التقط المصوّر ديرون فيربك برفقة غطاس تحت المياه صورة بغاية الروعة والتأثير والمأساوية في آن واحد. كان ذلك في وقت سابق من هذا العام قرب جزيرة كبيرة في هاواي. فيربك أطلق على الصورة اسم "الموكب" والتي تظهر حوتاً يحمل حوتاً صغيراً ميتاً في فمه برفقة اثنتين من الإناث في رحلة تشييع خاطفة للأنفاس. كتب فيربك على صفحته في فيسبوك "يوجد العديد من التقارير التي تشير الى أن الحيتان والدلافين كثيراً ما تُظهر سلوكاً حزيناً في تشييع صغارها، ولكنها المرة الأولى التي تُشاهد وهي تفعل ذلك، مشهد بغاية الجمال والألم في آن واحد وأنت ترى الحيتان تسبح ببطء، وهي تودع صغيرها إلى مثواه الأخير". في ذلك الوقت كان فيربك يعمل مع مصور لقناة "ناشيونال جيوغرافي" براين سكيري قبالة سواحل كالوا كونا، والذي علق على الصورة قائلاً إنه كان وفيربك يشهدان شيئاً استثنائياً: "شعرت بأنني متطفل على لحظات مهيبة، أخذت عدة لقطات ثم تركتهم صاعداً ومنشغلاً بالصور التي في متناول يدي". أضاف فيربك قائلاً في منشوره إنه تم التعرف على الحيتان الثلاثة من قبل العالم البيولوجي روبن بيرد بأنهم من سلالة واحدة. وبحسب بيرد فإن الصورة تُظهر بحسب الترتيب من الأعلى إلى الأسفل أن الحوت الأعلى هو الأم للحوت الذي في الأسفل، رغم عدم وجود أدلة جينية واضحة إلا أنهم كثيراً ما شوهدوا معاً منذ عام 2008، ويعرف عن إناث الحيتان أنها تبقى جنباً الى جنب مع أبنائها طوال الوقت، والصغير الميت قد يكون الأول من سلالة الحوت السفلي، أما الحوت الذي يحمل الصغير فقد يكون أباه البيولوجي وقد لا يكون، وفقاً لما أثبته الكشف الجيني فقط. وتُظهر الأبحاث أن الثديات البحرية والدلافين كما البشر تُبدي حداداً على أمواتها. وفي بريد إلكتروني أُرسل الى "هافينغتون" من ماليا تشو، المسؤولة عن المحمية الوطنية البحرية للحوت الأحدب في جزر هاواي، تؤكد أنه أمر شائع بين الحيتان ذات الأسنان والدلافين أن تُظهر هذا السلوك إذا جُرح أو أصيب أو مات أحدها. كما أظهر في وقت سابق من هذه السنة قبالة الساحل الغربي لإيطاليا شريط مصور دلفيناً يحاول إعادة إحياء دلفين صغير قد فارق الحياة. وشُوهد أيضاً الشهر الماضي في نيوزيلندا أنثى حوت من النوع القاتل تحمل صغيرها الميت لمدة 22 ساعة قبل أن يتم إبعادها عن جثته. ويُظهر الفيديو أدناه سلوكاً مشابهاً لدى حيتان الزعانف القصيرة في بحر الفلبين الغربي من تينيان، واحدة من الجزر الرئيسية الثلاث للكومنولث لجزر ماريانا الشمالية.هافينغتون بوست عربي