قال جيرمي كلاركسون، المقدم السابق لبرنامج السيارات الشهير "توب غير"، إن فصله من برنامجه "ترك فراغا كبيرا" في حياته. فما هو إذاً شعور الآخرين عندما يفقدون وظائفهم على نحو مفاجئ؟
عادة ما تكون مشاعرنا وانفعالاتنا أكثر قوة عندما تتعرض وظائفنا للخطر، وقد حدث ذلك مؤخرا في فرنسا على وجه الخصوص، عندما تعرض مسؤولان تنفيذيان من شركة الطيران الفرنسية "إيرفرانس" إلى هجوم من عاملين غاضبين بالشركة.
مزق العاملون بالشركة قميصي المسؤولين، بعد أن تحولت محادثات المسؤولين مع العاملين، بشأن خطط ترمي إلى تسريح 2,900 عامل بالشركة، إلى عراك لا يخلو من عنف.
فقد اقتحم مئات العاملين الغاضبين مقر الشركة الرئيسي في حي "رواسي" عندما فشل الاجتماع وتحول إلى فوضى، مما دفع زافيي بروسيتا، مدير الموارد البشرية، وبيريه بليسونير، مسؤول كبير بالشركة، إلى الفرار من حشود العاملين وتسلق أحد الأسوار للهرب منهم.
وربما يكون ذلك رد فعل متطرف، لكن سواء ألغيت وظيفتك، أو طُردت من العمل، ماذا سيكون رد فعلك إذا اكتشفت
فجأة أنه لم تعد لديك وظيفة؟
توجهنا إلى موقع "Quora" (كورا) للأسئلة والأجوبة، للتعرف على شعور المرء عندما يطرد من وظيفته.
الواقع يؤلم حقا
كتب المستخدم مارك لونغ يقول: "إن الأمر يبدو وكأنك في عالم مختلف، وكأنك منعزل عن الواقع- ولم أستطع أن أصدق ذلك".
ففي لحظة ما، بدت الأوضاع في شركته تتحسن، وأجريت له مقابلة عندما تقدم لمنصب المدير التنفيذي للشركة، لكن في وقت لاحق وجد نفسه خارج الشركة.
يقول لونغ: "فجأة، وبعد أيام قليلة، استدعوني وقالوا لي 'لقد قررنا أنك لست شخصا مناسبا للشركة، وأمامك 15 دقيقة لتغادرها'، هكذا بهذه البساطة".
وكتب لونغ يقول إنه مر بفترات من "الألم، والغضب، والحزن، والشعور بالذنب، والإذعان، والقبول، وبعد ذلك عدت واقفا على قدماي".
وحصل لونغ على وظيفة أخرى، لكن بعد أن استغرق ذلك وقتا طويلا. كما يقول إن الأمر استغرق منه وقتا أيضا "لبناء ثقتي بنفسي مرة أخرى".
"مفاجأة، لقد ألغي بريدك الإلكتروني"
بالنسبة للبعض، تتولى الأجهزة في الشركة بالكامل مهمة فصل العاملين. فقد كتبت المستخدمة إيفا لين تقول إنها كانت ذات يوم تجلس في اجتماع أسبوعي معتاد عندما تلقت تنبيها على بريدها الإلكتروني يخبرها أن حسابها الخاص بأحد الأنظمة الداخلية للشركة قد "أوقف بنجاح".
أعادت لين انتباهها إلى الاجتماع مرة أخربعد أن قررت أن ذلك ربما يعود إلى خلل ما في ذلك النظام، وعندما كانت في منتصف عرض بعض أفكارها في الاجتماع ظهرت أمامها رسالة تنبيه أخرى، ثم رسالة ثالثة. بعد ذلك تتابع سيل من الرسائل التي تصدر عن ذلك النظام الإلكتروني بالشركة.
تقول لين: "تم وقف بريدي الإلكتروني الخاص بالشركة، لكني كنت لا أزال أستطيع أن أصل إلى بريدي الإلكتروني الشخصي. كانت هناك رسالة تظهر في مقدمة صندوق الوارد لدي من أحد أقسام الموارد البشرية بالشركة. كانت الموظفة التي كتبتها تعبر عن فهمها بأن عقدي مع الشركة قد انتهى".
وتضيف: "كان ذلك خبرا جديدا بالتأكيد بالنسبة لي. فمن الواضح أنني كنت آخر من يعلم أنني لم أعد أعمل بالشركة".
"رد فعل متأخر"
بالنسبة للبعض، يكون إعلامهم بنهاية وظيفتهم عبر كتابة ذلك على أحد جدران الشركة، لكن بالنسبة لآخرين تستغرق خسارة الوظيفة وقتا أطول لينتشر الخبر.
كتب سومان ساركار، الذي يعمل في قسم إدارة المنتجات بإحدى الشركات، يقول إنه علم بمجرد دخوله الغرفة مع مديره أنه على وشك أن يُفصل من العمل، وفي "أقل من 120 ثانية (لاحقا)، كنت خارج الشركة مع شعور كامل بالفراغ".
كان من المفترض أن أذهب إلى مدينتي، وأقابل زوجتي التي كانت في آخر مراحل حملها في أول مولود لنا. كنت أصرخ بداخلي طوال الطريق، ولم أستطع أن أفشي الخبر لأي شخص في البيت".
وأوضح ساركار أنه بسبب أن العائلة والأصدقاء كانوا فرحين جدا بذلك الحمل، "لم أشعر أنني قادر على التحدث إلي أحد بخصوص فصلي من العمل".
بعد ذلك، "كنت أتظاهر كل يوم أنني أذهب إلى العمل ولعدة أسابيع، حتى وجدت وظيفة أخرى، وكان ذلك في نفس اليوم الذي استقبلت فيه أول مولود لنا".
در مع الأمر حيث يدور
بالنسبة لبعض العاملين، قد يكون الأمر أقل من كونه حدثا كبيرا. يقول جوزيف وانغ، مدير سابق لأحد البنوك الاستثمارية: "الفصل من العمل ليس إلا مجرد يوم آخر في العمل بالنسبة لي".
ويضيف:"إنه أمر يربك جدولك قليلا، لكنه ليس إلا أحد الأمور المزعجة التي ينتهي بك المطاف بالتعامل معها في عالم الأعمال والتجارة، ودائما ما كنت أترك مثل هذه الاجتماعات (النهائية) وأنا في حالة مزاجية جيدة جدا".
وكتب وانغ مفسرا ذلك بالقول إنه في كل مرة يُفصل فيها من العمل أو يُطلب منه أن يستقيل، "كان الأمر يبدو أكثر صدمة بالنسبة للأشخاص الذين يفصلونني".
وأضاف: "أنا شخص مشغول جدا، وإذا وجدت أنني لن أحصل على راتب من شركة ما، فستكون مهمتي هي أن أعثر على ذلك الراتب في شركة أخرى".BBC