من سيح السديرة لأعلى قمة في الفضاء

نادية عبدالرزاق
في 18 من فبراير عام 1968 وبعد مشاورات عدة شهدت منطقة «سيح السديرة» الاجتماع التاريخي الذي جمع المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، للإعلان عن قيام اتحاد بين إمارتي أبوظبي ودبي، لتكون محطة الانطلاقة لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي ترتب عليه اجتماعات أخرى تكللت بإعلان اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971.

ويعد ذلك الاجتماع التاريخي محطة مهمة في ذاكرة الوطن والشرارة الأولى لبناء الدولة التي يجب أن يعرفها ويستحضرها بفخر واعتزاز أبناء الوطن من الأجيال الجديدة التي لم تعاصر مرحلة قيام الاتحاد، فضلاً عن تعزيز الهوية الوطنية.

ومن الأقوال المأثورة للأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إن الاتحاد هو طريق القوة وطريق العزة والمنعة والخير المشترك، وإن الفرقة لا ينتج عنها إلا الضعف، وإن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم، فتلك عبر التاريخ على امتداد عصوره».

وعلى خطى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، يسير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لاستكمال المسيرة والحفاظ على الاتحاد وسيادته وأمنه واستقراره، ليؤكدا أنهما خير خلف لخير سلف، وأنهما على العهد لتبقى راية الاتحاد خفاقة بين الأمم.

لقد رسخت دولة الإمارات مكانتها العالمية المتميزة منذ تأسيسها عبر منظومة تشريعية متكاملة ونهج إنساني متفرد، وسنّت التشريعات والقوانين التي تكفل تحقيق ذلك، وباتت الدولة بفضل الجهود العادلة والمتوازنة وجهة مثالية لملايين العمال والمستثمرين للعيش والعمل، وتسهيلات الاستثمار وتأسيس الأعمال بفضل جهودها في تحديث منظومة القوانين والتشريعات التي تضمن توفير الحماية لحقوق العمال، بالتوازن مع ضمان مصالح أصحاب العمل، إذ حلت الإمارات في المركز الأول عالمياً في نسب التوظيف في تقارير التنافسية العالمية 2024، ويعد ذلك تأكيداً على أن الاقتصاد الإماراتي يعد واحداً من أكثر الاقتصادات قوة وتنوعاً على مستوى المنطقة والعالم، وذلك بفضل استراتيجيات التنويع الاقتصادي والاستثمار في البنية التحتية، وتعزيز التجارة الدولية والابتكار التكنولوجي، واستقطاب المواهب، والاهتمام بالتعليم والاستدامة.

ويمثل تمكين المرأة أولوية في رؤية قيادة دولة الإمارات، الأمر الذي جعلها نموذجاً عالمياً يحتذى في التمكين السياسي للمرأة، حيث تبوأت دولة الإمارات المركز الثاني في مؤشر نسبة تمثيل المرأة في البرلمان ضمن التقرير السنوي للتنافسية العالمية 2024، ويتصدر تمكين المرأة الإماراتية وتعزيز مشاركتها السياسية والبرلمانية الأولويات لدى قيادتنا الرشيدة، ويتجسد ذلك بجلاء في المكانة التي حققتها المرأة الإماراتية في كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية.

لقد نجحت دولة الإمارات في تحويل طموحاتها الكبيرة في مجال الفضاء إلى واقع ملموس عبر إنجازات غير مسبوقة، كللتها في عام 2019 بإعلانها عن وصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليصبح أول رائد فضاء عربي يصل إلى المحطة الدولية. وفي الذكرى الـ53 المجيدة لقيام دولة الاتحاد تستكمل دولة الإمارات مسيرة النجاح والتميز والريادة، وندعو المولى عز وجل أن يحفظ قيادتنا ويسدد خطاها لما فيه الخير للإمارات وشعبها.