محمد سالم آل علي
في لحظة فارقة تجسّد طموح الإمارات في رسم ملامح المستقبل، شهد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، إطلاق «قطار الاتحاد» بين أبوظبي ودبي، ليعكس رؤية متكاملة في التزام الدولة بتعزيز الاستدامة، ورفع كفاءة البنية التحتية، وترسيخ موقعها مركزاً عالمياً متقدماً في قطاع النقل.يعيد «قطار الاتحاد» تعريف مفهوم النقل الحديث، عبر اختصار المسافات بين المدن، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز كفاءة النقل، وتقديم تجربة سفر أكثر سلاسة وأماناً، ما يجعله نموذجاً عملياً للاستدامة، التي لا تقتصر على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري فحسب، بل تمتد إلى بناء منظومة بيئية متكاملة تتماشى مع المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050.
يجسّد المشروع فكر القيادة الإماراتية الشابة، التي تشكل القوة الدافعة وراء التحول نحو المستقبل، من خلال رؤية استراتيجية تربط الحاضر بالمستقبل، وتعزز العلاقات التجارية بين أبوظبي ودبي عبر تسهيل التنقل بين المراكز الاقتصادية، ما يفتح آفاقاً جديدة للشراكات والاستثمارات، ويفتح الباب أمام التوسع ليشمل جميع إمارات الدولة، مع الربط الخليجي والدولي في المستقبل القريب، ما يعزز مكانة الإمارات مركزاً لوجستياً عالمياً.
يأتي إطلاق «قطار الاتحاد» امتداداً لالتزام الإمارات بتوصيات مؤتمر «COP28»، وتعزيزاً لريادة الإمارات بالاستثمار في النقل المستدام، ما يضعها في مصاف الدول التي تؤسس لمستقبل أسرع، وأنظف، وأكثر كفاءة، وأشد ارتباطاً بالعالم من حولها، ليكون القطار ليس وسيلة نقل فحسب، بل شرياناً نابضاً بالحياة، يختصر المسافات، ويعزز الروابط الاقتصادية، ويجسّد رؤية الإمارات لعالم أكثر استدامة وابتكاراً.