ليلة فنية استثنائية بكل المقاييس تلك التي شهدها مسرح الكورنيش ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون ، في حفل الفنانة المبدعة عبير نعمه وفرقتها متعددة الجنسيات والثقافات، حيث طوفت عبير نعمه بجمهورها وسافرت بهم عبر الزمان والمكان ومن روح شاعر العرب المتنبي استمدت عبير طاقتها وقدمت قطوف دانية من إبداعات الشرق والعالم القديم فمن فلكلور العراق إلي موشحات الأندلس ومن تراثيات سوريا ولبنان ومصر والطرب الأصيل إلي الغناء التقليدي بلغات تركيا وأذريبجان وأرمينيا والهند بل بلغ التطواف سواحل التراث اليوناني والمجري وجزيرة سردينيا، ومن عمق التاريخ وباللغة الآرامية القديمة تغنت إلي روحانية التصوف وكلمات الحلاج. ربط الأستاذ الشاعر مصطفي الهبرة الفقرات الغنائية بباقات من أبيات الشعر أنعشت الأرواح ،وكما جاء العرض استثنائيا فإن تفاعل الضيوف والجمهور جاء أيضا استثنائيا فتواصل التصفيق والمشاركة بالغناء من الجمهور متعدد الجنسيات الذي حضر العرض. رافق الفنانة فرقة موسيقية وكورس شرقي 3 أفراد وجوقة إفرايم 12 فردا من دولة المجر إضافة لعارف فلكلوي هندي فتشعر كأنما العالم اجتمع أمامك في لحظة. عبير نعمة فنانة موسوعية تغني وتعزف (القانون) وتقوم بالتلحين وتجمع أنماطا مختلفة من الموسيقي والغناء بموهبتها العجيبة وصوتها المدهش شاركت عبير في العديد من المهرجانات في فرنسا والبرتغال وبلجيكا وبلغاريا وغيرها وحصلت علي عدة جوائز محلية ودولية كما أنها حاصلة علي الماجستير في الفنون (علم الموسيقي) ودبلوما عاليا في الموسيقي العربية ودرست الترجمة والمسرح وتهوي السينما والرسم والقراءة، مثلت علي مسرح الرحبانية وسبق لها الظهور مع الفنانة اللبنانية فيروز في 2006 بمهرجان بعلبك غير أنها في إطار عشقها للموسيقي والفنون عملت علي توثيق فنون الشعوب الموسيقية والغنائية والتعبيرية في أنحاء العالم المختلفة من خلال برنامج تليفزيوني وهو مجهود استثنائي ضخم ومشروع واعد يحفظ الإرث الإنساني حمل اسم "اثنوفيليا". في ختام العرض قدم سعادة المهندس محمد سيف الأفخم مدير هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام درعا تكريميا وشهادة تقدير للفنانة وفرقتها.