لم تكتمل فرحة مدخني حشيشة الكيف في الولايات المتحدة بشرعنة بيعها وحملها في عدد من الولايات لاغراض “الترفيه” بعدما كانت تعتبر منتجا غير شرعي لعقود من الزمن ويعاقب حاملها ومستخدمها بالسجن وبقضاء فترات في المصحات للعلاج من الادمان.
فزراعة القنب الهندي أو ما يعرف في بلاد العم سام باسم “الماريجوانا” تواجه حاليا مشكلة كبيرة ناتجة عن التاريخ الطويل لمنعها واعتبارها غير شرعية هي مشكلة الآفات المجهرية كالعفن وبعض الحشرات التي تقضي على محصول العام الأول من شرعنتها.تنتقل “الماريجوانا” الشرعية من الأقبية والغابات النائية إلى المستودعات والحقول التجارية، لكن مسببات تلفها كالعفن والعناكب والعث أحدث خسائر للمزارعين تقدر قيمتها بملايين الدولارات فلجأوا لاستخدام مواد كيماوية صناعية لمكافحة الآفات ما خلق بدوره مشكلة صحية للمستهلكين مع تنوع استخدام هذه النبتة التي يقوم البعض بتدخينها فيما يأكلها آخرون وغيرها من الاستخدامات.وتقوم الحكومة الفدرالية بتنظيم استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، في الوقت الذي لا تزال فيه الامريكية تعتبر حشيشة الكيف محصولاً غير شرعي، ما يسد طريق المساعدة أمام المزارعين، حتى أن الخبراء الكيمياء والزراعة لا يستطيعون توفير حلول لهذه الأزمة، ما يخلق اختلافاً وخلافا بين المزارعين حيال كيفية مكافحة هذه الآفة.وبدأ المسؤولون في الدول التي تشرع استخدام وزراعة “الماريجوانا” بصياغة قوانين تنظم استخدام الكيماويات لمكافحة الآفات والحشرات التي تضر بالمحاصيل.وعلى الرغم من عدم تأكيد التقارير أن استخدام المواد الكيماوية في زراعة القنب الهندي يسبب الأمراض للإنسان، إلاّ أن غياب الدراسات التي توضح المستويات الآمنة لاستخدام المبيدات في هذه المنتجات الزراعية التي تستخدم أيضا في إنتاج الكثير من الأدوية والعقاقير يثير مخاوف جمة.
وقد قامت ولاية “دنفر” في الربيع الماضي بحجر عشرات آلاف شتول “الماريجوانا” في أحد عشر مرفقا بعدما اشتبه مراقبو الصحة بأنها تعرضت لمبيدات حشرية غير مصرح بها… لؤيتم بعد فترة تحرير قسم منها أظهرت الاختبارات سلامتها، إلا أن اثنين من المنتجين قاما بإتلاف نباتاتهم طواعيةً ولا يزال مخزون ثمانية مزارعين في الحجر. أما في ولاية أوريغون فتوصل تحقيق أجرته صحيفة “أوريغونيان” في يونيو/حزيران الماضي إلى وجود مبيدات تتجاوز الحدود القانونية على المنتجات التي تتفاوت من براعم حشيشة الكيف إلى الزيوت المركزّة، كما كُشف عن مبيدات أخرى لا تخضع لقوانين الولاية. وكانت وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة التي تحدد أنواع المبيدات المصرح بها وأنواع المحاصيل قد أخطرت السلطات في ولايتي كولورادو وواشنطن بأن بإمكانهم التقدم بطلب لامتلاك كيماويات خاصة بالقنب الهندي ليتم الموافقة عليها تحت مسمى “تسجيل لحاجة محلية خاصة” إلا أن إعتماد هذا الإجراء قد يستغرق سنوات. وتطلب ولايتا كولورادو وأوريغون من بائعي بالماريجوانا إخضاع نباتاتهم لاختبار مبيدات وملوثات إلا أن أنظمة الاختبار ليست مثالية كما ذكر تحقيق “أوريغونيان” كما أن كولورادو لم تقم بمتطلبات الاختبار حيال النباتات المخصصة لبيع التجزئة نظراً لحالات التأخير التنظيمية. ولا زالت ولاية واشنطن تعمل على سن قواعد المبيدات الخاصة بها، إلا أن كاليفورنيا التي تعتبر أكبر منتج للقنب الهندي في البلاد لا تمتلك أي لوائح تنظيمية حيال زراعة هذه المادة لأغرض تجارية، فيما تؤكد تقارير الخبراء أن كلفة اختبارات المبيدات الحشرية أعلى مما يتخيله البعض. وقد أدى التواني عن إجراء هذه الاختبارات إلى طمأنة المزارعين المخادعين حيال استخدام مواد كيميائية محظورة لضآلة فرص توجيه إتهامات لهم أو محاكمتهم بموجب القوانين المرعية الإجراء. لكن خبيرة في شؤون الحشرات والمبيدات الحشرية تلفت الى أن أي وكالة فدرالية لن تقوم بالاعتراف بهذا المحصول كمحصول شرعي، فالمنظمون للقوانين يقومون بدفن رؤوسهم ما يحوّل كافة المعلومات المتعلقة بآفات المحاصيل إلى دردشات وثرثرات على الانترنت، وتطرقت الى أحد المنتجات الموجودة في الحجر في دنفروالتي تقول أنها تعرضت لمبيد الفطريات Eagle 20EW المستخدم بشكل واسع في محاصيل العنب إلا أنه يغدو خطيرا عندما يتعرض للحرارة ويمنع استخدامه على محاصيل التبغ. يذكر أن لا وجود لأي بحث يثبت ما إن كانت مبيدات الفطريات آمنة لاستخدامها على المحاصيل التي يمكن أكلها.CNBC