واقع التطور والتنافس الذي يشهده المجتمع في كل شيء، لم يبق «انستغرام» مجرد برنامج لعرض الصور أو توثيقها، فما يحتويه هذا الموقع جعله يتجاوز صفته الترفيهية ويرقى إلى وصف «مركز تسوق افتراضي» أو نافذة تجارية لعرض العديد من السلع والخدمات، لاسيما وأنه يختصر الجهد والوقت لدى المستهلكين، بعرضه كثيراً مما يحتاجه المرء بأفضل وأيسر شكل. وقد ساهم «انستغرام» في نجاح الكثير من المشاريع الصغيرة، من خلال التسويق لها على نطاق واسع، سواء كانت سلعاً أو بضائع أو خدمات، بعد أن أصبح الإعلان بلمسة زر، أمام مئات آلاف لمتابعين، ما جعل عمليات البيع تتم بشكل أسرع وربما أكثر فاعلية من السوق. خدمة التوصيل عن هذه الفكرة تحدث حسن الشحي، موظف، مبرزاً أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وتحديداً «انستغرام» في توفير البدائل للناس، إذ اختصرت الطريق أمام المستهلكين للاطلاع والمقارنة والمعرفة وحتى لشراء العديد من السلع، وغالباً ما تتوفر خدمة التوصيل عبر هذه الخاصية الشرائية، مشيراً إلى أن أبرز سلبيات سلعة «انستغرام»، عدم إمكانية المعاينة قبل الشراء، ما يجعل المستهلك مجبراً على شرائها وإن تخللتها عيوب، لكن من الضروري التأكد من مصداقية المصدر، وسؤال الآخرين عن مدى جودة منتجاته. وأضاف الشحي ان البضائع المقلدة تظل الأكثر حضوراً على شبكات التواصل وفي «انستغرام»، ورغم أن رواجها يعد مخالفاً للقانون بحسب قطاع الرقابة وحماية المستهلك في دائرة التنمية الاقتصادية، إلا أن الكثير من المستهلكين يبادرون بشرائها بسبب انخفاض الأسعار بصورة كبيرة، مقارنة بأسعار البضائع الأصلية غير المقلدة، والتي تحمل علامات تجارية عالمية، كما أن معظم السلع تتميز بهيئتها القريبة جداً من الأصلية. ولفت الشحي إلى أن «انستغرام» وفر مساحة كبيرة للسمسرة، وقد حقق العديد من التجار نجاحات كبيرة في هذا الجانب، كما شهد هذا النوع من التجارة إقبالاً غير مسبوق من كثير من فئات المجتمع، ما حقق للسماسرة مكاسب كبيرة، وهذا الرواج أتاح لهم تحويل حساباتهم عبر «انستغرام» إلى شركات رسمية، تعتمد على التعاقد مع المؤسسات والأفراد لنشر إعلاناتهم، بما يوفر الجهد والوقت على الراغبين في بيع أي شيء حتى الفلل والشقق والسيارات، لتصل السلعة المعروضة إلى أكبر عدد من المشاهدين في وقتٍ قصير جداً. مساحة مفتوحة بدوره قال عبدالله بن دلموك موظف، إن «انستغرام» لم يعد مجرد وسيلة لحفظ الصور وتوثيقها، بل تجاوز هذه الخاصية بعد أن وفّر مساحة مفتوحة أمام المستهلكين لشراء العديد من البضائع والسلع التي قد يصعب توفرها في السوق في أوقات ما، مشيراً إلى أنه تمكن من شراء العديد من المواشي المحلية ذات السلالات الأصيلة، التي تتميز عن سواها بحصولها على تغذية جيدة، واهتمام خاص جعلها تتفوق على التي تباع في السوق. علاوة على المواشي، أكد بن دلموك أن حركة بيع وشراء السيارات تبدو سريعة عبر هذا حسابات «انستغرام»، نظراً لتأطير العملية بين طرفين فقط بائع ومشترٍ، بينما يتطلب بيعها في معارض السيارات دفع مبلغ أكبر من المشتري، يضاف إليه سعر عمولة المعرض. كما أن المشتري يشعر براحة أكبر عند تعامله مع البائع مباشرةً، لمعرفة حالة السيارة بدقة، مضيفاً إن العديد من الأفراد تمكنوا من تسويق أفكارهم ومنتجاتهم على نطاق واسع، ما ساعدهم على تأسيس مشاريع خاصة. ندرة الأضاحي شاطره الرأي عبيد المزروعي، موظف، الذي صادف خلال الأعياد الماضية قلة عدد الأضاحي في أحد الأسواق المحلية، ولدى سؤاله أحد التجار، أجاب أنه باع معظم المواشي قبل وصولها إلى السوق بأيام، عن طريق «انستغرام»، ما صعب من مهمة المستهلكين الباحثين عن أضاحي جيدة في السوق، خصوصاً وأن الكثير من مربي المواشي أنشأوا حسابات عبر هذا الموقع لتسويق منتجاتهم من الأضاحي والأغنام، ما يؤكد دور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة الفاعل والمؤثر في حياة الناس عموماً. وعبر هذا البرنامج الإلكتروني، أفاد المزروعي أنه تمكن من شراء أشتال ونباتات مختلفة، بصفته أحد هواة الزراعة والتشجير، كما نجح في بيع بعض الأشجار وتسويقها عن طريق «انستغرام»، إذ تتميز عملية البيع الإلكترونية باختصارها الكثير من النقاش والجدل التقليدي أثناء البيع، مؤكداً أن عمليات الغش التجاري تحدث غالباً في بضائع محددة ومعروفة، مثل العطور والساعات وعلاجات التنحيف وغيرها، ويكون مصدرها مجهولاً في الغالب، في حين يظل محيط الثقة أوسع انتشاراً على «انستغرام». حسابات السمسرة ساعد «انستغرام» كثيرين على بيع سلعهم دون عرضها في محل تجاري، بحكم أنه وسيلة ذكية وجماهيرية في تسويق الإعلانات، حتى أمسى أكثر رواجاً من وسائل إعلام تقليدية أخرى، حسب ما أوضح المواطن سعيد النقبي، مؤكداً أن بعض حسابات السمسرة على «انستغرام»، تمتلك أعداداً كبيرة من المتابعين، ما يساهم في بيع السلع سريعاً بعد الترويج لها على نطاق أوسع، وقد نجح بعض أصحاب «حسابات السمسرة» من جني أرباح طائلة، تعادل التجارة على أعلى مستوى. «التنمية الاقتصادية» تحجب مواقع وتصادر بضائع مقلدة وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وفي مقدمتها «انستغرام»، أصبحت مضماراً يتسابق فيه التجار لعرض المنتجات والخدمات والظفر بمكاسب مادية سريعة، وفي الأثناء لا يخلو المشهد من السلع المقلدة، التي تباع بأسعار زهيدة مقارنة بأسعار «الماركات» الأصلية مثل: الساعات والنظارات الشمسية وسواها. ومؤخراً اتسعت دائرة تجارة هذا الصنف من البضائع عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ما دفع قطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، إلى التحرك سريعاً لضبط تجار البضائع المقلدة المستغلين لوسائل التواصل الاجتماعي، من خلال إجراءات عدة، أبرزها حجب الحسابات الإلكترونية، ومصادرة البضاعة عند ضبطها. مصداقية الحساب في هذا الصدد، أكد إبراهيم بهزاد مدير أول حماية الحقوق الملكية الفكرية في دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، أن على المستهلك معرفة الحسابات التي يتعامل معها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتحقق إن كانت مرخصة، أو رسمية تتبع إحدى الشركات أو المحال التجارية، عن طريق توفر عنوان واضح يدعم مصداقية الحساب، مشدداً على ضرورة الحذر من التعامل مع المنتجات الصحية مثل: أدوية التخسيس والمنشطات وسواها، بسبب عدم حصول الأدوية على الترخيص الطبي من وزارة الصحة، فضلاً عن التخزين السيئ لها، وربما تفضي إلى أضرار كبيرة بعد تناولها. المتسوق السري وأضاف ان دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، ممثلة في قطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك، تمكنت من التصدي لظاهرة الغش التجاري الإلكتروني، وضبط العديد من المواقع بمساعدة المتسوق السري، كان من أبرزها عملية ضبط بضائع مقلدة في نهاية العام الماضي، حيث كان بعض الأشخاص يديرون تجارتهم في فيلا في منطقة جميرا في دبي، بواسطة برنامج التواصل الاجتماعي «انستغرام»، فضلاً عن عدد آخر من عمليات ضبط الغش التجاري التي نجحت الدائرة في التصدي لها بالتعاون مع قسم مكافحة الجرائم الاقتصادية في شرطة دبي. 48 حساباً ولفت بهزاد إلى إغلاق نحو 48 حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً في «انستغرام» منذ بدء الحملة، وهذه الحسابات يتجاوز عدد متابعيها مليون شخص، لافتاً إلى تلقيهم عدداً من الشكاوى من المستهلكين، تتضمن تعرضهم للغش التجاري بعد شراء بضائع اكتشفوا أنها مقلدة من خلال الإنترنت. وأوضح بهزاد أن الحسابات الرسمية المعروفة لعمليات السمسرة، قد تنشر إعلانا لبضاعة دون علمها أنها مقلدة، لذا فإن قطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك، يتولى متابعة الإعلانات المنشورة ومراقبتها، وعند مشاهدة إعلانات لبضائع مقلدة يُخاطب المسؤول عن نشر الإعلانات لحذفها فوراً، مع تنويه إدارة الحساب أو الصفحة الإلكترونية بضرورة التأكد من نوعية السلع المراد الإعلان عنها، والتحقق إن كانت تقع تحت طائلة الغش التجاري مثل البضائع المقلدة، والتي تحمل علامات تجارية عالمية وتعرض بأسعار رخيصة. اتفاقيات والتزام أوضح إبراهيم بهزاد أن دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، تتعاون مع كبريات الشركات ذات العلامة التجارية العالمية، لمواجهة انتشار البضائع المقلدة، وفقاً لاتفاقيات أبرمتها مع المسؤولون في برامج التواصل الاجتماعي الحديثة مثل: «فيس بوك» و«تويتر» و«انستغرام»، لتزويدهم بالحسابات عبر صفحاتها الإلكترونية التي تبيع البضائع المقلدة لإغلاقها، وفي ضوء هذه الاتفاقية، تتبع دائرة التنمية الاقتصادية في دبي العديد من الصفحات التي تروج بضائع مقلدة. عقود مؤسس «سمسار الإمارات»: إعلانات «انستغرام» أكثر رواجاً قال راشد آل علي، مؤسس صفحة «سمسار الإمارات» الإلكترونية عبر «أنستغرام»، إن المعلنين باتوا أكثر حرصاً على نشر إعلاناتهم في وسائل التواصل الحديثة، وتحديداً في «أنستغرام»، نتيجة زيادة أعداد المتابعين، بدليل إبرام الكثير من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، عقوداً ترويجية مع صفحته، وغيرها من الحسابات المشهورة، لافتاً إلى قوة الأحداث والأفكار المصورة عبر «أنستغرام»، والتي تصل أسرع. وأكد آل علي أن أكثر الإعلانات نشراً على «أنستغرام» هي أرقام سيارات وأرقام الهواتف وأجهزة موبايل حديثة، إلى جانب السيارات المستعملة والدراجات النارية، وسواها من الأمور التي تهم شريحة واسعة من الجمهور، موضحاً أن العديد من الموهوبين استغلوا «أنستغرام» للتسويق لأفكارهم وابتكاراتهم وإبداعاتهم، مثل أعمال الديكور أو الرسم أو غيرها من المشاريع التي انطلقت صغيرة. وأوضح أنه يتحرى الدقة والشفافية عند عرض المنتجات والسلع والخدمات، بحيث لا تنشر إعلانات لبضائع مقلدة أو ممنوعة، مثل المفرقعات وبعض الألعاب السلبية، كما أن إدارة الموقع تمتنع عن نشر إعلانات جميع ما يتعارض مع ديننا الإسلامي أو القانون، أو التسويق لمقاهي «الشيشة» وما شابه. ترويج إعلانات على حساب المشاهير يستغل بعض أصحاب المشاريع والتجار الصغار، حسابات الشخصيات المهمة والمشاهير، للترويج لمنتجاتهم وخدماتهم، من خلال لفت الانتباه إلى النشاط التجاري ضمن التعليقات أسفل الصورة. وفي المقابل، يعرض بعض الفنانين والمشاهير من خلال مقطع فيديو لا تتجاوز 15 ثانية، بعض الأدوات التي يستخدمونها، مثل العطر أو الإكسسوارات أو الأزياء أو المطاعم والمقاهي التي يرتادونها، وذلك بهدف الترويج للمكان أو السلعة، وفقاً لطلب الشركة أو رواد الأعمال، ما يثير انتباه المتابعين ويدفع نحو شراء المنتج على نطاق أوسع. المصدر:البيان