سلطت صحيفة "الحياة" اللندنية الضوء على السعودي ناصر العوجان، وهو خريج "شريعة"، تمرّس على فن مزج الصوت مع الصورة، حتى أصبح يحلم بأكاديمية لتدريب المقبلات على الزواج بكيفية "الإبهار" في حفلة الزواج.
كانت بدايته من خلال "بسطة" من الحلوى والألعاب ابتاعتها له والدته، بعد أن تتبعت شغفه في التعرف على تفاصيل حفلات الزفاف، كان يمسك بسطته بيديه الصغيرتين ويبيع ما بحوزته على أقرانه الصغار، وسط حفلات أعراس عائلته، في وقت كانت تقام في البيوت، ولم يدر في خلده أن منصة الزفاف ستكون في يومٍ ما تحت إدارته.
أفكار إبداعية
رسخت في مخيلته تلك الأجواء حتى نضجت معه بأفكار إبداعية، مثّلت له لوحة فنية يعزف بريشته على أوتارها، في حفلات أعراس لا تخلو من مراسم يصنعها بنفسه خطوة بخطوة، في بوتقة إبداع عصرية، تبقى ذكراها على مر الأوقات محفورة في الأذهان.
وعلى الرغم من أن بيئته المحافظة فرضت عليه دراسة الشريعة، والالتحاق بالمعهد العلمي، غير أن طموحه وسعيه إلى تحقيق نجاح في مجال يجد نفسه فيه، وإيماناً يسكن داخله بأن المجتمع بحاجة إلى تنوع المهن، كي يتكامل أفراده، وينمو اقتصاده، دفعته نحو الإقدام على خطوة لم تألفها بيئته ومجتمعه، وربما أثارت الدهشة لدى آخرين، ولفتت أنظار بعضهم بتدريبه العرائس على مراسم زفافهن، في منظومة "سيمفونية" تتناغم مع شخصيات عرائسه.
جذب هذا المجال العوجان، فنسج خيوطه بنفسه، حيث درس الموسيقى، والاستعراض، والتحق بدورات تدريبية خارج السعودية في هذين المجالين، إضافة إلى أنه صقل موهبته بالاطلاع، والقراءة، ومعرفة كل جديد في عالم حفلات الزفاف.
الصوت والموسيقى
يقول العوجان في حديثه إلى الصحيفة: "بدايتي في هذا المجال كانت بتعلقي بتسجيل الأصوات، فالصوت والموسيقى عنصران أساسيان في التأثير في المشهد، ومشهد العروس، وزفتها ليلة عرسها تمثّل لي لوحة فنية تقدم للحضور، احتفاءً بالعروس، إذ إن (الزفّة) هي الأساس وهي عصب الحفلة، وعادة ما تتوق النساء المدعوات إلى رؤيتها والاستمتاع بها في أجواء من الفرح، إذ إن كل ما يُقدم من فقرات هي للحضور من (كوشة) وإضاءة، وجميع مظاهر الفرح برمتها، أما ما يُقدم للعروس فهي الفستان، والزفة، والماكياج مع الشعر، إضافة إلى تصوير هذه الأحداث".
وعن آلية تدريب العرائس، يوضّح العوجان أنه يتم على مستوى عالٍ من الاحترافية والخصوصية، بحضور أهلها وذويها، ويضيف: "لا يمكن أن يكون التدريب منفرداً، بل وهي بكامل حشمتها ولبسها، ونرسم تصميم مراسم الحفلة بما يتناسب مع شخصيتها، سواءً بموسيقى أم من دونها، ثم نشرع في بناء العمل من أساسه، بداية من دخول معازيم الفرح، ومسيرة العروس، إلى دخول العريس، وأغنية (الكوشة)، والجلسة، إذ نعمل بروفات، ونطبق في قاعة مكان الفرح، إلى أن يتم ذلك رسمياً في وقت الزواج".
حسب الطلب
ويشير إلى أن كلفة التدريب وعمل الفقرات، تتفاوت من "زفة" إلى أخرى: "تبعاً لمحتوى وفقرات الزفاف، ومنها ما يصل إلى 200 ألف ريال"، لافتاً إلى أن بعض العملاء يطلبون فقرات، ومراسم إضافية مثل عرضة الرجال، واستعراض، ومسيرة، ورقصات بالية، وعازفين، وعازفات، لآلات البيانو، أو التشيلو، أو الكمان، لعمل افتتاحية الفرح، و"وداعية"، أو ربما يطلب العميل أن تكون كلمات الأغاني خاصة به وبعائلته، أو يحدد فناناً بعينه، يحيي حفلة الزفاف، وبهذا النمط تزيد الكلفة.
وانطلق العوجان في هذا المجال متخصصاً فيه عام 2009، فيما كان يمثّل له عام 2001 مرحلة التكوين والإنشاء، بإقامة مركز للتدريب على مراسم الزفاف، وعن طموحه يقول: "أحلم أن يكون في وطني مركزاً لتأهيل، وتدريب كل عروس وعريس على خطوات (الإتيكيت)، وكيفية التعامل مع أحداث الزواج، كما أطمح أن أكون مصدراً لتخريج أشخاص مؤهلين، قادرين على إدارة أي حفلة بشكل متكامل".