الامارات 7 - -يصادف يوم غد " الإثنين " الثلاثين من شهر نوفمبر الذكرى الأولى لـ " يوم الشهيد " التي أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - أن تكون يوما للشهيد من كل عام .. تخليدا ووفاء وعرفانا بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الامارات العربية المتحدة خفاقة عالية وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.
كما أمر صاحب السمو رئيس الدولة - حفظه الله - باعتبار هذه المناسبة الوطنية إجازة رسمية على مستوى الدولة.
وتقام في هذا اليوم مراسم وفعاليات وطنية خاصة تشترك فيها مؤسسات الدولة كافة وكل أبناء شعب الامارات والمقيمين فيها استذكارا وافتخارا بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذرة في نفوس أبناء الامارات التي تحلوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب.
ويأتي هذا القرار وردود الأفعال التي صاحبته من جانب المواطنين والمقيمين على حد سواء لتؤكد العديد من المعاني المهمة..أولها اعتزاز القيادة الرشيدة بتضحيات أبناء الوطن و أن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تنسى أبدا أبناءها المخلصين الذين يقدمون أرواحهم فداء لها ويزرعون بتضحياتهم الكبيرة القيم النبيلة في قلوب النشء والشباب وعقولهم.
وثاني المعاني خصوصية العلاقة بين القيادة والشعب في دولة الإمارات فلا شك أن هذا القرار يعبر عن تفاعل القيادة الرشيدة مع أسر الشهداء وذويهم وليست هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها القيادة الرشيدة مثل هذه المبادرات التي تكرم من خلالها أصحاب التضحيات والإنجازات التي أسهمت في رفع علم الإمارات خفاقا في المجالات كافة.
وهناك الكثير من موروث الخبرات والقرارات والتوجيهات التي تبرهن على رسوخ هذه القناعة في ضمير السياسة الإماراتية منذ بداية دولة الاتحاد .
ووضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - أساسا راسخا للعلاقة بين الحاكم وشعبه وبمرور السنوات تحولت هذه العلاقة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى منهج ثابت في الحكم وهذا يفسر خصوصية العلاقة التي تربط القيادة بالشعب ففي الوقت الذي تقدر فيه القيادة تضحيات أبناء الوطن وعطاءهم في الميادين كافة فإن المواطنين وكما هو واضح من تفاعلهم مع هذا القرار يلتفون حول قيادتهم الرشيدة عرفانا بما تقوم به من أجل رفعة الوطن وضمان مستقبلهم والأجيال القادمة.
وثالث المعاني أن هذا الأمر يعبر عن تجذر قيمة الوفاء في المجتمع الإماراتي قيادة وشعبا .. فالقيادة الرشيدة دائما تثمن تضحيات أبناء الوطن وعطائهم في مختلف مواقع العمل الوطني..أما الوفاء الشعبي فيتجسد واضحا في حالة التعاطف والتضامن غير المسبوقة مع أسر الشهداء وذويهم ولهذا ستظل قيمة الوفاء إحدى أهم سمات المجتمع الإماراتي وتفسر حالة التماسك والتلاحم المجتمعي الذي ينعم به.
ورابعها أن يوم الشهيد بما يتضمنه من فعاليات وطنية خاصة تشترك فيها مؤسسات الدولة كافة وكل أبناء شعب الإمارات والمقيمين فيها سيمثل مناسبة مهمة لتعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن فإذا كانت القيادة الرشيدة تخلد تضحيات أبنائها البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة عالية خفاقة .. وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة وتضعهم في أنصع صفحات تاريخها فإن المواطنين في المقابل على استعداد دائم لتلبية نداء الوطن المقدس في أي وقت وفاء لما قدمه ويقدمه لم وللأجيال القادمة من تنمية واستقرار وتقدم وهو ما يعزز من الانتماء للوطن وقيادته الرشيدة.
إن " يوم الشهيد " .. يأتي قبل ذكرى عزيزة علينا جميعا وهي اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي يوافق الثاني من ديسمبر من كل عام وهي ذكرى تحمل كل قيم الوحدة والانتماء والولاء والعرفان لهذا الوطن وقيادته الرشيدة وللرواد الأوائل الذين تحملوا عبء تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - الذي غرس في أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة قيم التضحية من أجل الوطن .. والآن فإن شهداء الوطن في ساحات الحق والواجب هم ثمرة لهذا الغرس الطيب ويقدمون أرواحهم فداء للوطن لهذا استحقوا عن جدارة الاحتفال بهم سنويا ليكونوا القدوة والنموذج والدليل على أصالة هذا الشعب.
وخلال تقديمه لواجب العزاء في شهداء الوطن البواسل أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " عن اعتزازه والقيادة الرشيدة ببسالة وتضحيات منتسبي قواتنا المسلحة البطلة من ضباط وضباط صف وأفراد والذين يبلون بلاء حسنا في ساحات الشرف والرجولة نصرة للمظلوم وإحقاقا للحق وترسيخا لمبادئ السلام والعدالة والمساواة في أوساط المجتمع اليمني الشقيق.
وأضاف سموه : " نحن نستمد إيماننا بدولتنا وثقتنا بشعبنا من إيماننا بالله عز و جل وإيماننا بالعدالة والسلام والتعايش السلمي بين مختلف الناس بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية والثقافية ".
ونوه سموه بصبر وقوة إرادة ذوي شهدائنا الأبرار الذي جسدوا بصبرهم وإيمانهم بالله تعالى قوة الروابط الإجتماعية والتلاحم الوطني في أوساط مجتمعنا من جهة وبين الشعب والقيادة من جهة أخرى ما يزيد من اطمئناننا على سلامة بنياننا الذي أسسه الأجداد والآباء الراحلون على أسس لا تلين ولا يختل توازنها في وجه التحديات التي باتت جزءا أساسيا من ثقافة شعبنا ودولتنا عموما في شتى الميادين والمواقف خاصة الإنسانية والوطنية والقومية منها.. مترحما سموه على أرواح الشهداء الأبطال الذين وصفهم سموه بمشاعل النور التي تبدد عتمة الطريق وصولا الى المستقبل المؤمل لأجيالنا الواعدة.
من جانبه قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال تقديمه واجب العزاء في شهداء الوطن : " إننا لن ننسى تضحيات شهدائنا ما حيينا بل سنرفع هاماتنا عاليا بوقفاتهم البطولية وما تحلوا به من اقدام وشهامة وبسالة ستبقى دروسا وعبرا خالدة في الثبات والتضحية تفتخر بها الأجيال على مر السنين والازمان".
وأضاف سموه إن هذا التلاحم والترابط الوطني الذي يسود مجتمع دولة الامارات هو قيم وغرائز عريقة نشأ عليها أبناء الوطن خلفها لنا الأباء والأجداد وتتجلى معانيها وصورها في أوقات الشدائد والملمات والتي واجهها الانسان الاماراتي بكل عزيمة وصبر وتحد وجلد .. مشيرا سموه إلى أن هذه المواقف الوطنية هي صمام الأمان لمستقبل زاهر ومشرق لدولتنا.
وترجمة لحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بتخليد شهداء الوطن الأبرار الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة تأدية للواجب الوطني .. أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. بإنشاء نصب تذكاري للشهداء في مدينة أبوظبي لتظل ذكرى شهداء الوطن الابرار وبذلهم وتضحياتهم بأرواحهم الغالية محفورة في صفحات وذاكرة الوطن ووجدان أبناء الإمارات وحتى تستلهم الأجيال الحاضرة والمقبلة عطاءهم وبذلهم وأعمالهم الجليلة لتبقى راية وطننا الغالي عالية خفاقة في سماء العز والمجد والرفعة والرقي.
كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن يتولى مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي مهمة الاشراف على تنفيذ النصب التذكاري ومتابعة الخطط والبرامج اللازمة بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات المعنية في الدولة لتشييد هذا المعلم الوطني وبما يليق واعتزاز الامارات وفخرها بتضحيات وعطاء أبنائها الشهداء.
وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة شرعت دائرة التخطيط والمساحة الشارقة بتسمية بعض شوارع مدن ومناطق الامارة بأسماء شهداء الوطن البواسل .. وذلك تخليدا لبطولاتهم وتضحياتهم بدمائهم الغالية في سبيل الذود عن حياض الوطن وشرف الأمة العربية أثناء تأدية واجبهم المقدس ضمن قوات التحالف العربي في اليمن الشقيق.
كما وجه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان باطلاق اسم " شارع الشهداء " على أحد الشوارع الرئيسية في منطقة المنامة النافذ إلى عدد من طرق الإمارة .. وذلك تخليدا لذكرى بطولة شهداء الوطن البواسل.
وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة .. تم اطلاق اسم " شارع الشهداء " على الطريق الواصل بين إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة .. والذي يبدأ من دوار مصنع الإسمنت في دبا الفجيرة إلى دوار الطويين في الإمارة ومن دوار الطويين إلى شارع الشيخ محمد بن زايد مرورا بمستشفى الشيخ خليفة التخصصي في إمارة رأس الخيمة .. وذلك تخليدا لذكرى شهداء الوطن الذين ارتقوا إلى العلا أثناء تأدية واجبهم الوطني ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في عملية " إعادة الأمل " في اليمن وتحية لمعاني الشجاعة والتضحية والعطاء التي جسدوها.
وأعلن مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي عن اعتماده الشعار الرسمي للإحتفاء بيوم الشهيد في الـ/ 30 / من نوفمبر المقبل.
وأوضح مكتب شؤون أسر الشهداء أن إطلاق شعار موحد لفعاليات يوم الشهيد يأتي ضمن الخطة التي يعمل المكتب على تطويرها وتنفيذها والتي تتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة التي تجسد تفاعل المجتمع الإماراتي مع ذكرى الشهداء وتخلد تضحياتهم.
كما أعلن المكتب عن مبادرة مشتركة مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف يتم من خلالها إطلاق أسماء شهداء الوطن على مجموعة من مساجد الدولة.
و أوضح المكتب أنه تم الاتفاق مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية على أن تطلق أسماء الشهداء على المساجد المتواجدة في المناطق القريبة من إقامة أسر وذوي الشهداء الذين استشهدوا وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.
وقال الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إن هذه المبادرة تأتي تجسيدا للمعاني العظمية للشهادة في الدين الإسلامي الحنيف وتكريما لتضحيات الشهداء بأن تسمى المساجد بأسمائهم ..مشيرا إلى أن الهيئة ستبدأ خلال الفترة المقبلة تسمية المجموعة الأولى من المساجد بأسماء الشهداء الابرار.
و أعلنت مجموعة بريد الإمارات عزمها اصدار طابع " يوم الشهيد" التذكاري تكريما لشهداء الوطن بناء على مبادرة من موظفيها لتخليد ذكراهم وتسجيل إنجازهم بحروف من ذهب على أن يتم طرحه في جميع مكاتب البريد اعتبارا من/ 30 / نوفمبر الجاري.
وأعلنت قيادة الدولة الحكيمة عن عدة مبادرات لتكريم شهداء الدولة الأبرار بدءا من تحديد يوم / 30 / نوفمبر يوما للشهيد وتخصيص مكتب يعنى بشؤون أسرهم في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي وإقامة نصب تذكاري وساحة ومتحف وأرشيف لتجسيد بطولاتهم إلى جانب إطلاق أسمائهم على الميادين والقاعات وهذه كلها تضاف إلى مبادرات أهلية عفوية أخرى مظهرة صورة رائعة من التلاحم والتعاضد والوفاء بين شعب الإمارات وقيادته.
وفي / 30 / أغسطس الماضي وتحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ..نظم الاتحاد بمقره الرئيسي ملتقى يوم المرأة الاماراتية تحت شعار " المرأة العسكرية .. انجازات ومكاسب ".
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - في كلمة ألقتها نيابة عنها سعادة الريم الفلاسي الامين العام للمجلس الاعلى للامومة والطفولة - : " إننا في يوم الثامن والعشرين من أغسطس من عام 2015 المخصص للاحتفال الأول بيوم المرأة الإمارتية نجعله يوما تاريخيا لأمهات الشهداء اللاتي قدمن أرواح أبنائهن رخيصة لتراب الوطن كما نجعله للمرأة الإماراتية العسكرية المتفانية في خدمة وطنها والتي تخلت عن الراحة والرفاهية لتحمل هم وطنها على أكتافها وتقدم روحها فداء للوطن.. هذه النماذج من النساء يرقى بهن الوطن وتبقى رايته مرفوعة وخفاقة بين الأمم وهن وسام شرف نضعه على صدورنا فلهن كل التحية والتقدير والثناء".
وأضافت سموها : " ما يثلج صدورنا ويريحنا هو التلاحم المشهود بين القيادة والمواطن حيث أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بأن يكون يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوما للشهيد تخليدا ووفاء وعرفانا بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقة عالية بين الأمم.. فلنفرح جميعا بهذا الموقف ولنخلد بذلك شهداء الوطن الذين سيبقون وسام شرف على صدورنا ".
وناشدت سموها المرأة الإماراتية بأن تحافظ على المكتسبات التي تحققت لها وأن تبذل المزيد من الجهد والاستفادة من الموارد المتاحة لها والدعم السياسي الذي تحظى به لكي تحقق المزيد من التقدم والتمكين ..داعية سموها المرأة الإماراتية إلى المشاركة بفعالية وحماس في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي مشاركة فاعلة وأن يكون لها دور بارز في دورته التشريعية" .
إن شهداء الوطن الأبطال سيظلون خالدين في ذاكرة الوطن وأبنائه وهم الذين حرصت القيادة على الاحتفاء بهم وبتضحياتهم على مدار العام وخصصت يوم الثلاثين من نوفمبر سنوياً للتعبير عن حجم تقدير وتكريم الأجيال لهم من أول شهيد وحتى كوكبة الشهداء الذين قضوا في معارك الانتصار للحق والشرعية في موطن العرب الأول ورفع الظلم عن أهلنا في اليمن.. مسيرة حافلة لقواتنا المسلحة وهي تمضي على ذات المسار الذي رسمه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لتظل عوناً وسنداً للشقيق والصديق وشهدنا مشاركاتها المشرفة في مواقع عديدة من لبنان والكويت والصومال وكوسوفا وأفغانستان.
ولعل أهم ما يميز دولة الإمارات العربية المتحدة ذلك التفاعل البناء والراسخ بين القيادة الرشيدة والشعب الذي يتجلى بوضوح في أوقات المحن والأزمات ويفسر لماذا تنعم دولة الإمارات العربية المتحدة بالأمن والاستقرار الشامل على المستويات كافة.
إن شعب الإمارات وتوحده خلف قيادته الرشيدة في هذه الأيام وتضامنه مع أسر شهداء أبطال القوات المسلحة يقدم أروع الأمثلة في الانتماء إلى الوطن والاستعداد للتضحية من أجله بكل غال ونفيس والتمسك بالقيم النبيلة التي غرسها الأجداد وهي الروافد التي تعزز الاستقرار الشامل الذي تعيشه الدولة.
ولا شك أن حرص القيادة الرشيدة على تقدم الصفوف في واجب العزاء في شهداء قواتنا المسلحة الأبرار وتقديم السند والعون لأسرهم إنما يرسخ هذه العلاقة الخاصة بين القيادة والشعب.. هذه العلاقة التي تعود إلى عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي غرس في أبناء الوطن قيم الانتماء والتضحية .
والآن فإن قياداتنا الرشيدة وشيوخنا الكرام في جميع إمارات الدولة يرسخون هذا النهج ويؤكدون أن البيت متوحد ومتماسك.. وان روح الأخوة والمحبة التي تجمع الإماراتيين سواء على مستوى القيادة أو الشعب هي سمة أصيلة من سمات دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشائها عام 1971 وتعبر عن نفسها على الدوام وتؤكدها الشواهد اليومية والمناسبات الوطنية.
وقد اهتمت وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية بشهداء الوطن الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للحق والواجب المشاركين ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في عملية " إعادة الأمل " في اليمن .. مؤكدة أن شعب الإمارات الأبي برهن وهو يلتف خلف راية قيادته الحكيمة في الدفاع عن القيم النبيلة والأمن الوطني أنه متوحد في أفضل صور التوحد ومتكاتف ومتماسك كالجبال في بيته المتوحد لا ينام على ضيم ولا يقبل الهوان ولا تغمد سيوفه إلا بعد أن تتعمد بدماء الشهادة الزكية وإعلان النصر المؤزر بإذن الله تعالى.
وأشارت إلى التلاحم الشعبي النابض بمشاعر الولاء والوطنية الصادقة مؤكدة أنها معركة إحقاق الحق في اليمن لدحر الباطل وأذنابه معركة الدفاع عن حقوق شعب وتاريخ ومصير مشترك واحد..ضد فئة مارقة خارجة عن القانون من عصابات مأجورة مرتزقة من أراذل القوم تعيث في الأرض فسادا.
وأكدت حرص دولة الإمارات على ضمان الأمن العربي وتحصين الدول العربية تجاه أية محاولات تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها وأنها ستبقى دعما وسندا للأشقاء في حفظ الأمن والاستقرار من أجل أن تعيش الأجيال الحالية والقادمة في أمن وسلام وازدهار.
وأشارت وسائل الاعلام إلى أن من دخل خيم العزاء والتقى أهالي الشهداء شعر بالفخر والعزة والكبرياء تلك المشاعر الصادقة التي تملأ تلك الخيام فتجعل من المكان ملتقى وطنيا لتأكيد التلاحم والصمود والولاء والانتماء لا يريد أن يغادره من دخله وهذا يدل على كبرياء المواطن الإماراتي والجندي الإماراتي ومن تواصل مع أهالي الشهداء وقدم العزاء لذويهم في خيام العزاء التي انتشرت في الدولة شعر بأنه ليس في خيمة عزاء وإنما في خيمة عز وفخر وإباء نفوس وأرواح عالية آباء عرفوا أن التاريخ والأجيال يذكرون ما قدمه أولئك الأبطال من تضحيات في سبيل خير المنطقة وسالت دماؤهم كي نعيش في خير وأمن وأمان واستقرار.
وتجلت تلك الروح الوطنية أيضا في زيارات العزاء والمواساة لأسر الشهداء حيث بدت أسرة الإمارات واحدة لا فرق بين الحاكم والمحكوم ..
الكبير والصغير كلهم التقوا على قلب واحد واقفين بجانب أسر كريمة ضحت بفلذات أكبادها لعزة الوطن فخورة بأبنائها معنوياتها مرتفعة ومواقفها مشرفة وهو ما زاد الجميع فخرا وصلابة وعزة .
وفي السابع من شهر نوفمبر الجاري شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفل استقبال الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة المشاركة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بعد أن استبدلت بالدفعة الثانية التي باشرت المهام الموكولة لها في اليمن.
وساهمت الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة بدور كبير في تحرير مأرب من قبضة ميليشيات الحوثي والمخلوع وتحرير سد مأرب التاريخي الذي أعاد بناءه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.. فيما يعد نصرا استراتيجيا لأن مأرب رمز كبير في التاريخ اليمني والتاريخ العربي بشكل عام فهي حاضنة الميلاد الأول للعرب ومنها انطلقوا إلى ربوع الجزيرة العربية.
واستقبلت الدفعة الأولى استقبالا شعبيا حافلا من قيادة الدولة والمواطنين والمقيمين الذين رفعوا رايات النصر وأعلام الامارات مشيدين بانجازات قواتنا المسلحة الباسلة وبشهدائنا الابرار.
كما أمر صاحب السمو رئيس الدولة - حفظه الله - باعتبار هذه المناسبة الوطنية إجازة رسمية على مستوى الدولة.
وتقام في هذا اليوم مراسم وفعاليات وطنية خاصة تشترك فيها مؤسسات الدولة كافة وكل أبناء شعب الامارات والمقيمين فيها استذكارا وافتخارا بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذرة في نفوس أبناء الامارات التي تحلوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب.
ويأتي هذا القرار وردود الأفعال التي صاحبته من جانب المواطنين والمقيمين على حد سواء لتؤكد العديد من المعاني المهمة..أولها اعتزاز القيادة الرشيدة بتضحيات أبناء الوطن و أن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تنسى أبدا أبناءها المخلصين الذين يقدمون أرواحهم فداء لها ويزرعون بتضحياتهم الكبيرة القيم النبيلة في قلوب النشء والشباب وعقولهم.
وثاني المعاني خصوصية العلاقة بين القيادة والشعب في دولة الإمارات فلا شك أن هذا القرار يعبر عن تفاعل القيادة الرشيدة مع أسر الشهداء وذويهم وليست هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها القيادة الرشيدة مثل هذه المبادرات التي تكرم من خلالها أصحاب التضحيات والإنجازات التي أسهمت في رفع علم الإمارات خفاقا في المجالات كافة.
وهناك الكثير من موروث الخبرات والقرارات والتوجيهات التي تبرهن على رسوخ هذه القناعة في ضمير السياسة الإماراتية منذ بداية دولة الاتحاد .
ووضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - أساسا راسخا للعلاقة بين الحاكم وشعبه وبمرور السنوات تحولت هذه العلاقة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى منهج ثابت في الحكم وهذا يفسر خصوصية العلاقة التي تربط القيادة بالشعب ففي الوقت الذي تقدر فيه القيادة تضحيات أبناء الوطن وعطاءهم في الميادين كافة فإن المواطنين وكما هو واضح من تفاعلهم مع هذا القرار يلتفون حول قيادتهم الرشيدة عرفانا بما تقوم به من أجل رفعة الوطن وضمان مستقبلهم والأجيال القادمة.
وثالث المعاني أن هذا الأمر يعبر عن تجذر قيمة الوفاء في المجتمع الإماراتي قيادة وشعبا .. فالقيادة الرشيدة دائما تثمن تضحيات أبناء الوطن وعطائهم في مختلف مواقع العمل الوطني..أما الوفاء الشعبي فيتجسد واضحا في حالة التعاطف والتضامن غير المسبوقة مع أسر الشهداء وذويهم ولهذا ستظل قيمة الوفاء إحدى أهم سمات المجتمع الإماراتي وتفسر حالة التماسك والتلاحم المجتمعي الذي ينعم به.
ورابعها أن يوم الشهيد بما يتضمنه من فعاليات وطنية خاصة تشترك فيها مؤسسات الدولة كافة وكل أبناء شعب الإمارات والمقيمين فيها سيمثل مناسبة مهمة لتعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن فإذا كانت القيادة الرشيدة تخلد تضحيات أبنائها البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة عالية خفاقة .. وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة وتضعهم في أنصع صفحات تاريخها فإن المواطنين في المقابل على استعداد دائم لتلبية نداء الوطن المقدس في أي وقت وفاء لما قدمه ويقدمه لم وللأجيال القادمة من تنمية واستقرار وتقدم وهو ما يعزز من الانتماء للوطن وقيادته الرشيدة.
إن " يوم الشهيد " .. يأتي قبل ذكرى عزيزة علينا جميعا وهي اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي يوافق الثاني من ديسمبر من كل عام وهي ذكرى تحمل كل قيم الوحدة والانتماء والولاء والعرفان لهذا الوطن وقيادته الرشيدة وللرواد الأوائل الذين تحملوا عبء تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - الذي غرس في أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة قيم التضحية من أجل الوطن .. والآن فإن شهداء الوطن في ساحات الحق والواجب هم ثمرة لهذا الغرس الطيب ويقدمون أرواحهم فداء للوطن لهذا استحقوا عن جدارة الاحتفال بهم سنويا ليكونوا القدوة والنموذج والدليل على أصالة هذا الشعب.
وخلال تقديمه لواجب العزاء في شهداء الوطن البواسل أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " عن اعتزازه والقيادة الرشيدة ببسالة وتضحيات منتسبي قواتنا المسلحة البطلة من ضباط وضباط صف وأفراد والذين يبلون بلاء حسنا في ساحات الشرف والرجولة نصرة للمظلوم وإحقاقا للحق وترسيخا لمبادئ السلام والعدالة والمساواة في أوساط المجتمع اليمني الشقيق.
وأضاف سموه : " نحن نستمد إيماننا بدولتنا وثقتنا بشعبنا من إيماننا بالله عز و جل وإيماننا بالعدالة والسلام والتعايش السلمي بين مختلف الناس بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية والثقافية ".
ونوه سموه بصبر وقوة إرادة ذوي شهدائنا الأبرار الذي جسدوا بصبرهم وإيمانهم بالله تعالى قوة الروابط الإجتماعية والتلاحم الوطني في أوساط مجتمعنا من جهة وبين الشعب والقيادة من جهة أخرى ما يزيد من اطمئناننا على سلامة بنياننا الذي أسسه الأجداد والآباء الراحلون على أسس لا تلين ولا يختل توازنها في وجه التحديات التي باتت جزءا أساسيا من ثقافة شعبنا ودولتنا عموما في شتى الميادين والمواقف خاصة الإنسانية والوطنية والقومية منها.. مترحما سموه على أرواح الشهداء الأبطال الذين وصفهم سموه بمشاعل النور التي تبدد عتمة الطريق وصولا الى المستقبل المؤمل لأجيالنا الواعدة.
من جانبه قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال تقديمه واجب العزاء في شهداء الوطن : " إننا لن ننسى تضحيات شهدائنا ما حيينا بل سنرفع هاماتنا عاليا بوقفاتهم البطولية وما تحلوا به من اقدام وشهامة وبسالة ستبقى دروسا وعبرا خالدة في الثبات والتضحية تفتخر بها الأجيال على مر السنين والازمان".
وأضاف سموه إن هذا التلاحم والترابط الوطني الذي يسود مجتمع دولة الامارات هو قيم وغرائز عريقة نشأ عليها أبناء الوطن خلفها لنا الأباء والأجداد وتتجلى معانيها وصورها في أوقات الشدائد والملمات والتي واجهها الانسان الاماراتي بكل عزيمة وصبر وتحد وجلد .. مشيرا سموه إلى أن هذه المواقف الوطنية هي صمام الأمان لمستقبل زاهر ومشرق لدولتنا.
وترجمة لحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بتخليد شهداء الوطن الأبرار الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة تأدية للواجب الوطني .. أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. بإنشاء نصب تذكاري للشهداء في مدينة أبوظبي لتظل ذكرى شهداء الوطن الابرار وبذلهم وتضحياتهم بأرواحهم الغالية محفورة في صفحات وذاكرة الوطن ووجدان أبناء الإمارات وحتى تستلهم الأجيال الحاضرة والمقبلة عطاءهم وبذلهم وأعمالهم الجليلة لتبقى راية وطننا الغالي عالية خفاقة في سماء العز والمجد والرفعة والرقي.
كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن يتولى مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي مهمة الاشراف على تنفيذ النصب التذكاري ومتابعة الخطط والبرامج اللازمة بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات المعنية في الدولة لتشييد هذا المعلم الوطني وبما يليق واعتزاز الامارات وفخرها بتضحيات وعطاء أبنائها الشهداء.
وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة شرعت دائرة التخطيط والمساحة الشارقة بتسمية بعض شوارع مدن ومناطق الامارة بأسماء شهداء الوطن البواسل .. وذلك تخليدا لبطولاتهم وتضحياتهم بدمائهم الغالية في سبيل الذود عن حياض الوطن وشرف الأمة العربية أثناء تأدية واجبهم المقدس ضمن قوات التحالف العربي في اليمن الشقيق.
كما وجه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان باطلاق اسم " شارع الشهداء " على أحد الشوارع الرئيسية في منطقة المنامة النافذ إلى عدد من طرق الإمارة .. وذلك تخليدا لذكرى بطولة شهداء الوطن البواسل.
وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة .. تم اطلاق اسم " شارع الشهداء " على الطريق الواصل بين إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة .. والذي يبدأ من دوار مصنع الإسمنت في دبا الفجيرة إلى دوار الطويين في الإمارة ومن دوار الطويين إلى شارع الشيخ محمد بن زايد مرورا بمستشفى الشيخ خليفة التخصصي في إمارة رأس الخيمة .. وذلك تخليدا لذكرى شهداء الوطن الذين ارتقوا إلى العلا أثناء تأدية واجبهم الوطني ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في عملية " إعادة الأمل " في اليمن وتحية لمعاني الشجاعة والتضحية والعطاء التي جسدوها.
وأعلن مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي عن اعتماده الشعار الرسمي للإحتفاء بيوم الشهيد في الـ/ 30 / من نوفمبر المقبل.
وأوضح مكتب شؤون أسر الشهداء أن إطلاق شعار موحد لفعاليات يوم الشهيد يأتي ضمن الخطة التي يعمل المكتب على تطويرها وتنفيذها والتي تتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة التي تجسد تفاعل المجتمع الإماراتي مع ذكرى الشهداء وتخلد تضحياتهم.
كما أعلن المكتب عن مبادرة مشتركة مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف يتم من خلالها إطلاق أسماء شهداء الوطن على مجموعة من مساجد الدولة.
و أوضح المكتب أنه تم الاتفاق مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية على أن تطلق أسماء الشهداء على المساجد المتواجدة في المناطق القريبة من إقامة أسر وذوي الشهداء الذين استشهدوا وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.
وقال الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إن هذه المبادرة تأتي تجسيدا للمعاني العظمية للشهادة في الدين الإسلامي الحنيف وتكريما لتضحيات الشهداء بأن تسمى المساجد بأسمائهم ..مشيرا إلى أن الهيئة ستبدأ خلال الفترة المقبلة تسمية المجموعة الأولى من المساجد بأسماء الشهداء الابرار.
و أعلنت مجموعة بريد الإمارات عزمها اصدار طابع " يوم الشهيد" التذكاري تكريما لشهداء الوطن بناء على مبادرة من موظفيها لتخليد ذكراهم وتسجيل إنجازهم بحروف من ذهب على أن يتم طرحه في جميع مكاتب البريد اعتبارا من/ 30 / نوفمبر الجاري.
وأعلنت قيادة الدولة الحكيمة عن عدة مبادرات لتكريم شهداء الدولة الأبرار بدءا من تحديد يوم / 30 / نوفمبر يوما للشهيد وتخصيص مكتب يعنى بشؤون أسرهم في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي وإقامة نصب تذكاري وساحة ومتحف وأرشيف لتجسيد بطولاتهم إلى جانب إطلاق أسمائهم على الميادين والقاعات وهذه كلها تضاف إلى مبادرات أهلية عفوية أخرى مظهرة صورة رائعة من التلاحم والتعاضد والوفاء بين شعب الإمارات وقيادته.
وفي / 30 / أغسطس الماضي وتحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ..نظم الاتحاد بمقره الرئيسي ملتقى يوم المرأة الاماراتية تحت شعار " المرأة العسكرية .. انجازات ومكاسب ".
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - في كلمة ألقتها نيابة عنها سعادة الريم الفلاسي الامين العام للمجلس الاعلى للامومة والطفولة - : " إننا في يوم الثامن والعشرين من أغسطس من عام 2015 المخصص للاحتفال الأول بيوم المرأة الإمارتية نجعله يوما تاريخيا لأمهات الشهداء اللاتي قدمن أرواح أبنائهن رخيصة لتراب الوطن كما نجعله للمرأة الإماراتية العسكرية المتفانية في خدمة وطنها والتي تخلت عن الراحة والرفاهية لتحمل هم وطنها على أكتافها وتقدم روحها فداء للوطن.. هذه النماذج من النساء يرقى بهن الوطن وتبقى رايته مرفوعة وخفاقة بين الأمم وهن وسام شرف نضعه على صدورنا فلهن كل التحية والتقدير والثناء".
وأضافت سموها : " ما يثلج صدورنا ويريحنا هو التلاحم المشهود بين القيادة والمواطن حيث أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بأن يكون يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوما للشهيد تخليدا ووفاء وعرفانا بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقة عالية بين الأمم.. فلنفرح جميعا بهذا الموقف ولنخلد بذلك شهداء الوطن الذين سيبقون وسام شرف على صدورنا ".
وناشدت سموها المرأة الإماراتية بأن تحافظ على المكتسبات التي تحققت لها وأن تبذل المزيد من الجهد والاستفادة من الموارد المتاحة لها والدعم السياسي الذي تحظى به لكي تحقق المزيد من التقدم والتمكين ..داعية سموها المرأة الإماراتية إلى المشاركة بفعالية وحماس في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي مشاركة فاعلة وأن يكون لها دور بارز في دورته التشريعية" .
إن شهداء الوطن الأبطال سيظلون خالدين في ذاكرة الوطن وأبنائه وهم الذين حرصت القيادة على الاحتفاء بهم وبتضحياتهم على مدار العام وخصصت يوم الثلاثين من نوفمبر سنوياً للتعبير عن حجم تقدير وتكريم الأجيال لهم من أول شهيد وحتى كوكبة الشهداء الذين قضوا في معارك الانتصار للحق والشرعية في موطن العرب الأول ورفع الظلم عن أهلنا في اليمن.. مسيرة حافلة لقواتنا المسلحة وهي تمضي على ذات المسار الذي رسمه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لتظل عوناً وسنداً للشقيق والصديق وشهدنا مشاركاتها المشرفة في مواقع عديدة من لبنان والكويت والصومال وكوسوفا وأفغانستان.
ولعل أهم ما يميز دولة الإمارات العربية المتحدة ذلك التفاعل البناء والراسخ بين القيادة الرشيدة والشعب الذي يتجلى بوضوح في أوقات المحن والأزمات ويفسر لماذا تنعم دولة الإمارات العربية المتحدة بالأمن والاستقرار الشامل على المستويات كافة.
إن شعب الإمارات وتوحده خلف قيادته الرشيدة في هذه الأيام وتضامنه مع أسر شهداء أبطال القوات المسلحة يقدم أروع الأمثلة في الانتماء إلى الوطن والاستعداد للتضحية من أجله بكل غال ونفيس والتمسك بالقيم النبيلة التي غرسها الأجداد وهي الروافد التي تعزز الاستقرار الشامل الذي تعيشه الدولة.
ولا شك أن حرص القيادة الرشيدة على تقدم الصفوف في واجب العزاء في شهداء قواتنا المسلحة الأبرار وتقديم السند والعون لأسرهم إنما يرسخ هذه العلاقة الخاصة بين القيادة والشعب.. هذه العلاقة التي تعود إلى عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي غرس في أبناء الوطن قيم الانتماء والتضحية .
والآن فإن قياداتنا الرشيدة وشيوخنا الكرام في جميع إمارات الدولة يرسخون هذا النهج ويؤكدون أن البيت متوحد ومتماسك.. وان روح الأخوة والمحبة التي تجمع الإماراتيين سواء على مستوى القيادة أو الشعب هي سمة أصيلة من سمات دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشائها عام 1971 وتعبر عن نفسها على الدوام وتؤكدها الشواهد اليومية والمناسبات الوطنية.
وقد اهتمت وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية بشهداء الوطن الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للحق والواجب المشاركين ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في عملية " إعادة الأمل " في اليمن .. مؤكدة أن شعب الإمارات الأبي برهن وهو يلتف خلف راية قيادته الحكيمة في الدفاع عن القيم النبيلة والأمن الوطني أنه متوحد في أفضل صور التوحد ومتكاتف ومتماسك كالجبال في بيته المتوحد لا ينام على ضيم ولا يقبل الهوان ولا تغمد سيوفه إلا بعد أن تتعمد بدماء الشهادة الزكية وإعلان النصر المؤزر بإذن الله تعالى.
وأشارت إلى التلاحم الشعبي النابض بمشاعر الولاء والوطنية الصادقة مؤكدة أنها معركة إحقاق الحق في اليمن لدحر الباطل وأذنابه معركة الدفاع عن حقوق شعب وتاريخ ومصير مشترك واحد..ضد فئة مارقة خارجة عن القانون من عصابات مأجورة مرتزقة من أراذل القوم تعيث في الأرض فسادا.
وأكدت حرص دولة الإمارات على ضمان الأمن العربي وتحصين الدول العربية تجاه أية محاولات تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها وأنها ستبقى دعما وسندا للأشقاء في حفظ الأمن والاستقرار من أجل أن تعيش الأجيال الحالية والقادمة في أمن وسلام وازدهار.
وأشارت وسائل الاعلام إلى أن من دخل خيم العزاء والتقى أهالي الشهداء شعر بالفخر والعزة والكبرياء تلك المشاعر الصادقة التي تملأ تلك الخيام فتجعل من المكان ملتقى وطنيا لتأكيد التلاحم والصمود والولاء والانتماء لا يريد أن يغادره من دخله وهذا يدل على كبرياء المواطن الإماراتي والجندي الإماراتي ومن تواصل مع أهالي الشهداء وقدم العزاء لذويهم في خيام العزاء التي انتشرت في الدولة شعر بأنه ليس في خيمة عزاء وإنما في خيمة عز وفخر وإباء نفوس وأرواح عالية آباء عرفوا أن التاريخ والأجيال يذكرون ما قدمه أولئك الأبطال من تضحيات في سبيل خير المنطقة وسالت دماؤهم كي نعيش في خير وأمن وأمان واستقرار.
وتجلت تلك الروح الوطنية أيضا في زيارات العزاء والمواساة لأسر الشهداء حيث بدت أسرة الإمارات واحدة لا فرق بين الحاكم والمحكوم ..
الكبير والصغير كلهم التقوا على قلب واحد واقفين بجانب أسر كريمة ضحت بفلذات أكبادها لعزة الوطن فخورة بأبنائها معنوياتها مرتفعة ومواقفها مشرفة وهو ما زاد الجميع فخرا وصلابة وعزة .
وفي السابع من شهر نوفمبر الجاري شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفل استقبال الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة المشاركة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بعد أن استبدلت بالدفعة الثانية التي باشرت المهام الموكولة لها في اليمن.
وساهمت الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة بدور كبير في تحرير مأرب من قبضة ميليشيات الحوثي والمخلوع وتحرير سد مأرب التاريخي الذي أعاد بناءه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.. فيما يعد نصرا استراتيجيا لأن مأرب رمز كبير في التاريخ اليمني والتاريخ العربي بشكل عام فهي حاضنة الميلاد الأول للعرب ومنها انطلقوا إلى ربوع الجزيرة العربية.
واستقبلت الدفعة الأولى استقبالا شعبيا حافلا من قيادة الدولة والمواطنين والمقيمين الذين رفعوا رايات النصر وأعلام الامارات مشيدين بانجازات قواتنا المسلحة الباسلة وبشهدائنا الابرار.