-جمع متطوعون سوريون 14 ألف كتاب من المنازل التي دمرها قصف النظام السوري للمدن والبلدات السورية، وحفظت هذه الكتب في مكان سري، وسط مخاوف من استهدافها من قبل القوات الحكومية والقوات الموالية للرئيس الأسد. وسميت هذه المكتبة «مكتبة سوريا السرية»، التي يراها الكثيرون ملاذًا لا غنى عنه. وعلى زائري المكتبة أن يغامروا وسط القنابل والطلقات النارية للوصول إلى هذه المساحة المخصصة للقراءة تحت الأرض. وتضطر الضغوط الدينية أو السياسية على مرّ التاريخ البعض إلى إخفاء الكتب، إما في مخابئ سرية أو ضمن مجموعات خاصة. موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» الإلكتروني استعرض عدداً من هذه المكتبات.. وهي كما يلي: مكتبة الكهف: على أطراف صحراء غوبي في الصين، يسمى جزء من شبكة من معابد الكهوف في دونهوانغ، كهوف الألف بوذا، التي ظلت متوارية عن الأنظار لنحو ألف سنة، حتى اكتشف وانغ يوانلو، راهب من الطائفة الطاوية وأحد الرعاة غير الرسميين للكهوف، الباب السري المؤدي إلى غرفة ملأى بالمخطوطات التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الرابع والقرن الحادي عشر بعد الميلاد. وفي حين لم يبد المسؤولون بالإقليم اهتمامًا كبيرًا بالوثائق بعد أن أخبرهم وانغ بأمرها، فقد تناقل الناس أخبار الكهف، وتمكن أوريل ستاين، المستكشف المجري المولد، من إقناع وانغ ببيع نحو 10 آلاف مخطوطة. ومن ثم، تقاطرت وفود من فرنسا وروسيا واليابان، وخلا الكهف من جل نصوصه القديمة. وذكرت مجلة «نيويوركر» أنه «بحلول عام 1910، عندما أمرت الحكومة الصينية بتحويل المستندات المتبقية إلى بكين، لم يكن قد تبقى من المخطوطات الأصلية إلا نحو خمسها فقط». ورغم ذلك، يمكننا رؤية الكثير من المخطوطات الأصلية الآن، إذ أطلقت مبادرة لتحويل مجموعة الوثائق الورقية إلى مدخلات رقمية سنة 1994، وتقود مشروع دونهوانغ الدولي المكتبة البريطانية وشركاؤها حول العالم. مكتبة الفاتيكان: وعلى عكس مكتبة الكهف، فإن موقع محفوظات الفاتيكان السرية كان معلومًا منذ إنشائه سنة 1612. ومع ذلك، فإنه لم يسلم من المؤامرات. وتتضمن محفوظات الفاتيكان السرية مراسلات البابوات التي تعود إلى ما يزيد على 1000 سنة، وقد وصفها دان براون في كتابه «ملائكة وشياطين»، في خضم الصراع الذي كان يخوضه خريج جامعة هارفارد المختص في الرموز روبرت لاغدون بطل الرواية مع جماعة المستنيرين. وقد أُثيرت شائعات حول مجموعة المحفوظات. وقيل إنها تضم جماجم لفضائيين، ووثائق تثبت وجود نسل للمسيح، وآلة زمن تسمى «كرونوفايزور» صنعها راهب بندكتي ليذهب في رحلة عبر الزمان ويصور ما يدعونه أنه صَلب المسيح. وفي محاولتها لدرء الأكاذيب، فتحت الفاتيكان أبوابها أمام الناس في السنوات الأخيرة، كما عرضت بعض الوثائق من المحفوظات في معرض خاص أقيم في متاحف كابيتوليان بروما. وقد سمح البابا ليو الثالث عشر للمرة الأولى لزمرة من الدارسين، المنتقين بعناية، بزيارة المحفوظات سنة 1881. والآن، يمكن للباحثين أن يطلعوا على الكثير من المستندات، شريطة ألا يتصفحوها. مكتبة الفسطاط: تُركت مجموعة من المخطوطات، بعد أن طواها النسيان لقرون طويلة، في الفسطاط بمصر القديمة، حتى أدرك شخص روماني أهميتها. ولم تخرج هذه المجموعة القيّمة من الوثائق الهامة إلى العلن إلا سنة 1896، حين عرضت التوأمتان الاسكتلنديتان أغنس لويس ومارغريت غيبسون بعضاً من هذه المخطوطات على زميل لهن في جامعة كامبردج، هو البروفيسور سليمان شختر. وفي أحد جدران معبد بن عذرا، عثر على نحو 280 ألف قصاصة من مخطوطات يهودية، سميت فيما بعد بـ«الجنيزة» التي تعني في الأصل «يخبئ». ووفقًا للشريعة اليهودية، لا يجوز إلقاء أي ورقة كتب عليها اسم الله. ولهذا، تختزن الأوراق التي لم يعد لها استخدام، ولكنها تتضمن لفظ الجلالة، في مكان ما من المعبد أو المدفن، إلى حين دفنها. مكتبة المجلدات: في عام 2013، وصف إيريك كواكيل، مؤرخ كتب العصور الوسطى الهولندي، الاكتشاف الذي توصل إليه طلابه في جامعة ليدن بأنه اكتشاف جدير بالاهتمام. وقال كواكيل، في إحدى المدونات، تحت عنوان «سطوح محفوظات مخبأة من العصور الوسطى» إنه: «بينما كان الطلاب يبحثون في بقايا أغلفة الكتب في المكتبة كالمعتاد، (عثروا على) 132 ملاحظة وخطاباً وإيصالاً من محكمة غير معلومة في منطقة نهر الراين، كتبت على قصاصات صغيرة من الورق، وخبئت داخل جلدة كتاب طبع سنة 1577». وتضم هذه المجموعة من القصاصات إيصالات وطلبات للخدم وقوائم التسوق، التي يعدّها المؤرخون مجموعات نادرة. يكتب كواكيل: «هذه الرسائل تقربنا من المجتمع الحقيقي في العصور الوسطى. إننا نسمع أصوات الناس من العصور الوسطى، التي لا نسمعها في المعتاد، لتحكي لنا عمّا كان يحدث على أرض الواقع». وقد تكون المجموعة أكبر مما نظن. فقد طور كواكيل طريقة للرؤية من خلال أغلفة المجلدات الرقيقة، باستخدام الأشعة السينية المعدة لاختراق سطح اللوحات والكشف عن المراحل المبكرة لتكوينها. الاتحاد