يؤكد تقرير أن السبب الحقيقي الذي يجبر عادة الموظفين الموهوبين على ترك وظائفهم هو المدير، وذلك من خلال اتباعه سلسلة مواقف تجعل بيئة العمل لا تطاق.
باستطاعة المديرين أن يجعلوا بيئة العمل ناجحة أو مدمرة، من خلال قواعد السلوك التي يفرضونها في العمل، مثل ترويج الشائعات وإهمال التدريب المطلوب للموظفين أو توفيره، وعدم تزكية الشخص الأكثر تأهيلاً للحصول على ترقية وظيفية.
واستعرضت "بي بي سي" رأي خبيرين نشرا مقالين على موقع "لينكد-إن" المعني بالأمور المهنية والسير الذاتية. تعامل قاسٍ يقول "برايان دي هافّ"، المدير التنفيذي لشركة "Aha!":" يتعامل أي مدير مع أعضاء فريق عمله بطريقة قاسية في أغلب الأحيان"، مضيفًا "لكن من المؤكد أن التعامل الفعال عبارة عن عملية تبادل ومشاركة للآراء.
أما في الواقع، فينبغي على المديرين وغيرهم من ذوي مراكز المسؤولية أن يضعوا سقفاً أعلى لهذا النوع من التعامل بقسوة، حيث يتوجب عليهم إدراك مسؤولياتهم ليكونوا مثالاً يحتذى به في سلوكيات العمل".
وأكد أنه يتوجب على المديرين وذوي المراكز القيادية في أي مؤسسة أن يكونوا نموذجاً إيجابياً، وذلك بالتأمل قبل التحدث، وأن يختاروا كلماتهم بحكمة، وفقًا لدي هاف، الذي ذكر ثلاثة أمور ينبغي لأي مدير ذكي أن لا يقولها على الاطلاق. و أضاف "دي هافّ": "أتتخيل ما سمعته؟
يشعر المديرون أحياناً بالوحدة في مكاتبهم، وربما يعمدون إلى تبادل الشائعات مع بقية الموظفين لخلق علاقات رفقة بالعمل. رغم ذلك، ليس هناك مجال لترويج الأقاويل في مكان العمل حتى لو كان لبناء صداقة حميمة".
ويضيف: "ترويج الشائعات يهدم الثقة التي تحاول بناءها مع أعضاء فريق عملك، ويبيّن عدم نضج كامل."
قلق
وتابع: "ربما تكون هناك حالات نادرة يستفسر فيها مدير ما عن أحوال أحد الموظفين لقلق حقيقي يساوره لما فيه صالح ذلك الموظف. أما عندما تبحث عن معلومات إرضاءً لفضولك الخاص، فإنك تضع زملاء ذلك الشخص في وضع حرج لكسر حاجز الثقة. ويُظهر هذا النوع من التصرف ضعفًا في شخصية المدير أو المسؤول".
ويستعرض بعض الجمل التي تقطع الطريق على التواصل بين المدير وموظفه، ومنها "لا أريد أن أسمع ذلك! عندما تقول هذه العبارة، فذلك يعني عدم تصورك لاحتمال أن تكون مخطئاً، وأن يكون الشخص الآخر على حق. إن هذا التصرف الغريزي لسماع أخبار سيئة يوصد الباب أمام كل أشكال التعامل، ويوصل رسالة مفادها أنه لا يمكن التفاهم معك، وأنك غير مرن في التصرف."
خطوات خسارة الموظفين أما ميشيل سميث، نائب رئيس التسويق في شركة "أو. سي. تانر"، فتقول في مقال نشرته على موقع "لينكد ان"، تحت عنوان" كيف تفقد أفضل موظفيك في عشر خطوات بسيطة؟". وتوضح سميث: "في وقتنا الحالي، يعد أكثر الأقسام تخلفاً في الشركات هو قسم إدارة الموظفين، الذين يجب أن نكون مسؤولين عنهم."
وتابعت: " إذا أرادت شركة أن تخسر أفضل موظفيها، فما عليها إلا اتباع عشر خطوات، وهي: "ضع الحمقى في مواقع إدارية. عليك بمكافأة المحافظين وذوي الأسلوب الاستبدادي، الذين يكبحون التفكير المبدع وغير المألوف. فأولئك الذين يشعرون بتهديد عندما يرون أفكاراً حديثة ونشاطاً وحيوية."
وأضافت: "احسب الساعات، وليس النتائج. ابقِ على كادرٍ بأجر مرتفع، ممن ينفذون بصرامة مراقبة الجميع. لا تثق بالمواهب التي لديك لتستفيد من وقتهم بحكمة. امنع مواقع التواصل الاجتماعي. ضع حظراً على النشاطات الخاصة خلال وقت الدوام والعمل، حتى عندما تتوقع منهم أن ينجزوا مهماتهم في عطلة نهاية الأسبوع أيضاً".
وأردفت: "لا تعطِ شأناً للتدريب. بدلاً من ذلك، دع موظفيك يقومون بنفس المهمات وبذات الأسلوب مرة تلو الأخرى". وختمت: "هدم فِرق العمل. تجنب خلط أجيال من الموظفين، أو أصحاب مهارات مختلفة، مع بعضهم. بدلاً من ذلك، اجمع المتقاربين من بعضهم في فِرق عمل تنتج حلولاً بالية ومتوقعة، لا تضر ولا تنفع ولا يتحمس لها أحد."
إيلاف