الامارات 7 - مالك العثامنة-بروكسل
بيني و بين الإمارات حبل سرة لم ينقطع منذ بدايات نشأتي، وبيني وبين أبوظبي تحديدا حالة تفاهم خاصة جدا، و إذا كان المفكر المصري جمال حمدان قد ذهب إلى نظريته بعبقرية المكان أبعادا فلسفية، فإن عبقرية المكان بالنسبة لي في أبوظبي التي عرفتها في السبعينات والثمانينات (وهي سنين النشأة والارتواء الأساسي) كانت عبقرية في المكان والزمان..ولا أخفي حبا كامنا حين أقول أنها كانت أيضا وستبقى دوما عبقرية رجل فطري استلهم من صحرائه رحابة الأفق، واستقى من قلبه كل الحب اللازم لتكوين وطن، فكانت الإمارات رؤية خاصة للشيخ زايد بن سلطان رحمه الله وتصبح اليوم تلك الرؤية الخاصة وطنا متكامل الأركان..و دولة بالمعنى المحترم والعصري للمفهوم.
تركت الإمارات مع أسرتي فتى يافعا منتصف الثمانينات، كأي أسرة انتهى عقدها "الوظيفي" مع الدولة التي رعت رعاياها ومقيميها على حد سواء، لكن العقد الحيوي والإنساني بيني وبين الإمارات ليس له تاريخ صلاحية ولا يمكن فسخه بالضرورة، فهو مؤسس على الذاكرة الشخصية والوجدانية وهذا تأسيس لا يمكن المساس به..وخاص جدا بيني وبين الإمارات.
وها أنا أوغل في الأربعين، وقد خضت معاركي الشخصية مع هذا العالم ضمن مواقف سياسية و فكرية أؤمن بها، ولم أختلف يوما مع الإمارات، بل ولأسباب لا يدركها إلا المتصوفون في العشق أجدني ألتقي مع الإمارات في رؤية مشتركة على الدوام..وحين أفكر في الأمر أكتشف أن حبل السرة لم ينقطع..ولن ينقطع.
قبل أشهر، كنت في دبي ضمن زيارة عمل مع وفد أوروبي، وقد استوطنت أوروبا منذ خمس سنوات، وخلال الأسبوع الذي قضيناه هناك، تجاوزت كل الفرص التي سنحت لي للذهاب إلى أبوظبي!!
وبعيدا عن كل الحجج التي سقتها لمن أعرف في تلك المدينة التي تسكن ذاكرتي ، فإن الحقيقة التي يجب ان تقال أني كنت خائفا من هذا اللقاء بيني وبين المدينة التي نشأت فيها ردحا من زمن طويل.
لم الخوف؟ لا أدري..بصدق .
أحب أبوظبي كحالة وجدانية شكلتني منذ صباي..وتبقى الذاكرة التي تحمل تفاصيل التفاصيل لتلك المدينة الغالية حالة شخصية جدا..لا أحب المساس بها .
هي برقية مستعجلة للإمارات..أحملها عبر هذا المنبر. وللحديث والبوح بقية أكبر وبما يليق بالحب.
بيني و بين الإمارات حبل سرة لم ينقطع منذ بدايات نشأتي، وبيني وبين أبوظبي تحديدا حالة تفاهم خاصة جدا، و إذا كان المفكر المصري جمال حمدان قد ذهب إلى نظريته بعبقرية المكان أبعادا فلسفية، فإن عبقرية المكان بالنسبة لي في أبوظبي التي عرفتها في السبعينات والثمانينات (وهي سنين النشأة والارتواء الأساسي) كانت عبقرية في المكان والزمان..ولا أخفي حبا كامنا حين أقول أنها كانت أيضا وستبقى دوما عبقرية رجل فطري استلهم من صحرائه رحابة الأفق، واستقى من قلبه كل الحب اللازم لتكوين وطن، فكانت الإمارات رؤية خاصة للشيخ زايد بن سلطان رحمه الله وتصبح اليوم تلك الرؤية الخاصة وطنا متكامل الأركان..و دولة بالمعنى المحترم والعصري للمفهوم.
تركت الإمارات مع أسرتي فتى يافعا منتصف الثمانينات، كأي أسرة انتهى عقدها "الوظيفي" مع الدولة التي رعت رعاياها ومقيميها على حد سواء، لكن العقد الحيوي والإنساني بيني وبين الإمارات ليس له تاريخ صلاحية ولا يمكن فسخه بالضرورة، فهو مؤسس على الذاكرة الشخصية والوجدانية وهذا تأسيس لا يمكن المساس به..وخاص جدا بيني وبين الإمارات.
وها أنا أوغل في الأربعين، وقد خضت معاركي الشخصية مع هذا العالم ضمن مواقف سياسية و فكرية أؤمن بها، ولم أختلف يوما مع الإمارات، بل ولأسباب لا يدركها إلا المتصوفون في العشق أجدني ألتقي مع الإمارات في رؤية مشتركة على الدوام..وحين أفكر في الأمر أكتشف أن حبل السرة لم ينقطع..ولن ينقطع.
قبل أشهر، كنت في دبي ضمن زيارة عمل مع وفد أوروبي، وقد استوطنت أوروبا منذ خمس سنوات، وخلال الأسبوع الذي قضيناه هناك، تجاوزت كل الفرص التي سنحت لي للذهاب إلى أبوظبي!!
وبعيدا عن كل الحجج التي سقتها لمن أعرف في تلك المدينة التي تسكن ذاكرتي ، فإن الحقيقة التي يجب ان تقال أني كنت خائفا من هذا اللقاء بيني وبين المدينة التي نشأت فيها ردحا من زمن طويل.
لم الخوف؟ لا أدري..بصدق .
أحب أبوظبي كحالة وجدانية شكلتني منذ صباي..وتبقى الذاكرة التي تحمل تفاصيل التفاصيل لتلك المدينة الغالية حالة شخصية جدا..لا أحب المساس بها .
هي برقية مستعجلة للإمارات..أحملها عبر هذا المنبر. وللحديث والبوح بقية أكبر وبما يليق بالحب.