ما هو الغلوتين؟ كل ما تحتاج لمعرفته عن هذا البروتين وتأثيره على صحتك

الامارات 7 - الغلوتين هو مصطلح شائع تسمعه كثيرًا عند الحديث عن الأطعمة والنظم الغذائية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحساسية تجاه الطعام أو مشاكل الجهاز الهضمي. ولكن ما هو الغلوتين تحديدًا؟ وما هي تأثيراته على الجسم؟ في هذا المقال، سنقوم بتوضيح ماهية الغلوتين، أين يوجد، ومن يجب أن يقلق بشأنه.

1. تعريف الغلوتين

الغلوتين هو بروتين طبيعي يوجد في بعض الحبوب مثل القمح والشعير والشوفان والجاودار. يتميز الغلوتين بقدرته على إعطاء العجين قوامه المرن، حيث يعمل كعامل ربط يساعد المكونات على الالتصاق ببعضها البعض، مما يجعل المخبوزات مرنة وناعمة. لهذا السبب، يُستخدم الغلوتين بكثرة في صناعة الخبز والمعجنات والمكرونات.

2. مصادر الغلوتين في الغذاء

يوجد الغلوتين بشكل رئيسي في الأطعمة المصنوعة من القمح مثل الخبز، المعكرونة، البسكويت، والمخبوزات بشكل عام. بالإضافة إلى القمح، يمكن العثور على الغلوتين في الشعير والجاودار وبعض الأنواع من الشوفان (ما لم يُكتب على العبوة أنه خالٍ من الغلوتين). كما يُستخدم الغلوتين في صناعة بعض المنتجات الغذائية كعامل مثخن أو لتحسين القوام، مما يعني أنه يمكن أن يكون موجودًا في بعض الأطعمة المصنعة مثل الصلصات الجاهزة، الحساء المعلب، وحتى في بعض أنواع الحلوى.

3. الغلوتين وحساسية القمح وحساسية الغلوتين

بالنسبة لمعظم الناس، يعتبر الغلوتين بروتينًا غير ضار ويمكن هضمه بشكل طبيعي. ولكن هناك بعض الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية تتعلق بتناول الغلوتين، أبرزها:

مرض السيلياك (Celiac Disease): هو اضطراب مناعي حيث يتفاعل الجهاز المناعي بشكل سلبي مع الغلوتين، مما يؤدي إلى تلف الأمعاء الدقيقة وعدم القدرة على امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح. الأفراد الذين يعانون من السيلياك يجب أن يتجنبوا الغلوتين تمامًا.

حساسية الغلوتين غير السيلياك: بعض الأشخاص يعانون من أعراض مشابهة لأعراض مرض السيلياك مثل الانتفاخ وآلام البطن والإرهاق عند تناول الغلوتين، ولكنهم لا يعانون من التلف المعوي المرتبط بمرض السيلياك. يُعرف هذا بحساسية الغلوتين غير السيلياك.

حساسية القمح: وهي تختلف عن مرض السيلياك، حيث يعاني الأفراد من رد فعل تحسسي تجاه بروتينات القمح بشكل عام، وليس الغلوتين فقط.

4. تأثيرات الغلوتين على الصحة

بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل صحية تتعلق بالغلوتين، يمكن أن يكون الغلوتين جزءًا طبيعيًا ومفيدًا من النظام الغذائي. الحبوب الكاملة التي تحتوي على الغلوتين مثل القمح والشعير تعتبر غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة القلب والجهاز الهضمي. من جهة أخرى، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السيلياك أو حساسية الغلوتين، فإن تناول الغلوتين يمكن أن يؤدي إلى أعراض مزعجة ومشاكل صحية خطيرة.

5. الأطعمة الخالية من الغلوتين

مع تزايد الوعي بمشاكل الغلوتين، أصبحت المنتجات الخالية من الغلوتين أكثر انتشارًا وتوافرًا في الأسواق. هناك العديد من الأطعمة التي تكون بطبيعتها خالية من الغلوتين مثل الفواكه، الخضروات، اللحوم، الأسماك، البيض، ومنتجات الألبان. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر الآن بدائل للحبوب تحتوي على الغلوتين مثل الأرز، الكينوا، والحنطة السوداء، مما يتيح للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين أو السيلياك التنويع في نظامهم الغذائي.

6. هل يجب على الجميع تجنب الغلوتين؟

الغلوتين ليس ضارًا بالنسبة لمعظم الناس، ولا توجد أدلة علمية تدعم أن تجنب الغلوتين يفيد الأشخاص الذين لا يعانون من حساسية الغلوتين أو مرض السيلياك. في الواقع، يمكن أن يؤدي تجنب الغلوتين دون سبب طبي إلى نقص بعض العناصر الغذائية المهمة مثل الألياف والفيتامينات والمعادن الموجودة في الحبوب الكاملة.

الخلاصة

الغلوتين هو بروتين طبيعي يوجد في العديد من الحبوب، ويعتبر جزءًا من النظام الغذائي لمعظم الناس. بينما يمكن أن يكون ضارًا للأشخاص الذين يعانون من السيلياك أو حساسية الغلوتين، فإنه بالنسبة للغالبية يُعد آمنًا وصحيًا. من المهم التعرف على طبيعة الجسم واحتياجاته الغذائية قبل اتخاذ قرار بتجنب الغلوتين، وضمان الحصول على التغذية المتوازنة من مصادر متنوعة.