السجن المؤبد لعربية استغلت ظروف بنات بلدها وتاجرت بأعراضهن

الامارات 7 - ألقت نظرة وداع على موطنها من باب الطائرة، حاولت أن تملأ رئتيها من هوائه فإذا بهما تمتلئان برائحة النار والبارود، غص قلبها وشعرت بانقباض، فنظرت إلى رفيقة رحلتها فوجدتها هي الأخرى دامعة العينين، فكلتاهما تركت في أرض الوطن أغلى الأحبة، زوجاً وأبناءً وأهلاً. قبل سنوات قليلة لم يكن من الممكن حتى أن تفكر بمغادرتهم لأي سبب، ولكن الحرب وما جرَّته من فقر وحاجة اضطرتها لأن تقبل الغربة من أجل أبنائها وأسرتها، وهذا كان حال صديقتها أيضاً.

ترددتا كثيراً عندما جاءتهما زميلة كانت تعمل معهما في صالون التجميل النسائي ثم ذهبت إلى أبوظبي، وعرضت عليهما أن تجد لهما عملاً معها، ولكن الظروف التي تحيط بهما، وكذلك ما ظهر على الصديقة القديمة وأسرتها من مظاهر سعة العيش، دفعهما إلى الموافقة. فقد أصبحت الحياة أكثر من صعبة وعليهما التضحية من أجل حياة أفضل لعائلتيهما.

ريبة

وفي مطار أبوظبي كانت زميلتهما في استقبالهما مع رجل قالت إنه يعمل معها، وقد استقبلتهما بترحاب مبالغ فيه، ثم اصطحبتهما إلى أحد المنازل، وعندما وصلتا كان الصباح في أولى ساعاته، والمنزل هادئ جداً، وأدخلتهما المرأة إلى إحدى الغرف وطلبت منهما أن ترتاحا لهذا اليوم، وقالت إنها ستقوم باستخراج تصاريح العمل لهما، فهما لن تتمكنا من بدء العمل قبل ذلك. ولكن المرأة لم تأت لعدة أيام، واكتشفت المرأتين أن شيئا غير طبيعي يحدث في المنزل.

عندما استيقظتا في عصر ذلك اليوم لاحظتا أن المنزل به كثير من النساء، وكان هناك رجال كثر يدخلون ويخرجون، وتحدثت السيدتان إلى بعضهما حول ما يحدث، واتفقتا أن هذا لا يعنيهما، وأن عليهما بدء العمل والخروج من هذا المنزل والسكن في مكان آخر. وكان عليهما أن تنتظرا لأيام حتى تأتي تلك المرأة، وما إن دخلت حتى سألتاها عن تاريخ انتهاء معاملات وبدء عملهن بالصالون، فردت المرأة ببرود شديد، ليس هناك صالون، هل رأيتما النسوة في هذا المنزل، بالتأكيد تعرفن ما يحدث حولكن، وهذا هو عملكن الجديد، الدعارة.

صرخة روح

صرخت السيدتان واندفعتا نحو المرأة تريدان ضربها، فظهر الرجل نفسه الذي استقبلهما في المطار، وانهال عليهما ضرباً وإهانة، قال لهما إن ما يقومان به مجرد تمثيلية، وأن لا خيار لكما إلا أن يقوما بما يأمرهما به، وإلا سيسلمهما إلى الشرطة بتهمة القيام بما يرفضانه، وهو وكل النسوة في المنزل شهود، وهما لا تملكان أي وثيقة تدل على شخصيتهما بعد أن أخذ منهما كل أوراقهما الثبوتية.

إحباط

أيام طويلة قضتها السيدتان بين الضرب والإهانة والحبس والتجويع لأيام، إلى أن انهارت قواهما، وتم إدخال أول زبون لكل منهما، فانكسرت نظرة كل واحدة إلى نفسها، وسكن الذل والإهانة في روحيهما، فأصبحتا تقومان بذلك العمل دون مقاومة، ولكن أيضاً دون موافقة. وفي الوقت نفسه كانت كل منهما تبحث عن الخلاص، وكانت تحاول مع كل زبون وتطلب مساعدته، ولكن غالبية من يأتي إلى تلك الأماكن لا يكونون ممن يعرفون الحمية.البيان