مراكز الشعر في العصر الأموي

الامارات 7 - في عصر الأمويين، شهدت مكة والمدينة ازدهارًا ثقافيًا حيث تمتعت بسخاء الخلفاء الأمويين الذين منحوهما الهدايا والمنح لإشباع رغباتهم العالية ولتشغيلهم بأساليب الترف والملذات، بهدف تحويل انتباههم عن الشؤون السياسية. تم بناء قصور ومنازل فخمة في هاتين المدينتين، وكان هناك استخدام للخدم الرقيقة من مختلف البلدان لخدمة هذه القصور والمنازل الفاخرة.

تأثرت هذه البيئة بظهور الشباب الفارغ الذي لم يرث روح الإسلام الأصيلة ولم يتأثر بالعقائد الإسلامية، مما أدى إلى انتشار الغناء والمغنيين فيها، وكذلك انتشار شعر الغزل والشعراء الذين قاموا بتمجيد الحياة الرفاهية والملذات.

بالرغم من هذا، بقيت مناطق نجد وبوادي الحجاز تحافظ على حياتها البدوية حيث كان سكانها يعتمدون على الرعي والتنافس فيه، ولكن مع وجود بعض القطاعات العصبية وشعر الفخر والهجاء بسبب قلة الموارد والصراعات القبلية.

من جهة أخرى، شهدت مدن الكوفة والبصرة نشاطًا ثقافيًا كبيرًا حيث كانت مصادر للثورات والحروب، وكانت محطة لشعراء الفخر والمديح والهجاء.

وفي خراسان، كانت البيئة الأكثر تمسكًا بالعادات القبلية، مع انتشار الثأر والعصبيات القبلية، مما أدى إلى ظهور الشعراء وتنوع مواضيع شعرهم بين الفخر والمديح والهجاء.

أما في الشام، فكانت العرب القحطانيين اليمنيين هم السكان الرئيسيون، ولم ينتشر الشعر هناك بشكل كبير مقارنة بالمناطق الأخرى، وكان الشعر المعروف في هذه المنطقة هو شعر المديح الذي اشتهر فيه شعراء مثل عدي بن الرقاع.

وفي الختام، كانت الشعراء يتنقلون بين المدن لمدح الخلفاء الأمويين بهدف الحصول على الهدايا والمنح، وكانت هذه الفترة تشهد حروبًا شعرية بين القبائل المختلفة، وكان بعض الخلفاء الأمويين أنفسهم من الشعراء المعروفين.