جائزة خليفة التربوية : " نحو تعليم يواكب مسبار الأمل ".

الامارات 7 - أكد المشاركون في المجلس الرمضاني لـ " جائزة خليفة التربوية " حول موضوع " نحو تعليم يواكب مسبار الأمل "..

ضرورة ترسيخ ثقافة الإبداع والإبتكار لدى الطلبة في جميع المراحل التعليمي مع التركيز على غرس هذه الثقافة في نفوس طلبة رياض الأطفال باعتبارهم النواة الأولى التي تبنى من خلالها شخصية الطالب .

و دعا المشاركون في المجلس الرمضاني إلى ضرورة مواصلة تطوير طرق وأساليب التدريس وتطبيق أحدث الطرق والممارسات العلمية في تدريس مواد الرياضيات والعلوم بصفة خاصة باعتبارها العمود الفقري الذي يرتكز عليه ابداع الطالب وفقا لمتطلبات القرن الحادي والعشرين .

حضر المجلس الرمضاني الذي نظمته الجائزة في أبوظبي .. أمل العفيفي أمين عام جائزة خليفة التربوية فيما تحدث فيه كل من أمل الكوس الوكيل المساعد لقطاع الأنشطة والبيئة المدرسية في وزارة التربية والتعليم والدكتور المهندس ناصر محمد الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء والدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا والدكتورة نجوى الحوسني مستشار مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم والدكتور أحمد العور مدير عام معاهد التكنولوجيا التطبيقية وأدار الجلسة الدكتور خالد العبري عضو اللجنة التنفيذية في الجائزة .. وذلك بمشاركة عدد من القيادات الأكاديمية والتربوية.

وأشادت أمل العفيفي برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة و إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات .. لمسيرة التعليم وحرص سموهم على تدشين منظومة حديثة لتعليم يواكب العصر ويلبي احتياجات مجتمع المعرفة .

كما ثمنت العفيفي توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء الجائزة أن تكون جائزة خليفة التربوية في صدارة الجوائز المتخصصة في التعليم على مستوى المنطقة والعالم من خلال ما تطرحه من رؤى ابداعية تستهدف النهوض بهذا القطاع الحيوي بجميع عناصره .. مشيرة إلى أن الجائزة اختارت هذا العنوان لمجلسها الرمضاني السنوي بحيث يكون محصلة النقاش من جانب الأكاديميين و الخبراء معززا لتوجهات القيادة الرشيدة نحو الدخول في عصر الفضاء ودراسة علومه وتوظيفها لخدمة البشرية وذلك من خلال " مسبار الأمل ".

من جانبه قدم الدكتور المهندس ناصر محمد الأحبابي نبذة شاملة حول نشأة وكالة الإمارات للفضاء ورسالتها وأهدافها .. و قال إن الوكالة وضعت خطة طموحة لدعم مسيرة الابتكار في الدولة وذلك من خلال مجموعة مبادرات وبرامج تسهم في ترسيخ دور قطاع الفضاء الوطني نحو تحقيق جهود الدولة ورؤية قيادتها الرشيدة.

واستعرض مجموعة من المبادرات وخطط العمل الوطنية القائمة في الوقت الراهن وأبرزها تشكيل فريق عمل مشترك بين وكالة الإمارات للفضاء ووزارة التربية والتعليم ومسؤولي التربية للفئات التعليمية لمراجعة المناهج العلمية ودراسة جدوى المناهج المتعلقة بالعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات للتوعية بدور الوكالة ودورها الفاعل في دعم استراتيجية الابتكار والاقتصاد الوطنين.

وقال الدكتور الأحبابي إن قطاع الفضاء بات جزءا رئيسيا من استراتيجية الابتكار الوطنية التي يعتبر محورها الأساسي هو المواطن الإماراتي الذي سيكون محرك الدفع والتطور لهذا القطاع وما يتطلبه من توظيف وتطوير مهارات من المتخصصين الوطنيين في الفترة المقبلة.

وأضاف أن تكنولوجيا الفضاء تعتبر ركيزة أساسية من ركائز اقتصاد وأمن الدولة حيث يؤسس قطاع الفضاء لقاعدة صناعية ستسهم بدورها في دعم الأبحاث والتطوير بين الشركات وخلق فرص عمل جديدة ومهارات تقنية للقوى العاملة.

وقال الدكتور عبداللطيف الشامسي إن مشروع " مسبار الأمل " يعد مصدر فخر لكل أبناء دولة الإمارات التي أضحت اليوم عنوانا للتميز والريادة في شتى المجالات.

وأوضح الشامسي أن العملية التعليمية في مؤسسات التعليم ينبغي عليها تلبية متطلبات القطاع الفضائي في الدولة من كوادر وطنية مؤهلة للانخراط في هذا المجال تماشيا مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي .. على أهمية تأسيس قطاع فضائي متكامل في الدولة بما يتطلبه من موارد بشرية وبنية تحتية وأبحاث علمية لما له من مصلحة وطنية عليا و يستوجب من الجميع العمل بروح الفريق الواحد وتوحيد الجهود والطاقات لترسيخ قيادة دولة الإمارات لهذا القطاع وبناء قدرات علمية متقدمة للدولة في هذا المجال.

وأشار الشامسي إلى أن التعليم في الدول المتقدمة يمثل أحد المرتكزات الأساسية للمصلحة الوطنية لأنه وبلا شك يعني التقدم في كل مسارات الحياة فقضية التعليم قضية وطنية وإن قرار التعليم لا يخص التربويين وحدهم وإنما يهم كافة شرائح المجتمع وينعكس بشكل مباشر على أدائهم.

وأضاف الشامسي أن في التجربة الأمريكية نجد أن مشاريع التربية هي مشاريع وطنية فعلى سبيل المثال عندما أطلق السوفييت سنة 1957 قمرهم الصناعي " سبوتنيك " علت صرخة الرئيس الأميركي دويت إيزنهاور وقال " إن الخلل في التعليم..أصلحوا نظام التعليم وسنطلق قمرنا " .. فقد قام بتشريع قانون الدفاع الوطني التعليمي عام 1958 بتمويل قدره مليار دولار أميركي لدعم برامج المنح الدراسية للتخصصات العلمية وتزويد المدارس الحكومية والخاصة بالمعدات والتجهيزات العلمية مع التركيز على تخصصات العلوم والرياضيات. وبعده بعام ازداد عدد الطلبة المسجلين في الجامعات بنسبة / 25 / في المائة على مستوى الولايات المتحدة الأميركية.

من جانبها قالت أمل الكوس .. إن نجاحنا يتوقف على تضافر جميع الجهود وأن وزارة التربية تعمل جاهدة للوصول بنظامنا التعليمي ليكون نظاما من الطراز الأول يحتضن إبداعات الطلبة ومواهبهم في بيئة مدرسية محفزة على الابتكار .. وذلك مواكبة لتوجهات الدولة المستقبلية وخاصة ما يتصل منها بعلوم الفضاء وغيره من العلوم المتخصصة التي تحرص التربية على تمكين أبناء الإمارات من أدواتها ومن مهارات القرن الواحد والعشرين..مشيرة إلى أن نجاح الوزارة في مهمتها يتوقف على تضافر جميع الجهود والاصطفاف خلف تطلعات الدولة التي لا حدود لها.

واستعرضت الدكتور نجوى الحوسني جهود مجلس أبوظبي للتعليم في مراجعة المناهج العلمية لدراسة جدوى المناهج المتعلقة بالعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات التي من شأنها تعزيز مفهوم ابتكار وإبداع.

وتطرقت الى ما أعلنه مجلس أبوظبي للتعليم مؤخرا حول إعادة هيكلة نظام التعليم الثانوي - الحلقة الثالثة - التي يبدأ تنفيذها خلال شهر أغسطس المقبل في الصفين العاشر والحادي عشر وسيطبق خلالها المجلس منهجا دراسيا جديدا ومبتكرا يركز على ربط التعليم بواقع سوق العمل ومنح الطلبة مهارات " القرن 21 " و يحقق متطلبات مجتمع اقتصاد المعرفة تماشيا مع رؤية المجلس التي تقضي بتقديم فرص تعليمية متميزة لجميع الطلبة وسعيا نحو الارتقاء بأداء الطلبة ليضاهي أعلى المعايير الدولية واستجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم الخاصة بضرورة توجيه طلبة التعليم الثانوي إلى المجال العلمي وإعدادهم للمستقبل .

وأوضحت أن النموذج الجديد لمناهج الحلقة الثالثة يهدف إلى ربط العلوم بالابتكار وتضمين مفهوم الـ " STEM " الذي يدمج مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مع المتطلبات المهنية..كما أن النموذج الجديد للتعليم الثانوي يركز على التعلم من خلال التجربة عن طريق التدريب العملي على التجارب في المختبرات وورش العمل .. كما يوفر المنهج فرص اكتشاف الطلبة الموهوبين و يشجع على التفوق وتطوير الفرص بشكل يتناسب مع القدرات الفردية لجميع الطلبة .. مشيرة إلى أن من أهم ما يميز هذا التطور في الحلقة الثالثة هو طرح مجموعة من المساقات الاختيارية المتنوعة التي توفر للطلبة فرصا حقيقية لاختيار المساقات التي تلبي اهتماماتهم وتناسب قدراتهم الشخصية وتربطهم بالمهن المستقبلية مثل البرمجة والعلوم المتقدمة لشبكات التكنولوجيا وأمن المعلومات.

وقال الدكتور أحمد العور " نحن كتربويين نشيد بالفكر السامي لقيادتنا الرشيدة والتي نعتبرها المحرك الاساسي للحركة التربوية لافتا إلى أن مشروع " مسبار الأمل " هو أحد هذه الأهداف التي في ظاهرها عمل تقني وبحثي بالدرجة الأولى .. أما الأهداف غير الواضحة للجميع فهي كثيره مع أنها مباشرة في صميم التعليم و الاقتصاد .

وبين أنه حتى نتمكن من انجاز مشروع مسبار الأمل فان كلا من الدولة بكل قطاعاتها ومؤسساتها سيعملون على وتيرة واحدة وهدف مشترك وسينبثق من هذا التآلف برامج أكاديمية تخدم التكنولوجيا و مخرجات تعليمية تنتج و تشغل هذه التكنولوجيا و سيتخرج من الجامعات باحثون قادرون على حل المعضلات و المشكلات العلمية و التقنية و شركات و مؤسسات تقنية وموردين للتكنولوجيا الرائدة التي تخدم مشروع مسبار الأمل .

وأشار إلى أنه مع كل هذا الزخم سيكون مشروع المسبار هو نقطة الارتكاز للتحول من استيراد التكنولوجيا الا اصدار التكنولوجيا و سيكون كذلك نقطة مميزة لحساب جودة المخرجات التعليمية و البحثية على كل المستويات التعليمية. مسبار الأمل هو الأمل .

واستعرض الدكتور خالد العبري بعد ذلك دور جائزة خليفة التربوية في تحفيز العاملين في الميدان التعليمي على إطلاق مبادرات تعزز من النهضة التي يشهدها قطاع التعليم بمختلف مراحله في الدولة.

وفي ختام الجلسة كرمت أمل العفيفي المشاركين مثمنة تعاونهم مع الجائزة.وام