إدانات عربية ودولية لقتل الطيار الأردني و«الجامعة» تجتمع اليوم

الامارات 7 - استنكرت عواصم عربية ودولية ومرجعيات إسلامية بشدة أمس إقدام تنظيم داعش الإرهابي على حرق الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة حياً، فيما أفتى الأزهر الشريف بإقامة حد الحرابة على عناصره، بينما تعقد الجامعة العربية اجتماعاً تشاورياً اليوم الخميس لبحث ملف الإرهاب.

واستنكر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب «العمل الإرهابي الخسيس» الذي اقدم عليه تنظيم داعش بقتل الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة حرقا، داعيا الى «قتل وصلب وتقطيع ايدي وأرجل ارهابيي» التنظيم.

وأفاد بيان صادر عن المشيخة ان شيخ الازهر «يستنكر العمل الإرهابي الخسيس الذي أقدم عليه تنظيم داعش الإرهابي الشيطاني من حرق وإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، هذا العمل الإرهابي الخسيس الذي يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف». واهاب الازهر بالمجتمع الدولي «التصدي لهذا التنظيم الإرهابي الذي يرتكب هذه الأعمال الوحشية البربرية التي لا ترضي الله ولا رسوله».

واوضح ان الاسلام «حرم التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها حتى في الحرب مع العدو المعتدي». واشار الازهر الى ان هذه العقوبة يستحقها «هؤلاء البغاة المفسدون في الأرض الذين يحاربون الله ورسوله» في اشارة الى حد الحرابة الذي ينص عليه القرآن الكريم لقطاع الطرق ومن يقومون بإرهاب الناس واعمال السلب والنهب.

اجتماع عربي

في غضون ذلك، تنعقد اليوم الخميس اجتماعات تشاورية في جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين للتباحث حول تطورات الأوضاع في المنطقة العربية وملف الإرهاب، لاسيما عقب واقعة قتل الشهيد الكساسبة، فضلًا عن الحادث الإرهابي الذي شهدته مدينة العريش المصرية وأسفر عن مقتل 30 شخصا، غالبيتهم من العسكريين.

بيان العربي

واستبق الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاجتماع بإصدار بيان أدان فيه بأشد العبارات الجريمة الشنعاء التي ارتكبها التنظيم، معتبرا أن «هذه الجريمة البشعة تخالف جميع الأعراف الدولية والشرائع السماوية، وتعود بنا إلى عصور الظلام ما قبل القرون الوسطى». وأعرب عن «أسفه لتخاذل مجلس الأمن والمجتمع الدولي عن الاضطلاع بمسؤولياته في اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي الذي يمعن في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية».

بيان الزياني

كما أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربي جريمة إعدام الكساسبة. وقال أمين عام المجلس عبداللطيف الزياني ان «هذه الجريمة لا تمت بصلة للقيم الإنسانية والدينية والأخلاق والشهامة العربية الأصيلة»، مؤكدا ان «هذه الجريمة البشعة تعبر بوضوح عن استهتار هؤلاء القتلة الإرهابيين بكل القيم الإنسانية النبيلة». ولفت الزياني إلى «وقوف دول مجلس التعاون إلى جانب الاردن في كل ما يدعم أمنه واستقراره».

بيان الجروان

كما استنكر رئيس البرلمان العربي احمد بن محمد الجروان الجريمة، وقال ان «الشهيد الكساسبة قضى دفاعا عن وطنه وشعبه وأمته ضد الجهات الإرهابية الضالة التي تعمل من اجل تشويه صورة العرب والمسلمين، بوحشية وهمجية لا تمت الى الإسلام وتعليماته السمحة بأي صلة».

بيان السعودية

وفي الرياض، ندد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في برقية تعزية بعث بها الى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بقتل الكساسبة.

وجاء في البرقية: «نشجب ونستنكر هذه الجريمة البشعة المخالفة لسماحة ديننا الإسلامي الحنيف وكافة الأعراف الإنسانية». وكانت وكالة الانباء السعودية نقلت عن مصدر مسؤول قوله ان هذا «عمل بربري جبان، لا يمكن أن يقدم على ارتكابه إلا ألد أعداء الإسلام». واكدت المملكة على «عزمها وتصميمها في المضي قدماً في محاربة هذا الفكر الضال»، وحضت «المجتمع الدولي على تكثيف جهوده في مكافحة الإرهاب».

دول خليجية

من جهته، أدان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح هذا «العمل الإجرامي»، وقال في برقية تعزية بعث بها إلى العاهل الأردني إن «هذا العمل الإرهابي والشنيع يتنافى مع كافة الأديان والشرائع السماوية ومع القيم والأعراف». كما أعربت البحرين عن «استنكارها الشديد لهذه الجريمة البشعة التي تؤكد الوحشية المفرطة والهمجية التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي..

والخطر المتزايد لجرائمه اللاانسانية». واوضحت ان «هذه الممارسات البربرية تتنافى تماماً مع جميع المبادئ والقيم وتتعارض مع كل الشرائع والأديان السماوية». وشددت وزارة خارجية قطر على «استنكارها لهذه الجريمة البشعة»، واعتبرتها «عملاً إجرامياً يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي السمحة ومع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية».

موقف مصري

وأجرى رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب اتصالًا بنظيره الأردني عبد الله النسور، قدم خلاله التعازي في استشهاد الطيار الأردني. وشدد محلب على «ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب».

«التعاون الإسلامي»

من جهته، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني في بيان أن التنظيم أقدم على قتل االكساسبة دونما اعتبار لما أقره الإسلام من حقوق للأسرى أو التفات لما التقت عليه الإنسانية الجمعاء من شرائع للحرب والأسر. وأعلن أن «الأمانة العامة للمنظمة ستدعو إلى اجتماع عاجل للجنة التنفيذية للتأكيد على وحدة الدول الأعضاء في المنظمة في مواجهة الإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية».

إدانات دولية

دولياً، سارع الرئيسان الأميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الى ادانة الجريمة، معتبرين اياها «عملا همجيا وفعلة دنيئة ودليلا على وحشية التنظيم الإرهابي».

مجلس الأمن

بدوره، أدان مجلس الأمن جريمة قتل الكساسبة، وأكد في بيان أنها «تبين مرة أخرى وحشية تنظيم داعش المسؤول عن آلاف الجرائم والانتهاكات ضد الأشخاص من جميع الأديان والأعراق والجنسيات ودون النظر إلى أية قيمة أساسية للإنسانية».

وشدد أعضاء المجلس على «ضرورة تقديم مرتكبي هذه الأفعال الذميمة الإرهابية إلى العدالة»، مؤكدين أن «المسؤولين عن قتل الكساسبة يجب أن تتم محاسبتهم على هذه الجريمة والعمل الجبان».

طهران ودمشق

كما أدانت إيران عملية الإعدام، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية مرضية افخم ان طهران تدين بشدة هذا «العمل غير الإنساني وغير الاسلامي من قبل الجماعات الارهابية التكفيرية»، معربة عن «تعاطف طهران مع عائلة الطيار وشعب وحكومة الأردن».

وبعد إدانتها للجريمة، دعت الخارجية السورية الحكومة الأردنية إلى التعاون معها في مكافحة الإرهاب «المتمثل في تنظيم داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الأخرى المرتبطة بهما في سوريا والمنطقة».

الائتلاف السوري

أعرب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة عن استنكاره لـ«الجريمة الوحشية التي ارتكبتها أيادي نفوسٍ هبط بها الشيطان إلى الدرك الأسفل من الشر». وقال: «أتوجه إلى شعوب وحكومات العالم بضرورة العمل على دعم الشعب السوري لإنهاء معاناته من إرهاب النظام وربيبته داعش على حد سواء».

الأردنيون نحو تأييد أوسع للحرب

أثار قتل تنظيم داعش للطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقاً صدمة وغضبا عارما في المملكة، ما سيمنح تأييدا أوسع لمشاركة عمان في الحرب ضد التنظيم بعد انقسام الشارع حولها لعدة أشهر.

ووضعت عملية حرق الكساسبة حياً، في الوقت الحالي على الأقل، حدا لجدل استمر شهوراً منذ الإعلان عن المشاركة في ضربات تحالف دولي ضد التنظيم لتشكل انعطافا في رأي المعارضين، وسط مطالب بـ «انتقام شديد جدا». وخرج مئات الأردنيين عقب ساعات من الكشف عن قتل الطيار حرقا في تظاهرات منددين ببشاعة الجريمة ومطالبين بالثأر...

فيما طالب والده صافي الكساسبة في تصريحات صحافية بـ«انتقام شديد جدا من التنظيم وفاء لدم معاذ». ويقول الكاتب والمحلل محمد أبو رمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، ان «بشاعة مشهد إحراق البطل معاذ أعطى الأردن دفعة تزيد من الاصطفاف حول الجيش وقيادته وضرورة الانتقام».

وأضاف: «اليوم هناك توافق كبير في الرأي العام حول ضرورة الحرب ضد التنظيم والرد بقوة». واعتبر أن «المبالغة بالأسلوب في الإعدام ولد لدى الشارع ردود أفعال عكسية. فقبل ذلك كان هناك انقسام حيال الحرب بين من يؤيدها ومن يعتقد أنها ليست حربنا. أما اليوم، فهناك توافق على ضرورتها».

وقال أبو رمان إن «الأردنيين وللمرة الأولى يشعرون انهم في حالة حرب منذ الحديث عن التحالف الدولي والحرب على التنظيم». من جهته، يقول المحلل حسن ابو هنية، الخبير في شؤون الجماعات المتشددة إن «بشاعة المشاهد المروعة ستدفع الكثيرين الى مراجعة حساباتهم وتأييد خيار الاردن مشاركته في الحلف». وأضاف إن «غضب الاردنيين وصدمتهم سيدفع كثير منهم الى حسم خياراتهم باتجاه دعم وإسناد التحالف الدولي ومشاركة المملكة». وأضاف إن «الأسلوب الوحشي الذي تم فيه الإعدام سيوحد الأردنيين خلف الموقف الداعي للانتقام من التنظيم الإرهابي والقصاص منه».

المصدر:وكالات و البيان