لا أسهل ولا أصعب من العمل مع محمد بن راشد

الامارات 7 - سامي الريامي

يُعطي كثيراً من الفرص، ويتجاوز عن الأخطاء، قالها مراراً «لا أعاقب المخطئ، فالخطأ دليل العمل، ولكن تكرار ذات الأخطاء أمر غير مقبول»، ولذلك فإن رحيل أي مسؤول، وخروجه من فريق محمد بن راشد، يعني بكل بساطة خللاً في عمل المسؤول نفسه، ويعني بالضرورة كثرة أخطائه، وبمعنى أدق أنه «كثُر شاكوه وقلَّ شاكروه»، ويعني بوضوح عدم مواكبته معايير العمل لدى محمد بن راشد.. لا أسهل ولا أفضل من العمل مع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، ولا أصعب كذلك من العمل معه، ليس في هذا الأمر تناقض، ولا هي فلسفة كاتب، بل هي حقيقة يدركها كل من تقرّب منه، وحظي بشرف العمل معه، ويدركها أيضاً كل مسؤول ترك منصبه، لظرفٍ طبيعي أو غير طبيعي.

صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، شخصية واضحة، لديه رؤية وأهداف وخطط استراتيجية مرسومة ومعتمدة وواضحة، لذلك فهو يُسهّل عمل فريق عمله من كبار المسؤولين وصغارهم، فما عليهم سوى الاجتهاد لمواكبة هذه الرؤية والأهداف، ولا أسهل من ذلك، فالقائد الذي يعرف ما يريد، ويعرف تماماً كيف يصل إلى ما يريد، يرفعُ عن فريق عمله عناءً كبيراً، ويضعهم دائماً في طريق النجاح، لأن الطريق واضحٌ بيّنٌ، ومخططٌ له بعناية وفكر،

ولكن هذه السهولة تتبعها صعوبة بالغة، فرؤية محمد بن راشد تحتاج إلى عملٍ مستمر، وجهد مضاعف، لا يكفيه الإنجاز، فهو يعشق إلحاق الإنجاز بإنجاز آخر، ولا تكفيه القمة، فهو يبحثُ عن قمة جديدة في كل يوم تشرقُ فيه الشمس، يكره الاتكالية، ويمقُت الكسالى، ولا يرتاح لمن يملك ذرةً من طاقة سلبية، يعشقُ العمل بطريقة لا تخطُر على بال أحد، وفي أوقات لا تخطُر على بال أحد، لا يهدأ، بل يكره الهدوء الذي يؤجل الإنجاز، وتهونُ عليه كل مشقةٍ وتعب نظير تحقيق إنجاز معين، لذلك فلا عُذر أبداً لمن يريد الانضمام إلى فريق محمد بن راشد، فالقائدُ يعمل بجهدٍ يبلغ أضعاف جهد فريقه، ولا مكان في الفريق لمن لا يستطيع مواكبة رؤية هذا القائد.

يُكافئ المجتهدَ بسخاء، ويرفع معنويات الصغير قبل الكبير، عطوف رحوم، لكن لا مكان في فريقه لمن لا يملك الطموح والطاقة الإيجابية، ومن لا يجعل العمل والإنجاز غاية طموحه، ولا مكان لديه لمن لا يعمل على تطوير قدراته وقدرات موظفيه، ومن يبحث عن الراحة والبقاء عند المستوى نفسه فعليه أن يُدرك أنه سيبقى مكانه.. ليس مع فريق محمد بن راشد.

من يرد كسب ثقته وتقديره، ومن يرد الاستمرار في العمل معه، وكسب رضاه، فالأمرُ لا يحتاج إلى مبالغات ولا مجاملات، ولا يحتاج إلى التضخيم، الأمر يحتاج إلى العمل، ومن ثم العمل لتحقيق الإنجازات، والعمل لرفعة ونمو وتطور الوطن وخدمة المواطنين.

معادلة سهلة صعبة، معقدةٌ لمن لا يدرك معانيها، وفي غاية المرونة للمجتهد المخلص، فسموّه لا يريد مجداً شخصياً، ولا يريد من المسؤولين أن يعملوا لأجله ولأجل رضاه فقط، هو يريدهم أن يعملوا من أجل خدمة وطنهم ومجتمعهم أولاً، ومن أجل تسهيل حياة المواطنين والمقيمين ثانياً، ومن أجل أنفسهم وتطويرها بشكل مستمر ثالثاً، إن فعلوا ذلك فسيحظون بمحبته ورضاه وتقديره، كنتيجة طبيعية للجهد والإخلاص، وإن لم يفعلوا فلهم منه المحبة والتقدير، مع ترك المنصب للأجدر والأكفأ.

المقال من الامارات_اليوم



شريط الأخبار