«وطن الأمل» توحد القلوب في حب الإمارات

الامارات 7 - امتلأت مقاعد مسرح جزيرة العَلَم في الشارقة بالجمهور من مواطنين ومقيمين، سواء كباراً وصغاراً وعائلات، ليل أول من أمس، في الثاني من ديسمبر الجاري، بمناسبة احتفالات اليوم الوطني الـ44 للدولة، وتضمن الأوبريت المسرحي «وطن الأمل»، الذي شارك فيه حسين الجسمي وجاسم محمد وأروى أحمد وإسماعيل مبارك، ست لوحات غنائية ومسرحية، تناولت قصة تأسيس دولة الإمارات وتطوّرها على مدى العقود الأربعة الماضية، وجاء الأوبريت، الذي نظمته لجنة احتفالات إمارة الشارقة باليوم الوطني الـ44، من كلمات شاعر الوطن مصبح بن علي الكعبي، وألحان خالد ناصر، وإخراج الدكتور محمد يوسف، وتفاعل الجمهور مع الفنانين، ومع الرقصات واللوحات التي أدتها فرق شعبية وفرق من طلبة مدارس منطقة الشارقة التعليمية، وتناول الأوبريت، الذي استمد فكرته من شعار روح الاتحاد، بطولات وتضحيات الرعيل الأول من مؤسسي الدولة، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما عبّر العمل عن تضحيات شهداء الوطن الذين سطّروا حبهم للإمارات بدمائهم. وتم تصميم العرض المسرحي الغنائي، ليقدم لوحات فنية رائعة على إيقاعات موسيقى متنوّعة، انطلقت من مشغلات متعددة النقاط، صحابتها عروض مباشرة، ومؤثرات بصرية شملت محتوى عالي الجودة، ولوحات مصورة محمولة، ومشاهد حية، ومؤثرات الليزر، ما جعل العرض أمسية مذهلة تليق بهذه المناسبة الوطنية.

وأكّد رئيس لجنة احتفالات إمارة الشارقة باليوم الوطني

الـ44، خالد جاسم المدفع، أن «الاحتفال باليوم الوطني تحت ظل القيادة الرشيدة المتمثلة بصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخوانه حكام الإمارات، هو امتداد لرؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حينما قال: (على شعبنا ألا ينسى ماضيه وأسلافه كيف عاشوا، وعلى ماذا اعتمدوا في حياتهم، وكلما أحس الناس بماضيهم أكثر وعرفوا تراثهم أصبحوا أكثر اهتماماً ببلادهم وأكثر استعداداً للدفاع عنها). ومن هذه المقولة الحكيمة يصبح جلياً أن هذه المناسبة أتت لترسخ مفهوم الوطن ولضمان استمرارية تراثنا وجاهزية أبناء وبنات الوطن للتضحيات، من أجل أمن واستقرار الإمارات». وتابع: «إن أوبريت (وطن الأمل)، جاء لتعريف الجمهور من مواطنين ومقيمين، بالمسيرة الاتحادية لدولة الإمارات، التي أكملت 44 عاماً من الإنجازات في شتى الميادين والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والزراعية والثقافية والخدمية وغيرها، حيث إن هذا اليوم هو عيد لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، والذين شملتهم الدولة برعايتها، ووفرت لهم الأمن والأمان ورفاهية العيش، وهو عيد للوطن الذي جعل سبل راحة الإنسان هدفه في كل مخططاته، وسخر جميع قدراته لخدمة الفرد وتهيئة الحياة الآمنة والمستقرة له».

تناولت اللوحة الأولى من أوبريت «وطن الأمل» المراحل التاريخية التي مرت بها الدولة، مسلطة الضوء على الحصون التي شكلت ملامح الدولة، ودورها في الدفاع عن الوطن وصد الهجمات، وتم تجسيد مشاهد لعدد من الحصون على خشبة المسرح لتتوحد في نهاية المطاف بحصن القصر، في دلالة رمزية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وركزت اللوحة الثانية، التي حملت عنوان «أبناء الخليج»، على العلاقات الأخوية التي تربط بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، وعكست حجم المعاناة والمشقة التي كان يتعرض لها أبناء الإمارات، بسبب تنقلاتهم وسفرهم الطويل بين دول الخليج من أجل التجارة، وبينت اللوحة التي انتهت بأنشودة «نحن أبناء الخليج» العلاقات الاخوية والأزلية القوية التي تجمع أبناء الخليج مع بعضهم بعضاً.

أما اللوحة الثالثة، التي حملت عنوان «جيش البطولات»، فتناولت التطوّرات والأحداث التي تشهدها المنطقة، وتاريخ القوات المسلحة، منذ تأسيس دولة الاتحاد، وإسهاماتها المؤثرة والحاسمة في نصرة المستضعفين، وتضحيات شباب الإمارات من أجل الوطن، حيث شارك في هذه اللوحة مجموعة من المنتسبين للخدمة الوطنية، وصاحبها عزف للموسيقى العسكرية والمؤثرات الصوتية، وعروض خاصة بالتدريبات العسكرية القتالية، أداها الشباب على أرض المسرح.

وفي اللوحة الرابعة، التي حملت عنوان «شهداء الوطن مواكب المجد» دخل مجموعة من الأطفال وهم يبتهلون ويتضرعون بأكفهم لله عز وجل، داعين بالخير لشهداء الوطن، ومن ثم تابع الحضور عرض فيديو تناول بطولات شهداء الإمارات في عملية «إعادة الأمل» بجمهورية اليمن الشقيقة، إضافة إلى عرض مجموعة من مقولات أصحاب السموّ حكام الإمارات في الشهداء الأبرار. وبينت اللوحة الخامسة، التي قدمت تحت عنوان «أمي الامارات»، قوة وصمود الأم الإماراتية، التي لها الدور الأكبر في تربية أبنائها، وتشجيعهم للالتحاق بالقوات المسلحة. أما اللوحة السادسة، التي جاءت تحت عنوان «وطن الأمل»، فعبّرت عن التحدي والقوة والثأر من كل معتدٍ، والانتماء والولاء للوطن، حيث أداها الشباب وجميع الحضور، من خلال قسم الولاء، مؤكّدين على مواصلة العطاء والدفاع عن المظلوم والحفاظ على مكتسبات الوطن، والثبات على هذا العهد وبذل الغالي والنفيس ليظل علم دولة الإمارات خفاقاً دوماً في السلم والحرب، وكذلك في ساحات العلم والمعرفة وصولاً إلى كوكب المريخ.

مسيرة ولاء

قال الفنان حسين الجسمي: «اليوم أنا محظوظ أنني أقف محتفلاً بين إخواني وأخواتي في إمارة الشارقة، التي أنتمي إليها وواحداً من أبنائها في هذا الأوبريت المهم، الذي يروي مدى تطوّر دولة الاتحاد، ووجودي اليوم في اليوم الوطني الـ44، ما هو إلاّ استمرار وتوقيع مستمر لمعاهدة الولاء والانتماء لهذا الوطن الذي أعطانا الكثير ويستحق منا الكثير أيضاً»، داعياً استمرار الأمن والأمان إلى جانب الازدهار والتطوّر المستمر فيها، لأنها دائماً تعطي أجمل مثال عليه بين الأمم. وتابع: «أوجه شكري إلى للجنة العليا لاحتفالات إمارة الشارقة باليوم الوطني الـ44 على هذه الجهود التي بذلوها، من أجل تنفيذ أوبريت (وطن الأمل)، الذي حمل صورة جميلة لروح الاتحاد».

الامارات_اليوم