الامارات 7 - نشرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية عبر موقعها الإلكتروني، خطبة الجمعة الموحدة لليوم 16 أكتوبر(تشرين الأول)، تحت عنوان "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه".
وتناولت الخطبة الأولى لصلاة الجمعة الحديث عن الهجرة النبوية الشريفة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بمناسبة العام الهجري الجديد، وأشارت الخطبة الثانية إلى الدين الإسلامي ينشر السلام والأمان ومبدأ التعايش، وثقافة التسامح من خلال وثيقة المدينة، وفي هذا السياق أصدر رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قانون نبذ الكراهية، لمنع الإساءة إلى أي دين من الأديان أو أحد شعائره أو مقدساته.
نص الخطبة
أيها المسلمون: أقبل عام هجري جديد، نسأل الله تعالى فيه التوفيق والتسديد، وندعوه سبحانه أن يديم على دولة الإمارات العربية المتحدة الاستقرار والازدهار، وأن يزيدنا من النعم والخيرات، ويغفر لنا ما قد فات، ويوفقنا لصالح العمل فيما هو آت، قال تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا".
عباد الله: إن الهجرة النبوية الشريفة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة حدث تاريخي فريد، انتهى بسياقه الزماني والمكاني، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة:" لا هجرة بعد الفتح". حيث كانت الهجرة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة لنصرته ومؤازرته؛ فلما كان الفتح وأظهر الله تعالى الإسلام؛ سقط فرض الهجرة. ومن أراد أن يدرك فضل الهجرة وثوابها؛ فعليه بالعبادة؛ ليستدرك به ما فاته من أجرها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العبادة في الهرج كهجرة إلي". والمراد بالهرج: الفتن، وسبب فضل العبادة فيها؛ أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون بغيرها، فهنيئا لمن شغل نفسه بطاعة ربه، وأقلع عن ذنبه، وهجر خطاياه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه". فما أجمل أن نهجر كل ما يغضب الله سبحانه، فذلك أفضل هجرة؛ قال رجل: يا رسول الله أي الهجرة أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم: "أن تهجر ما كره ربك عز وجل".
الهجرة النبوية
أيها المسلمون: لقد بقي لنا من أحداث الهجرة النبوية الشريفة أنهار تتدفق من الدروس والعبر، لينتفع منها من أراد أن يتذكر أو يتدبر، ففيها يتجلى جمال الإسلام، وتظهر عظمته، وقوة تأثيره في الأنام، بما تضمنه من القيم السامية، والمبادئ العالية، التي أثرت في القلوب، ففتحت أقفالها، وخاطبت العقول فأسرتها، قال قائل قريش يصف حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ألم تروا حسن حديثه، وحلاوة منطقه، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به؟ نعم هذه هي صورة الإسلام الناصعة، ودعوته الحسنة، التي ارتسمت في الأذهان، قال سبحانه: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين". فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الأخلاق الفاضلة بالحكمة واللين، والقول الطيب للناس أجمعين، عملا بقول الله عز وجل: "وقولوا للناس حسنا". وبالرحمة نشر رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالته بين العالمين، قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
فيا لها من رسالة رحيمة، تحمل الخير والعدل للإنسانية، وتنشر المحبة والسلام في البشرية، وتحقن الدماء بعد استباحتها، وتجمع الكلمة بعد تفرقها، وتنزع من القلوب أحقادها وضغائنها، وتنهي العداوات والخصومات، ليعيش الناس آمنين، وعلى الخير والبر متعاونين، قال تعالى: "يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا". ولكن المتطرفين اليوم؛ قد أساءوا إلى مبادئ الإسلام السمحة، وشوهوا مفاهيمه الراقية، فجعلوا شعارهم سفك الدماء، وزرع البغضاء، وتدمير البناء، وتمزيق الأوطان، وارتكاب الجرائم بحق الإنسان، فأين هم من هدي الإسلام السمح العظيم؟ وأين هم من المعاني النبيلة للهجرة النبوية الشريفة؟.
التفاؤل والأمل
أيها المصلون: ونستلهم في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة التفاؤل والأمل، والأخذ بالأسباب، والثقة بالله تعالى والتوكل عليه، مهما اشتد البلاء، وعظم الكرب والعناء، فبالإعداد والأمل وحسن العمل يصنع الإنسان الأمجاد، ويتغلب على الصعاب، ويرتقي إلى واقع أحسن، ومرتبة أفضل، ويحقق النجاح وإن عظمت التحديات، أو كثرت العقبات، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يخرج وقد أحاطت به المخاطر، ومع ذلك كانت ثقته بنصر الله عز وجل وتأييده راسخة رسوخ الجبال، ولما انقطعت الحيل، وضاقت السبل، ووصلت قريش إلى الغار قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو معه في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا. فقال صلى الله عليه وسلم : "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما". فسطر القرآن الكريم هذا الموقف الخالد لنبينا العظيم صلى الله عليه وسلم لنتعلم الثقة واليقين برب العالمين، قال تعالى: "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم".
أي إن الله تعالى ناصر رسوله صلى الله عليه وسلم وهازم أعداءه، ومظهر دينه، فاللهم انصر جنود التحالف العربي، واكلأهم برعايتك، واحفظهم بحفظك، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".
الخطبة الثانية
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن ديننا ينشر السلام والأمان، ويؤكد عليه في كل زمان ومكان، وقد أرسى النبي صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ حين وصل إلى المدينة المنورة، فكان أول ما قال عليه الصلاة والسلام: "يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".
وكذلك أرسى مبدأ التعايش، وثقافة التسامح؛ من خلال وثيقة المدينة، وفي هذا السياق أصدر رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قانون نبذ الكراهية، لمنع الإساءة إلى أي دين من الأديان أو أحد شعائره أو مقدساته، أو الاعتداء على أي من الكتب السماوية بالتحريف أو الإتلاف أو التدنيس بأي شكل من الأشكال، أو التطاول على الأنبياء والرسل أو زوجاتهم وآلهم، أو أصحابهم، أو السخرية منهم، ونص القانون على تجريم الإساءة إلى دور العبادة أو إتلافها أو تخريبها، وكذلك المقابر ومحتوياتها وملحقاتها، وذلك بقصد الحفاظ على النسيج المجتمعي الواحد، والتأكيد على التعايش والوئام، فديننا يحث على القول الجميل، والفعل النبيل، مع القريب والبعيد، والشقيق والصديق، ويدعو إلى حفظ الاستقرار، وصيانة مبادئ السلام، ومنع كل ما يضر الأفراد والمجتمعات والأوطان.
وتناولت الخطبة الأولى لصلاة الجمعة الحديث عن الهجرة النبوية الشريفة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بمناسبة العام الهجري الجديد، وأشارت الخطبة الثانية إلى الدين الإسلامي ينشر السلام والأمان ومبدأ التعايش، وثقافة التسامح من خلال وثيقة المدينة، وفي هذا السياق أصدر رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قانون نبذ الكراهية، لمنع الإساءة إلى أي دين من الأديان أو أحد شعائره أو مقدساته.
نص الخطبة
أيها المسلمون: أقبل عام هجري جديد، نسأل الله تعالى فيه التوفيق والتسديد، وندعوه سبحانه أن يديم على دولة الإمارات العربية المتحدة الاستقرار والازدهار، وأن يزيدنا من النعم والخيرات، ويغفر لنا ما قد فات، ويوفقنا لصالح العمل فيما هو آت، قال تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا".
عباد الله: إن الهجرة النبوية الشريفة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة حدث تاريخي فريد، انتهى بسياقه الزماني والمكاني، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة:" لا هجرة بعد الفتح". حيث كانت الهجرة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة لنصرته ومؤازرته؛ فلما كان الفتح وأظهر الله تعالى الإسلام؛ سقط فرض الهجرة. ومن أراد أن يدرك فضل الهجرة وثوابها؛ فعليه بالعبادة؛ ليستدرك به ما فاته من أجرها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العبادة في الهرج كهجرة إلي". والمراد بالهرج: الفتن، وسبب فضل العبادة فيها؛ أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون بغيرها، فهنيئا لمن شغل نفسه بطاعة ربه، وأقلع عن ذنبه، وهجر خطاياه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه". فما أجمل أن نهجر كل ما يغضب الله سبحانه، فذلك أفضل هجرة؛ قال رجل: يا رسول الله أي الهجرة أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم: "أن تهجر ما كره ربك عز وجل".
الهجرة النبوية
أيها المسلمون: لقد بقي لنا من أحداث الهجرة النبوية الشريفة أنهار تتدفق من الدروس والعبر، لينتفع منها من أراد أن يتذكر أو يتدبر، ففيها يتجلى جمال الإسلام، وتظهر عظمته، وقوة تأثيره في الأنام، بما تضمنه من القيم السامية، والمبادئ العالية، التي أثرت في القلوب، ففتحت أقفالها، وخاطبت العقول فأسرتها، قال قائل قريش يصف حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ألم تروا حسن حديثه، وحلاوة منطقه، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به؟ نعم هذه هي صورة الإسلام الناصعة، ودعوته الحسنة، التي ارتسمت في الأذهان، قال سبحانه: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين". فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الأخلاق الفاضلة بالحكمة واللين، والقول الطيب للناس أجمعين، عملا بقول الله عز وجل: "وقولوا للناس حسنا". وبالرحمة نشر رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالته بين العالمين، قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
فيا لها من رسالة رحيمة، تحمل الخير والعدل للإنسانية، وتنشر المحبة والسلام في البشرية، وتحقن الدماء بعد استباحتها، وتجمع الكلمة بعد تفرقها، وتنزع من القلوب أحقادها وضغائنها، وتنهي العداوات والخصومات، ليعيش الناس آمنين، وعلى الخير والبر متعاونين، قال تعالى: "يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا". ولكن المتطرفين اليوم؛ قد أساءوا إلى مبادئ الإسلام السمحة، وشوهوا مفاهيمه الراقية، فجعلوا شعارهم سفك الدماء، وزرع البغضاء، وتدمير البناء، وتمزيق الأوطان، وارتكاب الجرائم بحق الإنسان، فأين هم من هدي الإسلام السمح العظيم؟ وأين هم من المعاني النبيلة للهجرة النبوية الشريفة؟.
التفاؤل والأمل
أيها المصلون: ونستلهم في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة التفاؤل والأمل، والأخذ بالأسباب، والثقة بالله تعالى والتوكل عليه، مهما اشتد البلاء، وعظم الكرب والعناء، فبالإعداد والأمل وحسن العمل يصنع الإنسان الأمجاد، ويتغلب على الصعاب، ويرتقي إلى واقع أحسن، ومرتبة أفضل، ويحقق النجاح وإن عظمت التحديات، أو كثرت العقبات، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يخرج وقد أحاطت به المخاطر، ومع ذلك كانت ثقته بنصر الله عز وجل وتأييده راسخة رسوخ الجبال، ولما انقطعت الحيل، وضاقت السبل، ووصلت قريش إلى الغار قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو معه في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا. فقال صلى الله عليه وسلم : "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما". فسطر القرآن الكريم هذا الموقف الخالد لنبينا العظيم صلى الله عليه وسلم لنتعلم الثقة واليقين برب العالمين، قال تعالى: "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم".
أي إن الله تعالى ناصر رسوله صلى الله عليه وسلم وهازم أعداءه، ومظهر دينه، فاللهم انصر جنود التحالف العربي، واكلأهم برعايتك، واحفظهم بحفظك، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".
الخطبة الثانية
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن ديننا ينشر السلام والأمان، ويؤكد عليه في كل زمان ومكان، وقد أرسى النبي صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ حين وصل إلى المدينة المنورة، فكان أول ما قال عليه الصلاة والسلام: "يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".
وكذلك أرسى مبدأ التعايش، وثقافة التسامح؛ من خلال وثيقة المدينة، وفي هذا السياق أصدر رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قانون نبذ الكراهية، لمنع الإساءة إلى أي دين من الأديان أو أحد شعائره أو مقدساته، أو الاعتداء على أي من الكتب السماوية بالتحريف أو الإتلاف أو التدنيس بأي شكل من الأشكال، أو التطاول على الأنبياء والرسل أو زوجاتهم وآلهم، أو أصحابهم، أو السخرية منهم، ونص القانون على تجريم الإساءة إلى دور العبادة أو إتلافها أو تخريبها، وكذلك المقابر ومحتوياتها وملحقاتها، وذلك بقصد الحفاظ على النسيج المجتمعي الواحد، والتأكيد على التعايش والوئام، فديننا يحث على القول الجميل، والفعل النبيل، مع القريب والبعيد، والشقيق والصديق، ويدعو إلى حفظ الاستقرار، وصيانة مبادئ السلام، ومنع كل ما يضر الأفراد والمجتمعات والأوطان.