حاكم الشارقة يتسلم الدكتوراه الفخرية في العلوم الاجتماعية من جامعة القاهرة.

الامارات 7 - أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن التعليم الجامعي الذي نتطلع إليه بل ويلزم علينا تحقيقه الآن ليس مجرد التعرف على أحدث ما تم التوصل إليه في العلوم والمعرفة واستيعاب التقنيات اللازمة لجعل هذه العلوم والمعارف في خدمة المجتمع وحسب وإنما يعني أساسا إعادة صياغة العقل العلمي والتعليمي في مجتمعنا على أساس المنهجية العلمية وجعل مخرجات معاهد ومراكز الأبحاث والتطوير قاعدة لتطوير طرائق التعليم والتعلم ولإيجاد الحلول الملائمة لمختلف القضايا التي تعترضنا.

جاء ذلك في كلمة لسموه ألقاها صباح اليوم بحضور سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي حرم صاحب السمو حاكم الشارقة رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة ضمن مراسم حفل منح سموه شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الاجتماعية من جامعة القاهرة وذلك بقاعة الاحتفالات الكبرى في مبنى الجامعة وسط حضور رفيع المستوى لكبار المسؤولين في جمهورية مصر العربية وبذلك يكون سموه الشخصية رقم 78 التي تمنح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة طوال عمرها الذي يتجاوز 100 عام .

وأعرب صاحب السمو حاكم الشارقة في مستهل كلمته عن سعادته بالتواجد في جامعة القاهرة لاستلام الدكتوراه الفخرية من هذه الجامعة العريقة ..

موجها الشكر إلى الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة ومجلس الجامعة على قرارهم منح سموه شهادة الدكتوراه الفخرية .. وقال " إنها شرف كبير لي سأعتز به مدى الحياة " .

وأضاف سموه " لقد أدركنا - وكما يدرك الجميع - أن للتعليم في شريعة ديننا الإسلامي العظيم أهمية كبرى بينها الله العلي القدير لنا لنتمكن من مواكبة مستجدات الحياة البشرية العصرية المتجددة .. وقد من الله سبحانه وتعالى وبتوفيقه ورضاه على مصر وجعل من التعليم على اختلاف مستوياته ركنا أساسيا من أركان النهضة الحضارية الكبرى بها في العديد من العصور والأزمنة " .

وتحدث سموه عن ماهية التعليم الجامعي وأنه ليس مجرد التعرف على أحدث ما تم التوصل إليه في العلوم والمعرفة واستيعاب التقنيات اللازمة لجعل هذه العلوم والمعارف في خدمة المجتمع وحسب وإنما يعني أساسا إعادة صياغة العقل العلمي والتعليمي في مجتمعنا على أساس المنهجية العلمية وجعل مخرجات معاهد ومراكز الأبحاث والتطوير قاعدة لتطوير طرائق التعليم والتعلم ولإيجاد الحلول الملائمة لمختلف القضايا التي تعترضنا .

وأضاف " إنه لتحقيق ذلك يجب أن تشمل مشروعات الارتقاء بالتعليم والتعلم في مجتمعنا مختلف البرامج التخصصية لتطوير طرائق التدريس .. ليس فقط لأعضاء الهيئة التدريسية بالجامعات بل لتشمل مدرسي جميع المدارس من الصف الأول إلى الثاني عشر .. ومن أهمها وسائل تحفيز التفكير التحليلي النقدي والبحث العلمي الابتكاري لدى الطلبة على اختلاف مستوياتهم الدراسية ودرجاتهم العلمية بما يخدم المجتمع ويطوره وينميه " .

وقال سموه " إذا أردنا أن ترفع جامعاتنا ومعاهدنا ومراكزنا البحثية مناراتها العلمية لتقف شامخة إلى جانب مناراتها الأكاديمية فلابد من التوسع في تأسيس بنية راسخة للبحث العلمي الجاد والمؤثر والتي ستأتي عائداتها العلمية والمعرفية بكل خير ليس على المجتمع المصري وحده بل وعلى المجتمعات العربية والعالمية بمشيئة الله تعالى " .

وأختتم سموه كلمته بقوله " كل هذه أمور سبقتنا إليها مجتمعات النهضة الحديثة في الغرب وفي أميركا منذ فترة ويلزم علينا اللحاق بالركب العالمي مع الاعتزاز والحفاظ على هويتنا الاسلامية العربية الوسطية السمحة والتي تدعونا إلى الارتقاء بالقيم والفكر والمعرفة في كل المجالات " .

وكان مراسم الحفل الرسمية قد بدأت بدخول الشخصية المكرمة صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيس وأعضاء مجلس جامعة القاهرة بطريقة بروتوكولية بعدها تليت آيات بينات من الذكر الحكيم وعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.

وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي تسجيلي - بعنوان " ذاكرة الأمة .. شمس التنوير التي لا تغيب" - عن جامعة القاهرة والدكتوراه الفخرية التي قامت بمنحها لأبرز الشخصيات - التي أخلصت وبذلت للعلم والبشرية - منذ إنشائها في عام 1908 وحتى اليوم ومن بين تلك الشخصيات على سبيل الذكر لا الحصر فيكتور ايمانويل الثالث آخر ملوك مملكة إيطاليا و ليوبولد سنغور أول رئيس للسنغال والفريق إبراهيم عبود رئيس جمهورية السودان السابق والحسن الثاني ملك المملكة المغربية السابق ونيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا السابق ومحمد ظاهر شاه آخر ملوك أفغانستان وغيرهم الكثيرين.

**********----------********** كما عرض الفيلم الوثائقي التسجيلي نبذة مختصرة عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشخصية المحتفى بها هذا اليوم يتناول مختلف جوانب حياته بدءا من نشأته وتأثير البيئة المجتمعية على شخصيته ومن بعد طلبه للعلم والتعليم والانتقال إلى مصر للالتحاق بجامعة القاهرة والعودة مرة أخرى إلى دولة الإمارات للمشاركة في بنائها ومن ثم قيادته لزمام أمور إمارة الشارقة ومساعيه الحثيثة في دعم الثقافة ونشر التعليم وتشييد المراكز الثقافية والعلمية والبحثية مسلطا الضوء على أهم الجوائز الدولية التي منحت لسموه واسهاماته المحلية والإقليمية والدولية لنشر الثقافة الإسلامية والعربية وتعريف الآخر بها .

ثم ألقى الدكتور جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة كلمة قال فيها أن جامعة القاهرة بتاريخها وحاضرها ومستقبلها تمثل قيمة حقيقية مضافة لوطنها وأمتها وقد حملت على مدى قرن من الزمان مشعل الفكر الحديث فأسهمت بحق في مسيرة النهضة بمصر وما حولها وقدمت نماذج مشرفة من الرواد الذين انفتحوا على العالم الخارجي ورفعوا اسم أوطانهم عاليا .

وأضاف أن كل جامعة تتميز بالفكر الذي تقدمه والقيم التي تغرسها في منتسبيها فتتمثل مخرجاتها في كوادر مؤهلة تمتلك العلم وبصيرة الفكر وقدرات الابداع .. وجامعة القاهرة وهي تقف على أعتاب المائة الثانية من عمرها ترنو الى المستقبل بثقة واقتدار في الوقت الذي تحفظ تراثها وقيمها وقيمتها التي بدأها الآباء الأولون وبين ماض مشرف وحاضر مشرق تتواجد الجامعة في مكانة متميزة ومميزة حيث تقع دوليا ضمن أفضل 500 جامعة من بين أكثر من 23 ألف جامعة في دول العالم .

ونوه رئيس جامعة القاهرة بأنه بين جنبات هذه الجامعة تعلم القادة والمفكرون والكتاب والعلماء وخير دليل على ذلك الشخصية المكرمة في هذا اليوم .. العالم الحاكم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .. الرائد الذي نحتفي به لما يحمل من اخلاص لمبادئ هذه الجامعة وظل قريب الصلة بها .

وأضاف " من حقنا أن نباهي به ومن واجبنا أن نكرمه كرجل من رجالات الفكر ونسمة من نسمات الإنسانية المضيئة وتتبدا انسانيته في بساطته وتظهر عظمته في عظمة أفعاله اتجاه دينه ووطنه وأمته الإنسانية جمعاء " .

بعدها تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بالصعود إلى المنصة لبدء مراسم منح سموه الدكتوراه الفخرية حيث قام سموه بارتداء عباءة ووشاح الدكتوراه وتلي قرار مجلس الجامعة والذي جاء نصه " نظرا للدور البارز لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ولاهتمامه بالثقافة والعلوم والآداب والفنون ورعايته الكريمة لها في انحاء المعمورة ودعمه اللامحدود لقضايا وطنه وأمته ومساندته للشعب المصري في كافة المجالات ووفاءه لجامعة القاهرة وافق مجلس الجامعة بالإجماع بناء على توصية من مجلس كلية الزراعة على منح سموه درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الاجتماعية ".

وتسلم سموه شهادة الدكتوراه الفخرية باللغتين العربية والانجليزية كما تفضل بالتوقيع على السجل التذكاري للدكتوراه الفخرية في جامعة القاهرة.

وقد تم تقديم مجموعة من الإهداءات إلى سموه من بينها كتاب ادبيات منح الدكتوراه الفخرية بجامعة القاهرة وكتاب مصر التي في خاطري وكتاب سلطان العلم وفارس الحكم ومجسم مذهب لقبة جامعة القاهرة الذي يعد رمز الجامعة وأكثر ما يميزها.

كما تلقى صاحب السمو تكريما ـ درع محافظة الجيزة - من سعادة الدكتور خالد زكريا محافظ الجيزة وكان سعادته قد ألقى كلمة أشاد فيها بصاحب السمو حاكم الشارقة ووفائه لجامعته وفائه لوطنه الثاني مصر .. منوها بأن سموه أحب مصر وأبناءها فأحبته وأحبوه واعتبرها وطنه الثاني فاحتضنته واعتبرته ابنا بارا من أبنائها .. موجها الشكر لسموه على ماقدمه ويقدمه لوطنه الثاني مصر .

ودعي صاحب السمو حاكم الشارقة وأعضاء مجلس جامعة القاهرة لالتقاط صورة تذكارية في ختام الحفل.

وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قد التقى فور وصوله وقبل بدء مراسم منح سموه الدكتوراه الفخرية وزير التعليم العالي المصري ومجلس جامعة القاهرة وعمداء الكليات في قاعة أحمد لطفي السيد في المبنى الرئيسي للجامعة حيث تم الترحيب بسموه والوفد المرافق له معبرين عن اعتزازهم بتلبية الدعوة والتفضل شخصيا لاستلام التكريم ومثمنين له جهوده الملموسة في النهوض بالثقافة والفنون والآداب ومشيدين بمبادرات سموه في حفظ التراث ودعم المراكز العلمية في انحاء المعمورة .

من جانبه أكد صاحب السمو حاكم الشارقة أن الحب الذي يملأ قلبه للثقافة والفنون والتراث زرعته مصر فيه وبالتحديد جامعة القاهرة وأنه لن يفي مصر حقها مهما قدم لها وشكر جميع القائمين على جامعة القاهرة هذا الصرح العلمي الرائد على ما قدموه وما سيقدموه وعلى اختيارهم له للتكريم ومنح درجة الدكتوراه الفخرية.

حضر اللقاء الترحيبي ومراسم منح الدكتوراه الفخرية لصاحب السمو حاكم الشارقة كل من الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير الدولة رئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر وعدد من الوزراء المصريين منهم الدكتور السيد أحمد عبد الخالق وزير التعليم العالي والدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة والدكتور شريف علي حماد وزير البحث العلمي والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والانتاج الحربي والدكتور خالد زكريا محافظ الجيزة والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق.

كما حضر اللقاء الترحيبي ومراسم منح الدكتوراه الفخرية لصاحب السمو حاكم الشارقة معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة بالشارقة وسعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب وسعادة خليفة سيف الطنيجي نائب سفير دولة الإمارات في جمهورية مصر والدكتور عمرو عبد الحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث ومحمد حسن خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة وأعضاء مجلس جامعة القاهرة وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية فيها وعدد كبير من الإعلاميين والفنانين بجمهورية مصر العربية.

- مل - لبي.


وام