الامارات 7 - - ناصر الظاهري
هي عبارة أنين ووجع من هذا الجهاز الذي لا نقدر على أن نستغني عنه، بعد ما جعل العالم في أيدينا أو جيوبنا، واستولى على كافة حواسنا، وأصبحنا تابعين له، مؤتمرين بأمره، حتى أغنانا عن الصديق وقت الضيق، ولم يعد الإنسان بحاجة لمساعدة صديق، هو جاهز إن نسيت أمراً أو أردت أن تتذكر شيئاً، مسعف للذاكرة، يكفي أنه يصغّر العالم ويقربه، ويجعل المعلومة سهلة، والخدمة جاهزة، بدءاً من النشرة الجوية وتوقعاتها والاحتياطات اللازمة من مظلات، ومعاطف صوفية، وتجنيبك الازدحام، وتوصيلك للمطعم الصغير المنزوي في شارع قصي في نيويورك مثلاً، تقدر أن تحرس، وتراقب، وتشغل مدفأة بيتك الخشبي في مرتفعات الألب، تؤمن سيارتك من السرقات، ومحاولات الخدش بمسامير ومفاتيح من حاقدين لا يعرفونك، لكنهم تغيظهم سيارتك، هذا الجهاز جاهز وبالمرصاد بالصوت والصورة، مسألة الوقوف في طابور ومراجعة محاسب البنك، وإبراز بطاقة الهوية، والإجراءات المعطلة تستطيع أن تختصرها في دقائق، وأنت تحتسي قهوتك، من تحويلات وسحوبات وإجراءات مصرفية في أي بلد تكون، والله أسمح لي أنا خارج البلاد، «أترياني لين أرجع»، ما عادت تمشي، إذا كان «المستادي» فهيماً، فسيسألك عن جهازك، ويكفي، فيه برامج تدل عليك، وعن وجودك في أي بقعة في العالم، لا تستطيع أن تتهرب أو «تهلّ» على ربعك: أنا في ربوع جبال النمسا أو غشتاد، وأنت رابظ عدال «الكوار» و«زمزمية ينزبيل حذالك»، وتسمّع ميحد حمد، ومقصّر عليه، مع الجهاز راحت أيام «رايحين العمرة، وتونا مصلين المغرب في الحرم، وهم في المغرب»، الحين ما تروم تهت على حرمتك، والله عندي «زام» الجمعة والسبت، وإلا عندي جرد، وإلا مرافق وفد زائر، وأنت «تشالي في بانكوك - ويك إند».
جهاز بحجم الكف، لكنه سلاح حقيقي في اليد، وكثيراً ما أنقذ صاحبته إن تعرضت لاعتداء، بعدما تنقل الحادث مباشرة بالصوت والصورة أو تتواصل مباشرة بجهاز إنذار أو مركز طوارئ، كم كشف من جريمة أو دل على صاحبه المطمور بين الركام، يعد مخلصاً، ووفياً كالكلب، في الجهاز من الخيرات الكثير، ومن المساوئ القليل، لكن أردت أن أنبه أصدقاءنا الذين كانوا «ظارين» على تلفوناتهم القديمة، وخصوصاً المتقاعدين أمثالنا، «اللي أونهم شباب وتويتر، وبدؤوا يتحولون للهواتف الذكية، بعد أجهزة الويلس القديمة التي تحمل على الظهر، أبو شنطة» عليهم أخذ الحذر والحيطة، ترا في برامج لاقطة لكل شاردة وواردة، خاصة إذا كانت سهيلة تفهم في الجهاز أكثر منك، ورتل عيالك الصغار المدربحين، يقفون في صفها ضدك، ويعلمونها الحيل الجديدة، ترا إذا ما جتك رسالة محبة ومودة، وتشرّه، ولا خليت منك يا نظر عيوني، وما أحد يسواك في الدنيا، وقال لك الجهاز: «أكسبت» وأنت ما صدقت، ولنّت من رمسة سهيلة، وهَوّست على زر «أكسبت»، تراها بتلوي عليك فجأة، لكن لا تفرح، «ترا هذيك اللويه، بتسحب معها كل الداتا اللي في جهازك لجهازها».. وشوف الفضايح عقبها..!
الاتحاد
هي عبارة أنين ووجع من هذا الجهاز الذي لا نقدر على أن نستغني عنه، بعد ما جعل العالم في أيدينا أو جيوبنا، واستولى على كافة حواسنا، وأصبحنا تابعين له، مؤتمرين بأمره، حتى أغنانا عن الصديق وقت الضيق، ولم يعد الإنسان بحاجة لمساعدة صديق، هو جاهز إن نسيت أمراً أو أردت أن تتذكر شيئاً، مسعف للذاكرة، يكفي أنه يصغّر العالم ويقربه، ويجعل المعلومة سهلة، والخدمة جاهزة، بدءاً من النشرة الجوية وتوقعاتها والاحتياطات اللازمة من مظلات، ومعاطف صوفية، وتجنيبك الازدحام، وتوصيلك للمطعم الصغير المنزوي في شارع قصي في نيويورك مثلاً، تقدر أن تحرس، وتراقب، وتشغل مدفأة بيتك الخشبي في مرتفعات الألب، تؤمن سيارتك من السرقات، ومحاولات الخدش بمسامير ومفاتيح من حاقدين لا يعرفونك، لكنهم تغيظهم سيارتك، هذا الجهاز جاهز وبالمرصاد بالصوت والصورة، مسألة الوقوف في طابور ومراجعة محاسب البنك، وإبراز بطاقة الهوية، والإجراءات المعطلة تستطيع أن تختصرها في دقائق، وأنت تحتسي قهوتك، من تحويلات وسحوبات وإجراءات مصرفية في أي بلد تكون، والله أسمح لي أنا خارج البلاد، «أترياني لين أرجع»، ما عادت تمشي، إذا كان «المستادي» فهيماً، فسيسألك عن جهازك، ويكفي، فيه برامج تدل عليك، وعن وجودك في أي بقعة في العالم، لا تستطيع أن تتهرب أو «تهلّ» على ربعك: أنا في ربوع جبال النمسا أو غشتاد، وأنت رابظ عدال «الكوار» و«زمزمية ينزبيل حذالك»، وتسمّع ميحد حمد، ومقصّر عليه، مع الجهاز راحت أيام «رايحين العمرة، وتونا مصلين المغرب في الحرم، وهم في المغرب»، الحين ما تروم تهت على حرمتك، والله عندي «زام» الجمعة والسبت، وإلا عندي جرد، وإلا مرافق وفد زائر، وأنت «تشالي في بانكوك - ويك إند».
جهاز بحجم الكف، لكنه سلاح حقيقي في اليد، وكثيراً ما أنقذ صاحبته إن تعرضت لاعتداء، بعدما تنقل الحادث مباشرة بالصوت والصورة أو تتواصل مباشرة بجهاز إنذار أو مركز طوارئ، كم كشف من جريمة أو دل على صاحبه المطمور بين الركام، يعد مخلصاً، ووفياً كالكلب، في الجهاز من الخيرات الكثير، ومن المساوئ القليل، لكن أردت أن أنبه أصدقاءنا الذين كانوا «ظارين» على تلفوناتهم القديمة، وخصوصاً المتقاعدين أمثالنا، «اللي أونهم شباب وتويتر، وبدؤوا يتحولون للهواتف الذكية، بعد أجهزة الويلس القديمة التي تحمل على الظهر، أبو شنطة» عليهم أخذ الحذر والحيطة، ترا في برامج لاقطة لكل شاردة وواردة، خاصة إذا كانت سهيلة تفهم في الجهاز أكثر منك، ورتل عيالك الصغار المدربحين، يقفون في صفها ضدك، ويعلمونها الحيل الجديدة، ترا إذا ما جتك رسالة محبة ومودة، وتشرّه، ولا خليت منك يا نظر عيوني، وما أحد يسواك في الدنيا، وقال لك الجهاز: «أكسبت» وأنت ما صدقت، ولنّت من رمسة سهيلة، وهَوّست على زر «أكسبت»، تراها بتلوي عليك فجأة، لكن لا تفرح، «ترا هذيك اللويه، بتسحب معها كل الداتا اللي في جهازك لجهازها».. وشوف الفضايح عقبها..!
الاتحاد