الامارات 7 - - روبرت سامويلسون
دائما ما تلقي الولايات المتحدة باللوم على أي رئيس أمريكي بسبب حالة الاقتصاد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما إذا كان دونالد ترامب أو باراك أوباما قد خلقوا الاقتصاد القوي الذي نشهده اليوم. الإجابة الصحيحة هي: لا. حيث أن الفضل لما حققناه من العديد من الانجازات الاقتصادية يعود للاقتصادية الأمريكية جانيت يلين. فمن الناحية العملية لا يؤثر رؤسائنا على الاقتصاد بشكل كبير. فليس لأحد من الرؤساء ولا وكالتهم السلطة للتحكم في البطالة والأجور والركود أبدا. لكن الجهة المختصة بجمع هذه الأمور هي مجلس الاحتياطي الاتحادي. فمن خلال تنظيم تدفق الأموال والائتمان، فإن البنك الاحتياطي الفدرالي يحفز الاقتصاد أو يعوقه، وإن لم يكن دائما بطرق يمكن التنبؤ بها. إلا أن هناك تصادمات منتظمة بين ما يمكن أن يحققه مجلس الاحتياطي الاتحادي فعليا وما يعتقد الجمهور أنه يجب تحقيقه.
استمرت يلين بإدارة البنك منذ عام 2014 ولكنها ستغادر مطلع العام المقبل وسيحل محلها جيروم باول، وفي الحقيقة لقد شهد الاقتصاد بقيادة يلين تقدما كبيرا. فمنذ أن أصبحت رئيسًا لمجلس الاحتياطي الاتحادي في فبراير 2010 وقد ازداد عدد الوظائف لما يقرب من 10 مليون وظيفة وانخفض معدل البطالة من 6،7? إلى 4،1?. كما ارتفع متوسط ??الأجور بتعديل التضخم من 24.32 دولار إلى 26.55 دولار. تعديل التضخم رفع مكاسب الأجور إلى حوالي 4 في المائة وهي ليست نسبة كبيرة ولكنها بعيدة عن الركود وبالحفاظ على هذا المعدل سنصل لحوالي 10 في المائة على مدى عقد من الزمان. في الواقع لم يحدث ذلك سابقًا، صحيح أن يلين اتبعت سياسات برنانكي، الرئيس السابق للمجلس ولكن هذه السياسات لم تكن، كما ذكرت يلين مرارا وتكرارا، تنفذ بشكل صحيح. فهي تتطلب الكثير من الإجراءات.
المشكلة التي واجهتها يلين هي الحفاظ على سياسة مالية سهلة وممتدة بما فيه الكفاية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي ولكن ليس لفترة طويلة لعلاج التضخم وتحسين المضاربات المالية. نتائج ذلك ستظهر في السنوات القادمة مما سيجعلنا نصدر حكما نهائيا سليما على قيادة يلين. إلا أننا بحاجة للأجابة حاليا على العديد من الأسئلة المهمة على سبيل المثال هل فكرة سوق الأوراق المالية مبالغ فيها؟ هل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي دور في ذلك؟ ماذا يحدث إذا تحطمت الأسهم؟ ومع ذلك، في الوقت الراهن، معظم إجابتنا على هذه الأسئلة تشمل الدور الذي لعبته يلين حيث اعتمد بنك الاحتياطي الفيدرالي في السابق على السياسة المالية لبرنانكي وقام بتخفيض أسعار الفائدة القصيرة الأجل إلى ما يقرب من الصفر وسعى إلى تخفيض أسعار الفائدة على المدى الطويل وقام بشراء أكثر من 3 تريليونات دولار من الخزينة والأوراق المالية العقارية، وعندما يشتري بنك الاحتياطي الفيدرالي الأوراق المالية يرتفع سعرها عادة وينخفض ??سعر الفائدة. إلا أن يلين قامت بعكس هذه السياسة منذ ديسمبر 2015 ليرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة على المدى القصير خمس مرات، بما في ذلك الزيادة التي قام بها الأسبوع الماضي. كما ارتفعت نسبة ما يسمى بمعدل الاحتياطي الفيدرالي إلى 1.5 في المائة كحد أقصى، ومن المتوقع حدوث مزيد من الزيادات في عام 2018.
كل هذه الأمور حدثت بسلاسة وبالرغم من ذلك لم يكن ما حدث أمرًا حتميا. حيث أن آليات رفع أسعار الفائدة بذلك الشكل تنطوي على إجراءات جديدة وغير مختبرة. كما كان هناك تنبؤات رهيبة بأن الأمور سوف تزداد سوء ولكن لم يحدث ذلك. حيث يقول الاقتصادي كين ماثيني من مستشاري الاقتصاد الكلي: “أن الاحتياطي الفدرالي كان يدرك تماما أنه يجب أن ينظر إليه الجميع على أنه مؤسسة ناجحة للحصول على الدعم العام الذي يحتاج إليه”. لذا قد تكون يلين قد حسنت أيضا من الموقف العام لمجلس الاحتياطي الفدرالي. الجدير بالذكر أن رئيس المجلس لا يمكنه بيساطة فرض سياسة بمفرده. حيث تضم الهيئة الرئيسية لصنع القرار في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (فومك) 12 عضوا. على الرغم من تقليد الاحترام للرئيس، “يجب تحقيق توافق في الآراء”، كما يقول ماثيني، مضيفًا “أن يلين ليست ديكتاتورية” فقد تركت إرثا صلبا مبنيًا على الكفاءة المهنية والنزاهة والكرامة.
ولم يتضح بعد سبب ترشيح الرئيس ترامب لباول لرئاسة المجلس. حيث أن السياسة النقدية المتبعة تتطلب إجماع مجلس الاحتياطي الاتحادي مما سيجعل من الصعب على ترامب أن يتفق مع باول على سياسيات معينة لتنفيذها بفرض سلطته على المجلس ولكن قد يكون الرئيس يشعر بالراحة أكثر مع باول أو يعتقد بشكل غير دقيق أنه إذا أضعف الاقتصاد، فبإمكان باول الرضوخ لإرادته أكثر من يلين. في النهاية مهما كانت الأوضاع فسوف يتم مقارنة أداء باول بيلين على الأقل في البداية، وهو أمر في غاية الصعوبة نظرا لما حققته يلين من إنجازات.
صحيفة الوطن الاماراتية
دائما ما تلقي الولايات المتحدة باللوم على أي رئيس أمريكي بسبب حالة الاقتصاد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما إذا كان دونالد ترامب أو باراك أوباما قد خلقوا الاقتصاد القوي الذي نشهده اليوم. الإجابة الصحيحة هي: لا. حيث أن الفضل لما حققناه من العديد من الانجازات الاقتصادية يعود للاقتصادية الأمريكية جانيت يلين. فمن الناحية العملية لا يؤثر رؤسائنا على الاقتصاد بشكل كبير. فليس لأحد من الرؤساء ولا وكالتهم السلطة للتحكم في البطالة والأجور والركود أبدا. لكن الجهة المختصة بجمع هذه الأمور هي مجلس الاحتياطي الاتحادي. فمن خلال تنظيم تدفق الأموال والائتمان، فإن البنك الاحتياطي الفدرالي يحفز الاقتصاد أو يعوقه، وإن لم يكن دائما بطرق يمكن التنبؤ بها. إلا أن هناك تصادمات منتظمة بين ما يمكن أن يحققه مجلس الاحتياطي الاتحادي فعليا وما يعتقد الجمهور أنه يجب تحقيقه.
استمرت يلين بإدارة البنك منذ عام 2014 ولكنها ستغادر مطلع العام المقبل وسيحل محلها جيروم باول، وفي الحقيقة لقد شهد الاقتصاد بقيادة يلين تقدما كبيرا. فمنذ أن أصبحت رئيسًا لمجلس الاحتياطي الاتحادي في فبراير 2010 وقد ازداد عدد الوظائف لما يقرب من 10 مليون وظيفة وانخفض معدل البطالة من 6،7? إلى 4،1?. كما ارتفع متوسط ??الأجور بتعديل التضخم من 24.32 دولار إلى 26.55 دولار. تعديل التضخم رفع مكاسب الأجور إلى حوالي 4 في المائة وهي ليست نسبة كبيرة ولكنها بعيدة عن الركود وبالحفاظ على هذا المعدل سنصل لحوالي 10 في المائة على مدى عقد من الزمان. في الواقع لم يحدث ذلك سابقًا، صحيح أن يلين اتبعت سياسات برنانكي، الرئيس السابق للمجلس ولكن هذه السياسات لم تكن، كما ذكرت يلين مرارا وتكرارا، تنفذ بشكل صحيح. فهي تتطلب الكثير من الإجراءات.
المشكلة التي واجهتها يلين هي الحفاظ على سياسة مالية سهلة وممتدة بما فيه الكفاية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي ولكن ليس لفترة طويلة لعلاج التضخم وتحسين المضاربات المالية. نتائج ذلك ستظهر في السنوات القادمة مما سيجعلنا نصدر حكما نهائيا سليما على قيادة يلين. إلا أننا بحاجة للأجابة حاليا على العديد من الأسئلة المهمة على سبيل المثال هل فكرة سوق الأوراق المالية مبالغ فيها؟ هل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي دور في ذلك؟ ماذا يحدث إذا تحطمت الأسهم؟ ومع ذلك، في الوقت الراهن، معظم إجابتنا على هذه الأسئلة تشمل الدور الذي لعبته يلين حيث اعتمد بنك الاحتياطي الفيدرالي في السابق على السياسة المالية لبرنانكي وقام بتخفيض أسعار الفائدة القصيرة الأجل إلى ما يقرب من الصفر وسعى إلى تخفيض أسعار الفائدة على المدى الطويل وقام بشراء أكثر من 3 تريليونات دولار من الخزينة والأوراق المالية العقارية، وعندما يشتري بنك الاحتياطي الفيدرالي الأوراق المالية يرتفع سعرها عادة وينخفض ??سعر الفائدة. إلا أن يلين قامت بعكس هذه السياسة منذ ديسمبر 2015 ليرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة على المدى القصير خمس مرات، بما في ذلك الزيادة التي قام بها الأسبوع الماضي. كما ارتفعت نسبة ما يسمى بمعدل الاحتياطي الفيدرالي إلى 1.5 في المائة كحد أقصى، ومن المتوقع حدوث مزيد من الزيادات في عام 2018.
كل هذه الأمور حدثت بسلاسة وبالرغم من ذلك لم يكن ما حدث أمرًا حتميا. حيث أن آليات رفع أسعار الفائدة بذلك الشكل تنطوي على إجراءات جديدة وغير مختبرة. كما كان هناك تنبؤات رهيبة بأن الأمور سوف تزداد سوء ولكن لم يحدث ذلك. حيث يقول الاقتصادي كين ماثيني من مستشاري الاقتصاد الكلي: “أن الاحتياطي الفدرالي كان يدرك تماما أنه يجب أن ينظر إليه الجميع على أنه مؤسسة ناجحة للحصول على الدعم العام الذي يحتاج إليه”. لذا قد تكون يلين قد حسنت أيضا من الموقف العام لمجلس الاحتياطي الفدرالي. الجدير بالذكر أن رئيس المجلس لا يمكنه بيساطة فرض سياسة بمفرده. حيث تضم الهيئة الرئيسية لصنع القرار في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (فومك) 12 عضوا. على الرغم من تقليد الاحترام للرئيس، “يجب تحقيق توافق في الآراء”، كما يقول ماثيني، مضيفًا “أن يلين ليست ديكتاتورية” فقد تركت إرثا صلبا مبنيًا على الكفاءة المهنية والنزاهة والكرامة.
ولم يتضح بعد سبب ترشيح الرئيس ترامب لباول لرئاسة المجلس. حيث أن السياسة النقدية المتبعة تتطلب إجماع مجلس الاحتياطي الاتحادي مما سيجعل من الصعب على ترامب أن يتفق مع باول على سياسيات معينة لتنفيذها بفرض سلطته على المجلس ولكن قد يكون الرئيس يشعر بالراحة أكثر مع باول أو يعتقد بشكل غير دقيق أنه إذا أضعف الاقتصاد، فبإمكان باول الرضوخ لإرادته أكثر من يلين. في النهاية مهما كانت الأوضاع فسوف يتم مقارنة أداء باول بيلين على الأقل في البداية، وهو أمر في غاية الصعوبة نظرا لما حققته يلين من إنجازات.
صحيفة الوطن الاماراتية