مؤتمر ريوايرد إكس الافتراضي يختتم فعاليته في إسبوع إكسبو 2020 دبي للمعرفة والتعلم

الامارات 7 - مع نهاية عام مضطرب للغاية وغير مسبوق، اختتم بالأمس مؤتمر ريوايرد إكس الافتراضي حول التعليم الذي يهدف إلى استكشاف والتمعن في تجارب الأطراف الفاعلة في مجال التعليم والتعلم، برؤية واضحة تهدف إلى تعزيز جهود التعاون والتواصل البنّاء للارتقاء بالتعليم والتعلّم وتحسين سبل العيش. ويهدف مؤتمر ريوايرد إكس الذي يعد الأول من مجموعة اللقاءات التي تنظمها منصة ريوايرد التعليمية العالمية إلى النهوض بمستقبل التعليم. هذا وقد أقيم هذا المؤتمر، الذي هو ثمرة تعاون بين دبي العطاء وإكسبو 2020 دبي ووزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتزامن مع أسبوع أكسبو للمعرفة والتعلّم الذي يسبق فعالية أكسبو 2020 دبي.

هذا وقد تضمّن المؤتمر حوارات شارك فيها كوكبة من الضيوف، بمن فيهم وزراء التعليم ومتحدثين رفيعي المستوى وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والأوساط الأكاديمية، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاعين العام والخاص من مختلف أنحاء العالم. ويقام أسبوع المعرفة والتعلّم بتنظيم إكسبو 2020 دبي بالشراكة مع دبي العطاء.

ويمهد مؤتمر ريوايرد إكس لقمة ريوايرد التعليمية العالمية التي ستنطلق بين 12-14 ديسمبر من العام المقبل الذي سينظم في موقع إكسبو 2020 دبي الذي سينطلق بموعده الجديد عام 2021. واستعرض المؤتمر رسالة واضحة جاءت بلسان قادة التعليم من مختلف أنحاء العالم، حيث شددت على أهمية التعليم بوصفه ركيزة أساسية لبناء عالمٍ أفضل بعد أزمة كوفيد-19. كما وجّه المؤتمر نداءاً واضحاً لتأمين التمويل الكافي لقطاع التعليم وتفعيل مساهمة المجتمع الدولي في جهود التعاون ومعالجة قضايا التعليم خلال الفعاليات والملتقيات العالمية الكبرى القادمة التي ستعقد في العام المقبل، مثل قمة مجموعة الدول السبع (G7)، وقمة العشرين (G20) والمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، والشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE).

وخلال المؤتمر، ركزت دبي العطاء والفاعلين الدوليين الرئيسيين في قطاع التعليم على أهمية توفير تقنيات الاتصال كعامل دعم أساسي لضمان استمرار التعلم حتى في أوقات الأزمات وفترات إغلاق المدارس. ويشكل تعزيز استخدام تقنيات الاتصال وسد الفجوة الرقمية حول العالم ركيزة أساسية لمساعي دبي العطاء وإكسبو 2020 دبي، من أجل إعادة صياغة مشهد التعليم لضمان مستقبل مزدهر ومستدام. ولتعزيز هذه الجهود، تم كشف النقاب عن "الإعلان الخاص بحق استخدام تقنيات الاتصال للتعلم والمعيشة" الذي يهدف إلى حشد الدعم من القطاعين العام والخاص لتطوير إمكانات الاتصال والاستفادة منها في التعلم والمعيشة عالمياً. ويسعى هذا الإعلان إلى بلورة فهمٍ مشترك حول حقوق الاستفادة من تقنيات الاتصال في التعلم، بالإضافة إلى توجيه دعوةٍ واضحة لتذليل العقبات الرئيسية أمام التواصل، وتوفير تقنيات اتصال سهلة الاستخدام وذات تكلفة معقولة.

أعرب المشاركون في ريوايرد إكس عن مخاوفهم بشأن التنسيق الدولي الحالي الغير كافي وأكدوا على الحاجة إلى المزيد من التمويل متعدد الأطراف، وليس التمويل الثنائي فقط للمشاريع الموجه لمساعدة تعزيز الاتصال من أجل التعلم. وقد تم إطلاق إنذار هام بشأن احتمال خسارة 150 مليار دولار أمريكي من ميزانيات التعليم على مستوى العالم خلال العام المقبل نتيجة الانكماش الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد-19. كما أعرب المشاركون عن الحاجة إلى مبادرة تعافي عالمية في مجال التعليم.

وقالت معالي ريم الهاشمي، مدير عام مكتب إكسبو 2020 دبي ووزيرة الدولة للتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة: "إن الإصلاح والابتكار في نظام التعليم يعتبر أكثر من ضرورة، بل وإنه أولوية مُلحة. يجب أن نأخذ قطاع التعليم إلى العالم الرقمي بكل استعداد وـتأثير عميق، بطريقة تضع أطفالنا وشبابنا في الأولية، ويجب عليها أن تعود بالفوائد على الاقتصاد والمجتمع ككل. سيعمل الإعلان الخاص بحق استخدام تقنيات الاتصال للتعلم والمعيشة على إشراك القطاعين العام والخاص لدعم زيادة وسائل الاتصال، مما يسمح لنا بسد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية لخلق المساواة في التعليم للجميع.

وعلى مدار اليومين، برزت إمكانات التكنولوجيا والتحول الرقمي لدفع الابتكار في الفصول الدراسية وتمكين المعلمين لتسهيل التجربة التعليمية بشكل أفضل، ومع ذلك، مازال واضحًا أن التكنولوجيا وحدها ليست الحل السحري الذي يضمن فرص الحصول العادل للتعلم لجميع الأطفال والشباب"

وأضافت معالي ريم الهاشمي: “وبنظرة مستقبلية، يفخر إكسبو 2020 دبي بالتعاون مع دبي العطاء لاستضافة قمة ريوايرد ( RewirEd Summit)، والتي ستعيد تشكيل صياغة الحوار العالمي حول التعليم، لدفع حدود التفكير الحالي وتعزيز التعاون بين الحلفاء الجدد من مختلف القطاعات والحكومات، وأيضا بين الأطراف الفاعلة في التعليم العالمي، والشركاء الاستراتيجيين والقطاع الخاص ".

وخلال مشاركتها في الجلسة الافتتاحية رفيعة المستوى حول تأثير جائحة كوفيد-19 على التعليم، شاركت معالي لوسيا أزولينا، وزيرة التعليم العام الإيطالية، التزام إيطاليا الثابت تجاه التعاون المتعدد الأطراف وأعادت التأكيد على خطط إيطاليا لمواصلة دعم تبادل المعرفة في جميع مجالات التعليم، لا سيما خلال الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين (G20).

بدوره قال سعادة الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي في دبي العطاء وعضو مجلس إدارتها: “لقد كشفت جائحة كورونا بشكل واضح عن نقاط القوة والضعف لدينا كمجتمعات، وسلطت الضوء على نقاط الضعف الموجودة في أنظمتنا بشكل أكبر، لا سيما في قطاع التعليم. لقد منحنا مؤتمر ‘ريوايرد إكس’، أول الاجتماعات الخاصة بمنصة ريوايرد، فرصة للالتقاء معًا لاتخاذ خطوات جريئة الآن، وذلك بهدف التشديد على الأهمية الأساسية لأنظمة التعليم السليم والمرن التي تواكب المستقبل، والارتقاء بالرسالة التي يريد أن يسمعها العالم ألا وهي: نحن بحاجة إلى التعليم – العنصر الأبرز لتحقيق التوازن- الآن أكثر من أي وقت مضى. كان مؤتمر هذا الأسبوع مجرد البداية، وستواصل منصة ريوايرد رحلتها إلى إكسبو 2020 دبي وما بعده، لإطلاق حلول وابتكارات جديدة للمستقبل، مدفوعة بالتعاون والشراكات ".

وفي معرض تعليقه على أهمية الاتصال الرقمي في تعزيز المرونة المجتمعية واستمرارية الأعمال خلال الأزمات، أضاف القرق: "يعتبر الاتصال أمرا محوريا لتعزيز المرونة والاستقلالية، إضافة إلى ضمان مستقبل زاخرٍ بالفرص للجميع. ونأمل من خلال شراكتنا مع منظمتي اليونسكو واليونيسف لإصدار ’الإعلان الخاص بحق استخدام تقنيات الاتصال للتعلم والمعيشة‘ أن ننجح في تسخير قدرات الاتصال الهادفة في تسريع فرص حصول الأطفال والشباب على الموارد والفرص التعليمية، بما يضمن تزويدهم بالموارد الرقمية اللازمة ومنحهم القدرة على التحكم بمسار حياتهم".

لقد أوفى مؤتمر ريوايرد إكس أيضًا بوعده بتخطي الحدود والأنظمة من خلال الكشف عن "مناقشات ريوايرد"، وهي سلسلة من الأفكار الجذرية المصممة بشكل مشترك للمساعدة في نقل التفكير الحالي من المعتاد إلى غير المعتاد ومعالجة التحديات المنهجية والمعقدة والهيكلية التي تؤثر على نظام التعليم. مناقشات ريوايرد، الذي تمت استضافته بالشراكة مع Radicle ، وهو مختبر مستقبلي يتخذ من دبي مقر له، يوفر فرصة للتعرف بشكل جماعي وفهم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والتحولات المنهجية اللازمة للمشاركة، يهدف إلى خلق طريقة أفضل للمضي قدمًا في التعليم.

من جانبها قالت جوليا جيلارد، رئيسة مجلس إدارة الشراكة العالمية من أجل التعليم ورئيسة وزراء أستراليا السابقة: "فرضت أزمة كوفيد-19 تأثيرات غير مسبوقة على قطاع التعليم، ولكنها أتاحت بالمقابل فرصاً لتعزيز الانتعاش العالمي عبر الاستثمار في التعليم. وندرك حالياً مدى أهمية تنسيق وتسريع الجهود المشتركة المدعومة من قادة التعليم المشاركين في مؤتمر ريوايرد إكس من مختلف أنحاء العالم، حتى نتمكن من تقديم فرص التعليم للأطفال الأكثر تهميشاً لاسيما الفتيات، وإعداد الجيل القادم لمواجهة التحديات المستقبلية في عالم تتفاقم فيه حالة انعدام اليقين".

وقالت سعدية زهيدي، العضو المنتدب للمنتدى الاقتصادي العالمي: "أدى الاضطراب الناجم عن الدمج بين الأتممة وجائحة كورونا إلى تسريع الحاجة إلى إعادة التفكير في التعليم والمهارات وأنظمة التعلم مدى الحياة. ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة لدعم المتضررين من الجائحة الحالية لا تتناسب مع حجم وسرعة الاضطرابات. توفر منصة ريوايرد فرصة لبناء الزخم حول أجندة تعليمية جديدة بما ينسجم مع سعينا لبناء اقتصادٍ جديد يتسم بالفرص الوفيرة والتطور الاجتماعي وضمان المساواة للجميع".

وقالت مامتا مورثي، نائب رئيس البنك الدولي للتنمية البشرية: ""أدت أزمة كوفيد-19 إلى ارتفاع عدد الأطفال الغير قادرين على قراءة وفهم النصوص البسيطة وهم في سن العاشرة من 53٪ إلى 63٪ [في البلدان النامية]، أي ما يمثل زيادة بنسبة 10%، وهذا ما نسميه بفقر التعلم. وسنركز في قمة ريوايرد التعليمية على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر فعالية لتوظيف المعلمين ودعمهم وتدريبهم على التعلم المدمج والتعويضي واستخدام التكنولوجيا المتقدمة، لمساعدتهم على مواصلة التدريس بفعالية. ويتطلب ذلك التزاماً سياسياً راسخاً من الحكومات كي يتمكن جميع الأطفال من التعلّم بالاعتماد على طرقٍ صارمة وهادفة وممتعة في كل مكان."

وقد استضاف إكسبو 2020 دبي، ضمن إطار برنامج الفعاليات التي تسبق انطلاقته، أسبوع المعرفة والتعلم يومي 15-16 ديسمبر 2020 بالتعاون مع دبي العطاء. واستقطبت الفعالية عدد من المشاركين الدوليين لدى إكسبو وأعضاء من عائلة إكسبو وخبراء التعليم، بهدف تحليل دور المعرفة في دفع المجتمع العالمي نحو الابتكار من أجل مستقبل أفضل للجميع، بما يضمن بنهاية المطاف تحقيق تقدم أكبر من أي وقت مضى في مجالات العلوم والطب والاستدامة والتكنولوجيا وغيرها.

وسيستقطب إكسبو 2020 أكثر من 200 مشارك، بما فيهم الدول والهيئات الحكومية والمؤسسات التعليمية إلى جانب القطاع الخاص، من أجل تحقيق هدف مشترك يتمثل في معالجة أكبر التحديات في العالم. وتعد هذه النسخة من إكسبو هي الأولى من سلسلة فعاليات إكسبو الدولية التي تقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وذلك بدءاً من 1 أكتوبر 2021 وحتى 31 مارس 2022.