صحف الإمارات: الواقع فرض الحل العسكري في اليمن

الامارات 7 - اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالمشهد اليمني وجرائم ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح التي تستهدف المدنيين في منازلهم مؤكدة أن الحسم العسكري لم يكن اختيار الحكومة اليمنية الشرعية ولا التحالف العربي بل فرضه الواقع بعد فشل كل الجهود السياسية والدبلوماسية.

وأشارت إلى التقدم الذي تحرزه قوات الشرعية المدعومة بطيران التحالف العربي في عملية تطهير شامل لمحافظة تعز من ميلشيات الحوثيين وأنصار المخلوع التي تزرع الألغام في طرقات وشوارع المدن اليمنية لتستهدف المدنيين من الأطفال والنساء وتنشر الرعب والفزع بينهم.

كما ركزت الافتتاحيات على زيارة جون كيري وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة بجانب الشأن اللبناني الذي مازال يعاني الفراغ الرئاسي في ظل الانقسام وعدم التوافق ومواصلة تعطيل كل محاولة انتخاب رئيس جديد.

وتحت عنوان " تعز وثأر فريد " قالت صحيفة " البيان ".. إن قوات الشرعية المدعومة بطيران التحالف العربي تتقدم ببسالة وبقوة في تعز في عملية تطهير شامل للمحافظة من ميلشيات الحوثيين وأنصار المخلوع لتحمل العملية اسم شهيد تعز الصغير " فريد " صاحب عبارة " لا تقبروناش " التي هزت وجدان الإنسانية تجاه جرائم هذه الفئة المجرمة المعدومة الإنسانية والتي تزرع الألغام في طرقات وشوارع المدن اليمنية بعشوائية تستهدف المدنيين من الأطفال والنساء لتنشر الرعب والفزع وتبعث اليمنيين على هجرة بيوتهم ومدنهم وتركها لشياطين الموت والخراب.

وأضافت أن الأنباء المتسارعة تأتي من تعز لتبشر بتقدم كبير لقوات الشرعية وطيران التحالف العربي والسيطرة على العديد من المواقع الحيوية في المدينة وعلى رأسها معسكر قوات الأمن الخاصة الواقع شمال القصر الجمهوري الذي سيطرت القوات الشرعية على معظم أجزائه.

وذكرت أن القتال يدور في العديد من محافظات ومدن اليمن ولكن ما يدور في تعز من قتال له أهمية خاصة نظرا لأهمية هذه المحافظة في وجدان الشعب اليمني والتي يتوقع المراقبون والمحللون أن تشكل استعادتها لقوات الشرعية تغييرا كبيرا في موازين ومعادلة الصراع في اليمن فهي كما يسمونها " مدينة كل اليمنيين " حيث تضم ضمن سكانها الأربعة ملايين خيرة نخبة المثقفين والمتعلمين والقيادات البارزة من الشعب اليمني هذه المدينة التي عانت طيلة ثلاثة عقود من حكم المخلوع صالح وتعاني الآن أكثر من جرائم الحوثيين ومعاملتهم الوحشية للأهالي وهي الآن تستقبل بشائر النصر والحرية.

من جهتها وتحت عنوان " صنعاء المحررة المكان الأمثل للتفاوض " قالت صحيفة " الاتحاد " .. إن من يبحث عن السلام لا ينشر الموت في كل مكان ومن يريد الحوار لا يزرع الألغام في كل شبر والحوثي الذي يتكلم عن حل سياسي يقوم بكل ما هو غير سياسي بل ما هو غير أخلاقي ولا إنساني فلم يكتف الحوثي وصالح بزرع الألغام في كل شارع وقرية وواد بل وصل بهم الإجرام إلى أنهم زرعوا الألغام داخل بيوت المواطنين اليمنيين.

وأضاف الكاتب محمد الحمادي رئيس تحرير الصحيفة في مقاله اليوم .. أنه عندما نتأمل ما اقترفته أيادي الحوثيين والعفاشيين نتأكد أن الحديث عن حل سياسي وعن جلوس على طاولة الحوار ما هو إلا مناورة ساذجة لكسب الوقت ولإيقاف تقدم قوات التحالف العربي لكنها محاولة فاشلة لم تنطل على أحد كما أن كل حديث عن حل سياسي لا يتوافق مع الوضع في اليمن ولا يمكن تنفيذه في ظل جرائم مليشيات صالح والحوثي وهذا ما جعل الحكومة اليمنية تتراجع وبالتالي يتم ترحيل المفاوضات التي كانت مقررة نهاية الشهر الحالي إلى أجل غير مسمى.

وأوضح أن منطق الحياة يقول إن الحق بحاجة إلى قوة تحميه وتفرضه وإن العمل العسكري هو الخيار الأخير بعد فشل كل الجهود الدبلوماسية وعندما ينطلق الخيار الأخير لابد أن ينتهي عند نقطة الهدف المحدد وهو في اليمن عودة الشرعية كاملة على الأراضي اليمنية لكن ليس من المنطق أبدا أن تعود الأمور إلى المربع الأول ونقطة الصفر قبل الحسم العسكري أي قبل أن يحقق الخيار والحل الأخير أهدافه كاملة وليس من المنطقي أن يكون هناك تفاوض مع القتلة والخونة وصبيان المقاول لأنهم بالتأكيد ليسوا أصحاب قرار وقرارهم كله في طهران.

وشدد على أن اللجوء إلى الخيار الأخير وهو الحسم العسكري لم يكن اختيار الحكومة اليمنية الشرعية ولا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بل هو الخيار الذي فرضه المقاول الإيراني وصبيانه وهذا الخيار جاء بعد استنفاد كل الجهود السياسية والدبلوماسية.

ورأى الحمادي في ختام مقاله الإفتتاحي أن هذا الخيار هو الذي يجب أن يستمر حتى يتم وضع حد نهائي للعبث في مناطق اليمن والانتهاكات الجسيمة التي تمارسها قوات صالح والحوثي وتداعياتها وآخرها تدهور الأوضاع الإنسانية في تعز بسبب الحصار وقطع الحوثي المياه ومنع الغذاء وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لأهالي المنطقة.

أما صحيفة " الخليج " فقالت تحت عنوان " ماذا تعني الهبة الفلسطينية ".. إن جون كيري وزير الخارجية الأميركي لم يأتي إلى المنطقة لتهدئة الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة من خلال إلزام إسرائيل بالتخلي عن سياسة البطش التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني بجيشها وقطعان مستوطنيها ووقف تدنيسها للمقدسات الإسلامية.. بل حط رحاله في المنطقة لوقف هبة الشباب الفلسطيني ضد الاحتلال ليس إلا لأن تصاعدها واتساعها وعدم القدرة على ضبطها يعني أن الأمور خرجت من يدها ولم يعد بإمكانها تحديد مسار سياساتها في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من حيث قدرتها على مواصلة ممارسة لعبة " الوسيط المخادع " وشراء الوقت لحساب إسرائيل كي تستكمل خطط التهويد والاستيطان تحت خيمة المفاوضات الوهمية البائسة.

وأكدت أن وقف الهبة الشبابية الشعبية الحالية المنفلتة من قيود السلطة والتنظيمات المعروفة مسألة في غاية الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل خصوصا أنها تجرى على امتداد الوطن الفلسطيني من النهر إلى البحر مستخدمة أبسط وسائل المقاومة مثل الحجارة والسكاكين في مواجهة قوة عسكرية عاتية وباطشة الأمر الذي يعريها أمام العالم كقوة احتلال ترفض الامتثال للشرعية الدولية وقراراتها التي تلزمها بإنهاء احتلالها وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية على أرضه.

وأشارت إلى أن استمرار الهبة الفلسطينية السلمية وعدم القدرة على لجمها يضع إسرائيل أمام واقع غير مسبوق يكشف عن أن كل ما تمتلكه من قوة وآلة عسكرية متطورة لا تستطيع توفير الأمن لمستوطنيها وبذلك يفرض الشعب الفلسطيني معادلة ميدانية جديدة وهي "لا أمن للمستوطنين في كل فلسطين المحتلة مادام الشعب الفلسطيني بلا أمن وحقوق ومادامت إسرائيل تسعى بدعم أمريكي مكشوف إلى فرض أمر واقع ينتهي بتصفية القضية الفلسطينية".

وأضافت أن الوزير الأمريكي جاء كي يمارس ضغوطه في أكثر من اتجاه لوأد الهبة الفلسطينية وتقديم وعود تهدئة مشكوك في صدقيتها بعد أن نفى بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال أن يكون قد قدم أي تعهد له ما وضع الأمور في نصابها وجعل الوعود الأمريكية نوعا من المخاتلة في تبادل للرياء بين نتنياهو وكيري.. لعل ذلك ينطلي على الشعب الفلسطيني.

وقالت إن الشباب الفلسطيني الذي يتولى الهبة الحالية ويقودها قد تمرد على الخيارات التي تحاول إسرائيل والولايات المتحدة والسلطة والفصائل الفلسطينية فرضها وفق أجنداتها الخاصة وقرر أن يتولى الأمر بيديه فهو الذي يعيش مرارة الاحتلال والعدوان والبطش والتهويد واتساع الاستيطان وهو الذي يكابد ويعاني وهو الذي يراقب منذ أكثر من عشرين عاما مفاوضات عبثية بلا جدوى يشارك فيها طرف فلسطيني مهيض الجناح يخضع للابتزاز والتخويف وشروط اتفاقية أوسلو التي فرطت بالحق الفلسطيني وأعطت إسرائيل ما لا تستحقه.. وكل ذلك يجرى في ظل مصادرة أمريكية للقضية وشروط تسويتها لحساب الاحتلال الإسرائيلي وفي ظل انكفاء عربي مريب عن قضية يجب أن تكون أم القضايا بالنسبة لكل العرب والمسلمين.

وأكدت أن الهبة الفلسطينية أعادت الأمور إلى نصابها كي يتولى الشعب الفلسطيني قضيته بيديه.. ويبدأ الصراع من أول السطر ولدى هذا الشعب من القدرة والقوة والإرادة وروح التضحية والفداء ما يجعل كثيرين يعيدون النظر بكل حساباتهم.

وخلصت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها إلى أن شعب أعزل.. في مواجهة قوة عنصرية عاتية لابد أن يسجل في سفر التاريخ أن آخر شعب محتل لابد أن ينتصر طال الزمن أم قصر.

وحول موضوع آخر وتحت عنوان " لبنان ودوامة الفراغ الرئاسي " قالت صحيفة " الوطن " إنه رغم ثقل ملفات المنطقة وتسارع الأحداث في عدد من الدول التي شهدت أحداث وتطورات قد تنعكس على مستقبلها وتبدو في سباق مع الزمن لمواجهة التداعيات الخطيرة فضلا عن دوران بعضها في حلقة مغلقة وتعثر جهود الخروج من الدوامات التي تعانيها وشعوبها التي تتحمل الويلات.. بنفس الوقت يبدو لبنان اليوم والباحث هو الآخر عن طريقة تنهي الفراغ الرئاسي في ظل الانقسام وعدم التوافق ومواصلة تعطيل كل محاولة انتخاب رئيس جديد مما يعطل الخروج من الجمود الحكومي العاجز عن التعامل مع الملفات الثقيلة المتراكمة وخاصة تلك المتعلقة بحياة الشعب بشكل مباشر.

وأضافت أن من رأى طوفان القمامة أول أمس عندما هطلت الأمطار لتجرف معها تلال من النفايات يشكك أن هذا الذي يراه يحصل في بلد كان يسمى يوما "سويسرا الشرق" بلد الأدباء والكتاب والمثقفين والباحثين عن نهضة علمية وتطور بدا في حينه قبل عقود سابق لزمانه.

وتابعت أن التشرذم الذي يعاني منه المجتمع اللبناني في بلد يتعامل وفق "حصص الطوائف" لضمان التوافق بالحد الأدنى وهو المعمول به منذ اتفاق الطائف في 1989 زاد منه انعكاسات الحرب في سوريا وزيادة الانقسام جراء مليشيات "حزب الله" وتدخلها الأرعن فضلا عن استقوائها بالسلاح غير الشرعي في الداخل اللبناني والعمل على التعطيل على حساب الجمود والأزمات التي تبدو الحكومة فيها عاجزة عن التعامل معها والتي تعجز عن الاجتماع والبت في بعض الملفات التي لا تحتمل التأخير رغم نقل اختصاصات الرئاسة الشاغرة إليها لعدم القدرة على انتخاب بديل لميشيل سليمان وها هي ما تعرف بقوى / 8 آذار / تواصل تعطيل جلسات البرلمان الخاصة بانتخاب رئيس لمدة / 30 / جلسة متتالية وتحاول تسويق مرشحها وكأنه لا يوجد غيره أو الفراغ مع كل ما يترتب عليه من هزات وتقريب لبنان أكثر من أمواج المخاطر التي تحيط به من كل جهة.

وأكدت أن لبنان يعاني كارثة المليشيات ومبرراتها المغلفة بشعارات لم تعد تنطلي على أحد تلك المليشيات التي تعتبر نفسها دولة داخل دولة لتبقى بيروت بكل رمزيتها وباقي المدن تئن وتعاني هول ما يحصل جراء الذين يريدون أن يكون لبنان دائما أداة لجهات معروفة في لعبة الأمم ومكسر عصا لتحقيق أهداف أطراف معينة.

وتساءلت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها .. إلى متى سيبقى لبنان أسير المليشيات المنفلتة في الداخل وانتظار حلول الأزمات الخارجية كسلة واحدة .. وهل يمكن أن يتحمل أكثر وشعبه المبدع الذي عرف بكفاءاته طالما بحث عن تذكرة باتجاه واحد وكيف سيكون اليوم وهو يرى الأمل يتبخر وكيف يمكن التعامل واستنتاج العبر من تزايد اللبنانيين الذين باتوا يغرقون بالعشرات بين الهاربين من أوطان تعاني الموت جراء أحداثها المشتعلة وما تعنيه تلك المآسي.