الامارات 7 - -الامارات اليوم-مثل عقد من ضياء ينير على مر التاريخ، وتظل حباته تنير الطريق أمام الأجيال الجديدة، يقف شهداء الإمارات على مر السنوات، بعد أن ضربوا أروع الأمثال في الفداء والتضحية من أجل الوطن، واستحقوا عن جدارة أن يصبحوا فخراً لهذا الوطن الذي أحبوه وافتدوه بأرواحهم.
سالم بن سهيل بن خميس هو أول شهيد تقدمه الإمارات ويسطر اسمه في سجل الفخر والفداء، حيث استشهد في 30 نوفمبر 1971 عندما استيقظ سكان جزيرة طنب الكبرى على هدير الطائرات العسكرية، وبمجرد اقتراب الغزاة من مركز شرطة الجزيرة بادر سالم بن سهيل وزملاؤه الخمسة بإطلاق النار عليهم، ثم تجمع وزملاؤه حول سارية العلم للذود عن علم الوطن لكيلا ينزله الغزاة عن ساريته، وبقوا مصرين على ذلك حتى الرمق الأخير، غير آبهين بالغزاة ولا بقوتهم، حتى روى بدمائه الطاهرة تراب وطنه، فسجل التاريخ اسمه بأحرف من نور بعد معركة غير متكافئة على الإطلاق، بحسب ما ورد في كتاب «التسوية القانونية للنزاع الإماراتي - الإيراني على الجزر الثلاث» الصادر عن الأرشيف الوطني من تأليف عبداللطيف الصيادي، الذي ذكر معلومات مفصلة عن تلك المعركة التي استخدمت فيها إيران قوات برمائية مدعومة بطائرات وحوامات وبوارج بحرية في مواجهة حامية لا يزيد عدد أفرادها على ستة أفراد. وقد كان الشهيد سالم يحلم منذ طفولته بأن يكون رجل شرطة، وقد تحقق له الحلم حين التحق بمديرية شرطة رأس الخيمة، وهو في الـ16 من عمره، وتميز بكفاءته في حمل السلاح، ثم انضم إلى الجنود الأغرار، وحمل الرقم 190، وعُرف بين زملائه بالانضباط والالتزام بالأوامر العسكرية كافة.
اسم آخر يذكره التاريخ في سجل الفخر، هو الشهيد سيف غباش، الذي كان واحداً من أعلام دولة الإمارات العربية المتحدة وشخصياتها البارزة.
ولكن لم يعمر طويلاً؛ إذ استهدفته رصاصات غادرة وهو في ذروة عطائه ليترك في النفوس أسى وفي القلوب لوعة. ففي الـ25 من أكتوبر 1977 كان سيف غباش، وكان يشغل في ذلك الوقت منصب وزير دولة للشؤون الخارجية، يرافق وزير الخارجية السوري عبدالحليم خدام إلى مطار أبوظبي لوداعه، وإذ برصاصات غادرة كانت تقصد الوزير السوري إلا أنها أردت سيف غباش قتيلاً، وبذلك فقدت الإمارات رجلاً من رجالاتها البارين. وعلى الصعد كافة، محلياً وعربياً وعالمياً كان نبأ اغتيال هذا الرجل المخلص لوطنه وللإنسانية فاجعة كبيرة جعلت الذين عرفوه يشيدون بجميل خصاله، ففي الأمم المتحدة أبدى كل من شارك في الجلسة المنعقدة أسفه البالغ للخسارة الفادحة التي منيت بها الإمارات بفقده، وفي واشنطن توالت البرقيات والمكالمات الهاتفية على سفارة الدولة من رؤساء معاهد وجمعيات أميركية ومن مجلس الشيوخ، أمّا في أوروبا فقد كانت اللجنة العامة للحوار العربي والأوروبي مجتمعة حينما بلغها خبر وفاته، فما كان منها إلا أن قطعت الاجتماع ووقفت دقيقة صمت إجلالاً لروحه الطاهرة. ولعل أبلغ شهادة على ذلك المصاب الجلل ما قاله المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: «إن الخسارة التي أصابتنا في الواقع خسارتان: الأولى بالفقيد لما عرف عنه من أخلاق وكفاءة وعلم وحسن تصرف حتى أضحى مثالاً للرجل المسؤول في دولتنا، والخسارة الثانية أصابت سمعة العرب في الصميم أمام شعبهم وشعوب العالم بسبب هذه الجريمة الوحشية النكراء. إني أفهم أن يموت الفقيد وهو بهذه الصفات الحميدة ميتة طبيعية، أما أن يموت بهذه الطريقة وبيد عربية فهذا عار كبير، أما العار الأكبر فهو أن دولة الإمارات لم تكن في حياتها إلا داعية للخير ولتضامن العرب، ولا يُقبل أن تجازى على سياستها بهذه الطريقة الجاحدة». بينما قال عنه جوثان أتكن، أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا: «لقد أدّى سيف غباش دوراً كبيراً في توطيد عرى الصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والعديد من دول العالم، وأضفى على السياسة الخارجية لدولته الفتية سمة حضارية وإنسانية مميزة».
ومن شهداء الإمارات الذين رحلوا في ريعان الشباب، الشهيد خليفة المبارك الذي ولد سنة 1947، وعُين بعد تخرجه سنة 1972 في جامعة بيروت العربية، في السلك الدبلوماسي، وفي سنة 1980 عُيّن سفيراً لدولة الإمارات في باريس، ومندوباً دائماً لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو»، وقد اغتيل المبارك أمام منزله في باريس في الثامن من فبراير عام 1984 وكان عمره آنذاك 37 عاماً.
تكريم
الشهيد خليفة المبارك هو نجل الشيخ أحمد بن عبدالعزيز المبارك ــ رحمه الله ــ الذي ساعد في تأسيس النظام القضائي في إمارة أبوظبي، إذ شغل منصب رئيس دائرة القضاء الشرعي في الإمارة، وقد أسهم جدّه في تطوير النظام التعليمي في دولة الإمارات، وأسس أول مدرسة في الدولة بإمارة دبي.
تكريماً للشهيد خليفة المبارك وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإطلاق اسمه على أحد الشوارع في أبوظبي، وجاء ذلك في إطار حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة - حفظه الله - على الوفاء لأبناء الوطن الذين أسهموا وشاركوا في دعم بنيان الاتحاد وبذلوا التضحيات من أجل إيصال رسالة الإمارات إلى العالم، وفي نشر السلام والأمن والاستقرار والتنمية ودافعوا عن مصالحها وقضاياها.
وتكريماً للشهيد خليفة المبارك ــ أيضاً ــ أطلق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، اسمه على النادي الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية، وأشار سموه إلى أن هذه اللفتة بتخليد ذكرى شخصيات وطنية بارزة هي تعبير صادق وعميق عن الوفاء لذلك الجيل الذي كرس حياته في خدمة ورفعة دولة الإمارات.
أرشيف الشهداء
تكريماً لبواسل الإمارات الذين استشهدوا دفاعاً عن الوطن والواجب، أعلن الأرشيف الوطني في سبتمبر الماضي إنشاء مشروع «أرشيف الشهداء» على أن يتم عرض الجزء الأول منه في 30 من شهر نوفمبر الجاري، في إطار احتفالات الدولة بيوم الشهيد. كما سيتم إلى جانب هذا الأرشيف إنشاء متحف يخلد بطولات الشهداء، وذلك بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة الأرشيف. ويهدف المشروع إلى إنشاء سجل تاريخي توثيقي لكل شهيد تدون فيه سيرته الذاتية ومسيرته العملية والعلمية وكل ما يتعلق به من معلومات للاحتفاظ بها في الأرشيف الوطني، ومن ثم إقامة متحف يخلد ذكراهم وبطولاتهم.
مكتب شؤون أسر الشهداء
تجسيداً لمعاني التلاحم بين شعب الإمارات وقيادته، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء مكتب في ديوان ولي عهد أبوظبي يعنى بشؤون أسر شهداء الوطن. ويختص المكتب بمتابعة شؤون واحتياجات أسر الشهداء، وبالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى في الدولة، وتقديم الدعم اللازم لأسرة وأبناء الشهيد. ويعكس القرار العرفان بدور أسر الشهداء، تقديراً لدورهم وما قدموه من عطاء وبذل.
سالم بن سهيل بن خميس هو أول شهيد تقدمه الإمارات ويسطر اسمه في سجل الفخر والفداء، حيث استشهد في 30 نوفمبر 1971 عندما استيقظ سكان جزيرة طنب الكبرى على هدير الطائرات العسكرية، وبمجرد اقتراب الغزاة من مركز شرطة الجزيرة بادر سالم بن سهيل وزملاؤه الخمسة بإطلاق النار عليهم، ثم تجمع وزملاؤه حول سارية العلم للذود عن علم الوطن لكيلا ينزله الغزاة عن ساريته، وبقوا مصرين على ذلك حتى الرمق الأخير، غير آبهين بالغزاة ولا بقوتهم، حتى روى بدمائه الطاهرة تراب وطنه، فسجل التاريخ اسمه بأحرف من نور بعد معركة غير متكافئة على الإطلاق، بحسب ما ورد في كتاب «التسوية القانونية للنزاع الإماراتي - الإيراني على الجزر الثلاث» الصادر عن الأرشيف الوطني من تأليف عبداللطيف الصيادي، الذي ذكر معلومات مفصلة عن تلك المعركة التي استخدمت فيها إيران قوات برمائية مدعومة بطائرات وحوامات وبوارج بحرية في مواجهة حامية لا يزيد عدد أفرادها على ستة أفراد. وقد كان الشهيد سالم يحلم منذ طفولته بأن يكون رجل شرطة، وقد تحقق له الحلم حين التحق بمديرية شرطة رأس الخيمة، وهو في الـ16 من عمره، وتميز بكفاءته في حمل السلاح، ثم انضم إلى الجنود الأغرار، وحمل الرقم 190، وعُرف بين زملائه بالانضباط والالتزام بالأوامر العسكرية كافة.
اسم آخر يذكره التاريخ في سجل الفخر، هو الشهيد سيف غباش، الذي كان واحداً من أعلام دولة الإمارات العربية المتحدة وشخصياتها البارزة.
ولكن لم يعمر طويلاً؛ إذ استهدفته رصاصات غادرة وهو في ذروة عطائه ليترك في النفوس أسى وفي القلوب لوعة. ففي الـ25 من أكتوبر 1977 كان سيف غباش، وكان يشغل في ذلك الوقت منصب وزير دولة للشؤون الخارجية، يرافق وزير الخارجية السوري عبدالحليم خدام إلى مطار أبوظبي لوداعه، وإذ برصاصات غادرة كانت تقصد الوزير السوري إلا أنها أردت سيف غباش قتيلاً، وبذلك فقدت الإمارات رجلاً من رجالاتها البارين. وعلى الصعد كافة، محلياً وعربياً وعالمياً كان نبأ اغتيال هذا الرجل المخلص لوطنه وللإنسانية فاجعة كبيرة جعلت الذين عرفوه يشيدون بجميل خصاله، ففي الأمم المتحدة أبدى كل من شارك في الجلسة المنعقدة أسفه البالغ للخسارة الفادحة التي منيت بها الإمارات بفقده، وفي واشنطن توالت البرقيات والمكالمات الهاتفية على سفارة الدولة من رؤساء معاهد وجمعيات أميركية ومن مجلس الشيوخ، أمّا في أوروبا فقد كانت اللجنة العامة للحوار العربي والأوروبي مجتمعة حينما بلغها خبر وفاته، فما كان منها إلا أن قطعت الاجتماع ووقفت دقيقة صمت إجلالاً لروحه الطاهرة. ولعل أبلغ شهادة على ذلك المصاب الجلل ما قاله المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: «إن الخسارة التي أصابتنا في الواقع خسارتان: الأولى بالفقيد لما عرف عنه من أخلاق وكفاءة وعلم وحسن تصرف حتى أضحى مثالاً للرجل المسؤول في دولتنا، والخسارة الثانية أصابت سمعة العرب في الصميم أمام شعبهم وشعوب العالم بسبب هذه الجريمة الوحشية النكراء. إني أفهم أن يموت الفقيد وهو بهذه الصفات الحميدة ميتة طبيعية، أما أن يموت بهذه الطريقة وبيد عربية فهذا عار كبير، أما العار الأكبر فهو أن دولة الإمارات لم تكن في حياتها إلا داعية للخير ولتضامن العرب، ولا يُقبل أن تجازى على سياستها بهذه الطريقة الجاحدة». بينما قال عنه جوثان أتكن، أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا: «لقد أدّى سيف غباش دوراً كبيراً في توطيد عرى الصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والعديد من دول العالم، وأضفى على السياسة الخارجية لدولته الفتية سمة حضارية وإنسانية مميزة».
ومن شهداء الإمارات الذين رحلوا في ريعان الشباب، الشهيد خليفة المبارك الذي ولد سنة 1947، وعُين بعد تخرجه سنة 1972 في جامعة بيروت العربية، في السلك الدبلوماسي، وفي سنة 1980 عُيّن سفيراً لدولة الإمارات في باريس، ومندوباً دائماً لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو»، وقد اغتيل المبارك أمام منزله في باريس في الثامن من فبراير عام 1984 وكان عمره آنذاك 37 عاماً.
تكريم
الشهيد خليفة المبارك هو نجل الشيخ أحمد بن عبدالعزيز المبارك ــ رحمه الله ــ الذي ساعد في تأسيس النظام القضائي في إمارة أبوظبي، إذ شغل منصب رئيس دائرة القضاء الشرعي في الإمارة، وقد أسهم جدّه في تطوير النظام التعليمي في دولة الإمارات، وأسس أول مدرسة في الدولة بإمارة دبي.
تكريماً للشهيد خليفة المبارك وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإطلاق اسمه على أحد الشوارع في أبوظبي، وجاء ذلك في إطار حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة - حفظه الله - على الوفاء لأبناء الوطن الذين أسهموا وشاركوا في دعم بنيان الاتحاد وبذلوا التضحيات من أجل إيصال رسالة الإمارات إلى العالم، وفي نشر السلام والأمن والاستقرار والتنمية ودافعوا عن مصالحها وقضاياها.
وتكريماً للشهيد خليفة المبارك ــ أيضاً ــ أطلق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، اسمه على النادي الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية، وأشار سموه إلى أن هذه اللفتة بتخليد ذكرى شخصيات وطنية بارزة هي تعبير صادق وعميق عن الوفاء لذلك الجيل الذي كرس حياته في خدمة ورفعة دولة الإمارات.
أرشيف الشهداء
تكريماً لبواسل الإمارات الذين استشهدوا دفاعاً عن الوطن والواجب، أعلن الأرشيف الوطني في سبتمبر الماضي إنشاء مشروع «أرشيف الشهداء» على أن يتم عرض الجزء الأول منه في 30 من شهر نوفمبر الجاري، في إطار احتفالات الدولة بيوم الشهيد. كما سيتم إلى جانب هذا الأرشيف إنشاء متحف يخلد بطولات الشهداء، وذلك بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة الأرشيف. ويهدف المشروع إلى إنشاء سجل تاريخي توثيقي لكل شهيد تدون فيه سيرته الذاتية ومسيرته العملية والعلمية وكل ما يتعلق به من معلومات للاحتفاظ بها في الأرشيف الوطني، ومن ثم إقامة متحف يخلد ذكراهم وبطولاتهم.
مكتب شؤون أسر الشهداء
تجسيداً لمعاني التلاحم بين شعب الإمارات وقيادته، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء مكتب في ديوان ولي عهد أبوظبي يعنى بشؤون أسر شهداء الوطن. ويختص المكتب بمتابعة شؤون واحتياجات أسر الشهداء، وبالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى في الدولة، وتقديم الدعم اللازم لأسرة وأبناء الشهيد. ويعكس القرار العرفان بدور أسر الشهداء، تقديراً لدورهم وما قدموه من عطاء وبذل.