افتتاحيات صحف الامارات

الامارات 7 - - تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها البرنامج الاغاثي الذي بدأته الامارات والمخصص لليبيا اضافة الى تطورات على الساحة الليبية تعامل الغرب مع القضايا العربية.

وتحت عنوان " مدرسة العطاء " قالت صحيفة البيان ان دولة الامارات باتت نموذجا عالميا في الإغاثة ومد يد العون للمتأثرين من الأزمات حيث بدأت برنامجا إغاثيا مخصصا لليبيا استجابة لمتطلبات الوضع الإنساني هناك.

واضافت ان هذا ليس بجديد على الدولة التي تبذل بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله جهودا حثيثة للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي تشهدها الكثير من دول العالم.

واكدت ان الامارات انطلاقا من إيمانها الراسخ والقوي بأهمية التراحم والتآزر حرصت على مواصلة نهج المغفور له الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي جعل الجانب الإنساني بعدا أصيلا في السياسة الخارجية وزاوية مهمة تنظر من خلالها إلى العالم وتفاعلاته.. ومن هنا فإن هذا البرنامج هو استمرار لحملة مساعدات إنسانية للشعب الليبي والنازحين بدأتها الإمارات في العام 2012 في تقليد راسخ من العطاء وإغاثة الشقيق والصديق والإنسان في كل مكان.

وقالت البيان انه على الليبيين مبادلة هذا الكرم الإنساني للإمارات بالعمل على تحقيق المصالحة الحقيقية في هذا البلد بما يضمن إعادة الاستقرار فالدولة تنادي في أكثر من مناسبة بالحوار بين أطراف الأزمة الليبية على اعتبار أنه الخيار الوحيد لتجنب الخراب لذلك فمهما تكن العقبات التي تقف في طريق هذا الحوار فلا مناص من الاستمرار فيه دون كلل. لتحقيق حد أدنى من التوافق يسمح ببناء دولة قوية متماسكة تخلق فضاء من الوحدة الوطنية التي يمكن أن تزدهر البلاد في إطارها.

من جهتها وتحت عنوان " الوجه الحقيقي " قالت الخليج ان الغرب يعمل مع العرب بوجهين وجه مزيف يرتدي قناع حقوق الإنسان والديمقراطية والسعي نحو إحلال السلام ووجه آخر يشن الحروب حين تقتضي مصالحه ويدعم الظلم ويساعد الاحتلال.. فعلى مدى عقود عملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على فرض نفسها كراع للسلام في منطقتنا.. وهي في نفس الوقت تبعد المحاسبة عن الكيان الصهيوني لكل انتهاك لحقوق الإنسان في فلسطين وتفتح خزائنها المالية وترسانتها العسكرية لدعمه في شن حروبه ولمواصلة احتلاله للأرض العربية.

واضافت انه قبل أيام فوجئ العالم بإعلان سياسية فرنسية من حزب الوسط الفرنسي بأنها تلقت تهديدات بالموت لأنها عبرت عن دهشتها لوجود قانون فرنسي يسمح بتخفيض قيمة الضريبة المترتبة على الفرنسيين الذي يتبرعون للجيش الإسرائيلي.. هذه التبرعات تذهب مباشرة من حصة الضريبة الفرنسية إلى جيش يمارس الإعدامات اليومية في شوارع فلسطين ويهاجم القرى والبلدات الفلسطينية ويحمي المستوطنين في كل أنشطتهم بما فيها قتل الفلسطينيين أو تخريب ممتلكاتهم.. وجزء من الضريبة التي كان ينبغي أن تذهب إلى الخزينة الفرنسية حتى تقوم ببعض واجباتها تجاه الفرنسيين المهمشين في ضواحي مدنها الرئيسية تذهب بدلا من ذلك إلى آلة الحرب والاحتلال الإسرائيلية.

واكدت الخليج ان هذه الحقائق غائبة عن العالم لأن الإعلام الغربي يخفيها كما يخفي غيرها حماية للكيان الصهيوني وتغطية على النفاق الغربي.. وفي نفس الوقت تعلن فرنسا مبادرة لإحلال السلام في المنطقة.. كيف يستقيم هذا مع ذاك؟ لا يستقيم مثل هذا الأمر في عرف أحد سوى في التقليد السياسي الغربي.. ومع ذلك فهو ينضح نفاقا.. فهذه البلدان حينما تريد لوي ذراع أحد من أجل ما تدعيه تطبيقا للقانون الدولي تفرض عليه كل أنواع العقوبات حتى تجعله كما تقوله يدرك أن لا خيار أمامه سوى الانصياع لهذا القانون..

أما إسرائيل فهي في منجاة من ذلك.. بل العكس دائما يحصل.. فالبلدان الغربية تزيد دعمها للكيان حينما تزعم أنها تريد منه أن يتوقف عن انتهاكاته للقانون الدولي وتزيد من مساعدتها له حينما تعلن أنها ترغب في أن ترعى المفاوضات بينه وبين الفلسطينيين.

وقالت ان هذه عادة سيئة لكن الإدمان عليها سببه أن الفلسطينيين يقبلون بها دون أن يعلنوا حتى احتجاجا على ذلك ودون أن يكشفوا للعالم كيف أن الذي يزعم أنه يريد أن يعيد لهم حقوقهم يعطي في نفس الوقت كل الدعم للسياسات التي تسلبهم حقوقهم والتي تنتهك كل قرارات المجتمع الدولي وقوانينه وأعرافه. والحقيقة المرة أن هذه المبادرات تعطي وقتا للكيان لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم.

وقالت صحيفة الوطن تحت عنوان " تعافي ليبيا " ان ليبيا لم تنتفض ضد حكم العقيد البائد وتقدم التضحيات وتستعين بالأشقاء والأصدقاء للخلاص من حقبة القذافي ليأتي من يحاول الاستئثار بالقرار الليبي والانقلاب على توجه الشعب الليبي كحال المليشيات التي دفعت ليبيا إلى شفير الهاوية وهددت بتحويله إلى قاعدة أخطار تهدد المنطقة والعالم خاصة مع تسرب التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" وسيطرته على مناطق فيها.

واضافت انه مع تزايد المخاطر خاصة خلال الفترة الأخيرة وتحول أزمة ليبيا إلى قضية دولية بامتياز لما يترتب على استمرار أزمتها وغياب سلطة الدولة الجامعة واستمرار الانفلات الأمني وعمل المليشيات على فرض سطوتها بقوة السلاح غير الشرعي ووجود ما يزيد عن 700 ألف مهاجر إفريقي فيها يعملون للتوجه إلى القارة الأوروبية عبر البحر المتوسط تعالت الأصوات المحذرة من استمرار الدوامة والضياع وكانت ليبيا بين خيارين..

إما أن يتم دعم الحكومة الشرعية والتي أتت بعد جولات مفاوضات طويلة برعاية الأمم المتحدة لتكون صاحبة القرار خاصة بتشكيل المجلس الرئاسي الليبي وبين التدخل الخارجي لمحاربة الإرهاب والمليشيات وفرض الشرعية وذلك رغم مخاوف دول الجوار من تداعيات أي تدخل بهذه الطريقة وما يمكن أن يترتب عليه من موجات نزوح وتسلل إرهابيين وغيره كما أن ليبيا باتت تشكل خطرا على دول الجوار بعد أن تزايد تسلل الإرهابيين منها لتنفيذ عمليات في الخارج وحادثة بن كردان بتونس شاهد على ما يمكن أن يسببه الانفلات الأمني وسيطرة المليشيات والجماعات الإرهابية على مناطق في ليبيا.

واكدت ان عودة رئيس حكومة التوافق فاير السراج رئيس مجلس حكومة الوفاق الليبية أتت لتضع حدا لتهديد المليشيات التي تسيطر على العاصمة وتهديدها ووعيدها بعد أن كانت ترفض عودة السراج وتغلق مطار طرابلس تارة وتستنفر مسلحيها تارة وتهدد في أحيان كثيرة لأن التوافق الليبي والإرادة الدولية الداعمة للشرعية أقوى من رفض مليشيات تسيطر على مدينة وترتهن أهلها.

وقالت ان المجلس سيعمل بعد عودته إلى طرابلس على توحيد مؤسسات الدولة الليبية وتنفيذ التدابير العاجلة للتخفيف من معاناة الليبيين الأمنية والاقتصادية والإسراع في إنجاز ملف المصالحة الوطنية بهدف طي صفحة الماضي.

وشددت ان على المليشيات أن تعي جيدا أن انحرافها وجموحها لن يستمر فبسط الشرعية قادم والإرادة الليبية فوق المطامع والأولويات التي تواجه البلد لا تحتمل التأخير ومواجهة الإرهاب وضبط الحدود وبسط الشرعية فوق جميع المناطق الليبية في سباق مع الزمن لأن أي تأخير يجمل المزيد من الأحداث والمآسي التي لا تصب في صالح ليبيا ولا مستقبلها ومن يحاول التعطيل سيدفع ثمن مكابرته تجاه استعادة أمن وسلامة ليبيا التي تعتبر هدفا شرعيا ودوليا جامعا.وام