الامارات 7 - عائشة سلطان
وقف رجل الدين بين أصحابه يوصيهم قائلاً: إن الذي يتزوج ابنتك أو أختك هو صاحب الفضل عليك، إنه يخلصك من العار، ويزيح عنك الهم. كلام الرجل أثار ردود أفعال شديدة الغضب، دفعت علي المالكي للتأكيد أنه قد تم فهم كلامه بشكل خاطئ، بينما قال البعض، إن هذا النوع من الطرح متعارف عليه، أو دارج في كلام أهل الصحراء، وإن الأمر لا يحتاج لهذه التأويلات المثيرة. فهل أوّل الناس وحوروا كلام الرجل فعلاً؟
إعلامياً وأخلاقياً لا يجوز لأحد أن يفتش في نوايا الرجل ومقاصده الخفية، أو يؤول حديثه أو يجتزئ منه، ليصنع قضية من الفراغ، إلا أن أحداً لم يؤول ولم يحوّر، فكلام الشيخ واضح جداً، وفي متناول العامة وجهال الطريق، ولو لم يكن مقتنعاً بما قال لما قاله! هل أراد أن يحض الآباء على تزويج بناتهم وأخواتهم بطريقته الخاصة؟ ربما، لكنه أخطأ بلا شك، والدليل أنه عاد ليقول على حسابه: (لمن أساء الفهم - بناتنا شرف، وليس عاراً).
في ظني أنه لولا تلك الضجة، التي أثارها شباب «تويتر» و«فيسبوك»، لما تراجع الرجل، ولما تراجع كثيرون غيره ممن تورطوا في تصريحات مسيئة وجارحة، وساذجة أحياناً، معتقدين بأن الجماهير مجموعات من السذج، عليهم تقبّل كل ما يلقى لهم، والإيمان به، دون أن يعترض منهم أحد. لقد انتهى هذا الزمن، وعلى الرغم من أن رجال الدين يتربعون على صفحات يصل عدد متابعيها لمئات الألوف، إلا أن بعضهم يدركون تلك الطاقة الجبارة التي تشكلها جماهير تلك الصفحات، والتغيير الجذري الذي أحدثه الإعلام الرقمي في خيارات الناس وتوجهاتهم وخياراتهم.
لقد جاء الدين ليُعلي من أخلاق الناس في المجتمعات، وإن أول دليل على طبيعة ومستوى أخلاق أي مجتمع، تتبدى في العلاقة والنظرة للمرأة. نحن اليوم في موازاة قراءة ونظرة خاطئة للمرأة، وتأثيرها وقوتها وإمكاناتها، مقارنة بالرجل، كما أننا أمام قراءة براجماتية للواقع والدين معاً، تمزج الدين ببقايا أفكار انتهت صلاحيتها، وتريد أن تعيد المجتمعات للوراء!
يصف الرسول الكريم ابنته قائلاً: «فاطمة بضعة مني»، ولم يقل عاراً عليّ، بينما يأتيك من يقول لبسطاء الناس، إن بناتهم عار وهَمٌّ، فزوجوهن وارتاحوا! أيعقل هذا؟ وفي هذا الزمن المتوتر، الملتبس، زمن انفلاش الغوغائية، وتمزيق الخرائط، وإشعال الفتن؟ إن دور رجال الدين أكبر وأخطر وأكثر حساسية، وعليهم أن ينتبهوا جيداً لما يتفوهون به، فنحن اليوم جميعاً نعيش في عمق الأزمات، ولسنا بعيدين عن خطوط التوترات العالية.
من صحبفة البيان
وقف رجل الدين بين أصحابه يوصيهم قائلاً: إن الذي يتزوج ابنتك أو أختك هو صاحب الفضل عليك، إنه يخلصك من العار، ويزيح عنك الهم. كلام الرجل أثار ردود أفعال شديدة الغضب، دفعت علي المالكي للتأكيد أنه قد تم فهم كلامه بشكل خاطئ، بينما قال البعض، إن هذا النوع من الطرح متعارف عليه، أو دارج في كلام أهل الصحراء، وإن الأمر لا يحتاج لهذه التأويلات المثيرة. فهل أوّل الناس وحوروا كلام الرجل فعلاً؟
إعلامياً وأخلاقياً لا يجوز لأحد أن يفتش في نوايا الرجل ومقاصده الخفية، أو يؤول حديثه أو يجتزئ منه، ليصنع قضية من الفراغ، إلا أن أحداً لم يؤول ولم يحوّر، فكلام الشيخ واضح جداً، وفي متناول العامة وجهال الطريق، ولو لم يكن مقتنعاً بما قال لما قاله! هل أراد أن يحض الآباء على تزويج بناتهم وأخواتهم بطريقته الخاصة؟ ربما، لكنه أخطأ بلا شك، والدليل أنه عاد ليقول على حسابه: (لمن أساء الفهم - بناتنا شرف، وليس عاراً).
في ظني أنه لولا تلك الضجة، التي أثارها شباب «تويتر» و«فيسبوك»، لما تراجع الرجل، ولما تراجع كثيرون غيره ممن تورطوا في تصريحات مسيئة وجارحة، وساذجة أحياناً، معتقدين بأن الجماهير مجموعات من السذج، عليهم تقبّل كل ما يلقى لهم، والإيمان به، دون أن يعترض منهم أحد. لقد انتهى هذا الزمن، وعلى الرغم من أن رجال الدين يتربعون على صفحات يصل عدد متابعيها لمئات الألوف، إلا أن بعضهم يدركون تلك الطاقة الجبارة التي تشكلها جماهير تلك الصفحات، والتغيير الجذري الذي أحدثه الإعلام الرقمي في خيارات الناس وتوجهاتهم وخياراتهم.
لقد جاء الدين ليُعلي من أخلاق الناس في المجتمعات، وإن أول دليل على طبيعة ومستوى أخلاق أي مجتمع، تتبدى في العلاقة والنظرة للمرأة. نحن اليوم في موازاة قراءة ونظرة خاطئة للمرأة، وتأثيرها وقوتها وإمكاناتها، مقارنة بالرجل، كما أننا أمام قراءة براجماتية للواقع والدين معاً، تمزج الدين ببقايا أفكار انتهت صلاحيتها، وتريد أن تعيد المجتمعات للوراء!
يصف الرسول الكريم ابنته قائلاً: «فاطمة بضعة مني»، ولم يقل عاراً عليّ، بينما يأتيك من يقول لبسطاء الناس، إن بناتهم عار وهَمٌّ، فزوجوهن وارتاحوا! أيعقل هذا؟ وفي هذا الزمن المتوتر، الملتبس، زمن انفلاش الغوغائية، وتمزيق الخرائط، وإشعال الفتن؟ إن دور رجال الدين أكبر وأخطر وأكثر حساسية، وعليهم أن ينتبهوا جيداً لما يتفوهون به، فنحن اليوم جميعاً نعيش في عمق الأزمات، ولسنا بعيدين عن خطوط التوترات العالية.
من صحبفة البيان