محمد بن زايد يشهد في مجلسه الرمضاني محاضرة بعنوان " أسباب الامل".

الامارات 7 - شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجلسه الرمضاني ثاني محاضرات الشهر الكريم بعنوان" أسباب الامل" للدكتورة جين غودول مؤسسة شبكة جذور وبراعم/ روتس آند شوتس/ ومعهدا آخر يحمل اسمها.

كما شهد المحاضرة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس دائرة النقل رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وعدد من الشيوخ والوزراء واعضاء المجلس الوطني الاتحادي وكبار المسؤولين ولفيف من السفراء والاعلاميين.

وركزت الدكتورة غودول في المحاضرة على أهمية الحفاظ على البيئة ومعالجة اسباب التغير المناخي وضرورة حماية الغابات والاشجار والحيوانات المهددة بالانقراض.

وأشادت بصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية وتجربة هيئة البيئة في ابوظبي في هذا المجال مؤكدة ان الصندوق الذي تأسس قبل سبع سنوات بدأ بمبادرات عدة في اماكن مختلفة لحماية مختلف الكائنات الحية من الانقراض.

كما اشادت ببرنامج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي سارع الى الحفاظ على المها العربي الذي كاد ينقرض .. وقالت " يجب الافتخار بهذا البرنامج - محمية صير بني ياس - الذي أسهم في الاكثار من المها العربي حتى أصبح الان طليقا في البر بفضل جهود المغفور له مؤسس الاتحاد وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وهيئة البيئة في أبوظبي".

وتابعت ان هيئة البيئة عملت ايضا على تنمية نوع آخر من المها بشكل باهر نتج عنه إعادة نحو 500 منه الى مكانه الاصلي في جمهورية تشاد .. مشيرة الى ان من اسباب انقاذ الحيوانات المهددة بالانقراض مبادرات توليد الرياح وزراعة اشجار القرم وغيرها من مظاهر الحياة النباتية.

وشددت على ان الحفاظ على هذه الكائنات الحية يتم من خلال القضاء على أسباب التغير المناخي كالغازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية الملوثة لكوكب الارض والاسمدة الكيماوية والمبيدات الضارة المستخدمة لزيادة المحاصيل الزراعية.

وقالت " نحن مسؤولون عن تلوث الجو بممارساتنا المتهورة.. والمصانع الملوثة للجو شديدة القسوة على الحيوانات وعلى كل انواع الحياة على كوكب الارض".

ودعت الى الاهتمام بالمنظومة البيئية وخاصة المحيطات لان ارتفاع حرارة الكوكب يزيد من مستوى المياه الملوثة - الحمضية - ما يؤدي الى تغير المناخ وحذرت من ان الاوضاع تتفاقم وخاصة في الغابات بسبب هذه الممارسات الخاطئة والملوثة قائلة " اننا جميعا نتحمل مسؤولية اندثار مجموعة من الكائنات الحية مثل الدب القطبي ولكن لحسن الحظ بدأ الناس يتنبهون لذلك".

ولفتت الى ان على الشباب دور اساسي في حماية البيئة والحيوانات المعرضة للانقراض مشيرة الى وجود برامج بيئية يشارك فيها شباب من مختلف دول العالم مضيفة ان شبكة جذور وبراعم/ روتس آند شوتس/ التي اسستها عام 1991م وتضم مئات الالاف من الشباب في اكثر من 130دولة تعمل على تمكينهم من تغيير الحياة في 119دولة.

واوضحت ان لدى الشبكة شباب من جامعات الامارات يعملون على حماية السلاحف وتنظيف الشواطىء وغيرها من المبادرات البيئية الاخرى.

وقالت ان الشبكة تتعاون مع هيئة البيئة لتعليم طلبة المدارس برنامجا حول كيفية الحفاظ على البيئة مؤكدة ان الامل كبير في تحقيق نتائج جيدة وهو امل نابع من قوة الشباب.

وشددت على انه لابد من العلم بانه لايجب على العقل البشري ان يخترع التقنيات الحديثة فقط وانما عليه ان يهتم كذلك باساليب التعايش بين الناس وانقاذ الحيوانات المهددة بالانقراض.

وكانت الدكتورة غودول بدأت المحاضرة بعرض تجربتها الثرية التي استغرقت نحو 45 عاما في دراسة سلوك قرود الشمبانزي كما تحدثت عن اوضاع غابات تنزانيا وكينيا والكونجو الديموقراطية.

وبينت انها منذ صغرها كانت تحب الحيوانات وان امها كانت تدعم توجهها هذا الذي جعلها تذهب الى كينيا لتتوصل الى اكتشافات غيرت مفاهيم الناس بشأن قردة الشمبانزي.

وقدمت بعض المعلومات حول حياة قردة الشمبانزي مثل انها تلد توأما كل خمس سنوات وانها تحب الفواكة واحيانا الحشرات وتستخدم الحيل والذكاء لاطعام صغارها.

كما اكدت ان قردة الشمبانزي اذكى مما يعتقد الناس وان درجات مسنوى الذكاء لديها مشابه لذكاء الانسان وقريب منه وانها تجيد بعض حركات الانسان كما انها تتعلم بالملاحظة والتدريب لكنها تستولي احيانا على الاشياء وتتحكم فيها.

واشارت الى ان عدد قردة الشمبانزي في الغابات الاستوائية الافريقية تناقص من مليوني قرد الى 300 الف وانه لابد من الاهتمام بها ومنع تناقصها. بسبب الصيد التجاري.

كما تحدثت عن مساعدة اهالي القرى في هذه الغابات ببرامج لتحسين وضعهم الحياتي من خلال رفع معدل خصوبة الاراضي الزراعية مشيرة الى ان الفي اسرة وفرت 97 في المائة من الاموال المحصلة من زراعة البن وتصديره ماساهم في جودة الرعاية الصحية للاهالي.

وقالت ان هذه البرامج تطورت في 71 قرية قريبة من تواجد قردة الشمبانزي وانه تم تعليم الشباب كيفية المحافظة على البيئة في محمية جوبي والقرى المجاورة لها.

واضافت انه بفضل هذه البرامج تم قبل تسع سنوات تحويل منطقة قاحلة الى مكان ملىء بالاشجار وموطن لقردة الشمبانزي كما تم تعليم بعض الاهالي استخدام الاجهزة اللوحية لمراقبة الاراضي والابلاغ عنهارغم عدم معرفتهم بالكتابة والقراءة.

واكدت ان فروع المعهد الذي اسسته عام 1977م ويحمل اسمها طور هذا البرنامج في تنزانيا ويوغندا والكونجو الديموقراطية والسنغال لحماية الغابات وكل الكائنات الحية هناك.

وعرضت الدكتورة غودول خلال المحاضرة عددا من الصور والافلام التلفزيونية التي توضح حياة القردة وعمليات انقاذها وكيفية تعاملها مع الانسان.

وفي ختا م المحاضرة ردت على الاسئلة مؤكدة وجود صفات مشتركة بين القرود وبني البشر مشيرة الى وجود تشابه كبير في بنية الدماغ والحمض النووي/ دي ان ايه/.

كما اشارت الى ان الزعماء مثل نيلسون مانديلا والافراد العاديين مثل الفتاة الباكستانية ملالا وغيرها يقومون باشياء ويعملون على التغيير الايجابي للحياة.

واكدت ان شباب اليوم اقل اهتماما بالطبيعة لانشغاله بالعالم الافتراضي وانه لابد من ان يعودوا الى الاهتمام بالطبيعة لانها مصدر الحياة على الارض.

وردا على سؤال حول اكبر تحد تواجه مشاريع انقاذ البيئة اكدت انه يتمثل في الحصول على التمويل اللازم للاستمرار في العمل مشيرة الى انه تم توقيف ثلاثة مشروعات غير انه تم الصمود نظرا لاهمية هذه المشاريع.

كما اكدت اهمية دور الام في دعم الابناء والعمل على تحقيق احلامهم كما حصل معها شخصيا حيث كانت امها تؤازرها منذ سن الطفولة حتى حققت كل هذا النجاح.

وبالاجابة على سؤال من احد الشيوخ حول كيفية قياس النجاح اكدت الدكتورة غودول انه بدون الامل لايستطيع الانسان ان يحقق احلامه ولن يصمد ولن يواصل وسيصاب بالاكتئاب.


وام