أ.د. محمّد عبد الرّحيم سلطان العلماء
تحت وسم «علّمتني الحياة»، أطلّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على عُشّاق كلماته ومتابعي أفكاره بتغريدةٍ مفعمةٍ بأصدق مشاعر الأمل، نشرها على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، تحدّث فيها عن فلسفة الأمل ودوره في تحرير النفس الإنسانية من مشاعر اليأس والقنوط والإحباط، مؤكِّدًا على أنّ مبادرة صُنّاع الأمل في دورتها الخامسة ما زالت قادرة على خلق حالة من الإلهام وتحريك الطاقات لدى شريحة كبيرة جدًّا من الشباب والشابات ممن يستلهمون رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ويسترشدون بإشاراته الذكية التي تدفع بالإنسان نحو أفق الأمل والعمل والإبداع، ليظلّ سموه هو صاحب الحضور الأكثر عمقاً وفاعلية من بين جميع القادة الذين يراهنون دائماً على المستقبل، ويمدُّون يد العون للإنسان المحتاج دون تمييز بين الأصول والمعتقدات والثقافات، ولتظلّ هذه المبادرة النادرة منارة مُشعّة بالنور والأمل، في عالم تكتسحه الظلمات والمظالم والإهمال الملحوظ لحاجة الإنسان للأمل الذي يرسم البسمة على الوجه، ويستنقذ الإنسان من وهدة الإحباط واليأس والضياع.«علّمتني الحياة: بأنّ صناعة الأمل هي صناعة للحياة»، على هذا النحو الجازم الذي لا يدع مجالاً للاحتمالات يربط صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بين الأمل والحياة، والمعنى أنّ غياب الأمل هو الوجه الآخر للموت؛ موت الأرواح حتى لو ظلّت الأجساد حيّةً، فالأمل في جوهره الإنساني العميق هو المحرّك الأكبر للحياة، ولولا قوّة الشعور بالأمل لتعطّلت مسيرة الحياة، ومنذ بزوغ فجر الإنسانية كان الأمل هو حاديها الأكبر نحو تحقيق كلّ منجزاتها وإبداعاتها، ومن هنا جاء هذا الربط البديع بين الأمل والحياة في كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الذي اختبر هذه الثنائية الرائعة بين الحياة والأمل، وكانت حياته الشخصية والسياسية تجسيدًا لهذا الإحساس العميق بالأمل الذي جعله محرّكًا عظيمًا لكلّ منجزاته المحفوفة في معظم الأحيان بالمخاطر والصعوبات، لكنّ قوّة الأمل في الإنجاز المتميز كانت تطحن كلّ العقبات التي تعترض طريقه، وبهذا الإحساس القوي بالأمل صنع لنا روعة الإنجاز في وطننا الحبيب الذي انبثق من فكرة الأمل وتأسّس على هذا الشعور العميق، بحيث أصبح جزءًا من التركيب الأصيل للشخصيّة الإماراتيّة في سعيها الدؤوب نحو تحقيق المستحيل.
«الأمل هو الجسر الذي يربط بين الواقع الذي نعيشه والمستقبل الذي نتمناه»، وإذا كانت افتتاحية هذه التغريدة الثمينة تربط على نحو وثيق بين الأمل والحياة، فإنّ هذا الجزء من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يكشف عن الحقيقة العملية لفلسفة الأمل، وأنّ هذا الشعور هو الجسر القويّ الذي يربط فعلاً بين الحياة الواقعية التي نعيشها بكلّ ما فيها من تحدّيات ورغبات نحو أهداف مستقبلية لن نعبر عليها إلا على جسر الأمل الذي هو الضمانة الوحيدة للاستمرار وتحقيق كلّ الآمال التي يصبو إليها الإنسان عبر مسيرته نحو التطور وتحقيق ذاته المتحضرة الباحثة عن أروع أشكال الحياة التي تليق بالإنسان الذكي الذي يحترم طاقته ومواهبه.
«ولا بدّ أن نساهم في بناء جسور لملايين الشباب حتى لا يسيطر عليهم اليأس والقنوط، لأنّ الإيمان بالأمل هو إيمانٌ بالحياة ذاتها»، وتأكيدًا على القيمة المعنوية والحقيقية للأمل، يؤكِّدُ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على ضرورة مواصلة بناء الكثير الكثير من جسور الأمل كي تعبر عليها الأجيال نحو منطقة الحياة، استنقاذًا لهم من مسارات الضياع واليأس والإحباط والقنوط، مما يعكس عُمق نظر صاحب السمو الذي يدرك ببصيرته الثاقبة ما يتركه الأمل القوي من الآثار الحميدة في نفوس الشباب الذين يبحثون عمّن يأخذ بأيديهم ويرشدهم سواء السبيل، لأنّ الإيمان بالأمل هو إيمانٌ بالحياة ذاتها بحسب هذه العبارة المتوهّجة من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.
«أطلقنا صُنّاع الأمل في دورته الخامسة، واستقبلنا أكثر من 26 ألف قصة خلال شهر لشبابٍ وفتياتٍ أسهموا في مواجهة تحديات مجتمعاتهم بإيجابية ومبادراتٍ ذاتية وثقةٍ بالنفس وإمكانياتها اللامحدودة»، ولكي لا تبقى فكرة الأمل مجرد فكرة نظرية مثالية كان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أسلوبه العملي الخاص حين أطلق مبادرة صُنّاع الأمل قبل خمس سنوات، وأسهمت بفعالية في تحريك طاقة الأمل في نفوس الآلاف من الشباب الذي يعاني من ظروف صعبة توشك أن تُودي بهم إلى هاوية اليأس والقنوط، وها هي آلاف المشاركات تنهال على إدارة المبادرة خلال شهر واحد تحكي قصة المواجهة بين اليأس والأمل وإطلاق الطاقة الإيجابية التي تُعبِّرُ عن الثقة بالنفس وتُجسِّدُ الإمكانيات اللامحدودة للإنسان حين يلوح له بصيص الأمل، وتؤنسه نار الحياة.
«موعدنا مع مجموعة منهم في حفل صُنّاع الأمل في 23 فبراير بإذن الله»، وبهذه الكلمات المتوهّجة بالأمل يختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التغريدة البديعة التي تُجسِّد عُمق نظرته للحياة، وتصميمه على أن يظلّ نبراسًا يهدي الحائرين في طريق البحث عن الذات وتحقيق كرامة الإنسان.