-أثارت صورة الشرطة الفرنسية وهي تجبر سيدة مسلمة على خلع ملابس البحر المعروفة باسم «البوركيني»، على أحد شواطئ مدينة نيس موجة جدل واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «تويتر». ونشرت صحف غربية مثل «الجارديان» و«ديلي ميل»، أمس، لقطات لأربعة من رجال الشرطة الفرنسية المسلحين بهراوات وبخاخات رذاذ الفلفل الأسود وهم يجبرون سيدة مستلقية على شاطئ في نيس، على خلع رداء سباحة يغطي جسمها بالكامل، وقاموا بتحرير غرامة بحقها لمخالفة قرار يمنع ارتداء زي السباحة المحتشم المعروف باسم البوركيني في فرنسا. وقارن مستخدمو «تويتر» في أوروبا والولايات المتحدة في تغريدات انتشرت تحت هاشتاج «#بوركيني» بين الممارسات الفرنسية في هذا الشأن، وما كان يجري قبل نحو 90 عاماً على الشواطئ الغربية، عندما تم تعيين رجال شرطة خاصة للقيام بمراقبة صارمة لمدى التزام النساء بقواعد الحشمة على الشواطئ الأميركية. ونشر ناشطون لقطات لرجال شرطة في ولاية شيكاغو الأميركية وهم يقومون بقياس طول ملابس السباحة التي ترتديها النساء على الشواطئ في أوائل القرن الماضي، حسب تقرير لموقع «ماشابل». ووضع ناشطون بعض هذه اللقطات القديمة التي يعود تاريخها إلى عشرينيات القرن الماضي، إلى جانب اللقطات التي ظهر فيها رجال الشرطة الفرنسية وهم يجبرون المرأة على خلع البوركيني على شاطئ نيس. وكتبت كريستينا سيركيرا، في تغريدة بثت فيها اللقطتين على حسابها عبر تويتر، «هذا اللباس طويل جداً. هذا اللباس قصير جداً. متى سيسمحون للنساء بارتداء ما يردن؟!». وكتب ماثيو روديل «عام 1925 في مواجهة 2016.. بعد 90 عاماً مازلنا نراقب ما ترتديه النساء على الشواطئ.» ونشر ناشطون آخرون صوراً قديمة جداً من محفوظات متحف سياتل، لراهبات وهن يستمتعن بلباسهن المحتشم على الشواطئ. ونشر اندرسون ستروهيلين تغريدة مع صورة لأنواع من الأزياء العادية للسباحة التي تغطي كامل الجسم للوقاية من الشمس وكتب «هل هذه الملابس ممنوعة على الشواطئ الفرنسية؟» وقارن بعض الناشطين ما فعلته الشرطة الفرنسية بممارسات الشرطة الدينية في إيران التي تحرر مخالفات للنساء بدعوى عدم الالتزام بقواعد الحشمة. وكتبت صوفية أحمد «تجبرون المرأة على النقاب. تجبرون المرأة على خلع ملابسها... كله إجبار، إجبار، إجبار!!!!» ويذكر أن السلطات الأميركية شكلت وحدة شرطة خاصة عامي 1919 و1920، أقسم أفرادها على أن يقوموا بمراقبة التزام مرتادي شاطئ روكواي في نيويورك، بقواعد الحشمة. وفي عام 1921 أصدرت سلطات ولاية هاواي قانوناً يمنع النساء فوق سن 14 عاماً من ارتداء أزياء سباحة لا تصل إلى الركبة، فاضطرت النساء حينها لاستخدام المناشف ومعاطف المطر لتغطية الجسم حتى الركبة، وفي العادة كان يتم إلقاء القبض على المخالفات حتى ولو كن بصحبة أزواجهن. وتجدر الإشارة إلى أن الصورة التي أثارت الضجة، أمس، تأتي بعد أيام من من قيام فايزة بن محمد، المتحدثة باسم الفيدرالية الفرنسية لمسلمي الجنوب، بنشر مقطع مصور يظهر أحد رجال الشرطة الفرنسية وهو يجبر أيضاً سيدة مسلمة على الخروج من البحر ليس لارتدائها «البوركيني» بل لأنها محجبة فقط، فيما نشرت بن محمد مقطعاً آخر يظهر جدالاً بين أحد أفراد الأمن وسيدة محجبة على أحد الشواطئ يبدو فيه إصرار رجل الأمن على رحيل السيدة التي كانت ترتدي ملابس عادية ولكنها ترتدي الحجاب أيضاً. الاتحاد