طالب اماراتي من اريزونا:الابتعاث يجب أن يواكب روح الابتكار

الامارات 7 - المصدر: شيماء هناوي ـــ دبي
اختار المواطن الشاب محمد بوعقر المزروعي (20 عاماً) «نظام المعلومات الجغرافية» الذي يختصر الوقت والكلفة، ويقلّص من عدد العمالة المستخدمة، ويعمل في الوقت نفسه على تحسين الأداء وتحقيق الدقة في العمل لمصلحة خدمة أفراد المجتمع. وهو يرى أن مثل هذا التخصص ينسجم مع توجه الدولة للابتكار، داعياً إلى وجوب أن تواكب الدراسة الجامعية طموحات الابتكار الإماراتية.

توجّه المزروعي، المبتعث من قبل وزارة الداخلية إلى جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأميركية، إلى دراسة نظام المعلومات الجغرافية، الذي رُصدت له مبالغ مالية طائلة، ووُظّفت في خدمته تقنيات متطورة وأقمار اصطناعية، إلى جانب مواقع إلكترونية وباحثين وخبراء عالميين، فهو كما قال المزروعي «نظام قائم على تقنيات الكمبيوتر، ويعمل على جمع وصيانة وتخزين وتحليل وإخراج وتوزيع البيانات والمعلومات الجغرافية لأهداف محددة، ويساعد على التخطيط واتخاذ القرار في ما يتعلق بالعديد من المجالات كالزراعة والغابات، وتخطيط المدن والتوسع في السكن، بالإضافة إلى قراءة البنية التحتية لأي مدينة».

ويضيف أن «استخدامات هذا النظام كثيرة، ومنها صنع قواعد البيانات المكانية عن ظواهر وأقاليم محددة، ودراسة سطح الأرض والبيئة والتلوث، كما يُستخدم في مجال علوم الأرض المتعلقة في استكشاف النفط والغاز والمعادن، وكذلك في مجال صناعة الخرائط، ودراسة وتحليل الخصائص الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة معينة بناءً على معايير خاصة يحددها الخبراء، وفي مجال الخدمات العامة كخدمات الهاتف والماء والكهرباء، فضلاً عن استخداماته في مجال تسويق الأعمال والتجارة والسكان والسفر».

ويأمل المزروعي أن يسخّر مستقبلاً فوائد تخصصه في ميدان العمل، والمتمثلة في «تخفيض زمن الإنتاج وتحسين الدقة، وتخفيض العمالة، وبالتالي تخفيض الكلفة المستخدمة، فتقليل الوقت المستخدم للإنجاز والزمن المستخدم في الإنتاج أمر أساسي في الإنتاج».

عمل المزروعي بشكل كبير على تسخير معظم وقته لتخصصه الذي اختار الغربة مكاناً له، وحرص على أن تكون الدراسة والمراجعة المستمرة، إلى جانب تأدية الواجبات، في مقدمة أولوياته، وقد ساعده ذلك على تقبّل الغربة والتأقلم معها، لاسيما بعد أن اعتبرها «تجربة لابد من خوضها والتعلّم والاستفادة منها».

نجح المزروعي في استثمار «تجربة الغربة» في تخطّي صعوبتها الأبرز، وهي «التعامل مع الجنسيات المختلفة، والتعرف إلى خلفياتها الثقافية، ومبادلتها الاحترام والتقدير الكافي مهما بدا الاختلاف والتفاوت واضحاً وكبيراً».

تقبّل المزروعي، المقيم في ولاية أريزونا، الغربة وتأقلمه معها، لم ينجحا في تعويض ما يفتقده أسوة بقدرته على تخطي أبرز الصعوبات اليومية، ويقول «تستطيع الغربة أن تمنح المغترب الكثير، على شتى المستويات، لكنها لا تستطيع أن تعوضه عن ما يفتقد وتوفير البديل له». ويضيف «رغم أنني أعيش أجمل تجربة في حياتي علمتني الكثير، إلا أنها لم تفلح في تعويض ما أفتقده في الوطن، وإن كنت أشارك سنوياً في فعاليات مختلفة لسفارة الدولة في واشنطن».