«الأرصاد» لـ «الاتحاد»: نحذر من تقلبات جوية سريعة ومتلاحقة

الامارات 7 - -حذر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل من تقلبات جوية تشهدها الدولة بنهاية فصل الشتاء ودخول فصل الربيع قبل دخول فصل الصيف.

وذكر يوسف ناصر الكلباني رئيس قسم التنبؤات العامة بالمركز، أن التقلبات الجوية المحتملة حالياً ستكون سريعة ومتلاحقة، وقد تنتقل من حالة الاستقرار الشديد إلى عدم الاستقرار.

وأكد في مقابلة أجراها معه موقع «الاتحاد» أن حالة عدم الاستقرار في نهاية فصل الشتاء تتكرر في هذا الوقت من كل عام ولكن بدرجات متفاوتة، قد تكون عنيفة ومؤثرة، وقد تمر من دون أية تداعيات سلبية.


وأوضح أن التقلبات الجوية الأخيرة التي تعرضت لها الدولة يوم 9 مارس لم تكن الأقوى في تاريخ البلاد بالنسبة لعنصر الرياح. فقد بلغت أقصى هبة رياح فيها 132 كيلومتراً، مشيرا إلى أنه سبق أن تعرضت الإمارات في الشهر نفسه لكن في عام 2002 إلى اضطرابات جوية أعنف من حيث سرعة الرياح وكميات المطر، وبلغت فيها أقصى هبة رياح 183 كيلومتراً في الساعة، وضربت حينها منطقة مطار أبوظبي.
وتابع: لكن المختلف هذه المرة هو تطور الآلة الإعلامية ووسائل الاتصال الحديثة التي ساهمت في تناقل وتبادل اللقطات والمشاهد المرتبطة بالحالة الجوية والتي تم تداولها بشكل كبير».

وأشار إلى أن المركز الوطني للأرصاد والزلازل كان يتابع الحالة الجوية قبل تطورها بخمس أيام من يوم 4 مارس، وأصدر ذلك من خلال النشرات الجوية اليومية ثم أصدر أكثر من تحذير على مدار تلك الأيام لتلك الحالة عبر جميع الوسائل، وتصاعد التحذير باشتداد حالة عدم الاستقرار التي كانت تنذر بشيء أكبر قد يطرأ على الدولة، لافتاً إلى أن قيادات المركز اجتمعت على الفور مع نظرائهم من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لبحث الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة وهو ما تكلل بقرار حكيم جداً تمثل في تعطيل الدراسة لمدة يومين حماية للطلبة من تداعيات التقلبات الجوية.

من جهته، أشار الدكتور أحمد حبيب خبير الأرصاد بالمركز الوطني للأرصاد والزلازل، في تصريحات خاصة لموقع «الاتحاد»، إلى أن ما شهدته الدولة كان حالة قوية وعنيفة من عدم الاستقرار وكان السبب فيها وجود منخفض جوي في الطبقة السطحية ممتد من جنوب غرب الدولة مروراً ببحر العرب حمل معه كميات كبيرة من بخار الماء في الطبقة السطحية، تزامن معه منخفض آخر في طبقات الجو العليا على الدولة وازداد تعمق هذا المنخفض يوم 9 مارس مما تسبب في تطور الحالة لتكون عنيفة، وأدى إلى حدوث تلك الحالة الجوية التي شهدتها مختلف أرجاء الدولة.

وذكر أن تزامن المنخفضين أدى إلى تكون وتكاثر السحب التي تطورت إلى سحب ركامية صاحبها سقوط الأمطار بكمية هائلة والبرد ومصحوبة أيضاً بالبرق والرعد، والرياح القوية لان هذا النوع من السحب يصاحبه تيارات هوائية صاعدة وهابطة بشكل قوي.


وأضاف حبيب أن المركز كان يعمل بكل طاقاته ويتابع الحالة وحذر منها وتابع مجرياتها حتى مرت يوم 10 مارس، مشيرًا إلى أنه تم إصدار أربعة بيانات جوية قبل بدء الحالة وحتى نهايتها خلافًا للنشرات الجوية اليومية التي توزع وتنشر على جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وأكد أن المركز لديه من القدرات والإمكانيات ما يتيح له توقع الحالة الجوية لمدة أكثر من 3 أيام، ولكن حرصاً من المركز على دقة المعلومات والصدقية في التنبؤات الجوية يكتفي بنشر تنبؤ لمدة ثلاثة أو أربعة أيام لأنه كلما زادت فترة التنبؤ تقل دقة التنبؤ بشكل تدريجي خاصة في الفصول الانتقالية ذات التغير السريع في الغلاف الجوي.

وذكر أنه كلما اقتربت التوقعات من الحالة الجوية التي يجري رصدها فإنها تساعد على زيادة دقة التنبؤات وأن تصبح الرؤية أكثر وضوحاً، وبناءً عليه يتم تحديد الحالة الجوية.

الاتحاد