الامارات 7 - شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة في مجلس سموه الرمضاني اولى محاضرات الشهر الكريم بعنوان" التصورات الخاطئة لدى الجماعات المتطرفة" للدكتور اسامة السيد الازهري مستشار رئيس جمهورية مصر العربية.
كما شهد المحاضرة سمو الشيخ عبد الله بن راشد المعلا نائب حاكم ام القيوين وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لامارة ابوظبي وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وشهد المحاضرة ايضا عدد من الشيوخ والوزراء والعلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة ولفيف من السفراء والاعلاميين.
واكد الدكتور اسامة السيد الأزهري في بداية محاضرته ان الجماعات المتطرفة وافكارها وطروحاتها وتطبيقاتها الدموية التي لاتستند على صحيح الشرع انما تنشأ في غياب العلم الاصيل الذي كانت تقوم به المدارس العلمية الكبرى في الدول الاسلامية التي اثمرت علما ومعرفة وحضارة كالازهر الشريف في مصر والمدرسة العثمانية في ليبيا وجامع الزيتونة في تونس والحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية والمدرسة الاحمدية في الامارات وغيرها من المدارس الاخرى في الدول العربية والاسلامية.
واضاف ان هذه المدارس كانت تعكف على اعداد الرجال وتحويلهم الى صناع حضارة قوامها الرحمة والاخلاق الحميدة وحفظ الاوطان بينما ظهرت منذ 80عاما جماعات لم تجلس الى هذه المدارس العلمية ولم تمتلك مناهج لصناعة المعرفة بل كان لديها الحماس فقط دون العلم الفقهي وادى بها ذلك الى اراقة الدماء.
واشار المحاضر هنا الى حديث رواه ابن حبان بسند الحافظ بن كثير من حديث حذيفة بن اليمان يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم"انما اتخوف عليكم من رجل آتاه الله القرآن حتى اذا رؤيت عليه بهجته وكان ردءا للاسلام/أي شديد الحماس والانتماء/غيره الى ماشاء الله فمال على جاره بالسيف ورماه بالشرك" او كما قال والمعنى انه غير فهمه للقران عبر التسلط على الناس والاخذ بالتصورات الخاطئة وكسب الافهام الحائرة وقتل الناس.
وقال ان اصحاب هذا النهج لم يرثوا العلم الاصيل ولم يتعلموه الامر الذي انشأ مقولات وفلسفات وافكارا تدعي الانتماء الى الوحي وكانت النتيجة هذه التاويلات المنحرفة الضالة.
واكد المحاضر ان هذه الجماعات تسعى الى القتل والخراب من خلال التحول من التدين الى التطرف الى التكفير ثم القتل وسفك الدماء مشيرا الى انها رحلة بدأت بالقرآن وهو رحمة وراحة وهدى وتحويله الى دماء وشقاء وخراب للعالمين رغم ان الوحي نزل رحمة للعباد واستقرارا للعلاقات بين الامم والدول.
ولفت المحاضر الى انه رصد هذه الجماعات التي افتقدت مفاتيح العلم خلال العقود الثمانية الماضية مشيرا الى ان ما اورده الحافظ بن كثير في كتابه البداية والنهاية من ان " هؤلاء من اغرب اصناف البشر في عدم انصافهم من انفسهم" تنطبق على هذه الجماعات تماما ومنها بوكو حرام والجهاد وداعش والقاعدة وسواها.
واضاف انه اجرى على هذه الجماعات ميزان العلم لاستخراج القواسم المشتركة بينها فوجد انها تحمل نفس الافكار ونفس المفاهيم وجوهرها هو فكرة الحاكمية حيث عملت هذه الجماعات على تكفير عموم المسلمين بفهم منحرف للاية الكريمة من سورة المائدة" ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون" والمقصود منها الانسان المعاند الذي ينكر الدين في كليته بينما اسقطت هذه الجماعات الاية على عموم المسلمين المؤمنين المعتقدين المتعبدين.
وارجع المحاضر الازهري فكر هذه الجماعات الى صاحب كتاب في ظلال القران مشيرا الى انه المدونة التي تولدت منها هذه الفرق المكفرة للمسلمين فخالفت بذلك ما استقر لدى علماء الامة واجمعوا عليه من امثال ابن عباس وابن مسعود والبراء بن عازب وحذيفة بن اليمان وعكرمة وابن جرير والطبري والغزالي والقرطبي والبغوي وابن عاشور والشعرواي وغيرهم.
واستطرد المحاضر في حديثه حول هذا الموضوع مشيرا الى كتب اخرى لنفس المؤلف كالعدالة الاجتماعية ومعالم في الطريق والتي تقول بتوقف الدين منذ قرون وهو ماتقول به جماعة داعش الان.
واكد انه لم يحدث في تاريخ الامة الاسلامية ان فهمت الاية المذكورة هكذا مستشهدا بما ذكره سعيد بن جبير سيد التابعين وامام ائمة التفسير عندما ذكر ان الخوارج قالوا بتكفير الناس وخرجوا عليهم فاوجدوا الحاكمية بمعنى التكفير للاخرين وانهم في جاهلية وهي عندهم شرك وكفر ثم انهم عزلوا انفسهم عن امة الوسطية والرحمة فظهر بذلك مصطلح الفرقة الناجية كما اخترعوا الولاء والبراء وحتمية الصدام بحيث يتحول الانسان من متطرف الى قاتل سافك للدماء.
واضاف ان صاحب هذه الكتب يتساوى في هذا الطرح مع صمويل هتنجتون في فهمه لصدام الحضارات مع ان الاخير لم يتوصل الى ذلك الا من خلال الفلسفة وليس من الفهم الخاطىء للدين.
واشار الدكتور اسامة الازهري الى ان ذلك ادى لدى هذه الجماعات الى ظاهرة الانغلاق وعدم الاجتهاد والاستنباط الفكري وادعوا لانفسهم منزلة الولاة فاعتدوا على المصطلحات الشرعية واطلقوها بعكس معانيها كالجهاد والاجتهاد الشرعي والقضاء والولاية.
واضاف ان هذه الجماعات انطلقت بعد ذلك الى فكرة الوطن فدمروها وشوهوها وصوروها من خلال مقولات تصور الدين على انه يسعى لتدمير الوطن فقالت ان الوطن حفنة من تراب وهوانفعال انساني وان المستعمر رسم حدوده وأنها مساكن ذمها الله كما انه لاتوجد بحسبهم اية في القران في حب الوطن وان حب الرسول صلى الله عليه وسلم لمكة خاص به فقط.
ودحض المحاضر الازهري كل هذه التصورات الخاطئة مستشهدا ببعض كلام الفقهاء والعلماء والمفسرين والزهاد والكتاب والشعراء حول الوطن حيث اشاروا الى ان وصف الوطن بانه حفنة تراب انما هو تحقير لقيمته فهو شعب وانسانية ومؤسسات وتاريخ وعراقة وحضارة وعلوم وآداب وعلاقات ومكانة دولية بين الامم .
واضاف ان القول بان الوطن انفعال او شعورانساني انما هو امر سخيف واما انه مصنوع بايد استعمارية فهو مغالطة لان الدول تأسست قبل مجيئ الاستعمار واما حب الرسول لبلده مكة فهو ليس خاصا به بل دليل على مشروعية حب الوطن والحنين اليه وان الحج بحسب العالم القرافي انما هو تهذيب للنفس البعيدة عن الوطن.
واورد ايضا من كلام الادباء والشعراء ماذكره الدينوري عن الاصمعي من ان معرفة نبل الرجل تظهر من حنينه الى وطنه والبيت الشهير لابن الرومي " وحبب اوطان الرجال اليهم مآرب قضاها الرجال هنالكا" وقول شوقي "وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق" .
وخلص المحاضر الى انه جمع كل ذلك في كتاب اسماه" الحق المبين في الرد على من تلاعب في الدين" وانه سيعمل على ترجمته الى لغات اجنبية عديدة ونشر ذلك في الوسائط الاجتماعية " ادوات التواصل الاجتماعي" كتويتر والفيسبوك لتعميم الفائدة وتوضيح حقيقة هذه الجماعات المنحرفة.
وقال انه اهدى نسخة من هذا الكتاب للرئيس المصري ويسره اليوم ان يهدي نسخة اخرى لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان.
وبعد ذلك رد على الاسئلة مؤكدا انه يمكن حماية الشباب من تضليل هذه الجماعات من خلال التأصيل للعلم وتبيين الخطأ من الصواب ونشر مافي الكتب الصحيحة عبر الوسائط الاجتماعية " الاعلام الاجتماعي او السوشيال ميديا" مشيرا الى انها المكان الذي تقصفه هذه الجماعات بافكارها الضالة الهدامة.
واكد انه لابد من عمل مؤسسي واسع وكبير يغترف وينحت من معادن العلم ليعرف الناس الحقيقة مشيرا الى ان المترددين على هذه الوسائط الاجتماعية هم اما سائح يقضي فيها وقت فراغه وربما يكون صيدا سهلا للتطرف واما سابح فيها ينفق وقتا كثيرا وينقطع عن مجتمعه الواقعي ليعيش شبه متوحد في عالم افتراضي واما نائح فهم ذو نفسية مدمرة متطرف فقد كل شيء وكفر بالقيم فهو ينثر على الناس ألمه او ناجح فهو ذكي يعطي من وقته بقدر ويستخرج علاقات معرفية واما ناصح امين يعمل على اقناع المتطرفين للعودة الى الصواب .
واعترف بوجود فجوة كبيرة بين العلماء والوسائط التكنولوجية الحديثة وعدم استخدامها لنشر العلم الصحيح وقدم اعتذاره للشباب عن هذا التقصير مؤكدا انه سيعمل على تلافي ذلك وقد بدأ بكتابه المذكور.
وردا على سؤال حول واجب المواطنين لوطنهم اكد المحاضر انه لابد من ايجاد مشاريع كبيرة يلتف حولها الجميع مشيرا في ذلك الى تجربة بناء السد العالي في بلاده مصر في الستينيات حيث انخرط الكل لتحقيق هذا الحلم اوالهدف الوطني الكبير مشيدا بهذه المناسبة بالمشروع الذي اطلقته الامارات مؤخرا وهو مشروع مسبار الامل لاكتشاف المريخ عام 2021م مؤكدا ان هذا المشروع يشعر المواطنين ان القيادة تعمل لتحقيق السعادة لهم عبر مختلف المشاريع التنموية.
واجاب على سؤال اخر حول مسؤولية تحبيب الوطن الى ابنائه مؤكدا ان على الجميع مثقفين وشعراء وادباء وخطباء وعلماء وغيرهم ان يخصصوا وقتا اسبوعيا ولو قليلا مع ابنائهم يغرسون فيهم حب الوطن وتعزيزه لديهم مضيفا ان المسئولية تقع على الكل دون استثناء وان كل انسان هو صمام امان للوطن وانه لابد ان يفهم الكل ان الوطن والدين والعلم الصحيح امانة نقلها الاولون الى الاخرين وعلى هؤلاء ان يحافظوا عليها .
وكان المحاضر استهل كلامه بتهنئة الدول العربية والاسلامية بالشهر الكريم ووجه الشكر الى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة حفظه الله لاستضافة العلماء من مختلف الدول الاسلامية لالقاء الدروس الدينية خلال الشهر الفضيل .
كما وجه الشكر كذلك الى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان لاستضافته في مجلسه الرمضاني مع بقية العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة واعرب عن امله في ان يعم الامن والاستقرار كافة الدول الاسلامية.
واشاد كذلك بموقف الامارات تجاه بلاده مصر وقال انه موقف شجاع وشهم مع مصر في وقت محنتها مستذكرا قول الرئيس المصري" ان مصر لن تنسى اشقاءها الذين مدوا ايديهم لها في وقت عسير وصعب" .وام
كما شهد المحاضرة سمو الشيخ عبد الله بن راشد المعلا نائب حاكم ام القيوين وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لامارة ابوظبي وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وشهد المحاضرة ايضا عدد من الشيوخ والوزراء والعلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة ولفيف من السفراء والاعلاميين.
واكد الدكتور اسامة السيد الأزهري في بداية محاضرته ان الجماعات المتطرفة وافكارها وطروحاتها وتطبيقاتها الدموية التي لاتستند على صحيح الشرع انما تنشأ في غياب العلم الاصيل الذي كانت تقوم به المدارس العلمية الكبرى في الدول الاسلامية التي اثمرت علما ومعرفة وحضارة كالازهر الشريف في مصر والمدرسة العثمانية في ليبيا وجامع الزيتونة في تونس والحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية والمدرسة الاحمدية في الامارات وغيرها من المدارس الاخرى في الدول العربية والاسلامية.
واضاف ان هذه المدارس كانت تعكف على اعداد الرجال وتحويلهم الى صناع حضارة قوامها الرحمة والاخلاق الحميدة وحفظ الاوطان بينما ظهرت منذ 80عاما جماعات لم تجلس الى هذه المدارس العلمية ولم تمتلك مناهج لصناعة المعرفة بل كان لديها الحماس فقط دون العلم الفقهي وادى بها ذلك الى اراقة الدماء.
واشار المحاضر هنا الى حديث رواه ابن حبان بسند الحافظ بن كثير من حديث حذيفة بن اليمان يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم"انما اتخوف عليكم من رجل آتاه الله القرآن حتى اذا رؤيت عليه بهجته وكان ردءا للاسلام/أي شديد الحماس والانتماء/غيره الى ماشاء الله فمال على جاره بالسيف ورماه بالشرك" او كما قال والمعنى انه غير فهمه للقران عبر التسلط على الناس والاخذ بالتصورات الخاطئة وكسب الافهام الحائرة وقتل الناس.
وقال ان اصحاب هذا النهج لم يرثوا العلم الاصيل ولم يتعلموه الامر الذي انشأ مقولات وفلسفات وافكارا تدعي الانتماء الى الوحي وكانت النتيجة هذه التاويلات المنحرفة الضالة.
واكد المحاضر ان هذه الجماعات تسعى الى القتل والخراب من خلال التحول من التدين الى التطرف الى التكفير ثم القتل وسفك الدماء مشيرا الى انها رحلة بدأت بالقرآن وهو رحمة وراحة وهدى وتحويله الى دماء وشقاء وخراب للعالمين رغم ان الوحي نزل رحمة للعباد واستقرارا للعلاقات بين الامم والدول.
ولفت المحاضر الى انه رصد هذه الجماعات التي افتقدت مفاتيح العلم خلال العقود الثمانية الماضية مشيرا الى ان ما اورده الحافظ بن كثير في كتابه البداية والنهاية من ان " هؤلاء من اغرب اصناف البشر في عدم انصافهم من انفسهم" تنطبق على هذه الجماعات تماما ومنها بوكو حرام والجهاد وداعش والقاعدة وسواها.
واضاف انه اجرى على هذه الجماعات ميزان العلم لاستخراج القواسم المشتركة بينها فوجد انها تحمل نفس الافكار ونفس المفاهيم وجوهرها هو فكرة الحاكمية حيث عملت هذه الجماعات على تكفير عموم المسلمين بفهم منحرف للاية الكريمة من سورة المائدة" ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون" والمقصود منها الانسان المعاند الذي ينكر الدين في كليته بينما اسقطت هذه الجماعات الاية على عموم المسلمين المؤمنين المعتقدين المتعبدين.
وارجع المحاضر الازهري فكر هذه الجماعات الى صاحب كتاب في ظلال القران مشيرا الى انه المدونة التي تولدت منها هذه الفرق المكفرة للمسلمين فخالفت بذلك ما استقر لدى علماء الامة واجمعوا عليه من امثال ابن عباس وابن مسعود والبراء بن عازب وحذيفة بن اليمان وعكرمة وابن جرير والطبري والغزالي والقرطبي والبغوي وابن عاشور والشعرواي وغيرهم.
واستطرد المحاضر في حديثه حول هذا الموضوع مشيرا الى كتب اخرى لنفس المؤلف كالعدالة الاجتماعية ومعالم في الطريق والتي تقول بتوقف الدين منذ قرون وهو ماتقول به جماعة داعش الان.
واكد انه لم يحدث في تاريخ الامة الاسلامية ان فهمت الاية المذكورة هكذا مستشهدا بما ذكره سعيد بن جبير سيد التابعين وامام ائمة التفسير عندما ذكر ان الخوارج قالوا بتكفير الناس وخرجوا عليهم فاوجدوا الحاكمية بمعنى التكفير للاخرين وانهم في جاهلية وهي عندهم شرك وكفر ثم انهم عزلوا انفسهم عن امة الوسطية والرحمة فظهر بذلك مصطلح الفرقة الناجية كما اخترعوا الولاء والبراء وحتمية الصدام بحيث يتحول الانسان من متطرف الى قاتل سافك للدماء.
واضاف ان صاحب هذه الكتب يتساوى في هذا الطرح مع صمويل هتنجتون في فهمه لصدام الحضارات مع ان الاخير لم يتوصل الى ذلك الا من خلال الفلسفة وليس من الفهم الخاطىء للدين.
واشار الدكتور اسامة الازهري الى ان ذلك ادى لدى هذه الجماعات الى ظاهرة الانغلاق وعدم الاجتهاد والاستنباط الفكري وادعوا لانفسهم منزلة الولاة فاعتدوا على المصطلحات الشرعية واطلقوها بعكس معانيها كالجهاد والاجتهاد الشرعي والقضاء والولاية.
واضاف ان هذه الجماعات انطلقت بعد ذلك الى فكرة الوطن فدمروها وشوهوها وصوروها من خلال مقولات تصور الدين على انه يسعى لتدمير الوطن فقالت ان الوطن حفنة من تراب وهوانفعال انساني وان المستعمر رسم حدوده وأنها مساكن ذمها الله كما انه لاتوجد بحسبهم اية في القران في حب الوطن وان حب الرسول صلى الله عليه وسلم لمكة خاص به فقط.
ودحض المحاضر الازهري كل هذه التصورات الخاطئة مستشهدا ببعض كلام الفقهاء والعلماء والمفسرين والزهاد والكتاب والشعراء حول الوطن حيث اشاروا الى ان وصف الوطن بانه حفنة تراب انما هو تحقير لقيمته فهو شعب وانسانية ومؤسسات وتاريخ وعراقة وحضارة وعلوم وآداب وعلاقات ومكانة دولية بين الامم .
واضاف ان القول بان الوطن انفعال او شعورانساني انما هو امر سخيف واما انه مصنوع بايد استعمارية فهو مغالطة لان الدول تأسست قبل مجيئ الاستعمار واما حب الرسول لبلده مكة فهو ليس خاصا به بل دليل على مشروعية حب الوطن والحنين اليه وان الحج بحسب العالم القرافي انما هو تهذيب للنفس البعيدة عن الوطن.
واورد ايضا من كلام الادباء والشعراء ماذكره الدينوري عن الاصمعي من ان معرفة نبل الرجل تظهر من حنينه الى وطنه والبيت الشهير لابن الرومي " وحبب اوطان الرجال اليهم مآرب قضاها الرجال هنالكا" وقول شوقي "وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق" .
وخلص المحاضر الى انه جمع كل ذلك في كتاب اسماه" الحق المبين في الرد على من تلاعب في الدين" وانه سيعمل على ترجمته الى لغات اجنبية عديدة ونشر ذلك في الوسائط الاجتماعية " ادوات التواصل الاجتماعي" كتويتر والفيسبوك لتعميم الفائدة وتوضيح حقيقة هذه الجماعات المنحرفة.
وقال انه اهدى نسخة من هذا الكتاب للرئيس المصري ويسره اليوم ان يهدي نسخة اخرى لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان.
وبعد ذلك رد على الاسئلة مؤكدا انه يمكن حماية الشباب من تضليل هذه الجماعات من خلال التأصيل للعلم وتبيين الخطأ من الصواب ونشر مافي الكتب الصحيحة عبر الوسائط الاجتماعية " الاعلام الاجتماعي او السوشيال ميديا" مشيرا الى انها المكان الذي تقصفه هذه الجماعات بافكارها الضالة الهدامة.
واكد انه لابد من عمل مؤسسي واسع وكبير يغترف وينحت من معادن العلم ليعرف الناس الحقيقة مشيرا الى ان المترددين على هذه الوسائط الاجتماعية هم اما سائح يقضي فيها وقت فراغه وربما يكون صيدا سهلا للتطرف واما سابح فيها ينفق وقتا كثيرا وينقطع عن مجتمعه الواقعي ليعيش شبه متوحد في عالم افتراضي واما نائح فهم ذو نفسية مدمرة متطرف فقد كل شيء وكفر بالقيم فهو ينثر على الناس ألمه او ناجح فهو ذكي يعطي من وقته بقدر ويستخرج علاقات معرفية واما ناصح امين يعمل على اقناع المتطرفين للعودة الى الصواب .
واعترف بوجود فجوة كبيرة بين العلماء والوسائط التكنولوجية الحديثة وعدم استخدامها لنشر العلم الصحيح وقدم اعتذاره للشباب عن هذا التقصير مؤكدا انه سيعمل على تلافي ذلك وقد بدأ بكتابه المذكور.
وردا على سؤال حول واجب المواطنين لوطنهم اكد المحاضر انه لابد من ايجاد مشاريع كبيرة يلتف حولها الجميع مشيرا في ذلك الى تجربة بناء السد العالي في بلاده مصر في الستينيات حيث انخرط الكل لتحقيق هذا الحلم اوالهدف الوطني الكبير مشيدا بهذه المناسبة بالمشروع الذي اطلقته الامارات مؤخرا وهو مشروع مسبار الامل لاكتشاف المريخ عام 2021م مؤكدا ان هذا المشروع يشعر المواطنين ان القيادة تعمل لتحقيق السعادة لهم عبر مختلف المشاريع التنموية.
واجاب على سؤال اخر حول مسؤولية تحبيب الوطن الى ابنائه مؤكدا ان على الجميع مثقفين وشعراء وادباء وخطباء وعلماء وغيرهم ان يخصصوا وقتا اسبوعيا ولو قليلا مع ابنائهم يغرسون فيهم حب الوطن وتعزيزه لديهم مضيفا ان المسئولية تقع على الكل دون استثناء وان كل انسان هو صمام امان للوطن وانه لابد ان يفهم الكل ان الوطن والدين والعلم الصحيح امانة نقلها الاولون الى الاخرين وعلى هؤلاء ان يحافظوا عليها .
وكان المحاضر استهل كلامه بتهنئة الدول العربية والاسلامية بالشهر الكريم ووجه الشكر الى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة حفظه الله لاستضافة العلماء من مختلف الدول الاسلامية لالقاء الدروس الدينية خلال الشهر الفضيل .
كما وجه الشكر كذلك الى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان لاستضافته في مجلسه الرمضاني مع بقية العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة واعرب عن امله في ان يعم الامن والاستقرار كافة الدول الاسلامية.
واشاد كذلك بموقف الامارات تجاه بلاده مصر وقال انه موقف شجاع وشهم مع مصر في وقت محنتها مستذكرا قول الرئيس المصري" ان مصر لن تنسى اشقاءها الذين مدوا ايديهم لها في وقت عسير وصعب" .وام