«اللوح الذكي» .. المخاطر الطائرة

الامارات 7 - لم تكتف التكنولوجيا بحصار الأبناء في غرف مغلقة خلف شاشات الهواتف الهواتف الذكية، وأجهزة الآيباد، بل وصلت الحال بها إلى حرمان من يخرجون منهم إلى الشوارع من الحركة، والسر، لعبة جديدة اسمها «لوح التوازن»، عرضت مؤخراً في أسواق الدولة، وتهافت المراهقون على شرائها، بمباركة من الأهل، رغم غلاء ثمنها.

ومعظم الذين اقتنوا اللعبة المعروفة باسم «اللوح الكهربائي الذكي» استخدموها بطريقة تعرضهم للخطر، سواء في الشوارع أو الأماكن العامة مثل المجمعات التجارية، مسببين القلق للمحيطين بهم، لأن الاصطدام بمستخدميها يعرضهم للإصابة، رغم أن شركات «شيك روبوت»، «درفت»، «آي هووك»، و«فنكي دك»، المصنعة للعبة، أعلنت أن الهدف منها إمتاع مستخدميها بأسلوب متطور، وتسهيل الحركة في أرجاء المكان، سواء في المنزل أو خارجه.



وتعتمد آلية عمل اللعبة الجديدة على التوازن عند الصعود عليها، فتعمل الحساسات المزودة بها على زيادة وتخفيض السرعة والالتفاف لجهات عدة على حسب حركة الجسم، ويمكنها الحركة 12 ميلاً بشحنة واحدة.
وسببت اللعبة إزعاجاً لسائقي السيارات في المناطق الداخلية لوجود الأطفال والمراهقين على منحنيات الطرق، وصادف عبد العزيز محمد، من سكان منطقة الشوامخ بأبوظبي، اثنين من المراهقين على المنحنى القريب من بيته، وكان سيصطدم بهما.

ويقول إبراهيم بن غميل من سكان مدينة دبي: «وجدت هذه اللعبة فريدة من نوعها وممتعة، فأحببت أن أشتريها لإخوتي الصغار، بعد فترة من إتقانهم لكيفية اللعب بها، رأيتهم يقومون بحركات مختلفة في أرجاء المنزل، حتى تتالت الكدمات على كل منهم، والانزلاق على الأرض، فكان قرار الوالد بمنعهم من اللعب بها عندما قام أخي بفتح باب الفناء الخلفي للبيت والصعود على لسكوتر بوضعية غير آمنة ونزوله مباشرة للشارع، فارتطم بشدة بحاوية القمامة المقابلة للمنزل، ونتج عنه إصابة بالغة في يده ورجله».

من جانبها، قالت هند اسماعيل: «اللوح الكهربائي الذكي، يحرم مستخدمه من الحركة»، فيما قالت عزة خميس: «يمتلك أبنائي اللعبة، ولكن من الضروري دائماً مراقبتهم ونهيهم عن التهور والقيام بحركات ستؤدي من المحتم لإصابتهم».

من جانبه، أوضح الاختصاصي الاجتماعي عمر مبارك، أن حرص الجميع على اقتناء اللعبة يأتي لرغبتهم في التقليد، غير مدركين أن سوء استخدام الشباب والأطفال لها يعرضهم للخطر.



وأضاف: «هذا اللوح خطر بكل المقاييس، وليس له تصنيف رياضي، وإنْ كان أولياء الأمور من وجهة نظرهم أن هذه اللعبة لا تشكل أي خطر، فبإمكانهم على الأقل متابعة أطفالهم والحرص على وجودهم في المكان الصحيح عند اللعب، والتأكد من سلامتهم بارتداء معدات الوقاية».
أما الدكتور وائل كرامة استشاري طب العائلة، فقال «الإصابات التي ستنجم عن السقوط عن هذه اللعبة تصل أحياناً إلى كسر الأنف ونزيف بالرأس، لذا يجب توخي الحذر عند البدء في التنقل أو اللعب بهذا اللوح، وأنصح بشراء معدات حماية كالخوذة وغيرها، حتى وإنْ لم تباع مع اللوح نفسه».

وأكد العقيد جمال سالم العامري، رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، وجود برنامج توعوي تنفذه «مرور أبوظبي»، يستهدف أولياء الأمور لتوفير السلامة المرورية للأطفال ووقايتهم، والحد من الحوادث المرورية التي يتعرضون لها نتيجة لممارستهم لبعض الألعاب الخطرة في الشارع، ومنها لوح العجلات المتحرك ولوح التوازن.

وحذر العامري أولياء الأمور من شراء تلك الألعاب لأطفالهم دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة للسلامة والأمان، مثل ارتداء الخوذة والأربطة الواقية في منطقتي الركبة والكوعين. وشدد على ضرورة عدم استخدامها في الشوارع العامة وأماكن سير السيارات، وحصر ممارسة الألعاب في الحدائق والمتنزهات فقط.الاتحاد