"مورجان فريمان في مصر"، هي العبارة الأكثر تداولا بين متابعي مواقع التواصل الاجتماعي وبعض برامج "التوك شو" في ظل انشغال البقية بمتابعة أخبار انتخابات مجلس الشعب المصري. وهي العبارة نفسها التي تفاجأ بها الفنانون والنقابات الفنية أيضا، بل والسفارة الأميركية ذاتها. فقد كانت آخر من يعلم أن نجم هوليوود يتريض على مرمى حجر من مقرها على كورنيش النيل. صل مورجان فريمان إلى القاهرة، الأحد الماضي في زيارة إلى مصر لمدة 5 أيام، وذلك لتصوير مجموعة مشاهد في سلسلة الحلقات الوثائقية The story of god أو "حكاية الإله" الذي يقوم فيه بدور الراوي. كما يظهر مورغان في بعض مشاهد الفيلم إلى جانب مشاركته في إنتاجه. والعمل يتناول الأديان والطقوس الدينية في العالم، ويبحث فيه فريمان عن سر الخلق والمعجزات الدينية، والفيلم سيتم عرضه في عام 2016 على قناة "ناشيونال جيوجرافيك" و"ناشيونال جيوجرافيك ماندو" في الولايات المتحدة وفي 171 دولة أخرى مترجماً إلى 45 لغة. وقال فريمان عن الفيلم، في لقاء سابق، إنه مغامرة ملحمية ورحلة شديدة الخصوصية لاستكشاف الأسرار المقدسة. وحتى الآن، قام فريمان بزيارة الأهرامات وحي الحسين في القاهرة. وشارك بعض المواطنين جلستهم على قهوة "الفيشاوي" الشهيرة، وتجول في شارع المعز لدين الله الفاطمي. المفارقة أن أحدا من المواطنين البسطاء لم يتعرف على النجم العالمي. فتجول دون أن يلفت الانتباه. لكن الوضع كان مختلفا في جولته بالمتحف المصري. إذ تعرف عليه بعض موظفي المتحف. وكان في صحبة حراسة أمنية مشددة. وحاولوا التقاط صور تذكارية معه، لكنه رفض. الغريب أنه رغم ترتيب مورجان وفريقه الملحوظ للزيارة منذ فترة، وحتى وصوله إلى مطار القاهرة من صالة 4 المخصصة للطائرات الخاصة ورجال الأعمال، إلا أن هذا الخبر تفاجأ به الفنانون والمسؤولون عن الحركة الفنية في مصر. فقال أشرف زكي نقيب الممثلين لـ"الاتحاد" إنه قرأ خبر وصول النجم العالمي في المواقع الإخبارية مثل أي مواطن عاد، مشددًا على أنه كان يحاول الوصول له لإقامة احتفالية تليق بوجود فنان بقيمته. وطلب من وزارة السياحة أن تساعده في ذلك، لكن للأسف حتى هذه اللحظة لم يتمكن من الوصول إليه. لذا، تراجع عن إقامة الحفل، وأعرب عن استيائه من عدم حماس الأجهزة الرسمية المعنية لتوفير وسائل اتصال بمورجان وغيره من النجوم العالميين الذين يزورون مصر. كما أبدى المخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية غضبه من عدم اهتمام الجهات التي استقبلت فريمان في مصر بتقديم أي معلومات بشأن حضوره، لكنه أبدى سعادته بالزيارة. الأمر لم يتوقف عند حد عدم معرفة النقابات الفنية بهذه الزيارة فقط، إنما كذلك السفارة الأميركية، إذ أكد مكتب الملحق الثقافي بالسفارة أنهم لا يمتلكون أي معلومات بشأن زيارة مورجان فريمان في القاهرة، ولا يتابعون حتى خطواته، كذلك لم يتم الاتصال به للاطمئنان عليه، وهو ما أكدته أيضًا نهال رزق المستشارة الإعلامية للسفارة، موضحة: ليس لنا أي علاقة بالزيارة، مشيرة إلى أنها زيارة خاصة، ليس لها أي علاقة بالجهات الحكومية، وبالتالي فلا تعني السفارة في شيء. وذكرت أن النجم العالمي حضر بطائرته في صالة الطائرات الخاصة وهو ما يشير إلى أن جهة سيادية ما وراء حضوره وترتيب برنامج الزيارة لتصوير مشاهد فيلمه في مصر. ووسط كل هذه الأجواء، أعلن عبد الستار فتحي رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أنه لم تصله أي أوراق رسمية بشأن الحلقات الوثائقية التي يسجلها فريمان في القاهرة، ولكن وفقًا للمعلومات التي تابعها وتم نشرها بخصوص هذه الحلقات فإنه سيمنعه من تصوير أي مشاهد لسببين الأول أنه لم يأتي أحد أفراد فريق العمل يطلب استخراج تصاريح التصوير من الرقابة، والثاني موضوعه الذي يناقش الأديان السماوية دون أن تقرأه الرقابة. وهو الموقف الذي اعتبره كثير من الفنانين مهين لنجم بحجم مورجان فريمان (78 عاما). وطالب فنانون منهم هاني عادل، ومدير التصوير كمال عبد العزيز، والمخرج محمد حمدي، بإتاحة مزيد من التسهيلات لتصوير أعمال أجنبية في مصر للتأكيد على أنها بلد آمنة، بما في ذلك من دخل مادي كبير سيعود إليها. وعلى الرغم من حالة التكتم التي تحيط بزيارة فريمان، إلا أن الوحيدة التي استطاعت التقاط صورة لها معه كانت النجمة الشابة ياسمين رئيس.الاتحاد