الثراء لا يتعدى كونه طريقة في التفكير. ربما يجد الكثير من الناس صعوبة في قبول النقاط التي سنتحدث عنها لاحقا لكن الحقيقة تظل أن الأثرياء يرون العالم من منظور يختلف عن رؤية الناس العادية. من المهم التفكير في العقلية وراء هذه الأفكار بما أن الثراء ليس فكرة سيئة بأي حال. هذه هي الطريقة التي ينظر بها الأثرياء للعالم من منظور مختلف: 1- الأثرياء ينظرون بإيجابية للعالم المحيط بهم في حين أن الناس العاديين يتهمون العالم المحيط بالتسبب في مشاكلهم. اعتاد الأثرياء على أن يتحكموا في العالم المحيط بهم، وهم يعلمون أن هناك الكثير من العيوب الموجودة بالفعل لكنهم لا يفكرون فيها كثيرا. في الواقع هم يبذلون جهدا لإصلاح الجوانب التي بإمكانهم إصلاحها ويتصرفون بمسؤولية تجاه ما يحدث لهم. بينما يقدم الناس العاديون أعذارا ويستخدمون كلمة "لو" كثيرا. يشيرون دائما لهذا أو ذاك بوصفه سبب المشكلة في حياتهم. يعتقدون أنهم مظلومون دائما ويحاولون أن يلعبوا دور الضحية من حين لآخر. 2- يعتقد الأثرياء أن الفقر هو سبب كل البلايا في حين يعتقد الناس العاديون أن المال هو سبب كل البلايا. يعرف الأثرياء أن الفقر يمكن أن يسبب ألما كبيرا للإنسان، ويعلمون أنه إذا تم التخلص من الفقر أو إذا لم يعد في الصورة فستحرز البشرية تقدما أكبر. بالنسبة لهم المال ليس شرا، بل يعتبرونه وسيلة للوصول إلى غاية وهي تحقيق كل ما يريدونه في الحياة. ربما لا يضمن المال السعادة لكنه يجعل الحياة أسهل وأكثر راحة. في حين يعتقد الناس العاديون أن المال هو سبب كل الشرور وأن الأثرياء غير شرفاء وطماعون. لا يرون المال بكينونته الحقيقية أي بصفته وسيلة لتحقيق المزيد من الحرية، بل يرونه سببا للكثير من المتاعب التي يعاني منها الإنسان. يزدرون المال لأنهم يرون أنه يأتي بثمن باهظ جدا. 3- الأثرياء يؤمنون بالعمل في حين أن الناس العاديين ينتظرون الصدفة. يرى الأثرياء أن على المرء أن يجتذب الفرص من خلال العمل الشاق وأخذ خطوات للأمام. وهم لا يؤمنون بالمقامرة والصدف أو اليانصيب حتى يصبحوا أكثر ثراء. إنهم يسعون لحل المشاكل أو لإضافة قيمة للعالم المحيط بهم. ليس هناك جدوى من الانتظار للصدف أوالحظ. بينما ينتظر الناس العاديون الصدفة والحظ. يؤمنون بالمسابقات التي تحقق الثراء السريع وكذلك باليانصيب. وبدلا من العمل على تحسين فرصهم ينتظرون الصدفة لتغير كل شيء. 4- الأثرياء لا ينظرون للتعليم الرسمي بصفته طريقا مباشرا للرخاء، بينما يرى الناس العاديون التعليم الرسمي هو كل ما يحتاجه المرء ليصبح ثريا. يعلم الأثرياء أن المرء يحتاج لما هو أكثر من التعليم الرسمي لتحقيق النجاح في الحياة. وفي واقع الأمر يتعين على الكثير من الأثرياء بذل جهد كبير لاكتساب معرفة بعينها ليصلوا إلى المكانة التي هم عليها الآن. الأثرياء لا يرون العالم من منظور واحد بل من زوايا عديدة تساعد على تحقيق الرخاء بوسائل متنوعة. فالأمر بالنسبة لهم لا يتعلق بالوسيلة، بل بالغاية. الناس العاديون مصرون على فكرة أن تحقيق الثراء أو الشهرة لا يحدث إلا من خلال الالتحاق بمؤسسة تعليمية مرموقة. لكن هذا التفكير يحصر مواهبهم وقدراتهم.​الاتحاد