قطر خرجت ولم تعد فلا معنى للوساطة

الامارات 7 - - محمد الحمادي

يتطاير الكلام هنا وهناك عن وساطة يتم الإعداد لها بين قطر ودول الخليج، السعودية والإمارات بالتحديد، وأن زيارة أمير قطر للكويت اليوم هي من أجل ذلك، ونتساءل، وساطة من أجل ماذا ولماذا، بعد أن أحرقت قطر كل مراكب العودة إلى محيطها العربي والخليجي، فالدوحة تنكرت تماماً لكل ثوابت وغايات الخليج العربي وارتمت في حضن إيران العدو اللدود لدول مجلس التعاون الخليجي وللدول العربية، ولا أحد يشك في حبنا واحترامنا لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، فهو ليس أميراً للكويت فقط، وإنما هو رمز خليجي كبير يحترمه الجميع ويقدره الصغير قبل الكبير، بل وهو والد الجميع، وكلمته على «العين والراس»، ولكن كل خليجي يتساءل هل أتت الوساطات السابقة بنتيجة حتى نتكلم عن وساطة جديدة؟!

قطر قررت بكل وضوح أن تكون حليفاً لعدوين خطيرين للأمة العربية، هما إيران والإرهاب، وإيران على لسان رئيسها حسن روحاني قالت لأمير قطر، نحن نريد تقوية العلاقات مع قطر الشقيقة، وقطر أصبحت محكومة تماماً من جانب جماعة الإخوان الإرهابية التي صارت ترسم التوجهات القطرية في كل مجال، وقطر تموّل الجماعات الإرهابية وتدعمها في سوريا وليبيا واليمن ومصر، وبالتالي فإن قطر اختارت طريق اللاعودة واللاتراجع عن نهجها العدائي، بل إن قطر لا تساند ولا تتحالف مع أعداء الأمة فقط، بل اختارت أن تكون هي نفسها طرفاً لا يمكن الوثوق به أو حتى الجلوس والحديث معه، خصوصاً بعد أن ضربت بقرارات قمم الرياض عرض الحائط، وسمحت لإعلامها بأن يتطاول على السعودية والإمارات.

وهنا يبرز التساؤل، على أي شيء وعلى أي أساس تبنى الوساطة بين قطر ومحيطها الخليجي، ولا أحد ينسى أن السعودية والإمارات غفرتا لقطر كبائر وذنوباً كثيرة دون الحاجة إلى وساطة، لا أحد ينسى أننا غضضنا الطرف كثيراً وطويلاً عن تجاوزات الدوحة العدائية واللا مسؤولة، وقلنا كثيراً، عفا الله عما سلف، وتعالوا نبدأ صفحة جديدة كل هذا رغم عدائيات قطر، وإصرارها على التخريب والعبث ودعمها الواضح والسافر للعمليات والجماعات الإرهابية بغض النظر عن انتماء هذه الجماعات، ففي ميدان الإرهاب والتخريب والتدمير تتلاقى المذاهب وتحدث التحالفات المدمرة بين جماعات إرهابية سنية وأخرى شيعية، فلا فرق في الإرهاب بين الإخوان وداعش والنصرة والقاعدة وحزب الله والحشد والحوثيين، الكل إرهابيون لا فرق بين سني وشيعي، والكل مدعوم من إيران وقطر.


ماذا سيقال لو جلسنا مع قطر على طاولة الوساطة بعد «حب الخشوم» لا شيء بالتأكيد سوى كلام لا معنى له عن العلاقات الأخوية، والحرص على اللحمة الخليجية والعربية، وهذا الكلام تكذبه وتنسفه أفعال الدوحة وسلوكياتها وخروجها الصريح والواضح عن الإجماع العربي وتحالفها مع العدو المحتل الغاصب لأرض عربية أجمع العرب جميعاً على أفعاله الإرهابية، وكانت قطر ضمن هذا الإجماع، كيف لنا أن نصدق قطر، وكيف لقطر نفسها أن تعود عن غيها، وهل تملك قطر من أمرها شيئاً حتى تعدل عن مسارها المنحرف، وتعود إلى أمتها؟ لا أظن أن أي وساطة ستؤتي أكلها بعد أن تناقضت الغايات والأهداف والوسائل، وصار شقيقي حليفاً لعدوي.


نقلاً عن الإتحاد