سيف الجابري: الجهل أهم أسباب الانحراف الفكري

الامارات 7 - افتتح مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام موسمه الثقافي للعام الجديد 2015 مساء أمس بمحاضرة لمدير إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي د. سيف راشد الجابري بعنوان: «الانحراف الفكري.. أسباب وآثار وحلول»، ركّز فيها على أنّ الجهل والإعجاب بالآخر والإعلام المُخالف للفكر السوي والغزو الفكري من أسباب خلق الفكر المنحرف»، لافتاً إلى أنّ المنحرف فكرياً يعيش في معزل عن المجتمع لأن كل ما يؤمن به يخالف المتعارف عليه في المجتمعات السوية. وحّذر من أنّ الانحراف الفكري سبب مهم في تفكك المجتمعات وانحلالها.. ويخالف الوسطية والاعتدال ويتعارض مع ديننا الحنيف.

في بداية المحاضرة، التي حضرها علي الهاشمي مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة ومدير إدارة الشؤون الثقافية في المركز منصور سعيد المنصوري وجمع من الإعلاميين والمهتمين، ثمن د. الجابري جهود المركز في نشر الثقافة الصحيحة المعتدلة وأوضح بداية معنى الانحراف الفكري، مشيراً إلى أنه نسبي ومتغير، وتنافى مع القيم والأخلاق التي يؤمن بها المجتمع الحضاري، ويتعارض مع عقيدته وثقافته.

وذكر أن الانحراف الفكري هو التشدد والتعصب والتطرف إما في الدين أو السياسة أو أي فكرة أخرى، وهو خروج عن الوسطية والاعتدال، كما أن المنحرف فكرياً يعيش في معزل عن المجتمع، لأن كل ما يومن به ويتبناه من آراء وأفكار تخالف المتعارف عليه في المجتمعات السوية.

وشدد د. سيف الجابري على أن الانحراف الفكري يشكل خطراً جسيماً على الأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وسبب مهم في تفكك المجتمعات وانحلالها. كما أنه يخالف الوسطية والاعتدال ويتعارض مع ما يدعو إليه ديننا الحنيف من قيم توجب الاتزان والعدالة في إصدار الأحكام.

عوامل الجهل

عقب ذلك توقف المحاضر عند أسباب الانحراف الفكري وعوامل انتشاره مشيراً إلى أنها تتخلص في الجهل والإعجاب بالآخر، والإعلام المُخالف للفكر السوي، والغزو الفكري القائم على تشكيك المسلمين بعقيدتهم، وتصدير المذاهب والتيارات المنحرفة، لإشاعة الاضطراب الفكري وهز القناعات.

وحول مخاطر الانحراف الفكري وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، والدولة، وشدد د. سيف الجابري على أن من أبرز هذه المخاطر الإضرار بعقيدة الأمة، وتشويه قيم الإسلام النبيلة، المتمثلة في الرحمة والعدل والتسامح والشورى وغيرها. والإسهام في التشكيك بثوابت الأمة وهز قناعات أفرادها، من خلال ما تنشره التيارات الهدامة. كما أكد المحاضر أن الانحراف الفكري يؤدي إلى التشرذم، والفرقة، ويُضعف الصف، ويُحقق الانقسام، ويُهدد الوحدة الوطنية ويبث روح الكراهية بين أفراد المجتمع.

وتحدث مدير إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي في المحاضرة، التي عقدت في مقر المركز بالبطين وشهدت حضوراً متميزاً، عن مظاهر الانحراف الفكري، موضحاً أنها تتلخص في التكفير والإرهاب وهو التحول من الفكر إلى السلوك، والغلو والتطرف والتعصب. ثم تطرق المحاضر إلى وسائل التصدي للانحراف الفكري ومقاومته من خلال طلب العلم بشتى فروعه، والسعي لنشره بين أفراد المجتمـع.

وضرورة استيعاب الشباب في برامج مُعَدة خصيصاً لشغل أوقات فراغهم بما يعود بالنفع، والحث على الجماعة وطاعة ولاة الأمر، والتحذير من الفرقة والتحزب، وإشاعة ثقافة الحوار بين فئات المجتمع، وفتح قنوات التواصل المختلف، وترسيخ مفهوم الولاء و البراء في النفوس. والتمسك بكتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ففيهما العصمة من كل انحراف وتنمية الحصانة الذاتية لدى أفراد المجتمع.

العلاج بالاكتشاف المبكر

وأوضح د. الجابري أن علاج الانحراف الفكري يتخلص في العمل على اكتشاف الانحراف الفكري لدى الفرد مُبكراً، لمعرفة أسباب الانحراف، وبالتالي إيجاد العلاج. والتأكيد على دور الحوار البنّاء في العلاج، فالحوار أسلوب ناجح في بناء المفاهيم الصحيحة، وبيان الحق، والرد على الشبهات، والاستفادة في مرحلة العلاج من العلماء، والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، من أجل إقناع من تأثر بالفكر المنحرف، وتصحيح ما لديه من مفاهيم خاطئة، وبيان فضيلة التراجع عن الخطأ والعودة إلى الصواب والحق، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

والاستفادة من مؤسسات التنشئة متمثلة بالأسرة، ومؤسسات التعليم، والمسجد، والنوادي الاجتماعية والثقافية، في مرحلة العلاج، وذلك بتفعيل دورها في التوجيه والإرشاد، وتصحيح المفاهيم، وإعادة تشكيل الفكر، وتطبيق الأحكام الشرعية، وإنفاذ القوانين والأنظمة بحق منحرفي الفكر لحماية المجتمع، وذلك بعد استنفاذ كل الوسائل الممكنة في علاج الفكر المنحرف.

حوار المحاضر والجمهور

أدارت الباحثة بمركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، جنات بومنجل، حواراً بين المحاضر والجمهور تحدث في بدايته علي الهاشمي مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة، حيث ثمن جهود مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام لنشر ثقافة الوسطية والاعتدال، مشيراً إلى أن المركز بقيادة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، يؤدي دوراً متميزاً في نشر الوعي الثقافي السليم.

كما ثمن سعادته جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة في تسخير كل الطاقات من أجل بناء إنسان الإمارات القادر السوي المعتدل المعطاء لوطنه وأهله ومجتمعه، وشدد على أن منهج الاعتصام بدين الله تعالى واتباع ما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة من بعده هو سبيل النجاة من الانحراف بكل أنواعه.

المصدر:البيان