: “لقد كانت الثقة والحب النقي ما جمع بين العائلتين، وعندما أجلس وأفكر في تلك الأيام، أشعر بأنها أجمل الفصول التي مرت في حياتي”. وكانت إيوارت قد حصلت عام 2009 على جائزة “سام ديل ميريتو” من قبل ملك إسبانيا مكافأة لها على جهودها في خدمات المعرفة الإنسانية والثقافية في الشرق الأوسط، حسب موقع سنيار. وعندما وافقت على إجراء مقابلة صحفية للمرة الأولى عام 2008 كان أبناؤها لا يزالون شباباً يافعين، لكنها الآن أصبحت جدة وباتت على استعداد لتأليف كتاب عن قصة حياتها. وستروي إيوارت في كتابها قصة عائلتها والمغامرات التي عاشتها في كل من ليبيا والمغرب والجزائر والمملكة العربية السعودية واليمن ولبنان والسودان، إلا أن القصة التي عاشتها في الإمارات هي الأكثر تأثيراً خلال مسيرة حياتها، وستحظى بالنصيب الأكبر من الاهتمام في الكتاب، حيث عاشت حياة البدو واستمعت إلى قصصهم التي لا تخلو من الطرفة والحب والحكمة. و تقول شما الخاطري التي رضعت من السيدة إيوارت عام 1987 : “عندما يسألني الناس هل صحيح أن لك اثنتين من الأمهات واحدة عربية والأخرى غربية أقول إن لي أماً واحدة، فكلاهما جزء واحد من قلب كبير”. وتضيف: “اتصل دائماً بـ “ماما إينون” للحصول على المشورة في الحياة وتربية الأطفال وكل شؤوني، فهي دائماً ما تنصحنا بالحصول على التعليم الرسمي وتناول الطعام الصحي والتأكد من الحصول على التغذية السليمة لنا ولأطفالنا”. القصة بدأت في عام 1984 عندما كانت السيدة إيوارت عالمة الأنثروبولوجيا متزوجة من جون إيوارت أو “بابا جون” وهو الملحق الثقافي في المجلس الثقافي البريطاني، وكان يعيش في دبي عندما قرر دراسة الآثار المترتبة على صناعة النفط في المجتمع الإماراتي. وتوجه جون إلى رأس الخيمة التي وجد أنها المنطقة الأكثر تماسكاً من حيث التنظيم الاجتماعي وطقوس الزواج وأساليب الشفاء وسباقات الهجن وغيرها من العادات الاجتماعية. واجتمع في أثناء ذلك مع سلطان الخاطري رئيس قبيلة الخواطر وعاش مع القبيلة وحاول تعلم عادات أهلها وارتداء ملابسهم وتناول طعامهم. ومنذ ذلك الوقت عاش جون وزوجته مع القبيلة، وتبادل الجانبان اللغات والثقافة والأفكار والهدايا، وبعد أربع سنوات كان من المقرر أن تنتقل أسرة إيوارت إلى السودان، وشعرت أم أحمد بالحزن بسبب هذه الأخبار، وكانت شما تبلغ من العمر شهراً واحداً و إدوارد ابن السيدة إيوارت يبلغ من العمر 7 أشهر. و طرحت أم أحمد على السيدة إيوارت فكرة غريبة، حيث قالت لها إنها تعتبر أطفالها كأبناء لها، لكن عندما يعودون في المستقبل وقد كبروا لن يكون الأمر كذلك، واقترحت عليها أن ترضع كل منهما طفل الأخرى ليكون أطفالهما إخوة إلى الأبد.البيان