سفير الاتحاد الأوروبي: أبواب أوروبا مفتوحة دائماً أمام الإماراتيين

الامارات 7 - -أكد باتريسيو فوندي سفير الاتحاد الأوروبي لدى الدولة أن أبواب دول الاتحاد الأوروبي مفتوحة دائما أمام الإماراتيين، منوها إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي إعفاء الإماراتيين من الشينجن والتنقل بحرية بين الدول الأوروبية المختلفة هو نابع من الثقة الكبيرة التي توليها دول الاتحاد الأوروبي بدولة الإمارات ومواطنيها الذين قدموا سلوكا إيجابيا وصورا مشرقة خلال زياراتهم لأوروبا.

وقال في لقاء مشترك مع وسائل الإعلام المحلية: إن دولة الإمارات تحظى بثقة غير عادية من قبل الأوروبيين مقللا من انعكاسات الإجراءات التي عمدت دول الاتحاد الأوروبي بعد العمليات الإرهابية التي ضربت في باريس وبروكسل إلى اتخاذها أثناء التنقل بين حدود دولها، على الثقة التي يحظى بها الإماراتيون في أوروبا، أو على قرار إعفائهم من تأشيرة «شينجن»


وأوضح أن الإجراءات اقتصرت على التدقيق على وثائق سفر كافة المسافرين أثناء تنقلهم بين دول الاتحاد، بما فيهم الأوروبيين وتسجيل بياناتهم، مؤكدا أن الإجراء بمثابة أداة لتعزيز أمن المواطنين الأوروبيين ولتسهيل تعقب العناصر الإرهابية التي تتنقل عبر دول الاتحاد الأوروبي.
وشدد على أن ما اتخذ من إجراءات استثنائية تقع في باب الوقاية والحماية، داحضا التفسيرات التي رددها البعض على أن تلك الإجراءات بمثابة إغلاق للحدود، وقال: إن هذا سوء فهم كبير لإجراءات الهدف منها حماية أمن الدول الأوروبية ومواطنيها.

وأعرب عن أمله بأن تنتهي هذه الظروف الاستثنائية وتعود الأمور إلى سابق عهدها، مستدركا بقوله: «نحن لسنا سعداء بهذا الأمر لكننا مضطرين لحماية أمن دولنا وشعوبنا من مخاطر الإرهاب وهو إجراء أمني احترازي مؤقت لن يدوم»

وتابع:«دولة الإمارات تستحق احترام وتقدير دول الاتحاد الأوروبي لأن سياستها الخارجية المتزنة واحترامها للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان إلى جانب مساعداتها الإنسانية والخيرية التي غطت دول العالم جعل من دولة الإمارات دولة مثالية بكل المقاييس.

وحول التعاون بين الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب أكد فوندي أن لدى الإمارات وأوروبا مصالح مشتركة على مستوى ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وأن الإمارات كانت دوما نشطة على ساحة الأحداث الإقليمية والعالمية، وأنها أثبتت قوة كشريك جدير بالثقة للاتحاد الأوروبي وعلى العديد من المستويات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب.


وبين أن الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي يشتركون بمحاربة إرهاب داعش والنصرة وكل المنظمات الإرهابية وفق طريقة كل طرف، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي أعلن ترحيبه بالمبادرة السعودية لمحاربة الإرهاب وقال إن دول الاتحاد ترحب بأي تعبئة للعالم الإسلامي ضد تنظيم داعش الإرهابي والمنظمات الإرهابية الأخرى.
وجدد تأكيدات سابقة له بمساهمة الإمارات بمحاربة الإرهاب والتزامها الدولي بهذا الشأن منوها بأن الدور الإماراتي في هذا الشأن يحظى باحترام وتقدير دول الاتحاد الأوروبي ودول العالم المختلفة.

وحول واقع حقوق الإنسان في الدولة أكد سفير الاتحاد الأوروبي أن الإمارات حققت خطوات واسعة وملموسة في هذا المجال، لافتا إلى سلسلة القرارات والمبادرات التي اتخذتها الدولة لتحقيق سبل الرفاهية والرضا لمواطني الدولة ومقيميها.

وقال إن القيادة الإماراتية تعالج المشاكل التي تشوب مجالات حقوق الإنسان بكل اقتدار واحترام للجميع، وأن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والإمارات في مجال حقوق الإنسان مثمر، مبينا أن الجانبين يعقدان اجتماعين سنويا بالتناوب في أبوظبي وبروكسل في إطار مجموعة العمل الأوروبية - الإماراتية المشتركة لحقوق الإنسان يتم خلالهما طرح كل القضايا المعنية بمجالات حقوق الإنسان.

وأضاف أن الحوار الثنائي بين الجانبين يستهدف تعميق الفهم واستمرار التواصل ومناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك في مجال حقوق الإنسان كما يسهم في رفع مستوى الوعي لدى الاتحاد الأوروبي لإنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال

وثمن سفير الاتحاد الأوروبي لدى الدولة الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات وتطلعهم إلى توسيع آفاق التعاون وترسيخها في جميع المجالات الثنائية والمتعددة الأطراف، مشيدا بالدور الذي تضطلع به دولة الإمارات على الساحة الإنسانية الإقليمية والدولية، وأكد متانة العلاقة بين الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي، والتي تطورت بشكل لافت ضمن إطار اتفاقية الاتحاد مع دول مجلس التعاون عام، 1988 وقال إن الاتحاد الأوروبي قام بافتتاح بعثته في أبوظبي في النصف الثاني من 2013 ما يعد شهادة على التزام الاتحاد بتعزيز التعاون الثنائي مع الإمارات.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية فائقة للإمارات كشريك استراتيجي، لافتا إلى أن تعزيز التعاون الثنائي مع الإمارات وتوسيع مجالاته يقف على رأس أولوياته، وأكد استعداد أوروبا للمزيد من التعاون مع الإمارات والمنطقة العربية في تحقيق التنمية المستدامة ومعالجة الأزمات الإقليمية والدولية. وأشار إلى أن الإمارات قدمت مساهمات كبيرة في العديد من القضايا الإقليمية، والاتحاد الأوروبي يقدر عالياً هذا الدور. وقال سفير الاتحاد الأوروبي: إن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي متينة، وأن الإمارات تعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لدول الاتحاد الأوروبي واصفا حجم التبادل التجاري بين الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي بأنه«مذهل»، حيث صل إلى 60 مليار يورو سنويا حوالى 300 مليار درهم.

داعش فقد نفوذه

قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى الدولة، إن تنظيم (داعش) فقد نفوذه في العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، مبينا أنه فقد نسبة 40% من المساحة التي يسيطر عليها في سوريا والعراق وهو بانحسار متواصل متوقعا اقتراب أفول نجمه.

وأوضح أن «داعش» يجد صعوبة متزايدة في استبدال المقاتلين الذين يخسرهم بالمعارك في سوريا والعراق، مبينا أن تراجع أعداد عناصر داعش في العراق وسورية عائد إلى تباطؤ توافد المقاتلين الأجانب. ونوه إلى أن الكثيرين من الشباب العاطلين عن العمل الذين كان تنظيم داعش الإرهابي يستقطب النسبة الغالبة منهم باتوا مقتنعين بأنه مجرد منظمة إجرامية لا تمت للدين بصلة.

المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية

أكد فوندي أن الاتحاد الأوروبي يعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967 غير شرعية، مبيناً أن دول الاتحاد وسمت منتوجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بملصقات تدل على المنشأ وتميزها عن تلك الآتية من إسرائيل، وترك الحرية للناس في الاتحاد الأوروبي لابتياعها من عدمه.

واستبعد سفير الاتحاد الأوروبي لدى الدولة تصويت البريطانيين على الانسحاب من دول الاتحاد مبيناً أن البريطانيين يدركون أن بقاءهم هو الأفضل لهم، وقال في حال جاء التصويت لصالح الانسحاب، فلن يعني هذا نهاية الاتحاد الأوروبي، وإن كان لمثل هذا الخيار بعض التأثيرات، أكد فوندي أن رفع العقوبات عن إيران لن يؤثر على الميزان التجاري بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، واصفاً العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإيران بالرهان.الاتحاد