المدير العام لصندوق النقد الدولي: تجربة الإمارات في دعم المرأة جديرة بالدراسة والتعميم حول العالم

الامارات 7 - أكدت كريستين لاغارد، المدير العام لصندوق النقد الدولي أن الإمارات حققت العديد من النجاحات الغير مسبوقة في مجال دعم وتمكين المرأة في مجالات كثيرة أبرزها الجانب المهني والتعليم، وأن تجربة الإمارات في هذا المجال جديرة بالدراسة والتعميم على العديد من دول العالم التي يوصف بعضها بالمتقدم، مشيرة إلى الطفرة الكبيرة التي حققتها في مجال التعليم العالي للنساء، حيث بلغت نسبة الخريجات إلى 79% من إجمالي الخريجين على مستوى الإمارات.

وأوضحت لاغارد أن العمل النسائي حول العالم يواجه تشريعات وقوانين تعوق تقدمه، وأن 143 دولة تراعي حقوق المرأة، بينما 90% من دول العالم لديها سياسات تزيد الفجوة بين الجنسين في مختلف المجالات ومنها على سبيل المثال التفرقة بين المرأة والرجل في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما يدفع المنظمات الدولية إلى المزيد من العمل لتغيير تلك السياسات التي تحول دون تقدم المرأة حول العالم.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية "للمنتدى العالمي للمرأة في دبي 2016" الذي تنظّمه "مؤسسة دبي للمرأة" بالتعاون مع "منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع" يومي 23 و24 فبراير 2016 في فندق مدينة جميرا دبي، وضمن حوار أداره أوليفييه فلورو، نائب الرئيس الأول لمجموعة بوبليسسيس، فرنسا.
نماذج نسائية
وتطرقت المدير العام لصندوق النقد الدولي في بداية الجلسة الحوارية خلال المنتدى العالمي، الذي يعقد للمرة الأولى على مستوى منطقة الشرق أوسط وشمال أفريقيا، إلى نماذج نسائية بذلت جهوداً كبيرة من اجل بلادها مثل رئيسة جمهورية تشيلي السابقة، التي عانت الكثير لتحسين اقتصاد بلادها وانتشاله من الأزمات الاقتصادية، وتدشين البرامج الاجتماعية والصحية، لتعود بعد ذلك لصفوف عامة الناس بعد أن بذلت كل ما في وسعها لصالح وطنها، وعلى الطرف الآخر، ذكرت قصة المزارعة المسنة مكسيمانا التي كانت تزرع الخضراوات في بيرو لتبيعها وترتزق منها هي وأسرتها في ظل ما تعانيه بلادها من ظروف قاسية.
ومن بين النماذج التي عاصرتها لاغارد وكانت لها بصمة واضحة في العمل الإنساني، جلالة الملكة رانيا العبدالله، عقيلة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، حيث كان أول لقاء يجمعها بجلالتها داخل احدى مخيمات اللاجئين السوريين، وهناك قابلت إحدى السوريات التي فقدت الكثير من افراد اسرتها، وطلبت منها العودة إلى ديارها، ولكنها وبعد البحث عن بيتها لم تجد له آثر، وهو ما يدفعها دائماً على العمل من أجل هذه عودة هذه المرأة ومثيلاتها من النساء والاسر التي شردت وخرجت من بلادها التي تعاني الحروب والأزمات.
كما اثنت على الجهود التي تقوم بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لاسيما في مجال توحيد المواقف الاوربية ضد أزمة اللاجئين، والعمل لأيام متواصلة خلال الأزمة الاقتصادية التي عصفت باقتصادات بعض الدول، والبحث عن حلول تمنع التدهور الاقتصادي الأوروبي بشكل عام، كما تعمل حالياً على دعم جهود التفاوض بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي حول عضوية بريطانيا في الاتحاد.
نظرة على أوروبا والعالم
وحول الوضع الاقتصادي في أوروبا، اكدت لاغارد ان أوروبا بالنسبة لها تمثل عمل لم يكتمل بعد، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأمور التي مازالت بحاجة ان تحسم بين قادتها، لاسيما فيما يتعلق بمواقفها المصرفية والسياسية وتمويل الاعمال الإنسانية في عدة بلاد مثل تركيا والأردن ولبنان والتي تواجه صعوبات على حدودها بتزايد أعداد اللاجئين.
وأوضحت المدير العام لصندوق النقد الدولي ان النمو العالمي حتى اليوم بلغ 3.5% وهي نسبة بسيطة تعني ان الاقتصاد العالمي ينمو ببطيء، لكننا نتوقع ان ينمو بمعدلات أكبر خلال العام 2017، وأشارت لاغارد إلى أن نسبة النمو الثابت في الولايات المتحدة وأوروبا تزيد من إنعاش الاقتصاد العالمي، مقارنة بأسواق تعاني بعض المشكلات مثل الصين، والبرازيل، وجنوب افريقيا، وروسيا، منوهة إلى ان الدخل المنخفض لمنتجي السلع البسيطة، وتدني الأسواق البترولية، يلقى بظلاله على صناعات الغذاء والتعدين وغيرها حول العالم.
الشرق الأوسط
وحول الوضع في دول الشرق الأوسط وما تعانيه من مشكلات ناجمة عن عدم استقرار المنطقة، قالت لاغارد ان ما تعانيه دول المنطقة من أزمات يضع الحكومات والمنظمات الدولية امام مسؤولياتها لنشر السلام والتفرغ للوضع الاقتصادي وتحقيق التنمية في تلك الدول، مؤكدة ان النزاعات المسلحة تساهم في تفشي البطالة وتقليص الوظائف.
وفي ظل ما تعانيه دول المنطقة من أزمات، اشادت لاغارد بالإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال دعم المرأة وانخراطها في مختلف ميادين العمل، بالإضافة إلى مشاركتها السياسية والتشريعية، منوهة بالخطوة التي اتخذتها الحكومة بتعيين ثمان وزيرات في آخر تشكيل وزاري للحكومة، وتعيين وزيرة للسعادة، وهو ما يدل على مدى الوعي المتنامي لدى الإمارات التي تعمل جاهده على تحقيق الراحة والسعادة لمواطنيها.



التكنولوجيا ورفاهية الشعوب
ودعت كريستين لاغارد إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتحقيق رفاهية الشعوب، من خلال استخدامات التطبيقات الذكية، والهواتف النقالة، والتكنولوجيا الحيوية، والحواسيب، وهو ما يتطلب الاستثمار في التعليم بشكل كبير يمكن الخريجين من الاستخدام الجيد والاستفادة من التكنولوجيا، وصولاً إلى استدامة اقتصاد المعرفة القائم على التكنولوجيا وتشجيع الناس على اكتساب مهاراتها.
افريقيا والتنمية
وكان للقارة السمراء نصيب في حوار لاغارد، حيث قالت إن سكانها تضاعف خلال السنوات الماضية إلى عدة مليارات، وان البعض يسأل عن أسباب هجرة الناس من البلاد الافريقية، والسبب المباشر وراء عدم نمو اقتصاداتها، والإجابة الأهم هي اننا لو نظرنا على أفريقيا من الأعلى نجد ان اكثرها إعتاماً، وهو ما يعني افتقارها للطاقة الكهربية في معظم بلدانها ، وعلى الأرض لا توجد بنية تحتية، فكيف لنا ان نوظف الناس وننمي الاقتصاد بينما لا توجد بنية تحتية، وهو ما يدفعنا إلى ضخ استثمارات في الدول الافريقية لدعم اقتصادها وتأسيس البنى التحتية.
أمي قدوتي
وحول قدوتها والنموذج الذي كان له التأثير الأقوى في حياتها، قالت كريستين لاغارد، المدير العام لصندوق النقد الدولي إن أمها هي قدوتها وأكثر شخصية أثرت فيها، لكنها كانت غير متفهمة لدورها حتى تزوجت وأنجبت الأبناء لتشعر بحجم المسؤولية التي كانت ملقاه على عاتق والدتها، لا سيما في تربية الأبناء. كما اعتبرت احدى النساء التي استقبلتها عند خوضها الحياة العملية في أحد مكاتب المحاماة، من بين الشخصيات المؤثرة في حياتها حيث كان ذلك منذ أكثر من 38 عاماً، وكان العمل في تلك المهنة قاصراً على الرجال.