الامارات 7 - -افتتحت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث امس بمنتجع سانت ريجيس في جزيرة السعديات بأبوظبي فعاليات الدورة الخامسة من مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات 2016 الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني تحت شعار "أساليب مبتكرة لوطن آمن" بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين المحليين والاقليميين والعالميين في مجال إدارة الطوارئ والكوارث والأزمات ويستمر ليومين.
حضر افتتاح المؤتمر معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع ومعالي سيف سلطان العرياني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس هيئة الصحة ومعالي اللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي وسعادة الفريق سيف عبد الله الشعفار وكيل وزارة الداخلية وسعادة الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لادارة الطوارئ والأزمات والكوارث وسعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث وسعادة جاسم حمد الزعابي مدير عام الهيئة الوطنية لأمن المنافذ والحدود وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة وكبار المسؤولين والمدعوين.
وقال سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني في كلمة وجهها إلى المؤتمر إن إدارة الأزمات والكوارث شكلت في عالمنا المعاصر هاجسا وخوفا يؤرق الكثير من دول العالم تارة بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي والإدارة الجيدة وتارة أخرى بسبب عدم التنبؤ بها واستشرافها خاصة وأن البعض يرى أننا نعيش فترة أزمات صعبة متعددة المستويات ومتشعبة المحاور سواء أكانت حروبا واضطرابات داخلية أو هجمات إرهابية أو حتى كوارث طبيعية مدمرة مما يحتم علينا التدارس والنقاش والتفكير لمواجهتها ومكافحتها والتصدي لها ولتوابعها بطرق علمية سليمة تقوم على البحث العلمي الممنهج الدقيق النتائج.
وأضاف إنه ليس من قبيل المصادفة المحضة ولا هو بالغريب أن يأتي هذا المؤتمر بشعار "أساليب مبتكرة لوطن آمن" فقد حمل المؤتمر شعارا استثنائيا ومتميزا يعبر عن استراتيجية هامة تحمل معان كبيرة وتحقق الأمن والقوة وتستلزم أساليب مبتكرة في التعامل مع الكوارث والأزمات بشتى أنواعها مما يتطلب منا تضافر الجهود كافة سواء من الحكومات أو المجتمعات أو الهيئات أو المؤسسات أوالأفراد للتصدي لها والتعامل معها بالعلم والابتكار والمعرفة والقوة.
وشدد سموه فى ختام كلمته على أن ما يواجه عالمنا العربي اليوم من تحديات وأخطار جمة وتطورات متسارعة ومؤثرة على الأمن الوطني سواء بالفكر المتطرف للجماعات الإرهابية الذي يستهدف الروابط بين الدول والشعوب ويعمل على تفكيك النسيج المجتمعي لها والتفرقة بين مواطنيها أو بالأعمال الإرهابية والتخريبية التي تستهدف البشر والشجر والحجر والتاريخ والإنسانية يتطلب منا تخطيطا استراتيجيا سليما وخطابا إعلاميا قويا ومؤثرا ووعيا وإدراكا ومشاركة شعبية واسعة حتى نتمكن من مواجهته والتصدي له والحد من أثاره والقضاء عليه بشكل تام لتتمكن مجتمعاتنا من العيش بأمان واستقرار ولتستعيد الشعوب قاطبة دورها الحضاري والتاريخي والإنساني.
من جانبها قالت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إنه لمواجهة الكوارث والأزمات علينا أن نعمل على تهيئة كل الفرص للمشاركة المجتمعية الفعالة لتساهم فيها كل شرائح المجتمع بأطيافها المتنوعة من مؤسسات وهيئات وجماعات وأفراد فالمشاركة الفعالة لأفراد المجتمع ومؤسساته في مواجهة الأزمات والكوارث وآثارها أضحت تشكل ركيزة أساسية من ركائز التصدي المخطط المدروس الذي تنتهجه الدول والجهات المعنية بالطوارئ والكوارث والأزمات.
وأضافت القبيسي فى كلمة خلال الافتتاح الرسمي ألقاها بالنيابة عن معاليها سعادة سالم عبيد الحصان الشامسي عضو المجلس الوطني الاتحادي إنه بفضل من الله وبحكمة ورؤية مستقبلية من قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو حكام الامارات تحولت الرؤى إلى قرارات استراتيجية فاعلة ومشروعات طموحة وبرامج متميزة مبتكرة.
وأكدت أن قيادتنا الرشيدة وفرت البيئة التشريعية التي شملت قوانين واضحة وصارمة تحفظ حقوق الأفراد والمؤسسات وتؤدي بنهاية المطاف إلى سيادة القانون في دولة مؤسسات تحترم الفرد وتصون حقوقه مشيرة إلى أن المجلس الوطني الاتحادي وباعتباره همزة الوصل بين القيادة والحكومة والمجتمع تتجسد فيه مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار و يضع دائما الاهتمام بمواجهة الأزمات والكوارث من منظور تحقيق الأمن الشامل على رأس أولوياته عبر ممارسته لاختصاصاته التشريعية والرقابية لتحديث وتطوير مشروعات القوانين ذات الصلة ومناقشة مختلف القضايا التي لها علاقة مباشرة بأمن وشؤون الوطن والمواطنين حفاظا على المكتسبات والمنجزات الوطنية التي تحققت محليا واقليميا وعالميا.
وشددت معاليها في ختام كلمتها على أن انعقاد هذا المؤتمر المتخصص بمحاوره المطروحة التي تسلط الضوء على العديد من الجوانب المهمة في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وبمشاركة هذه النخبة المتميزة يمثل فرصة ذهبية للاطلاع على تجارب الدول المختلفة وتبادل الرؤى لإيجاد السبل التي تكفل تعزيز مجالات التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية كافة.
وأوضح معالي الدكتور عبد الرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع أن الأمن الصحي يشكل جزءا لايتجزأ من منظومة الأمن الشامل وقد أولت قيادتنا الرشيدة القطاع الصحي أهمية كبيرة ووضعت استراتيجيات صحية وطنية قادرة على تقييم التحديات الصحية المختلفة بصورة علمية دقيقة تستوعب التقنيات والمعارف الحديثة .. وقال إن من بين هذه الاستراتيجيات تطوير برامج وطنية شاملة لمكافحة الأمراض المعدية والتخلص منها وفق توجهات منظمة الصحة العالمية .. كما ارتأت القيادة الرشيدة أن يتم وضع القطاع الصحي ضمن القطاعات الوطنية الرئيسية التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية للابتكار والتي ترتكز على تشجيع الابتكار في مجالات تقديم خدمات صحية وعلاجية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة وتشجيع تطوير الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية إضافة إلى العمل مع الشركاء الاستراتيجيين على تنمية قطاع الأبحاث الطبية لعلاج الأمراض السائدة.
ونوه معاليه في كلمته الرئيسية فى افتتاح المؤتمر إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة انتهجت نهجا تعاونيا مع المجتمع الدولي ومنظماته الصحية بصورة دائمة ومتميزة وانطلاقا من هذا النهج دأبت وزارة الصحة على المشاركة في جميع اللقاءات العلمية والفعاليات الصحية مشيرا الى ان تأهل الدولة وإشهار خلوها من عوز اليود عام 2013 يجسد هذا التعاون البناء مع المجتمع الدولي ومنظماته الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ومنظومة الأمم المتحدة والمجلس الدولي لمكافحة عوز اليود .
وقال إن الدولة وضعت استراتيجية متطورة لمواجهة الأمراض غير المعدية كداء السكري وأمراض القلب وأطلقت برنامج استئصال مرض شلل الأطفال وأشهرت خلوها منه ومن مرض الملاريا مؤكدا أن الصحة حق أساسي للانسان.
وأعرب معالي الدكتور عبد الرحمن العويس في ختام كلمته عن تطلعه لأن يساهم المؤتمر في مزيد من الدعم والتعاون بين المؤسسات المعنية من حكومية وشبه حكومية والمؤسسات الصحية وغيرها لافتا الى ضرورة التعاون بين الدول خاصة وأن أنواعا من الأمراض المعدية لا يمكن مكافحتها من كل دولة بمفردها حيث بات الأمن الصحي الدولي من أول الاهتمامات السياسية ولابد من وضع نظام ومعايير صحية دولية هدفها حماية الإنسان وتقوية قدراته لدرء الأخطار وتجنب ما يمكن من الأمراض وتخفيف الوفيات غير المحتمة ولابد من تنامي الإرادة السياسية.
و قال سعادة الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في كلمته الترحيبية إن هذا المؤتمر يسعى إلى مناقشة محاور قيمة بالغة الأهمية تعبر عن نبض المرحلة الحساسة التي نمر بها مشيرا الى أن المتغيرات العالمية الخطيرة والمؤثرة استوجبت علينا أن نضعها في أجندة المؤتمر للوقوف على أسبابها وتداعياتها وحلولها لدراساتها وتحليلها .
وأضاف إن سعي الهيئة لتنظيم هذا المؤتمر يشكل ترجمة حقيقية للتوجيهات السديدة والرؤى المستقبلية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وفي إطار التوجيهات والدعم والمتابعة المستمرة لسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني.
وذكر سعادة الدكتور جمال محمد الحوسني أن مسيرة مؤتمر الطوارئ والأزمات بدأت في عام 2008 بخطوة واثقة ومدروسة أعلنت انطلاق مؤتمر اعتبر حينها أول مبادرة من نوعها على مستوى المنطقة والشرق الأوسط لتشكل منارة تضيء الطريق نحو هدف تسعى الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث إلى تحقيقه والوصول إليه يتجلى محليا في زيادة وتيرة التخطيط والاستعداد والجاهزية والوعي وتحسين أداء وفعالية جهود وقدرات الاستجابة للطوارئ بدولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة وعالميا في تبادل الخبرات المتعلقة بالطوارئ والأزمات.
ونوه إلى سعي الهيئة لأن يساهم مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات في مد جسور التواصل تسهيلا لنقل وتبادل الخبرات والمعارف والأفكار بين مؤسسات صنع القرار لا سيما تلك المنوط بها إدارة الأزمات على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية وتفعيل التعاون بين المنظمات والمؤسسات كافة للمساهمة في الحد من مخاطر الكوارث والأزمات فلا شك أن التحديات كبيرة لكن تعزيز البنية المعرفية لإدارة الأزمات أضحى ضرورة ملحة لا يمكن التأني أو التروي بالاستجابة لها في ظل مايهددنا ويواجهنا من مخاطر حتى نكفل المحافظة على الأرواح والممتلكات والمكتسبات.
وتوجه سعادة الدكتور جمال محمد الحوسني بالشكر لشركاء الهيئة في تنظيم هذا المؤتمر البالغ الأهمية والرعاة على دعمهم المتميز والمتواجدين على تلبيتهم الدعوة للحضور والمشاركة في فعاليات المؤتمر متمنيا أن يتمكن الجميع من النجاح والخروج بتوصيات هامة من شأنها أن تلبي الطموحات والتطلعات.
من جانبه دعا الدكتور كامبل ماكافرتي مدير الأمانة العامة للطوارئ المدنية بالمملكة المتحدة في كلمة له الى التركيز على الجاهزية الكاملة للاستجابة للطوارئ والأزمات ورصد وتوفير المبالغ المالية الاحتياطية للأمن الوطني.
وخلال جلسة العمل الاولى فى المؤتمر التى ترأسها الدكتور سلطان النعيمي باحث وأكاديمي متخصص تحدث المحافظ هنري هاس مدير الدراسات في أكاديمية الإدارة الوطنية والقائد العام السابق للدفاع المدني الفرنسي عن الأزمات من منظور أمني أشار فيها إلى أن فرنسا وضعت استراتيجية خاصة تمكنها من التعرف على المخاطر التي تواجهها وخطط الاستجابة المناسبة لها.
وتناول الدكتور مقصود كروز رئيس مركز هداية في دولة الإماررات العربية المتحدة وقاية المجتمعات من الفكر الإرهابي قدم فيها لمحة عن مركز "هداية" الذي جاءت فكرة تأسيسه ليكون أول منظمة دولية مستقلة تعمل جنبا إلى جنب مع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وشركاء آخرين على الصعيد الدولي لمكافحة التطرف العنيف عرض بعدها آلية فهم التطرف العنيف وأنواع الأيديولوجيات ومنها الدينية والمشكلات الفردية والسياسية وشرح بالتفصيل الأبعاد المتعددة لظاهرة التطرف العنيف وهي العوامل الإيديولوجية والسياسية والاتصالية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والإثنية والنفسية.
وتحدث الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث من المملكة العربية السعودية وأكد أن أمن الخليج لا يتجزأ و أشار إلى أن الجزيرة العربية من جنوب العراق وحتى جنوب اليمن تشكل كيانا جيوبولوتيكيا موحدا يمثل وحدة جغرافية متصلة لا تحتوي على عوائق طبيعة ووحدة سكانية وعرقية موحدة وتاريخية متجانسة وتخضع هذه المنطقة الجغرافية لضغوط التهديدات الخارجية التي مصدرها التطورات في المناطق المحيطة بها من جوارها الجغرافي.
ولفت الى أن منظومة مجلس التعاون الخليجي التي تأسست عام 1981 جاءت استجابة لحاجات وضرورات أمنية بحتة ودول المجلس تمكنت من الصمود أمام الضغوط السابقة التي أحيطت بها وخرجت من الحروب الأربع التي دارت في نطاقها بالحد الأدنى من الأضرار وهذا يعود لعامل أساسي هو الإيمان بمبدأ التعاون والتكامل الأمني.
و ترأس الجلسة الثانية التي ناقشت الأساليب الحديثة في إدارة الكوارث والأزمات الدكتور سيف جمعة الظاهري مدير إدارة السلامة والوقاية في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وتحدث فيها الدكتور روبرت ماكفرلين مدير مساعد بإدارة التدريب ومعايير الجاهزية في الأمانة العامة للطوارئ المدنية بمكتب رئيس الوزراء بالمملكة المتحدة عن الأساليب المبتكرة في التصدي للكوارث.
و عرض أليكس ستيفن المدير العام لقطاعات الحكومة والسلامة العامة والأمن في شركة تلسترا من أستراليا التجربة الأسترالية في إنشاء نظام وطني لتوعية وإنذار الجمهور .. فيما تناولت لونا أبوصويرح مديرة المكتب الاقليمي في الدول العربية بمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في القاهرة أولويات الإطار العام لسنداي.
ومن المنتظر أن يشهد اليوم الثاني كلمة رئيسية لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي يلقيها بالنيابة عن سموه سعادة فارس محمد المزروعي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية .
و سيتم أيضا عبر ثلاث جلسات مناقشة المتغيرات العالمية الأسباب والتداعيات والحلول والدور المحوري للإعلام في إدارة الأزمات والكوارث والتحديات والحلول في مرحلة التعافي إضافة إلى ورشتي عمل ستناقشان التخطيط الاستراتيجي في إدارة الطوارئ والأزمات وكيفية بناء الجاهزية.
جدير بالذكر أن مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات الذي تحتضنه أبوظبي يعد واحدا من المؤتمرات المتخصصة الرائدة ويعتبر منذ إطلاقه في دورته الأولى عام 2008 ولا يزال مبادرة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة والشرق الأوسط حيث تناول المؤتمر في دوراته الأربع الأولى "2008 و 2010 و 2012 و 2014" موضوعات ومحاور ذات أهمية قصوى على المستويات المحلية والاقليمية والدولية عززت الوعي والمعارف لدى جميع المشاركين والمتابعين في التعامل الصحيح والفعال أثناء إدارة الطوارئ والأزمات الأمر الذي يؤكد على الدور المحوري والهام الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة كأحد صناع الأمن والاستقرار والسلام.وام
حضر افتتاح المؤتمر معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع ومعالي سيف سلطان العرياني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس هيئة الصحة ومعالي اللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي وسعادة الفريق سيف عبد الله الشعفار وكيل وزارة الداخلية وسعادة الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لادارة الطوارئ والأزمات والكوارث وسعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث وسعادة جاسم حمد الزعابي مدير عام الهيئة الوطنية لأمن المنافذ والحدود وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة وكبار المسؤولين والمدعوين.
وقال سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني في كلمة وجهها إلى المؤتمر إن إدارة الأزمات والكوارث شكلت في عالمنا المعاصر هاجسا وخوفا يؤرق الكثير من دول العالم تارة بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي والإدارة الجيدة وتارة أخرى بسبب عدم التنبؤ بها واستشرافها خاصة وأن البعض يرى أننا نعيش فترة أزمات صعبة متعددة المستويات ومتشعبة المحاور سواء أكانت حروبا واضطرابات داخلية أو هجمات إرهابية أو حتى كوارث طبيعية مدمرة مما يحتم علينا التدارس والنقاش والتفكير لمواجهتها ومكافحتها والتصدي لها ولتوابعها بطرق علمية سليمة تقوم على البحث العلمي الممنهج الدقيق النتائج.
وأضاف إنه ليس من قبيل المصادفة المحضة ولا هو بالغريب أن يأتي هذا المؤتمر بشعار "أساليب مبتكرة لوطن آمن" فقد حمل المؤتمر شعارا استثنائيا ومتميزا يعبر عن استراتيجية هامة تحمل معان كبيرة وتحقق الأمن والقوة وتستلزم أساليب مبتكرة في التعامل مع الكوارث والأزمات بشتى أنواعها مما يتطلب منا تضافر الجهود كافة سواء من الحكومات أو المجتمعات أو الهيئات أو المؤسسات أوالأفراد للتصدي لها والتعامل معها بالعلم والابتكار والمعرفة والقوة.
وشدد سموه فى ختام كلمته على أن ما يواجه عالمنا العربي اليوم من تحديات وأخطار جمة وتطورات متسارعة ومؤثرة على الأمن الوطني سواء بالفكر المتطرف للجماعات الإرهابية الذي يستهدف الروابط بين الدول والشعوب ويعمل على تفكيك النسيج المجتمعي لها والتفرقة بين مواطنيها أو بالأعمال الإرهابية والتخريبية التي تستهدف البشر والشجر والحجر والتاريخ والإنسانية يتطلب منا تخطيطا استراتيجيا سليما وخطابا إعلاميا قويا ومؤثرا ووعيا وإدراكا ومشاركة شعبية واسعة حتى نتمكن من مواجهته والتصدي له والحد من أثاره والقضاء عليه بشكل تام لتتمكن مجتمعاتنا من العيش بأمان واستقرار ولتستعيد الشعوب قاطبة دورها الحضاري والتاريخي والإنساني.
من جانبها قالت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إنه لمواجهة الكوارث والأزمات علينا أن نعمل على تهيئة كل الفرص للمشاركة المجتمعية الفعالة لتساهم فيها كل شرائح المجتمع بأطيافها المتنوعة من مؤسسات وهيئات وجماعات وأفراد فالمشاركة الفعالة لأفراد المجتمع ومؤسساته في مواجهة الأزمات والكوارث وآثارها أضحت تشكل ركيزة أساسية من ركائز التصدي المخطط المدروس الذي تنتهجه الدول والجهات المعنية بالطوارئ والكوارث والأزمات.
وأضافت القبيسي فى كلمة خلال الافتتاح الرسمي ألقاها بالنيابة عن معاليها سعادة سالم عبيد الحصان الشامسي عضو المجلس الوطني الاتحادي إنه بفضل من الله وبحكمة ورؤية مستقبلية من قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو حكام الامارات تحولت الرؤى إلى قرارات استراتيجية فاعلة ومشروعات طموحة وبرامج متميزة مبتكرة.
وأكدت أن قيادتنا الرشيدة وفرت البيئة التشريعية التي شملت قوانين واضحة وصارمة تحفظ حقوق الأفراد والمؤسسات وتؤدي بنهاية المطاف إلى سيادة القانون في دولة مؤسسات تحترم الفرد وتصون حقوقه مشيرة إلى أن المجلس الوطني الاتحادي وباعتباره همزة الوصل بين القيادة والحكومة والمجتمع تتجسد فيه مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار و يضع دائما الاهتمام بمواجهة الأزمات والكوارث من منظور تحقيق الأمن الشامل على رأس أولوياته عبر ممارسته لاختصاصاته التشريعية والرقابية لتحديث وتطوير مشروعات القوانين ذات الصلة ومناقشة مختلف القضايا التي لها علاقة مباشرة بأمن وشؤون الوطن والمواطنين حفاظا على المكتسبات والمنجزات الوطنية التي تحققت محليا واقليميا وعالميا.
وشددت معاليها في ختام كلمتها على أن انعقاد هذا المؤتمر المتخصص بمحاوره المطروحة التي تسلط الضوء على العديد من الجوانب المهمة في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وبمشاركة هذه النخبة المتميزة يمثل فرصة ذهبية للاطلاع على تجارب الدول المختلفة وتبادل الرؤى لإيجاد السبل التي تكفل تعزيز مجالات التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية كافة.
وأوضح معالي الدكتور عبد الرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع أن الأمن الصحي يشكل جزءا لايتجزأ من منظومة الأمن الشامل وقد أولت قيادتنا الرشيدة القطاع الصحي أهمية كبيرة ووضعت استراتيجيات صحية وطنية قادرة على تقييم التحديات الصحية المختلفة بصورة علمية دقيقة تستوعب التقنيات والمعارف الحديثة .. وقال إن من بين هذه الاستراتيجيات تطوير برامج وطنية شاملة لمكافحة الأمراض المعدية والتخلص منها وفق توجهات منظمة الصحة العالمية .. كما ارتأت القيادة الرشيدة أن يتم وضع القطاع الصحي ضمن القطاعات الوطنية الرئيسية التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية للابتكار والتي ترتكز على تشجيع الابتكار في مجالات تقديم خدمات صحية وعلاجية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة وتشجيع تطوير الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية إضافة إلى العمل مع الشركاء الاستراتيجيين على تنمية قطاع الأبحاث الطبية لعلاج الأمراض السائدة.
ونوه معاليه في كلمته الرئيسية فى افتتاح المؤتمر إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة انتهجت نهجا تعاونيا مع المجتمع الدولي ومنظماته الصحية بصورة دائمة ومتميزة وانطلاقا من هذا النهج دأبت وزارة الصحة على المشاركة في جميع اللقاءات العلمية والفعاليات الصحية مشيرا الى ان تأهل الدولة وإشهار خلوها من عوز اليود عام 2013 يجسد هذا التعاون البناء مع المجتمع الدولي ومنظماته الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ومنظومة الأمم المتحدة والمجلس الدولي لمكافحة عوز اليود .
وقال إن الدولة وضعت استراتيجية متطورة لمواجهة الأمراض غير المعدية كداء السكري وأمراض القلب وأطلقت برنامج استئصال مرض شلل الأطفال وأشهرت خلوها منه ومن مرض الملاريا مؤكدا أن الصحة حق أساسي للانسان.
وأعرب معالي الدكتور عبد الرحمن العويس في ختام كلمته عن تطلعه لأن يساهم المؤتمر في مزيد من الدعم والتعاون بين المؤسسات المعنية من حكومية وشبه حكومية والمؤسسات الصحية وغيرها لافتا الى ضرورة التعاون بين الدول خاصة وأن أنواعا من الأمراض المعدية لا يمكن مكافحتها من كل دولة بمفردها حيث بات الأمن الصحي الدولي من أول الاهتمامات السياسية ولابد من وضع نظام ومعايير صحية دولية هدفها حماية الإنسان وتقوية قدراته لدرء الأخطار وتجنب ما يمكن من الأمراض وتخفيف الوفيات غير المحتمة ولابد من تنامي الإرادة السياسية.
و قال سعادة الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في كلمته الترحيبية إن هذا المؤتمر يسعى إلى مناقشة محاور قيمة بالغة الأهمية تعبر عن نبض المرحلة الحساسة التي نمر بها مشيرا الى أن المتغيرات العالمية الخطيرة والمؤثرة استوجبت علينا أن نضعها في أجندة المؤتمر للوقوف على أسبابها وتداعياتها وحلولها لدراساتها وتحليلها .
وأضاف إن سعي الهيئة لتنظيم هذا المؤتمر يشكل ترجمة حقيقية للتوجيهات السديدة والرؤى المستقبلية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وفي إطار التوجيهات والدعم والمتابعة المستمرة لسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني.
وذكر سعادة الدكتور جمال محمد الحوسني أن مسيرة مؤتمر الطوارئ والأزمات بدأت في عام 2008 بخطوة واثقة ومدروسة أعلنت انطلاق مؤتمر اعتبر حينها أول مبادرة من نوعها على مستوى المنطقة والشرق الأوسط لتشكل منارة تضيء الطريق نحو هدف تسعى الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث إلى تحقيقه والوصول إليه يتجلى محليا في زيادة وتيرة التخطيط والاستعداد والجاهزية والوعي وتحسين أداء وفعالية جهود وقدرات الاستجابة للطوارئ بدولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة وعالميا في تبادل الخبرات المتعلقة بالطوارئ والأزمات.
ونوه إلى سعي الهيئة لأن يساهم مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات في مد جسور التواصل تسهيلا لنقل وتبادل الخبرات والمعارف والأفكار بين مؤسسات صنع القرار لا سيما تلك المنوط بها إدارة الأزمات على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية وتفعيل التعاون بين المنظمات والمؤسسات كافة للمساهمة في الحد من مخاطر الكوارث والأزمات فلا شك أن التحديات كبيرة لكن تعزيز البنية المعرفية لإدارة الأزمات أضحى ضرورة ملحة لا يمكن التأني أو التروي بالاستجابة لها في ظل مايهددنا ويواجهنا من مخاطر حتى نكفل المحافظة على الأرواح والممتلكات والمكتسبات.
وتوجه سعادة الدكتور جمال محمد الحوسني بالشكر لشركاء الهيئة في تنظيم هذا المؤتمر البالغ الأهمية والرعاة على دعمهم المتميز والمتواجدين على تلبيتهم الدعوة للحضور والمشاركة في فعاليات المؤتمر متمنيا أن يتمكن الجميع من النجاح والخروج بتوصيات هامة من شأنها أن تلبي الطموحات والتطلعات.
من جانبه دعا الدكتور كامبل ماكافرتي مدير الأمانة العامة للطوارئ المدنية بالمملكة المتحدة في كلمة له الى التركيز على الجاهزية الكاملة للاستجابة للطوارئ والأزمات ورصد وتوفير المبالغ المالية الاحتياطية للأمن الوطني.
وخلال جلسة العمل الاولى فى المؤتمر التى ترأسها الدكتور سلطان النعيمي باحث وأكاديمي متخصص تحدث المحافظ هنري هاس مدير الدراسات في أكاديمية الإدارة الوطنية والقائد العام السابق للدفاع المدني الفرنسي عن الأزمات من منظور أمني أشار فيها إلى أن فرنسا وضعت استراتيجية خاصة تمكنها من التعرف على المخاطر التي تواجهها وخطط الاستجابة المناسبة لها.
وتناول الدكتور مقصود كروز رئيس مركز هداية في دولة الإماررات العربية المتحدة وقاية المجتمعات من الفكر الإرهابي قدم فيها لمحة عن مركز "هداية" الذي جاءت فكرة تأسيسه ليكون أول منظمة دولية مستقلة تعمل جنبا إلى جنب مع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وشركاء آخرين على الصعيد الدولي لمكافحة التطرف العنيف عرض بعدها آلية فهم التطرف العنيف وأنواع الأيديولوجيات ومنها الدينية والمشكلات الفردية والسياسية وشرح بالتفصيل الأبعاد المتعددة لظاهرة التطرف العنيف وهي العوامل الإيديولوجية والسياسية والاتصالية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والإثنية والنفسية.
وتحدث الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث من المملكة العربية السعودية وأكد أن أمن الخليج لا يتجزأ و أشار إلى أن الجزيرة العربية من جنوب العراق وحتى جنوب اليمن تشكل كيانا جيوبولوتيكيا موحدا يمثل وحدة جغرافية متصلة لا تحتوي على عوائق طبيعة ووحدة سكانية وعرقية موحدة وتاريخية متجانسة وتخضع هذه المنطقة الجغرافية لضغوط التهديدات الخارجية التي مصدرها التطورات في المناطق المحيطة بها من جوارها الجغرافي.
ولفت الى أن منظومة مجلس التعاون الخليجي التي تأسست عام 1981 جاءت استجابة لحاجات وضرورات أمنية بحتة ودول المجلس تمكنت من الصمود أمام الضغوط السابقة التي أحيطت بها وخرجت من الحروب الأربع التي دارت في نطاقها بالحد الأدنى من الأضرار وهذا يعود لعامل أساسي هو الإيمان بمبدأ التعاون والتكامل الأمني.
و ترأس الجلسة الثانية التي ناقشت الأساليب الحديثة في إدارة الكوارث والأزمات الدكتور سيف جمعة الظاهري مدير إدارة السلامة والوقاية في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وتحدث فيها الدكتور روبرت ماكفرلين مدير مساعد بإدارة التدريب ومعايير الجاهزية في الأمانة العامة للطوارئ المدنية بمكتب رئيس الوزراء بالمملكة المتحدة عن الأساليب المبتكرة في التصدي للكوارث.
و عرض أليكس ستيفن المدير العام لقطاعات الحكومة والسلامة العامة والأمن في شركة تلسترا من أستراليا التجربة الأسترالية في إنشاء نظام وطني لتوعية وإنذار الجمهور .. فيما تناولت لونا أبوصويرح مديرة المكتب الاقليمي في الدول العربية بمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في القاهرة أولويات الإطار العام لسنداي.
ومن المنتظر أن يشهد اليوم الثاني كلمة رئيسية لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي يلقيها بالنيابة عن سموه سعادة فارس محمد المزروعي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية .
و سيتم أيضا عبر ثلاث جلسات مناقشة المتغيرات العالمية الأسباب والتداعيات والحلول والدور المحوري للإعلام في إدارة الأزمات والكوارث والتحديات والحلول في مرحلة التعافي إضافة إلى ورشتي عمل ستناقشان التخطيط الاستراتيجي في إدارة الطوارئ والأزمات وكيفية بناء الجاهزية.
جدير بالذكر أن مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات الذي تحتضنه أبوظبي يعد واحدا من المؤتمرات المتخصصة الرائدة ويعتبر منذ إطلاقه في دورته الأولى عام 2008 ولا يزال مبادرة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة والشرق الأوسط حيث تناول المؤتمر في دوراته الأربع الأولى "2008 و 2010 و 2012 و 2014" موضوعات ومحاور ذات أهمية قصوى على المستويات المحلية والاقليمية والدولية عززت الوعي والمعارف لدى جميع المشاركين والمتابعين في التعامل الصحيح والفعال أثناء إدارة الطوارئ والأزمات الأمر الذي يؤكد على الدور المحوري والهام الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة كأحد صناع الأمن والاستقرار والسلام.وام