حظره «تويتر» وهجره الحلفاء .. كواليس «ليلة ترمب الطويلة»

الامارات 7 - كشفت صحيفة «تليغراف» البريطانية أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب قضي وحيداً ليلة أمس (الخميس)، التي وصفتها بـ«الطويلة» بعدما هجره مساعدوه بعدما اقتحم أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول) خلال جلسة التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.

وأوضحت الصحيفة أن مصادر كشفت كواليس تلك الليلة، وقالوا إن قرار موقعي «فيسبوك» و«تويتر» حجب حسابات ترمب بهما زاد من عزلة الرئيس الأميركي، الذي تجنب بعض المقربين منه تقديم المشورة القانونية له خوفاً من تعرضهم لاحقاً لتحقيقات الكونغرس واتهامهم بـ«الخيانة بموجب قانون التحريض على الفتنة».

وحسب تعبير «تليغراف» شعر هؤلاء بأن ترمب كان يشبه يوليوس قيصر عندما عبر مع جيشه نهر روبيكون وبدأ حرباً أهلية في روما، وقالوا إن عزلة ترمب ازدادت مع حجب حساباته على موقعي «تويتر» و«فيسبوك»، وتُرك يشاهد التلفزيون حيث يتلاشى أمامه إرثه وفرصته في العودة إلى البيت الأبيض في عام 2024.

وقالت المصادر إن ترمب كان مبتهجاً، أول من أمس (الأربعاء)، بإقبال أنصاره على واشنطن حسب دعوة وجهها في وقت سابق، وكان في مزاج قتالي، ثم شاهد على شاشة كبيرة في الجناح الغربي للبيت الأبيض أنصاره يهاجمون الكونغرس. وأوضح شخص مقرب من الرئيس الأميركي أنه كان من المستحيل الوصول إليه بقية هذا اليوم فهو لم يكن يريد التحدث إلى أي شخص.

وتابعت المصادر أنه عندما بدأت عملية اختراق حواجز الشرطة، أُصيب مساعدو ترمب بالذعر، وتوسلوا إليه ليأمر بإرسال قوات الحرس الوطني، كما فعل في احتجاجات «حياة السود مهمة» خلال الصيف لكن ترمب قاوم لبعض الوقت، مما أفقد بعض مساعديه الثقة به وحاول آخرون إقناعه بتسجيل فيديو يحث فيه أنصاره على العودة إلى منازلهم ظناً منهم أنه هذا الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعد في وضع حد للكارثة التي وقعت بالكونغرس.

وكشفت الصحيفة البريطانية أن أحد محامي البيت الأبيض نصح المسؤولين بعدم التحدث إلى ترمب أو تقديم دعم له بشأن تلك الواقعة، للتقليل من احتمالية محاكمتهم لاحقاً بتهمة الخيانة بموجب قانون التحريض على الفتنة.

ولاحقاً بدأت استقالات الموظفين تزداد كل ساعة، والذين كانت أولهم ستيفاني غريشام، كبيرة موظفي السيدة الأولى ميلانيا ترمب، ثم مات بوتينغر، نائب مستشار الأمن القومي، ما زاد من عزلة ترمب.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن أكثر مساعدي الرئيس ولاءً أُصيبوا بخوف متزايد من أنه قد يرغب في إحداث أكبر قدر ممكن من الاضطراب قبل أن يترك منصبه. وأشار أكثر من شخص إلى أنه تغير منذ عام مضى، وأن هزيمته في الانتخابات استنفدته، وأن أفراد عائلته حاولوا كبح جماح الأحداث مثل نجله جونيور ترمب الذي طالب أنصار أبيه بأن يكونوا سلميين ووصف الاقتحام بأـنه «فعل خاطئ».

واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه حتى لو لم يدرك ترمب ما حدث فإنه قد عبر نهر روبيكون بالفعل.