أسماء الشوارع القديمة في أبوظبي تربك السكان الجدد والزوار

الامارات 7 - شكا سكان جدد في مدينة أبوظبي مشكلة المسميات القديمة لشوارع تحمل اسمين مختلفين، مشيرين إلى أنهم يعانون صعوبة في الوصول إلى الوجهات التي يرغبونها، حيث يضع معظم أصحاب العمل (مطعم، شركة، مؤسسة) المسميات القديمة في خانة العنوان، بينما برامج الخرائط (GPS) تتعامل مع المسميات الحديثة، مطالبين بوضع اقتباسات للمسميات القديمة على اللوحات الجديدة لفترة زمنية محددة.

في المقابل، أفادت بلدية مدينة أبوظبي بأنه بدأ العمل في مشروع نظام العنونة والإرشاد المكاني الجديد (عنواني)، والذي يتولى مسؤولية الإشراف على أكثر من 180 ألف عنوان، و19 ألف شارع، ومراجعة حدود 240 منطقة في الإمارة، مشيرة إلى أن المشروع الجديد سيعمل على حل مشكلة مسميات الشوارع في المدينة، ويسهل حركة التنقل والوصول إلى المكان الذي يريدونه بدقة وسهولة، ويزيل العقبات السابقة أمام الأفراد وخدمات الطوارئ وخدمات التوصيل، وغيرها.

وتفصيلاً، أكد أحد سكان مدينة أبوظبي، محمد العباسي، أن هذه الاسماء تربك زوار المدينة، لاسيما أن أسماء الشوارع القديمة أصبحت عرفاً لدى البعض، ولا يستطيعون استيعاب الأسماء الحديثة لهذه الشوارع، حيث يعانون صعوبة الوصول إلى العنوان بشكل مباشر، ما يضطرهم إلى البحث والسؤال ملياً، للتمكن من معرفة العنوان بشكل جيد.

وقال زهير فارس إن زائر مدينة أبوظبي عندما يريد الوصول إلى وجهة معينة (شارع زايد الأول مثلاً)، فإن عليه الإكثار من السؤال للوصول إلى الشارع المطلوب، وحينما يستقل سيارة أجرة ويخرج ورقة العنوان من جيبه ويطلب من السائق أن يوصله، فإن السائق سينظر إليه باستغراب ويأخذ بتذكر الشارع والبحث عنه، بينما لو أخبره بأنه يريد التوجه إلى «شارع إلكترا» (وهو الاسم المتداول لشارع زايد الأول) فسيأخذه على الفور.

وطالب صاحب محل تجاري، محمد الحمادي، بضرورة إلزام أصحاب المحال التجارية والشركات بكتابة الاسم الحقيقي للشارع على نشرات الدعاية وبطاقاتهم، وكذلك الإعلانات في الصحف وغيرها، حيث إن ذلك يحد من استخدام الاسم القديم، ويأخذ الاسم الجديد في التداول، مشيراً إلى السماح لهم بوضع الاسم القديم بين قوسين لفترة معينة، وبعد ذلك يتم إلزامهم بشكل فعلي.

ويعاني أحمد علي، حديث الإقامة، عدم قدرته على الوصول إلى الكثير من العناوين بسرعة، لاختلاف مسميات بعض الشوارع المتداولة عن ما هو مكتوب على اللوحات، وعانى كثيراً خلال الأشهر الأولى، لاسيما فترة البحث عن شقة ليسكنها، حيث إن الإعلانات تضع المسمى المتداول، الذي لم يجده إلا في الصحف فقط.

وأضاف «بقيت على هذا النحو حتى أدركت المسميات المتداولة، لأكتشف أن هذه الشوارع تحيط بي، حيث أسكن قرب شارع زايد الأول أو إلكترا بحسب الشائع، وكنت أبحث عنه أكثر من ساعة».

وقال سائق سيارة أجرة، محمد حسين، إن «مركز تنظيم النقل بسيارات الأجرة يدربنا على التعامل مع الاسم القديم والحديث، لكن كثرة استخدام الاسم المتداول تجعلنا لا نتذكر الاسم الحقيقي للشارع، وهذا يربكنا بعض الشيء»، مشيراً إلى أن السائقين الجدد ينطبق عليهم العكس، حيث إنهم يحفظون اسم الشارع الجديد ويحتاجون لوقت حتى يدركوا المسميات القديمة.

في المقابل، أفادت بلدية أبوظبي بأن مشروع العنونة والإرشاد المكاني (عنواني) يسير وفق خطة زمنية محددة تمتاز بسرعة الإنجاز، وسيعالج المشروع المعيقات كافة المتعلقة بالعنوان والمكان، مشيرة إلى أنه تمت إضافة «أرقام للطرق» على لوحات تسمية الشوارع العالية المثبّتة على الإشارات المرورية والجسور في تقاطعات الشوارع الرئيسة في جزيرة أبوظبي، لمساعدة مستخدمي الطرق على الوصول إلى وجهاتهم.

وأضافت أن نظام «عنواني» سيساعد جميع سكان مدينة أبوظبي وزوارها، ممن ليسوا على دراية بأسماء الشوارع، على التنقل بسهولة مطلقة، بالإضافة إلى معرفة جميع البيانات المتعلقة بالمنطقة الموجودين فيها، ومعنى اسم الشارع، وأقرب المناطق المعروفة والمشهورة منهم وإرسال رمز الاستجابة السريع لأصدقائهم وعائلاتهم للاستدلال عليهم بسهولة. وأشارت إلى أنها انتهت من تركيب اللوحات في أجزاء كبيرة من مناطق الباهية والفلاح والنهيان، مطلع شهر مارس الماضي، حيث جرى تركيب 110 لوحات لأسماء الشوارع، و1618 لوحة مرقّمة للمباني، إضافة إلى تركيب 720 لوحة جديدة لأسماء الشوارع في مختلف أنحاء مدينة أبوظبي، التي تشمل الشوارع الرئيسة في جزيرة أبوظبي ومنطقة البطين، مؤكدة أن العام المقبل سيشهد نقلة نوعية في ما يتعلق بالإرشاد المكاني، ويبلغ عدد اللوحات المتوقع تركيبها 17 ألف لوحة تسمية شوارع جديدة، و66 ألف لوحة مرقّمة للمباني، تحمل جميعها رموز استجابة سريعة.

الامارات_اليوم