محمد بن راشد أمام جناح الوطن

أ.د. محمّد عبد الرّحيم سلطان العلماء

للوطن منزلة عالية في القلوب الشريفة، وحُبّ الوطن عاطفة كبرى تموج بها الصدور الصادقة، وسعيدة هي الأوطان التي تقوم على الحُبّ، وتبدع مسيرتها من خلال أعمق مشاعر الولاء والحُبّ، وإنّ وطني الإمارات العربية المتحدة قد أخذ بأوفر الحظوظ من عاطفة الحُبّ الصادقة منذ نشأته الميمونة وحتى يوم الناس هذا، لم يعرف مؤسّسوه الكبار إلا حُبّ الوطن سلوكاً ومذهباً، ولم يبخلوا عليه بكل نفيس من الجهد والوقت والمال والدم إذا لزم الأمر حتى غدا حُبّ الوطن لدى إنسان هذه البلاد هو العاطفة الكبرى التي تسكن في الأفئدة.

وتنير الجوانح أينما حلّت بنا الأزمان والأمكنة، فأصبحت هذه البلاد السعيدة الطالع مرموقة بعين الاحترام، مغبوطة على ما تنعم به من الأمن والأمان والحياة الهانئة السعيدة بحمد الله وفضله.

وتعبيراً عن هذه العاطفة الراسخة في قلوب أبناء الإمارات، قادة وشعباً، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تغريدة مفعمة بعاطفة الحب لهذا الوطن الكبير أشار فيها إلى زيارته لمعرض إكسبو 2025 في أوساكا باليابان، الذي أقيم تحت شعار «ابتكار المستقبل لتحسين حياة المجتمعات» ويستمر حتى 13 أكتوبر من هذا العام، وقد عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن سعادته بهذه الزيارة، وعن سعادته البالغة بما شاهده من معالم الإبداع في جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في ذلك المعرض العالمي الكبير.

«سُعدت اليوم بزيارة معرض إكسبو 2025 أوساكا في اليابان، وسُعدت أكثر بزيارة جناح الإمارات في المعرض» بهذه اللغة المفعمة بالحياة والتفاؤل والأمل يُعبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن مشاعره الصادقة العميقة بزيارة هذا المعرض الدولي الذي أقيم هذه السنة في مدينة أوساكا في اليابان، وهو معرض عالمي الطابع تجتمع فيه خيرة العقول الإنسانية الذكية في جميع مناحي الإبداع.

وتتعرّف فيه الشعوب إلى مسارات التقدّم في جميع نواحي الحياة، وقد سبق لمدينة دبي أن احتضنت هذا المعرض العالمي الكبير في إكسبو دبي 2020م.

وحققت نجاحاً منقطع النظير بسبب ما توفر له من التنظيم والقدرة على استيعاب جميع النشاطات الإنسانية التي تتجلى في أبهى صورة في هذا المعرض الفريد، ثم ازدادت سعادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بزيارته لجناح دولة الإمارات باعتباره تمثيلاً صادقاً لهذا الوطن الجميل بين جميع الشعوب والثقافات وتعبيراً عن الحضور القويّ لهذا الشعب بثقافته وأصالته، وقدرته البديعة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة على نحو يشهد بالمنزلة الحضارية الرفيعة التي تحتلها دولة الإمارات بين الأمم والثقافات.

«أعجبني تصميم جناحنا الوطني المستلهَم من النخلة، والذي يقوم على تصوّر جديد للعريش، وهي البيوت القديمة المبنية من سعف النخيل وجذوعه» وبذكاء الشاعر الفنّان يلتقط صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اللحظة الجمالية في معرض دولة الإمارات العربية المتحدة الذي ظفر بإعجاب سموه نظراً لجمعه الرائع بين الجذر العميق للثقافة الوطنية حين اختار النخلة مصدراً للإلهام .

واختار نموذج العريش القديم كملمح من ملامح الأصالة الحضارية الّتي يستلهم منها القائمون على المعرض روح الوطن وجوهر شخصيّته الوطنية، وتمزج على نحو متميز بين عراقة التراث والتطلّع نحو المستقبل.

وقد كان الجناح باهراً بكلّ ما اشتمل عليه من ملامح الإبداع والقدرة على تجسيد الجمال في هذه الفكرة الخلاقة، فالإمارات بلد يعي قيمة التواصل بين الأزمنة، وهو دائم الحرص على المزج الرائع بين ماضيه العريق وحاضره المبدع الذي يطمح دائماً إلى مستقبل مفعم بالتفوق والذكاء.

«ولكن محتوى «العريش» يتحدّث عن مشاريعنا في الفضاء، ومبادراتنا المستقبلية في قطاع الصحة، وتقدّمنا في مشاريع الاستدامة، جناحنا يمثّل تمسكنا بأصالة الماضي، وشغفنا بالمستقبل»..

في هذه الكلمات الرائعة يلقي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضوءاً كاشفاً على المحتوى الحضاريّ العميق لمحتوى الجناح الإماراتي، وأنّه ليس مجرّد زهو بعراقة الماضي، بل هو عمل إبداعيّ يختزن في طياته كل الرؤى العميقة التي تسير عليها الإمارات في سعيها الحثيث نحو الحداثة والتقدم.

فمحتوى العريش في اليابان بحسب عبارة سموه يتحدث عن المشاريع الفضائية الكبرى التي تعمل فيها دولة الإمارات مع الدول الكبرى التي حجزت لها مكاناً دائماً في النادي الفضائي، وروّاد فضائها يسهمون بفعالية في أبحاث الفضاء العالمية، كما تشير فكرة العريش إلى مبادرات الدولة في القطاع الصحّي الذي قطعت فيه أشواطاً طويلة جعلتها في مقدمة الدول المتميّزة في المجال الصحي.

وكذا القول في مجال مشاريع الاستدامة التي حققت فيها دولة الإمارات مجموعة من المؤشرات الحضارية جعلت منها دولة في الصف الأوّل بين الدول المتقدمة، بحيث يمكن القول وبحسب عبارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إنّ جناح الإمارات يُمثّل وعلى نحو فريد العلاقة الرائعة بين أصالة الماضي وروح الشّغف بالمستقبل من خلال هذا النسيج المتماسك بين معطيات الماضي والحاضر.

«كل الشكر للقائمين عليه، وأخصّ منهم الشيخة مريم بنت محمد بن زايد التي أشرفت على تصميمه وتطويره، وأبدعت كعادتها في تقديمه للعالم»، وبهذه الكلمات الطيبة يختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذه التغريدة الثمينة بتقديم الشكر لكل القائمين على إنجاز هذا الجناح الكبير الذي يمثل دولة الإمارات خير تمثيل، ثم خصّ بالشكر الشيخة مريم بنت محمد بن زايد بسبب ما بذلته من جهود مشكورة كانت كفيلة بمنح هذا المعرض هذا الألق المتوهج بين غيره من الأجنحة التي تحكي عبقرية الإنسان وذوقه الفني الرفيع.



شريط الأخبار