عودة الحياة إلى طبيعتها في محطة الفضاء الدولية

الامارات 7 - عاد الرواد المقيمون في محطة الفضاء الدولية في مدار الأرض إلى الجزء الأميركي منها بعدما لجأوا في وقت سابق إلى القسم الروسي خوفا من إمكانية وجود تسرب في غاز الامونياك، على ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ناسا.

ووضع الرواد أقنعة تزودهم بغاز الأكسيجين وفتحوا الأبواب الفاصلة بين الجناحين الروسي والأميركي، بعد أكثر من عشر ساعات على انطلاق أجهزة الإنذار المحذرة من إمكانية وجود تسرب للغاز السام.

وقال روب نافياس المعلق على محطة التلفزيون التابعة لوكالة ناسا "لا يوجد أي آثار للأمونياك"، وإن رواد الفضاء عمدوا بعد تحققهم من ذلك إلى نزع الأقنعة ومواصلة أعمالهم بشكل عاد.



والأمونياك (غاز النشادر) هو غاز لا لون له يحرق الأعين والرئتين.
ويعمل الرواد حاليا على إفراغ حمولة المركبة الأميركية غير المأهولة "دراغون" التي التحمت بالمحطة الاثنين لتزويدهم بطنين و200 كيلوغرام من المؤن والمعدات اللازمة للتجارب العلمية.

وكان قائد المحطة الأميركي بوتش ويلمور وزميله الأميركي أيضا تيري فيرتس وزميلتهما الايطالية سامانتا كريستوفوريتي أخليا الجناح الأميركي من المحطة يوم الأربعاء بعد انطلاق إنذار حول تسرب مادة سامة من جهاز التبريد، وانضموا إلى زملائهم الروس الثلاثة ايلينا سيروفا والكسدر ساموكوتاييف وانتون شكابليروف في الجناح الروسي.

بعد ذلك، عادوا إلى القسم الأميركي من المحطة مع انتهاء الإنذار، إلا أنهم عادوا وغادروه وأغلقوا أبوابه بعدما رصدت الأجهزة ارتفاعا في ضغط المياه في أجهزة التبريد وأجهزة التهوئة، على ما شرح مايك شوفريديني المسؤول عن المحطة من قاعدة هيوستن في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الفريق لم يتعرض للخطر أبدا.

ورجح المهندسون في قاعدة هيوستن أن يكون انطلاق أجهزة الإنذار ناجما عن خلل في النظام المعلوماتي.

ولو تبين فعلا وجود عطل في أجهزة المحطة، فإن إصلاحه قد يتطلب الخروج إلى الفضاء دون ان يستلزم بالضرورة إجلاء الطاقم.

أما في حال وجود مشكلة خطيرة في المحطة التي تسبح في مدار الأرض على ارتفاع 400 ألف متر، فقد يتعين على الرواد أن يخلوها باتجاه الأرض، وهذا غير ممكن حاليا سوى بواسطة صواريخ سويوز الروسية، وذلك منذ سحب مكوكات الفضاء الأميركية من الخدمة اعتبارا من صيف العام 2011.

ومحطة الفضاء الدولية هي ثمرة تعاون بين 16 دولة أبرزها الولايات المتحدة الممول الأكبر لها، وروسيا، ودول عدة من الاتحاد الأوروبي.

وبدأ تشييد المحطة في العام 1998، وبلغت نفقاتها في الإجمال أكثر من مئة مليار دولار.

ويتناوب على الإقامة بشكل دائم على متن المحطة فريقان من رواد الفضاء قوام كل فريق ثلاثة رواد، ويقيم كل فريق لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وستة.

المصدر:أ ف ب