الصحف الإماراتية: اقرار الميزانية في الدولة وحلول الأزمة السورية

الامارات 7 - -وام- اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالميزانية الاتحادية لعام 2016 التي أقرها مجلس الوزراء أمس دون عجز .. إضافة إلى مستجدات الأزمة السورية والجهود الإقليمية و الدولية المبذولة لإيجاد حل سلمي يحفظ وحدة الأرض السورية.

كما تناولت افتتاحيات الصحف الاستيطان لدى الحكومة الإسرائيلية الحالية وتعديات الاحتلال خلال فترة لا تتجاوز شهرا والغضب الفلسطيني المتصاعد إضافة إلى موضوع يتعلق بحالات ضرب معلمين لطلبتهم.

وتحت عنوان " ميزانية الإمارات للإنسان وبلا عجز" قالت صحيفة " الاتحاد " .. إنه على الرغم من انخفاض أسعار النفط وتوقعات صندوق النقد الدولي بأن تسجل الإمارات هذا العام أول عجز لها منذ عام 2009 بسبب تراجع العائدات النفطية فإن مجلس الوزراء أعلن أمس ميزانية عام 2016 من دون عجز بعد أن أقر ميزانية بلغت / 48 / مليارا و/ 557 / مليون درهم.

وأكدت الصحيفة في كلمة لرئيس تحريرها محمد الحمادي أن دولة الإمارات نجحت خلال السنوات الماضية في أن تنوع مصادر دخلها وصحيح أن النفط يعتبر من الموارد المهمة للدخل إلا أنه لم يعد المصدر الأوحد كما كان في السابق وهذا يعكس مدى نجاح الحكومة ومدى ما تتمتع به قيادة الإمارات من رؤية ثاقبة تمكنها من التخطيط للمستقبل بشكل واضح وسليم .

وأضافت أن الأمر الآخر وما يهم المواطن في هذه الميزانية هو أنها تركز على الإنسان وعلى الخدمات التي تسهم في رفاهية المواطن والمقيم على أرض الإمارات فتخصيص أكثر من / 50 / في المائة من الميزانية لمشاريع التنمية الاجتماعية وتطوير قطاعي التعليم والصحة مؤشر إيجابي كما أنه في الوقت نفسه يضمن الاستمرار في تطوير تلك الخدمات وتحسينها والذهاب بها إلى مستويات متقدمة أكثر .

ونوهت الصحيفة بأن المواطن في الإمارات كان وسيبقى هو محور كل شيء ففي ميزانية الحكومة وخططها وأولوياتها وفي كل اهتماماتها يحظى الإنسان باهتمام القيادة وسعادته هي الهدف الحقيقي والنهائي وهذا أمر أصبح يدركه كل إماراتي اليوم فهو يلاحظ الجهد الذي تبذله الحكومة إبتداء من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مرورا بوزرائه في الحكومة وصولا إلى أصغر موظف فيها فكل الجهد المبذول من أجل تحقيق الرفاهية والسير بالدولة والمجتمع إلى الأمام على الرغم من كل التحديات الخارجية وكل الصعوبات التي يمكن أن تواجهها الخطط والمشاريع بسبب الأحداث المفاجئة من حولنا .

ولفتت إلى أن ما يميز عمل حكومة دولة الإمارات أن رئيس الحكومة هو أول من يعمل وأكثر من يعمل فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ـرعاه الله ـ هو القدوة لكل الوزراء ولكل موظفي الحكومة وعمله الدؤوب وإصراره على الإنجاز والتميز جعلا من المؤسسات الحكومية خلايا عمل لا تهدأ وقد لاحظنا كيف تحولت مفاهيم العمل الحكومي وتغيرت في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لمجلس الوزراء .

وخلصت "الاتحاد" في ختام مقالها الافتتاحي مشددة على أن المطلوب في المستقبل عمل أكثر وأداء أفضل من كل موظفي الحكومة من أجل التميز والتجويد فدولة الإمارات قررت أن لا تعتمد على النفط إلى الأبد وإنما تريد أن تزيد من إعتمادها على الإيرادات الأخرى للدولة وهذا ما يتطلب عملا أكثر من موظفي الحكومة وأداء خلاقا وإبداعا مستمرا من أجل تقديم وتنفيذ كل ما هو جديد ومختلف ومن أجل حكومة ذات موارد وإيرادات مستدامة .

من جانها قالت صحيفة " البيان " في إفتتاحيتها بعنوان " فيينا ومصير الأسد " .. إن اللقاء الذي جمع وزراء خارجية روسيا وأميركا والسعودية وتركيا في فيينا يوم الجمعة الماضي جاء تطورا مهما على صعيد تحريك المياه السياسية السورية ويبدو أن محور النقاش كان يدور حول مصير الرئيس بشار الأسد وقضية بقائه في الحكم من عدمه ويبدو من تصريحات الأطراف بعد اللقاء أن هناك تفاهمات حول رحيل الأسد من الحكم وإن كان الخلاف أو السؤال هو متى يرحل..وكم سيبقى في الحكم وهل سيكون له دور في العملية السياسية وهل ستقبل المعارضة السورية الحوار معه؟ .

ونوهت بأن موسكو التي استدعت بشار الأسد للكرملين منفردا .. أعطت إشارة مبهمة أنها تتعامل مع الأسد بمعزل عن النظام الحاكم وهو نفس نهج مؤتمري جنيف الأول والثاني الذين دعمتهما موسكو وتتمسك بهما حتى الآن وكان الحديث فيهما حول حكومة إنتقالية تتشكل من المعارضة والنظام ولم يذكر فيهما اسم الأسد بالتحديد.

وأشارت إلى أن مصير الأسد ربما لم يتم حسمه بعد بشكل نهائي لكن تفاهمات الأطراف في فيينا تشير إلى أن العملية السياسية قد انطلقت وأنها ستستمر حتى تحقق أهدافها وأن قضية مصير الأسد لن تكون عائقا أمامها" .

ورأت في ختام مقالها أن لقاء فيينا الرباعي سيكون بداية لعملية سياسية واسعة تضم أطرافا أخرى حيث جرى التفاهم على عقد اجتماع موسع يضم أطراف الأزمة الإقليميين والدوليين معا ومن المفترض أن يعقد هذا الاجتماع الموسع يوم الجمعة المقبل وقد تنضم إليه إيران ومصر .

وتحت عنوان " من يكذب " وصفت صحيفة " الخليج " رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما نفى أنه تعهد لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بأنه " كاذب أشر" .. مشيرة في هذا الصدد إلى ما ذكرته جريدة "معاريف" الإسرائيلية بأنه خلال نهار واحد كذب نتنياهو في شأن تجميد المستوطنات ففي الصباح أكد أنه لحرصه على السلام فهو لن يعمل على زيادة المستوطنات في الضفة الغربية ..

وفي المساء أكد أن لا تراجع عن استمرار أعمال الاستيطان .

وأكدت أنه ليس من المعقول أن يتعهد نتنياهو بوقف الاستيطان وهذا ليس فقط لأنه جزء من عقيدته ولكن أيضا من أجل الحفاظ على حكومته التي سينفرط عقدها لو فعل ذلك لكنه قد يكون يناور وساعده على المناورة الوزير الأمريكي حينما نقل التعهد.

وقالت إن الاستيطان لدى الحكومة الحالية التي يترأسها نتنياهو يعتبر أن الضفة جزء من الكيان وهي لا تستطيع أن تعلن الانضمام ليس خوفا من أحد وإنما خوف من ضم ملايين الفلسطينيين إلى إسرائيل .. وهي ترى في الاستيطان حلا في المدى البعيد لمسألة ضم الضفة الغربية .. فحينما تمتلئ الضفة بالمستوطنات وبساكنيها اليهود تضيق الحياة بالفلسطينيين الذين قد لا يرون بدا من الهجرة إلى خارجها هذا هو ما يتمنونه وهذا ما يخططون له وها نحن نشهد إرهاصات ذلك .. فالمستوطنون يجولون في أنحاء الضفة كالقطعان المسعورة يعملون ترهيبا وقتلا بالفلسطينيين وهذه ليست إلا مقدمات لما سيقدمون عليه حينما تغرق الضفة بهم وبمستوطناتهم حينذاك قد يقدمون على مذابح أكبر من أجل التعجيل بهجرة الفلسطينيين من قراهم وبلداتهم.

ولفتت في ختام إفتتاحيتها إلى أن المشكلة التي تواجههم واكتشفوها في اختبارهم للفلسطينيين أن الجيل الحالي ليس كما تصوروه قد نسي قضيته ويبحث عن مخرج من أجل الحياة. لقد وجدوا في الجيل الجديد صلابة تعبر عن تمسك بالأرض تنبئ بفشل أهدافهم .

لكن هذا لن يمنعهم من مداومة المحاولة فهؤلاء قبل أن يكونوا سياسيين تسكنهم إيديولوجيا الأرض الموعودة وتهيمن على عقولهم إسرائيل الكبرى.

أما صحيفة " الوطن " فقالت إن القضية الفلسطينية هي الأطول في تاريخ الاحتلالات بعصرنا الحديث سبعة عقود والدم الفلسطيني النازف والمسفوك لم يجد التجاوب الدولي الواجب لحقنه وها هو الاحتلال الإسرائيلي يزداد وحشية وإيغالا في الدم الفلسطيني فضلا عن مواصلة استهداف كل مقومات الدولة الفلسطينية من نهش للأراضي وهدم للمنازل ومواصلة الاستيطان والتضييق على الشعب الفلسطيني لإجباره على النزوح وتدنيس المقدسات تدنيسا وتعديات وغير ذلك من كل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل وتمارس إرهاب الدولة دون أي رادع من المجتمع الدولي وقواه الفاعلة لوقف هذا الإجرام باستثناء بيانات خجولة لا تقدم ولا تؤخر وحتى اليوم تبقى القرارات الدولية ذات الصلة منذ قرابة الـ/ 50 / عاما تقبع في أدراج الأمم المتحدة دون أي فاعلية لإلزام الاحتلال على القبول بحل للصراع ووضع حد لأزمة مستفحلة تهدد استقرار المنطقة التي يتوقف عليها أمن واستقرار العالم أجمع.

ونوهت بأن عشرات الشهداء وآلاف الجرحى حصيلة تعديات الاحتلال خلال فترة لا تتجاوز الشهر والغضب الفلسطيني المتصاعد عبر الهبة الشعبية وانتفاضة القدس يقوم بها جيل أتى إلى الدنيا وهو يعاني وحشية الاحتلال والتنكيل والترهيب ويعيش بدون أي أفق أو أمل بمستقبل طالما بقي تحت الاحتلال ويعاني ما عاناه أهله وأجداده وبالتالي أتت هبة الغضب الحالية نتيجة طبيعية وتلقائية لمعاناة شعب يطالب بحقه الطبيعي بوطن آمن مستقل ومجددا يطل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لعدم وجود رادع للإعلان بكل وقاحة أن تدنيس الأقصى سيستمر لأنه سيبقى مفتوحا للمستوطنين والاستيطان لم ولن يتوقف وسيستمر باعتباره خطا أحمر" .

ودعت الصحيفة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الكاملة تجاه شعب يعترف كل العالم بحقوقه المشروعة وأحقيته بوطنه الذي طال إنتظاره ويجب أن تقول العدالة الدولية كلمتها بحق القتلة والمجرمين ولا ينبغي أن يكون هناك مجرمو حرب فوق المساءلة والقانون تحت أي ظرف أو مبرر واه فالتبجح بأسباب تتعلق بالأمن لا يبرر قتل شعب والتنكيل به ومحاصرته واستباحة وجوده كما أن استهداف الأطفال الفلسطينيين من جنود الاحتلال الذين يقومون بإعدامات جماعية بدم بارد بحجة تجنب الطعن يبدو معيبا بحق كل شعارات البشرية.

وشددت على أن المنطقة لن تستقر ولن ينعم العالم بالهدوء الواجب إلا بإنهاء هذا الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية على حدود العام 1976 وعاصمتها القدس وتأمين الحماية الواجبة للشعب الفلسطيني من آلة القتل التي يتعرض لها وغير ذلك مع الأسف سيستمر إجرام الاحتلال وتستمر الوحشية التي يعتمدها طالما بقيت العدالة عاجزة وغير قادرة على مساءلة القتلة .

فيما تناولت صحيفة " الرؤية " في إفتتاحيتها بعنوان " إضعاف دافعية التعلم " .. حالات ضرب معلمين لطلبتهم مؤكدة أنها ليست حكرا على الميدان التربوي في الإمارات بل تتعداها إلى المدارس في مختلف المجتمعات والأزمنة.

وأشارت إلى أن جديد هذه الحالة المرفوضة على الرغم من وجودها على شكل حالات فردية داخل أروقة المدارس إنتقالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى العلن محدثة ضجة نأمل من المعنيين أن تكون سببا في التصدي لها.

وأكدت ضرورة إدراك دور البعد النفسي الآني لطرفي العملية التربوية في تفسير هذا السلوك ما يقتضي جهودا إضافية من الوزارة في الإعداد النفسي لكوادرها التعليمية من جهة واختبار قدراتهم التربوية بشكل دقيق قبل اعتماد تعيينهم من جهة أخرى .. ولا إغفال أو استغناء عن دور الأسرة وزرعها قيم إحترام التعليم والمدرسة في نفوس أبنائها منذ نعومة أظفارهم.

وقالت إن على الجميع إدراك أن العنف والضرب لا يزيد دافعية التعلم لدى الطلبة بل يولد إحباطا نفسيا مؤهلا لتدمير العملية التربوية من جذورها وهو ما لا يتمناه القائمون على العملية التربوية والأبناء وأولياء الأمور.