لا بد أن معظم عشاق الأفلام والمسلسلات الملحمية سمعوا بمسلسل الفنتازيا الملحمي Game of Thrones، حيث الخيال والمعارك والصراعات هي الأساس. ويتناول المسلسل من خلال شخصياته الغامضة قضايا عدة؛ كالمطبقات الاجتماعية، والحروب الأهلية، والجنس، والجريمة وعقابها، والولاء، والعدالة. وحقق المسلسل أرقاماً قياسية في نسب المشاهدة، كما كوّن مع مرور الوقت قاعدةً جماهيريةً واسعةً في كافة أنحاء العالم، إلى جانب نيل إشادة النقاد رغم وجود مشاهد العنف والتعري التي تشكّل ناحية سلبية في المسلسل. وقد لا يعرف البعض أن المسلسل مأخوذ عن سلسلة روايات A Song of Ice and Fire لمؤلفها جورج آر.آر مارتن، ويقصد به معنى مجازياً يرمز الصراع بين الموتى والتنانين. ومع كل موسم من مواسم Game of Thrones، يلحظ المتابع أن المسلسل بدأ يأخذ مساراً مغايراً لمسار سلسلة الروايات. بل إن مارتن كشف عن موت شخصيات لم تمت في الروايات، وقد صورت الفصول الخمسة مبنية على الرواية بمعدل 0.8 دقائق للصفحة. واعتمد الجزآن الأول والثاني على الجزء الأول والثاني من سلسلة روايات A Song of Ice and Fire، والمعنونين بـ A Game of Thrones وA Clash of Kings، إلا أن الموسم الثالث من المسلسل اكتفى بالنصف الأول من الجزء الثالث: A Storm of Swords. ويأتي الموسم الرابع من المسلسل، والذي عرض في النصف الثاني من 2013 مكملاً للجزء الثالث من السلسلة القصصية، إلى جانب عرضه متفرقات من الجزء الرابع A Feast for Crows، والخامس A Dance with Dragons. وفي الجزء الخامس من المسلسل، أصيب جمهور مسلسل Game of Thrones بصدمة كبيرة بعد مقتل جون سنو، في مخالفة للمعايير المعتمدة في الرواية الأصلية لمارتن بجزأيها الرابع والخامس، بانتظار الجزء السادس The Winds of Winter. الجدير بالذكر مارتن استلهم الرواية بأجزائها الخمسة من “حرب الوردتين”، التي دارت على مدار ثلاثة عقودٍ حول الأحقية بعرش إنكلترا بين عائلة لانكاستر ويورك، واستلهمها كذلك من سلسلة الروايات التاريخية The Accursed Kings لمؤلّفها موريس دريون. وتلقّى مارتن ثناءاً من النُقّاد عن سلسلة رواياته وعبقريته في خلط موضوعات الرواية، وتصويره للمرأة والدين، وخلط العالم الواقعي بالسحري. كما امتدحوا أسلوبه والتنوّع في أحداث الرواية، والإثارة التي يوقعها في نفس القارئ، مع تحفظهم على إسرافه في استحضار الجنس والعنف في سلسلته.huffpost