عماد الدين أديب
مدرستان في الثقافة السياسية، التي تسيطر على نخبة وعامة الناس في الشرق الأوسط.
المدرسة الأولى هي مدرسة ثقافة الموت، والتي تتبنى استخدام الفقه الإسلامي في تفسير المقصد الشرعي في مسألة «الجهاد».
«الجهاد» في اللغة العربية هو بذل الجهد، ويقصد بالطبع أن يكون هذا الجهد فيما هو خير وطيب، ونافع للبشر.
ونبهنا سيد الخلق، عليه أفضل الصلاة والسلام، في حديثه الصحيح أن «الجهاد الأعظم هو جهاد النفس» واعتبر أن قتال العدو هو الجهاد الأصغر، ومسالك وصنوف الجهاد ليست قاصرة على القتال فقط، لكن القتال هو أحدها، وهو واجب إذا توفرت الشروط الشرعية له، وأهمها فشل الحوار السلمي مع الخصوم أو حينما يصبح رد العدوان واجباً، وبالطبع فإن إعلان الحرب والدفع بالقتال يجب أن يأتي من ولي أمر الناس «حاكم، خليفة، أمير، رئيس، ملك»، المهم أن يكون بأمر الحاكم الشرعي للبلاد، الذي يعبر عن إرادة ومصالح الأمة.
المدرسة الثانية وهي الثقافة الطبيعية، التي خلقنا الله من أجلها وهي ثقافة الحياة.
وثقافة الحياة هي إعمار الأرض كما أمرنا الله بالخير والتعاون والتسامح والعدل والمساواة.
ثقافة الحياة هي البناء وليس الهدم، والسلام وليس التطاحن، والعدل وليس الظلم، والعطاء وليس الأنانية، والحب وليس الكراهية والتسامح وليس التعصب.
في النهاية علمنا التاريخ، وهو خير معلم، أن الغريزة البشرية تتجه في النهاية إلى ثقافة الحياة، التي سوف تنتصر بإذن الله.